أعرب توماس فريدمان الكاتب بالشؤون الخارجية بصحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية عن تخوفه من كثرة المشاكل التي تحيط بدول البحر الأبيض المتوسط سواء كانت الدول الأوروبية أو العربية، موضحًا أن هذا مزيج مخيف يدفع أمريكا لمحاولة الإمساك بزمام الأمور وإعادة استقرار الأوضاع. عبر الكاتب في مقالته المنشورة في الصحيفة عن خوفه من ازدياد الأوضاع في الدول العربية سوءًا و خاصة في مصر التي تعتبر المرسى لجميع الدول العربية المحيطة بها، موضحًا أن انهيار مصر وسوريا في الوقت ذاته سوف يؤدى إلى عدم الاستقرار في المنطقة كلها.
ويقول فريدمان أن الاحتدام بين القوى المتعارضة في مصر ليس بسبب الاختلاف على الأفكار المتعلقة بالدين والشريعة و لكنها بسبب الخوف بأن يتم سلب حرية المصريين مرة أخرى بدعوى تطبيق الإسلام.
يشير الكاتب إلى أن تسرع الرئيس محمد مرسى في قرار التصويت على الدستور قد زاد التخوفات عند المصريين من الوقوع مره أخرى تحت طائلة حكم ديكتاتوري بعد الرئيس السابق حسنى مبارك. مضيفًا أن الإخوان شاركوا في ثورة يناير متأخرًا ولأنهم ركزوا على استغلالها لتحقيق أهدافهم الخاصة فقد استهانوا بالشباب الذي ينادي بالحرية.
ووصف الكاتب ثوار التحرير الذين شاركوا في الثورة الحقيقية 2011 بالنمر الذي عاش في قفص لستين عامًا وتم الإفراج عنه، وهناك ثلاثة أشياء في هذا النمر وهو أنه لن يعود مرة أخرى إلى القفص، ولا تحاول توجيهه لأهدافك الشخصية لأنه يخدم مصر كلها، وأنه شاهد بنفسه الكذب لستين سنة فلا تحاول الكذب عليه مرة أخرى. مشيرًا إلى أن الجيش المصري حاول الاستهانة من هذا النمر، ويقوم الإخوان الآن بهذا الدور.
ويرى فريدمان أنه إذا تم التشويش على المظاهرات المندلعة في مصر من قبل الرئيس فإن الديمقراطية الجديدة في مصر سوف تبنى على الطريق الخطأ, ولن تصبح مستقرة أبدًا، موضحًا أن مصر كدولة لها حضارة تمتد لآلاف السنين تستطيع أن تنتظر أشهر قليلة إضافية للحصول على حقها الدستوري الجديد.
ويؤكد أنه يمكن إنقاذ مصر فقط عن طريق تقبل المعارضة فوز الإخوان في الانتخابات ومقاومة تجاوزاتهم ليس عن طريق المقاطعة أو أحلام الانقلاب وإنما بأفكار جديدة أفضل تجذب الشعب لجانب المعارضة ، وإذا احترم الرئيس مرسي فكرة أن الانتخابات لا تعني أن يحصل الفائز على كل شيء خاصة في مجتمع مازال يتعرف على هويته الجديدة، كما يجب عليه أن يتوقف عن نهب السلطة ويبدأ في الفوز بها " وإلا سوف يسقط كل هذا ".