لا يشك أحد فى أن مسلسل الفوضى والعنف والبلطجة ما هو إلا مخطط خبيث وعدنا به النظام البائد عندما قال الرئيس المخلوع أما أنا أو الفوضى. نعم هو مخطط الثورة المضادة التى تشعلها الفلول الضالة وتقوم بالإنفاق عليها وتمويلها بأموال الشعب المنهوبة وهدفها الوحيد هو إجهاض ثورتنا الشعبية التى أبهرت العالم كله بسلميتها وتمسكها بالأساليب اللاعنفية فى التظاهر والاحتجاج لتنفيذ أهدافها النبيلة. إن ثورة 25 يناير شاركت فيها كل أطياف الشعب وكل فئاته وطوائفه وخاصة الفقراء والمهمشين منهم. ثورة يناير كانت أهدافها نبيلة وشهدائها من أنبل شباب مصر وأهدافها واضحة عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية. مع موجة العنف الإجرامى التى شهدتها البلاد فى الذكرى الثانية للثورة لابد من مراجعة النفس وإعادة الحسابات لنتمكن من وضع عجلات القطار الثورى المستمر على الطريق السليم الذى يوصلنا إلى تحقيق الأهداف فى أقصر مدة زمنية ممكنة، ونتمكن من إنهاء معاناتنا المتراكمة على مدى عقود من الفساد والإفساد، عقود من الضلال والتضليل، عقود من الظلم والاستبداد الممنهج. أولا: لابد من التمسك بحق شعبنا المصرى العظيم فى الحرية وممارسة الديمقراطية التى ارتضيناها جميعا كوسيلة وحيدة، لتبادل السلطة والمنافسة عليها بالطرق السلمية والحضارية. ثانيا: لابد من التمسك بحقنا جميعا فى الاحتجاج والتظاهر كوسلية حضارية، للتعبير عن الرأى بطريقة سلمية حضارية خالية من أى نوع من أنواع العنف، سواء كان لفظيا أو ماديا لحين استكمال المشوار الطويل اللازم لتحقيق اهداف الثورة. ثالثا: أعتقد أن احترام الإرادة الشعبية الموثقة بصناديق انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائى كامل أمر حتمى على الجميع، وضرورى لاستمرار مسيرة التطور الديمقراطى التى ارتضاها الشعب كطريق متحضر للوصول إلى كراسى السلطة. رابعا: لا مفر من التمسك باحترام المؤسسات المنتخبة والاعتراف بشرعيتها كأمر بديهى ولا يصح التشكيك فى شرعية المؤسسات المنتخبة لأسباب تافهة واتباع الأساليب القانونية فقط لإسقاط هذه الشرعية. خامسا: لا مفر على الإطلاق من احترام القضاء واستقلاله وعدم تسييسه واحترام أحكامه القضائية النهائية والتى تحتم وجوبية تنفيذها واحترامها والعمل بها مهما كانت المبررات، مع الاستمرار فى آليات تطهير القضاء والحفاظ على استقلاله. سادسا: لابد من الحفاظ على حيادية المؤسسات الأمنية (الجيش والشرطة والمخابرات)، وعدم تسييسها وحصر مهامها فقط فى الحفاظ على أمن البلاد وحماية حدودها وحماية جبهتنا الداخلية من عبث العابثين بل وتدعيمها بالعتاد اللازم لتنفيذ هذه المهام عندما يطلب منها ذلك، بل أقول إنه آن الأوان لرد الاعتبار لرجال الشرطة ورجال القوات المسلحة الشرفاء باعتبارهم العين الساهرة على حفظ أمن مصرنا العظيمة. سابعا: الحوار هو الطريق الوحيد لمناقشة أى نقاط خلافية على أن يكون حوارا بناء على موائد حوارية فى غرف مغلقة بعيدا عن الشارع والشاشات. أعتقد أن رفض الحوار أو تعطيله أو التقليل من شأنه ما هو إلا مراوغة سياسية ومناكفة لا طائل من ورائها، بالإضافة إلى أن بديل الحوار ما هو إلا صدام يوفر بيئة وغطاء لأفاعيل الثورة المضادة. ثامنا: إن أعمال العنف والاعتداءات على الممتلكات والمؤسسات ورجال الأمن ما هى إلا أعمالا إجرامية تحتاج إلى الردع بقسوة والضرب بيد القانون الرادعة وتحتاج إلى الإدانة منا جميعا، ويجب التفريق بين العمل الثورى السلمى والعمل الإجرامى الجبان. تاسعا: نحتاج إلى وضع آليات للتنافس والصراع السياسى بين الأحزاب وخاصة فى المجال الإعلامى للقضاء على الشائعات والأكاذيب والتى يطلقها الفلول الضالة والهاربة، ومن ورائهم فى بلاد لاتريد الخير لمصر وتوفر لهم الملاذات الآمنة. وأخيرا من على هذا المنبر الحر أقول الخزى والعار للرئيس المخلوع وأبناؤه وكل مساعديه ومستشاريه. الخزى والعار لرجال حزبه وقياداته وأعضاء برلماناته ومجالسه النيابية المزورة وترزية قوانينه. الخزى والعار لكل رجال أمن الدولة الذين تصنتوا وتجسسوا على أبناء الشعب، ولفقوا لهم القضايا وأدخلوهم سلاخانات التعذيب زورا وبهتانا بحجة حماية النظام. الخزى والعار لكل من نهب أموال الشعب وهربها للخارج ولكل من سرق أراضى وممتلكات الشعب. الخزى والعار لكل صانعى الأزمات لمحاسبة الشعب وإذلاله فى طوابير للخبز أو طوابير، للحصول على أنبوبة بوتاجاز أو لتر بنزين أو سولار. الخزى والعار لإعلام وصحافة المخلوع مبارك المضلل الذى ضلل الشعب وقدم الغطاء للفساد وساعد النظام على الظلم والسلب والنهب. الخزى والعار لكل من ساهم فى جعل مصر دولة بلا سيادة وبلا هوية وجعلها أضحوكة العالم ودمية فى أيادى الصهيونية العالمية والصليبية الدولية. الخزى والعار لكل من ساعد فى نشر ثقافة الخراب والفساد والرشوة والمحسوبية ونشر ثقافة الإحباط وثقافة التوريث فى القضاء والشرطة والجامعات، الخزى والعار لكل من يقف فى طريق تطهير البلاد من الفلول والذيول المتبقية من نظام الاستبداد وتطهير كل المؤسسات والوزارات والدواوين. الخزى والعار لكل من ينشر الفوضى والعنف أو يحرض عليها أو يوفر لها أى غطاء. المجد والخلود لشهداء ثورة 25 يناير النبلاء الذين دفعوا دماءهم وأرواحهم، لكى ينتزع الشعب حريته ويمتلك إرادته الحرة. المجد والخلود لكل مصابى ثورة 25 يناير الذين ضحوا بأجزاء من أجسادهم لتعيش ثورة الشعب المجيدة. المجد والخلود والعزة لمصر المحروسة وثورتها السلمية اللاعنفية التى أبهرت العالم بحضارتها وتحضرها.. عاشت مصر كنانة الله فى الأرض حرة وآمنة.