عندما تركب المواصلات فى مصر أو تركب سيارتك الخاصة، تجد باعة جائلين تحت سن العاشرة يحفظون الكثير من الجمل ليسوقوا بها عن بضاعتهم وكذلك الكثير من الدعوات قد يكونوا لا يفهمونها، ويترجوك من أجل أن تشترى منهم أى شىء. كنت أتمنى أن أسميهم أطفالا وليس باعة جائلين، ولكنهم لا يعرفون معنى لطفولتهم، فهم حرموا منها وولدوا باعة جائلين. فأى دين أو أى دستور يسمح بهذه المذلة؟؟ فهؤلاء الأطفال من أبسط حقوقهم أن يذهبوا إلى مدارسهم. ولكن، ماذا لو ذهبوا؟؟ ، لا يجدون سوى نظام تعليمى عقيم، ومدرسين يهينون كرامتهم سواء بالضرب أو بإجبارهم "بمسح أحذيتهم" أو تعريضهم للإهانة اللفظية. وما الذى يجبرهم أن يتحملوا كل هذا؟ فكان الفرار من مدرستهم هو حلهم الوحيد. وحتى لو أرادوا أن يتحملوا هذا وهم حالمون بمستقبل مشرق، نراهم يموتون تحت عجلات القطار وهم ذاهبون إلى مدارسهم. فما ذنب هؤلاء أن يتحملوا نتائج أخطاء أجيال سبقتهم وفساد أنتجته أنظمة سابقة وصراع على السلطة لا يفقهون فيه شيئاً وحكام قد لا يعترفون بوجودهم ؟؟ هذا للأسف حال أطفال بلدك الذين سوف يطالبون بحب وطنهم وإعماره فى المستقبل.. فكيف؟؟