قال الكاتب الأمريكى البارز توماس فريدمان، إن مصر التى تمثل حجم الأساس لاستقرار العالم العربى، تنحدر على نحو خطير إلى حرب أهلية طويلة الأمد، ما لم تجد سبيلا سريعا لتسوية مؤقتة بين الرئيس الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين والمعارضة المتنامية. وأشار فريدمان فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز، إلى أن المعركة الناشبة فى مصر، والتى اندلعت عقب مجموعة من القرارات الاستبدادية التعسفية للرئيس محمد مرسى، ليست بين الأكثر والأقل تدينا، فلقد نزل مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع، وكثير منهم يتظاهر لأول مرة بسبب الخوف من العودة إلى الاستبداد تحت ستار الإسلام، فالمعركة الحقيقية حول الحرية وليس الدين. وأكد الكاتب الأمريكى، أن قرارات مرسى الأخيرة بدءا من إصدار إعلان دستورى يضعه فوق الرقابة القضائية، ثم الاندفاع نحو إنهاء عملية صياغة دستور جديد ناقص للغاية وطرحه سريعا للاستفتاء دون إفساح المجال لنقاش عام كافى، تؤكد مخاوف المصريين بأنهم استبدلوا استبداد مبارك بآخر بقيادة الإخوان المسلمين – حسب الكاتب. ووصف الكاتب الأمريكى الشباب الثورى الحر بأنه "نمر"، قائلا: "أرى فى التحرير نمر تحرر من قفصه بعد 60 عاما". وأضاف أنه هناك ثلاثة أمور لابد أن يعرفها الإخوان عن هذا النمر: 1. أن هذا النمر لن يعود لقفصه مرة أخرى.. 2. لا تحاولوا ترويد هذا النمر لأهدافكم الخاصة الضيقة أو لحزبكم لأنه لا يخدم سوى مصلحة مصر فقط.. 3. النمر لا يأكل سوى لحم البقر، فلا تحاول أن تطعمه كذبا لحم آخر. ويضيف وفقا للدكتورة منى ذو الفقار، المحامية والخبيرة القانونية أن الدستور ينص على معظم الحقوق الأساسية، لكنه يرجعها بلغة غامضة إلى القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية والبعض منها سيتم تحديده من قبل السلطات الدينية. وهذه الثغرات اللغوية تمكن القضاة المتشددون من تقييد حقوق المرأة وحرية الدين وحرية الرأى والصحافة وحقوق الطفل، خاصة ما يتعلق بالفتيات. ويقول دان برومبرج، خبير شئون الشرق الأوسط فى معهد الولاياتالمتحدة للسلام، إن مسودة الدستور تضمن حرية التعبير لكنها لا تضمن الحرية بعد التعبير. فى إشارة من الخبير الأمريكى إلى ما سوف يترتب على حرية الرأى من اعتقال ومحاكمات قضائية.