سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. دراسة عالمية تتوقع: 2050 ستصبح "الصين" أكبر اقتصاد فى العالم.. و"نيجيريا" قوة عظمى.. و"مصر" و"إيران" ستستحوذان على الشرق الأوسط بفضل "المحاصيل الزراعية".. وارتفاع الفقر فى "أمريكا"
نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عبر ملحقها الاقتصادى الأسبوعى "ذا ماركر" دراسة للخبير الاقتصادى العالمى فرانكلين دانيال فى كتاب سينشر بداية العام المقبل، تحت عنوان "تغير العالم فى 2050"، رسم خلالها سلسلة من التحليلات فى عمق الاقتصاد العالمى حول الحاضر والمستقبل، وحاول استخلاص استنتاجات حول السيناريوهات الأكثر احتمالا للمستقبل وهى عدم استقرار العالم مع حلول عام 2050، وتغير أوضاعه وموازين القوة فيه، لعدة أسباب سيكون على رأسها ظاهرة التغير المتصاعد فى المناخ المعروفة باسم "الإيكولوجية" والتى سيجبر فيها الملايين من البشر مغادرة منازلهم بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، والآثار البيئية الأخرى التى سيترب عليها. وأضافت الدراسة التى نشرتها الصحيفة العبرية للخبير الاقتصادى بمؤسسة "اليكونوميست" أن العالم سيعانى من عدم استقرار جغرافى وسياسى سيؤدى فى نهاية المطاف إلى تغير خريطة القوة فى العالم أجمع، متوقعة أن تصبح الصين أكبر اقتصاد فى العالم بدلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى سيزداد الفقر فيها و"نيجيريا" سوف تصبح قوة عظمى، وأن مصر وإيران ستستحوذان على منطقة الشرق الأوسط، حيث سيصبحان قوى عظمى فى المنطقة بسبب اعتماد اقتصادياتهما على "المحاصيل الزراعية" فى الوقت الذى سيعانى فيه العالم من نقص الموارد فى الثروات الحيوانية. وأضافت الدراسة أن الشركات العالمية سيكون مقرها فى عدد من الدول كإيران ومصر والمملكة العربية السعودية والجزائر وتونس والمغرب وتركيا، وستصدر الصين صواريخها إلى الولاياتالمتحدة وبقية دول العالم، وحينها سيتعين على إسرائيل أن تعيش بالسيف من أجل البقاء على قيد الحياة، وذلك وفقا لما جمعة من الخبراء الاقتصاديين اعتمدت الدراسة عليهم أيضا. وقال الخبير الاقتصادى إن عام 2050 سيشهد ظهور سلالة جديدة من الناس متفوقين تكنولوجيا فى تلك الدول، وسيمثلون مستقبل البشرية فى بقية القرن الحادى والعشرين. وأضافت الدراسة أنه فى عام 2050 سيصل عدد سكان الأرض إلى 9 مليارات نسمة، ولكن هذا الأمر لن يكون مثيرا للاهتمام لأنهم سيعيشون فى عالم مختلف تماما، حيث سيكون متوسط أعمارهم أكبر تسع سنوات مما هى عليه اليوم، و75٪ منهم سيعيشون فى المدن، مقارنة ب50٪ من سكان العالم اليوم، و50٪ منهم سيعيشون فى أفريقيا وهو ما يعنى أن جزءا كبيرا من القوى العاملة فى العالم سوف يعيشون فى القارة السوداء خاصة فى نيجيريا. وأوضحت الدراسة أن الفارق سيكون أيضا اجتماعيا، لأن العالم سوف يشهد عظمة فى الثورة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للسنوات القادمة، ولن تكون أكثر مساواة مما هو عليه اليوم، والموجودة الآن فى ذروة العالم المتقدم، حيث ستتناقص فى الولاياتالمتحدة وستتوسع فى أماكن أخرى، وبلدان فقيرة فى أفريقيا أو آسيا التى لا تزال فى المراحل الأولى من التطوير، وبالتالى سيتغير خريطة الدخل فى تلك الدول فالأغنياء سيدفعون ضرائب أعلى، وسوف