مازالت الدماء تراق فوق القضبان فى أنحاء الجمهورية، وذلك بسبب الحوادث المتكررة فوق قضبان السكك الحديدية بمصر، وكان نصيب محافظة البحيرة النصيب الأكبر فى تلك الحوادث، وقد سادت حالة من الغضب أهالى منطقة الكوبرى العلوى بدمنهور، استياء من غلق مزلقانى الإستاد أسفل الكوبرى العلوى، مناشدين وزير النقل والمواصلات ورئيس هيئة السكة الحديد، من أجل سرعة الانتهاء من أعمال صيانة المزلقان، ومحملين تلك الجهات المسئولية الكاملة لجميع حوادث مصرع المواطنين تحت عجلات القطارات بهذا المزلقان والحوادث التى سوف تترتب على استمرار غلق المزلقان. وحذروا من وقوع كارثة محققة أخرى قد تنجم عن الاستمرار فى غلق "مزلقان الإستاد" وهى انهيار الكوبرى العلوى أعلى مزلقان الإستاد وذلك نتيجة تكدس السيارات أعلى الكوبرى العلوى وزيادة الأحمال، نظرا لمرور سيارات النقل الثقيل من أعلى الكوبرى لأنه أصبح الطريق الوحيد الذى يربط شرق المدينة بغربها التى تتوقف على الكوبرى لساعات طويلة نتيجة الازدحام وهو البديل الوحيد للمزلقان. وأصبح هذا المزلقان مثال حى على الإهمال الجسيم المتمثل فى هيئة السكة الحديد بالبحيرة، حيث أصبح بهجت نوار متعهد توزيع الصحف بالبحيرة، والذى يمتلك صافرة يستخدمها فى تنبية المارة وتحذيرهم من القطارات، والذى أصبح يقوم بدور خفير المزلقان وعسكرى المرور اللذان غابا عن المشهد نهائيا بل منذ غلق المزلقان عقب وقوع حادث أسيوط مباشرة، كما أكد بهجت نوار أن مسئولى السكة الحديد حضروا عقب وقوع حادث كارثة قطار أسيوط بأسبوع، وقرروا غلق مزلقان الإستاد ثم هدمه بحجة إعادة بنائه. وقد أطلق عليه الأهالى اسم "مزلقان الموت" نظرا لتكرار حوادث القطارات عليه وقد شهد 4 حوادث هذا العام فقط أسفرت عن مصرع 3 شباب وموظفة بالتأمينات الاجتماعية. وقعت آخرها ثانى يوما لغلق المزلقان، حينما لقيت طالبة مصرعها وتدعى "ميرنا سعيد أحمد.5 سنة" طالبة، ومقيمة بقرية نديبة التابعة لمركز دمنهور أثناء عبورها المزلقان غير الممهد بالمرة، اصطدم بها القطار رقم 914 القادم من الإسكندرية والمتجه إلى القاهرة، مما أدى إلى إصابتها بجروح بالغة الخطورة وكسور متفرقة بجميع أنحاء الجسم وتوفيت فى الحال، وتم نقل الجثة لمشرحة مستشفى دمنهور العام ليتحول المزلقان من مشروع لخدمة المواطنيين إلى مصيدة لقتل الأطفال والشباب وتكسير عظام كبار السن. وقال محمد أبو نار عميد سابق بالقوات المسلحة، إنه من سكان المنطقة ولم يشهد منذ 40 سنة تراكم القمامة بجوار المزلقان الذى تحول إلى جراج للسيارات وسوق تجارى لبائعى الخضر ومرتع خصب للبلطجية، وأضاف أبو نار متسائلا "لصالح من هذه الفوضى بأن يتم غلق الشريان الرئيسى الذى يربط شرق المدينة بغربها". وقالت الحاجة محاسن من سكان منطقة الكوبرى العلوى بات من المستحيل على سيدة عجوز فى سنى أن أعبر المزلقان الذى أصبح كلها حفر عميقة وغير ممهد بالمرة لعبورى المنطقة الأخرى، لكى أشترى مستلزمات المنزل من السوق الذى يقع فى الجهة الأخرى من المزلقان وأصبحت أعانى أشد المعاناة من ذلك، وأخشى أن يحدث لى حادث كسر فى العظام كما حدث مع الكثير من سيدات المنطقة كبار السن. واشتكى محمود شمسية مدير عام بشركة اتصالات أنه أصبح يعانى أشد المعاناة للذهاب لعمله من مكان سكنة أمام الرقابة الإدارية إلى شارع عبد السلام الشاذلى محل عمله بشركة اتصالات، وهذه المسافة التى لا تصل إلى واحد كيلو مترا فقط أصبحت تستغرق بالسيارة 30 دقيقة نظرا لغلق مزلقان الإستاد وازدحام أعلى الكوبرى العلوى، وأمام مركز شرطة دمنهور مقر مديرية أمن البحيرة القديم، وطالب بسرعة إيجاد حل لتلك الأزمة. ومن جانبه، شدد المهندس مختار الحملاوى محافظ البحيرة على ضرورة الانتهاء من أعمال تجديد وتطوير مزلقان الإستاد بدمنهور، ووجه باستمرار المتابعة الميدانية لرؤساء الوحدات المحلية لمزلقانات السكة الحديد الموجودة بنطاق مراكزهم، والتأكد من سلامة الاتصال ومداومة النوبتاجيات عليها كل 12 ساعة.