أنفلونزا الخنازير التى تسببت بمئات الحالات المرضية البشرية فى الولاياتالمتحدة والمكسيك، حيث قضت ربما على 60 شخصاً حتى الآن بحسب منظمة الصحة العالمية، مرض تنفسى يصيب خنازير المزارع، لكنه قابل للانتقال إلى الإنسان، ما يثير المخاوف من انتشار وباء بشرى جديد. وهو ناجم عن فيروس أنفلونزا من النوع "إيه" أى أنه قادر على الانتشار سريعاً، وعلى غرار البشر، تتغير فيروسات الأنفلونزا باستمرار لدى الخنازير، إلا أن تلك الحيوانات تملك فى مجارى جهازها التنفسى لواقط تستشعر فيروسات أنفلونزا الخنازير والبشر والطيور. بالتالى اعتبرت الخنازير "بؤرا" تساهم فى ظهور فيروسات جديدة، نتيجة إعادة التركيب الجينى الناجمة عن حالات العدوى المتوالية. وتثير هذه الفيروسات الهجينة المخاوف من ظهور فيروس جديد للأنفلونزا، فتاك على قدر ما هو فيروس أنفلونزا الطيور، لكنه يعدى كأنفلونزا البشر. وقد يكون هذا النوع من الفيروس الذى يجهله جهاز المناعة البشرى، قادراً على إطلاق وباء أنفلونزا. وظهرت تركيبات جديدة من الفيروس مع مرور الزمن، على غرار "إتش1إن1" والفيروسات الأخيرة التى تم فرزها "إتش1إن2" و"إتش3إن2" و"إتش3إن1". وأفادت وزارة الصحة المكسيكية ومختبرات كندية وأمريكية، أن الوباء البشرى عائد إلى "فيروس أنفلونزا جديد"، وتنتقل أنفلونزا الخنازير أحيانا إلى البشر، لا سيما الذين يحتكون بتلك الحيوانات، لكن سبق أن سجلت حالات من العدوى بين البشر. فى الولاياتالمتحدة أحصيت حالتا وفاة بالمرض عام 1976 و1988. وأفادت مراكز مراقبة الأمراض الأمريكية فى 17 أبريل عن إصابة طفلين فى التاسعة والعاشرة من العمر، لم يحتكا بخنازير. وانبثقت الحالتان من فيروسات مشابهة تحمل تركيبة جينية فريدة حتى الآن، لم تندرج فى لوائح فيروسات الخنازير والبشر فى الولاياتالمتحدة أو أى مكان آخر، بحسب المركز الأوروبى لمراقبة الأمراض. وأحصيت فى الولاياتالمتحدة خمس حالات مماثلة (كاليفورنيا، تكساس). ولا يقدم اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية الحماية من أنفلونزا الخنازير، وأضاف المركز أن تناول لحم الخنزير لا يشكل خطراً بنقل العدوى لأن حرارة الطهو (71 درجة مئوية) كفيلة بالقضاء على الفيروسات والجراثيم.