أثناء ال 18 يوما الأولى للثورة، تم تكوين ما سمى فى هذا التوقيت بائتلاف شباب الثورة، والذى لمع اسمه ومكانته بعد التنحى مباشره، بعدما التقى به المجلس العسكرى فى هذا التوقيت، وبدأ أعضاؤه فى الظهور إعلاميا.. ثم بعد ذلك بدأنا نسمع عن عدة ائتلافات أخرى يتم تكوينها وتظهر على الساحة، وأصبح مسمى (ائتلاف) أيقونة لمجموعات كثيرة تأخذه مسمى لها، وعندما أراد المجلس العسكرى أن يكسر صورة ائتلاف الشباب، قام بالدعوة فى ذلك التوقيت إلى الاجتماع بكل الائتلافات الشبابية، فأية مجموعة مهما كانت تحمل اسم ائتلاف يحق لها حضور الاجتماع .. فكل مجموعة أصدقاء يجلسون معا على أحدى المقاهى كان بإمكانهم تكوين ائتلاف باسم المقهى وحضور الاجتماع. فظهر فى هذا التوقيت عدد كبير جدا من الائتلافات، وخرجت علينا بعض وسائل الإعلام لتتحدث عن فرقة الشباب، وكثره الائتلافات، واستطاع المجلس العسكرى وقتها كسر الفكرة وتشتيتها. هذا أيضا ما يحدث الآن .. عندما تكونت جبهة الإنقاذ الوطنى من مجموعة من القوى السياسية والشخصيات العامة المعارضة للإعلان الدستورى فى حينها، ولسياسات الرئيس مرسى بعد ذلك (نتفق أو نختلف مع أداء الجبهة فهى تقف بشكل واضح وصريح فى الصف المعارض للسلطة)، فوجئنا بتكوين جبهة جديدة تسمى "جبهة الضمير"، وكأننا انتقلنا من عصر الائتلافات لعصر الجبهات.. وأعتقد أن السلطة الحالية تسير على خطى المجلس العسكرى فى محاولة كسر "جبهة الإنقاذ" عن طريق دعمها لظهور العديد من الجبهات الأخرى التى تعمل على إضعاف المعارضة، وإظهار تفتتها، والحديث من خلال شعارات فارغة لا تمس الواقع بصلة، فإذا نظرنا إلى جبهة الضمير التى تم تكوينها بالأمس، وتشكيلها، فإنها تحتوى على مجموعه من الأسماء التى تنتمى لتيار الإسلام السياسى الداعم لسياسات السلطة ومجموعة من الأسماء التى تورطت مع السلطة فى كتابة الدستور، وتمريره بالشكل المؤسف الذى شاهدناه جميعا، بجانب أننا رأينا ومع أول وأسرع اختبار لجبهة الضمير اتضح إن معندهمش ضمير أصلا.. لأنهم أضافوا أسماء شخصيات للجبهة اكتشفنا بعد ذلك أنهم ليسوا أعضاء معهم أمثال الدكتور سيف عبدالفتاح والدكتور معتز عبدالفتاح وغيرهما ( أين الضمير يا جبهة الضمير). إن ظهور تلك الجبهة فى هذا التوقيت ما هو إلا محاولة لإضعاف جبهة الإنقاذ، وتشتيت المواطن بين العديد من الجبهات الذى أصبح من اليقين أنها جبهات ليس لها من اسمها شىء، فجبهة الإنقاذ لا تستطيع الإنقاذ وجبهة الضمير لا تمتلك ضميرا من الأساس.. للأسف كلها صراعات سياسية بحتة لا تهدف لخدمة الوطن، ولكنها تهدف لخدمة مصالح تيارات وأحزاب بعينها.. إنها عملية الخداع باسم الضمير.