سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طريق الألف ميل يبدأ بفكرة.. هانى طالب فى طب أسنان قرر يغيّر مصر.. فعمل مشروع اسمه «تعالوا نعلم بعض» وبدأ من الفيس بوك ثم انطلق إلى العالمية ليس لديهم مشكلة سوى نقص التمويل.. والمحاضرون يتبرعون بعلمهم ووقتهم
«هانى عز شاب مثل أى شاب مصرى، لم يخرج إلى الحياة العملية بعد، فمازال طالبا بكلية طب الأسنان، ورغم هذا بدأ التفكير فى المستقبل مبكرا، ولم يفكر فى مستقبله الخاص فقط، بل فضّل أن يفكر بشكل عام، فأسس مشروعا محليا قارب على الوصول للعالمية». «تعالوا نعلم بعض» هذا هو حلمنا وهدفنا فحمل مشروعنا نفس الاسم، لأننا نتخرج فى الكلية غير مؤهلين لمعظم الوظائف»، هكذا بدأ «هانى» حديثه عن مشروعه، فارتفاع المواصفات المطلوبة فيمن يتقدم للكثير من الأعمال من إجادة اللغات والكمبيوتر والمهارات الشخصية وغيرها، مقارنة بالقدرات الحقيقية للشباب, تخلق فجوة كبيرة فى سوق العمل، خاصة فى ظل وجود نسبة كبيرة من الشباب من متوسطى التعليم أو ممن لم يسعده حظه بتلقى مستوى تعليمى عال, يقول هانى: «مشروعنا غير هادف للربح فكرته ببساطة تقوم على أن كل واحد عارف حاجة يعلمها لغيره, والكل يساعد بعضه, وكانت وسيلتنا لتنفيذ الفكرة هو جروب على الفيس بوك يحمل نفس الاسم, واخترنا الفيس بوك ليكون البداية لأنه أفضل وسيلة للانتشار, والتسويق والتواصل مع الأعضاء حتى وصلنا إلى 2400 عضو، فى البداية واجهتنا مشكلة رفض الأماكن التى تستضيفنا لعمل الكورسات, فهى لا تحصّل من ورائنا أى فائدة لأن الكورسات مجانية, لذلك عندما زاد عدد أعضاء الجروب وانتشرت الفكرة بدأنا نأخذ مقابلا رمزيا لا يتعدى 50 جنيهاً لتأجير المكان وأجر المحاضر الذى يأخذ نصف أجره, ومعظم المحاضرين يأتون متبرعين بعلمهم ووقتهم. يواصل هانى: بعد ذلك تعرفنا من خلال الفيس بوك على شركة للخدمات المتكاملة, فتبنت المشروع وأصبحت تمثل الجانب الاستشارى لنا حتى نطور المشروع بشكل احترافى وبخطوات ثابتة، عشان مايبقاش كلام على ورق، لنبدأ أنشطة المشروع المتنوعة وفى مجالات مختلفة، كاللغات والتنمية البشرية والوظائف البديلة مثل الأعمال اليدوية, مستعينين فى ذلك بمحاضرين على أعلى مستوى وأفضل جودة, ووجدنا أن الكثير من الشباب يمتلكون مهارات لا يستطيعون الاستفادة منها «فكان دورنا تحويل هذه المهارات إلى وظائف بديلة حتى نجعل من الأفكار والأحلام حقيقة وبداية لمشروع صغير». ما يقوم به المشروع، كما يوضح هانى، هو تدريب الشباب على عمل دراسة الجدوى, وتوفير المشترى لمنتجات الأعمال اليدوية، من خلال معارض الأسر المنتجة, وشركات تنظيم المعارض: «احنا معظم شبابنا مش لاقيين الطريق، احنا بنحاول ندلهم عليه», وبالفعل شارك معنا أكثر من 800 شاب وفتاة ومعظمهم الآن يمتلكون مشاريعهم الصغيرة, ووجدنا فى معظم الشباب أن مشكلتهم أنهم لا يقدرون قيمة أفكارهم ومهاراتهم «واحنا بنحاول نساعدهم يكسبوا الثقة لما يلاقوا الفكرة بتتحقق بس أهم حاجة أننا نغير فكرنا يعنى بلاش الفكر التقليدى بتاع وظايف الحكومة», بالإضافة إلى أن الشباب لا يرضون بالمشروع الصغير ويريدون مشاريع كبيرة تتكلف مبالغ ضخمة.. طيب مين هيدفعلك؟ لازم الموضوع يبدأ صغيرا وبعد كده ينتشر, بعد كده الناس هتشترى منك الفكرة وتكبر». وبعد إقبال الشباب على الفكرة تخطى المشروع حدود البلد ليستقبل محاضرين من دول عربية مثل الأردن وبدأت الفكرة تعمم فى بعض البلاد العربية مثل الأردن والجزائر وسوريا والخليج, كما يقول هانى، ويضيف: ولذلك طورنا الفكرة لتشمل مشروعا آخر اسمه «نادى المائة» فكرته تجميع 100 شاب لتأهيلهم ليكونوا مدربين فى 100 مجال ليدرب كل واحد منهم بعد ذلك 100 شاب وبذلك تكبر الفكرة وتنتشر وبداية هذا المشروع عمل كورس TOT وهو كورس «كيف تصبح مدرباً ناجحاً», بالإضافة إلى أننا تواصلنا مع شركات فى السعودية والإمارات للهدف نفسه, وبذلك يصبح المشروع متكاملا، بداية من التعليم ثم التدريب ثم توفير فرص العمل، وبكده نكون حاولنا نغيّر عشان احنا شايفين وضع مش عاجبنا، فبنحاول نغير من نفسنا ومن طريقة تفكيرنا عشان نقدر ننجح، وبدل ما نقول كل حاجة وحشة نفكر فى حاجة جديدة وساعتها هننجح». «بس أنا نفسى يبقى للمشروع تمويل عشان نقدر نفيد عدد أكبر وببلاش» ولكن الرعاة بيرفضوا ده لأنهم يريدون مكسبهم الشخصى ويخشون من تبنى مشروع شبابى «ممكن يزهقوا فيقفلوه».