نحن المصريين وحكامنا الآن فى نبأ عظيم، فالمراقب لتصرفاتنا يلاحظ أننا ندعو إلى أشياء ونفعل عكسها، طالبنا بنزاهة الانتخابات وحدث وكان أول من حارب نتائجها الذين خسروها فهى نزيهة أن نجحوا ومزورة وباطلة إن جاءت ضد مصالحهم الشخصية فأى هراء ذلك الذى نفعله وإلى أى قانون نحتكم وفى أى الطرق نسير؟ فلا نحن نتبع ما أوصانا به الدين فى تعاملاتنا بالرغم من أننا ننادى بتطبيق الشريعة ولا نحن نحترم قوانين الدولة وفى غياب الأمن ومن وراء ستار مناداتنا بإقامة دولة العدل ارتكبنا كل الموبقات بدءا من البناء على الاراضى الزراعية وانتهاء بأعمال البلطجة والسرقة وترويع الآمنين؟ نتشدق بالديمقراطية ولا نحترم رأى الأغلبية، وأمام بيوتنا نصنع المطبات بعشوائية كريهة تقصم ظهر أى سيارة ولو سارت كالسلحفاة ثم نتهم الحكومة بإهمال الطرق والمرافق، ونقتطع معظم مساحات الارصفة امام متاجرنا فنوسع على انفسنا ونضيق على المارة ثم نلعن الزحام والتكدس، ومعظمنا يباهى بكسر القوانين بينما ينظر الملتزمون إلى الأرض عند اعترافهم بالانصياع له وكأن الالتزام عورة. لقد شاهدنا ماحدث على ارضنا فى عشرين يوما من عامين وكيف قمنا بثورة أبهرت العالم قام الشباب بعدها بتنظيف الشوارع ورفع المخلفات ودهان الأرصفة وأعمدة الإنارة ولم تطل فرحتنا بما تحقق إذ بدأنا نفسدها ونفعل ما جعل الآخرين يختزلوها إلى مجرد انتفاضة، وبدلا من النظر إلى المستقبل والبدء فى تغيير أنفسنا كما غيرنا النظام انشغلنا بالماضى وتصفية الحسابات وأصبح لكل تيار قانونه الخاص الذى يعترف به ويحترمه بينما يسفه قوانين البلد التى تحتوينا جميعا ومن قاموا بالثورة ونظفوا الميدان يسكتون اليوم عما يحدث فيه وله من بلطجة ومخدرات وخلافه؟؟ والدولة ساكتة لا تريد التدخل حتى لا تتهم بانتهاك حق التظاهر؟؟ فهل ترون معى أننا – مواطنون ومسئولون - يجب إعادة برمجة سلوكنا وأخلاقياتنا من خلال خطة إعلامية وثقافية وتعليمية ممنهجة ومحددة المادة والمدة نضطلع بها جميعا فى بيوتنا قبل أروقة الوزارات المعنية والأزهر والكنيسة حتى نعود للمصرى الذى عرفه التاريخ نعلم الدنيا وننير عقول أهل الأرض جميعا كما فعل أجدادنا فى وقت كانت شموس العلم والأخلاق محجوبة عن سماوات الأرض بغيوم الجهل إلا فى سماء مصر الصافية؟؟؟