يكون للمرأة أغلبية كبيرة فى قوة العمل، وأنها ستكون ممثلة بشكل صحيح فى السياسة. وأوضحت الدراسة أن العولمة ستنحدر بصورة كبيرة وستصبح مجرد كلمة من الزمن الماضى وقد يطلق عليها كلمات تأبينية لرحيلها وسيكون المستفيد الرئيسى من هذا التغير المفاجئ هى الدول الآسيوية، ولن تكون فى حينها الولاياتالمتحدة رقم واحد فى الاقتصاد العالمى بعد خسارة مكانتها الاقتصادية أمام الصين، وتحديدا فى عام 2018، وبالتالى ستتمتع الصين بمكانة عالية كما كانت عليه فى القرن ال 19 وسيزداد عدد الفقراء فى الولاياتالمتحدة، وستحصد الصين لقب الاقتصاد وأعظم قوة فى العالم، حيث تبلغ حصتها 20٪ من الناتج المحلى الإجمالى العالمى فى عام 2050، مقارنة مع 14٪ فى عام 2010، وحصة أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية من الناتج المحلى الإجمالى العالمى سوف ينخفض من 40٪ فى عام 2010 إلى 20٪. وسوف تكون آسيا مسئولة عن نصف الناتج الاقتصادى العالمى. وفال دانيال إنه بالرغم من أن الصين ستصبح قوة اقتصادية كبرى لكن لن تكون سريعة فى محرك النمو الحيوى والحاضر لها، حيث سيتباطأ معدل النمو بنسبة 2.5٪، على غرار معدل النمو فى الولاياتالمتحدة اليوم، وبما أن الولاياتالمتحدة تخشى الآن صعود الصين إلا أن هناك قارة كبيرة ستنافس الصين أيضا وهى "أفريقيا" خاصة أن نيجيريا قد تصبح سوقا متناميًا مع اقتصاد مزدهر من 400 مليون شخص، فى الوقت الذى سيزدهر فيه اقتصاديات كبيرة فى الشرق الأوسط على رأسهم مصر وإيران، وذلك بفضل شبابها فى المنطقة. وأضح الخبير الاقتصادى العالمى أنه من أجل أن يحدث ذلك فإننا نحتاج إلى فهم أولا كيف نغذى 9 مليارات نسمة مؤكدا أنها ليست مهمة سهلة، حيث سيتطلب الكثير من تصدير الأرز يوميا، وأن الابتكار التكنولوجى والعلمى سيلعب دورا رئيسيا فى بناء العالم الجديد، ودون الابتكار لا يمكننا إطعام الجنس البشرى، ولا يمكننا توفير مياه الشرب. وفيما يتعلق بإسرائيل، قال دانيال إنه ووفقا للخبراء الاقتصاديين فى مجموعة HSBC العالمية فإن إسرائيل فى عام 2050 ستكون فى الترتيب رقم 44 ضمن مجموعة أكبر اقتصاد فى العالم مقارنة بمركزها ال 52 اليوم. وأضاف دانيال أن اقتصاديات لدول مثل الجزائر وفنزويلا وتركيا وإندونيسيا وبنجلاديش ستقفز لأكثر من 17 نقطة فى التصنيف العالمى للدول حسب حجم اقتصادها وسوف تنمو بسرعة كبيرة جدا، وأن مصير اقتصاديات أخرى مثل روسيا، ستتمتع بنمو مطرد ولكنها سوف تخسر أكثر من 1% من السكان كل عام، فيما سينمو اقتصاد إيران بشكل مذهل. وفى سياق آخر، توقع دانيال أن تنتهى الأزمة العالمية الاقتصادية التى بدأت عام 2008 بحلول عام 2013 وأن النمو الاقتصادى فى الدول التى تأثرت بتلك الأزمة سيتعافى، وسيتم إعادة تأهيل القطاع الخاص وزيادة الاستثمار وسيكون من السهل إنقاذ العالم من كارثة مالية واقتصادية منذ الكساد الكبير الذى حل به مؤخرا. وتوقع دانيال أيضا أنه بعد خمس سنوات من النمو فإن الولاياتالمتحدة سوف تعود العام القادم للنمو الطبيعى، اعتمادا على القطاع الخاص الذى حافظ على رءوس أمواله فى السنوات الأخيرة بدلا من استثمارها خوفا من تصعيد الأزمة وبالتالى سيتدفق العام المقبل الكثير من الأموال فى المشروعات الاستثمارية الكبيرة والتى ستؤدى إلى تعزيز النشاط الاقتصادى.