العجيب أن مصر عندما حكمها أبناؤها باتوا في حاجة إلي من يعلمهم؟؟؟ فالمراقب لتصرفات المصريين الآن يلاحظ أننا ندعو إلي أشياء ونفعل عكسها، نفتخر بأناس لم يحكمونا ونتهم بالخيانة والعمالة وكل محتوي قواميس الاهانة كل من حكمونا بالفعل بداية من عبدالناصر، ثم السادات وانتهاء بمبارك الذي بين يدي القانون الآن! لا نتبع ما أوصانا به الدين في تعاملاتنا بالرغم من أننا ننادي بتطبيق الشريعة ولا نحترم قوانين الدولة التي نحيا في ظلها بدليل أننا في غياب الأمن ورغم مناداتنا بإقامة دولة العدل ارتكبنا كل الموبقاءت بدءا من البناء علي الأراضي الزراعية وانتهاء بأعمال البلطجة والسرقة وترويع الآمنين؟ نتشدق بالديموقراطية ولا نحترم رأي الأغلبية ومعظمنا يباهي بكسر القوانين بينما ينظر الملتزمون إلي الأرض عند اعترافهم بالانصياع لها وكأن الالتزام بها عورة وبعد اسقاط النظام السابق بدلا من النظر إلي المستقبل والبدء في تغيير أنفسنا انشغلنا بالماضي وتصفية الحسابات وأصبح لكل منا قانونه الخاص يعترف به ويحترمه، بينما يسفه قوانين البلد التي تحتوينا جميعا ونري من قاموا بالثورة ونظفوا الميدان يسكتون اليوم عما يحدث فيه وله من بلطجة ومخدرات وخلافه؟؟ والدولة ساكتة لا تريد التدخل فإلي أي قانون نحتكم وفي أي الطرق نسير؟ اننا بحاجة ماسة إلي إعادة برمجة سلوكنا وأخلاقياتنا لنعود للمصري بتاع زمان الذي وبالرغم من كونه تحت حكم الأجنبي علم الدنيا كلها وأنار عقول أهلها عندما كانت شموس العلم والأخلاق محجوبة عن سماوات الأرض بغيوم الجهل إلا في سماء مصر الصافية. د. سمير البهواشي القاهرة