كلمتان متلازمتان كأنهما ابن وأب لا يمل من ترديدهما قيادات جماعة الإخوان.. كم هو جميل وقع سمعهم!! والأجمل أن يكون واقعاً نعيشه نلمسه. حدثنى أكثر عن الاصطفاف الوطنى الذى نراه جلياً فى صراع يطلق عليه سياسياً وهو بالأصل سلطوياً على أشلاء وطنى. ألا يخجل كل زاعق ومدعى ثورة وتاجر دين نخبوى أو أكاديمى يصيغ الكلمات ويطوعها ويحشو ويكرر كلامات لا أصل لها فى دنيا الشتات؟!.. ألا يعتقد مثل هؤلاء أن الشعب قد مل من كذب ما يدعون؟!.. ألا يعتقد هؤلاء أن المشاهد قد سأم من ترديد ما لا يؤمنون؟!.. ألم تمل جدران مدينة الإنتاج الإعلامى من ساسة الخراب ونخبة الفتنة. إذا أردت أن ترى كذب مقولة الاصطفاف الوطنى والتوافق المجتمعى فانظر لتراه جلياً فى سيناء.. ربما كان صغر المجتمع سكانياً قياساً بباقى المحافظات هو ميزة ونموذجاً لمن أراد أن ينشئ توافقا واصطفافا وتعميمه فيما بعد إن حدث.. ولكن، هيهات وهيهات. كم من مجالس اجتمعت على نقاط تلاقى يكون بعدها التنافر والتناحر وكان شيطان النزاع يؤذن فيه فتجد من يؤمّن من خلفه.. ائتلافات وحركات وأحزاب فى سيناء اتفقت على ألا تتفق. ربما كانت التربة فى بداية الثورة خصبة لبداية ظهورالحراك الشبابى والثورى الغير أيديولوجى وهو نتيجة عادية لخصومة ورفض لقطاع الشباب قبل الثورة للممارسة السياسية الإقصائية من قبل المخلوع ونظامه وكأنه عقاب بعقاب. ولكن ما لبث أن اخترقت هذه الحركات والائتلافات التى أسسها شباب أنقياء من قبل مؤسسات بالدولة (لم تسلم بعد للشرعية المنتخبة)، فما كان منها إلا أن زكّت الشقاق وأصبحت ثقلا على الثورة وعلى الثوار الحقيقيين. مرت الشهور ثم مروا بهيمنة العسكر وتأخير تسليم السلطة كما وعدت بعد 6 شهور وتوالى الدور الثورى للضغط لرجوع الجيش لثكناته ومطالب مدنية بعدم تسييسه وأصبح مطلبا ثوريا أن تتم محاكمة المجلس العسكرى على جرائم ماسبيرو ومحمد محمود. وتزامن مع هذه الأحداث أن قمنا بمسيرات ووقفات احتجاجية فى بيئة لم تعتاد أن تسمع عن الجيش (كما يردد البعض رغم أننا حذرنا من الخلط بين المجلس العسكرى المسئول سياسياً عن مصر حينها وبين جيش مصر الوطنى) أى كلمات تدينه ربما لدوره الوطنى فى تحرير سيناء والدور الاستخباراتى المشهود له أثناء حرب الاستنزاف وهذا بالطبع موضع إجماع من الجميع. صعوبات جمة فى عمل عروض (عسكر كاذبون) فى مشارف الطرقات وساعدتنا القبلية والعادات والتقاليد على أن تمر الأمور بسلام. وصولا بمرحلة الانتخابات الرئاسية للشرعية المنتخبة وسماع كلمات التوافق والاصطفاف من جديد. جميل.. وماذا بعد؟ ساعدنا فى مشروع 100 يوم الذى وعدنا الرئيس بتحقيق نجاحات فى ملفات الوقود والأمن.. الخ، ولإضافة ملف المياه لخصوصية المشكلة بسيناء.. ربما الأحزاب غير جادة فى المشاركة فى الملفات تلك ولكنها لم تكن معوال هدم حينها وهذا أضعف الأيمان. أشهد أيضاً أن المشاركة كانت بدافع أننا كنا نزعم ومازلنا أن الرئيس لكل المصريين ليس لجماعة أو حزب، خاصة أننا شاركنا فى نجاحه رغم أن الكثير من شباب الثورة كان يميل للتطوع فى الحملات الرئاسية والمشاركة فيها لطرفى المعادلة والمشكلة (حمدين وأبو الفتوح) ولكن وجدنا فى إسقاط شفيق نجاح نسبياً وأصبح الأمر واقعاً بفوز الدكتور مرسى واستبشرنا خيرا وبعدها.. لم نجد أى واقع للاصفاف، اللهم إلا فى حملات تطهير الفساد من الرموز فى المحليات والإدارة الهندسية والتنفيذيين المنخرطين فى ملفات الفساد المالى والإدارى وأحياناً السياسى.. ربما ساعد على ذلك عدم نجاح الثورة بالقاضية وأصبح الفوز بالنقاط هو المطروح والمتاح. أضف على كل ذلك أن الثوار من الأساس أمسوا ضحايا للاستقطاب الحزبى، وكم من جرائم تُفعل تحت الحزبية والممارسة الخاطئة لها!!! قد يخطئ البعض فى تصوره أن كل ذلك قد ينحى النظام الشرعى من واجباته نحو الأطراف الفاعلة والتيارات السياسية وحتى المتناحرة وجمعهم على مائدة حوار جادة غير مشروطة. عن أى اصطفاف يتحدث قادة الإخوان وهم حتى لم ينجحوا مع من هم أقرب إليهم منهجاً فكرياً (تيار الإسلام السياسى)؟!! دلا أثر فى سيناء للجلسات أو المشاورات فى الأمور المحلية والتى قد تحتمل الرأى والرأى الآخر، حتى المناصب التنفيذية لم تطل الجميع. قد يكون للآخرين دور سلبى فى خصومتهم العمياء وأحياناً الافتراءات والأخبار الكاذبة عن بيع فى مناطق حدودية أو منطقة حرة فى معبر رفح هم كانوا أول من طالب بإنشاءها قبل الثورة. ومن الإنصاف أن أبرز أن جبهة (الخراب) تعبث بعقول الثوار القدامى لإفشال أى وفاق، وأصبح من العيب أن ترى تلاقى فى نقاط، وكان هناك منطق تفكير يقول إن الإخوان إن ساروا يميناً سرنا نحن يساراً. قول واحد.. إن نجح الفرقاء فى وضع أجندة نقاش تعبر عن مشاكل سيناء أو بالأحرى أوجاع شعب سيناء.. وقتها يمكن لكلمات الاصطفاف أن تجد صدى عند السيناويين وقد تعمم التجربة وتصبح واقعاً تعيشه مصر.