أكد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن قوة التيار الإسلامي لا يمكن قياسها في مرحلة ما قبل الانتخابات موضحا انه سوف يتم اختبارها في الانتخابات البرلمانية القادمة ولذلك يجب أن تتوفر في الانتخابات القادمة النزاهة والشفافية ليتسنى لكل القوى السياسية أن تكون تحت قبة البرلمان في أول برلمان ثوري حتى يتعرف الشارع على أدائهم ويكون الاختبار حقيقي وطالب بالإسراع بصياغة الدستور الجديد الذي يمثل بمثابة العقد الاجتماعي بين الدولة وبين الشعب في المستقبل . وأكد فريدمان أن مصر سوف يكون لها تأثير على العالم كله وخاصة العالم العربي الذي دبت فيه الثورات بعد اندلاع الثورة المصرية معربا عن أمله في أن يرى ربيع عربي ومثالا ديمقراطي يمكن أن يحتذي به وان يكون هناك نوع من الاستقرار يعتمد على ديناميكية المجتمع . وذكر فريدمان أن الإدارة الأمريكية تترقب وتنتظر ما سيقدمه المصريين من نموذج ديمقراطي للمنطقة العربية لاسيما أن المصريون أوضحوا أن نظام ديمقراطي هو المغزى من هذه الثورة محذرا في الوقت ذاته من الأنظمة الشمولية المحيطة بمصر والتي تتربص بالثورة المصرية والتي تنظر بقلق وتخوف لثورة مصر . واستبعد فريدمان أية تأثير أمريكي مماثل للتأثير المسبق في العلاقات المصرية الأمريكية مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة كانت تتبع في علاقاتها مع مصر العلاقة فقط مع مبارك وليس الشعب المصري وهو ما جاءت الثورة للقضاء عليه مشيرا إلى أن شكل العلاقات المصرية الأمريكية سوف تأخذ في الاعتبار احترام خروج المصريين إلى ميدان التحرير لإعلان أنهم يريدون نظام سياسي ديمقراطي . وأضاف فريدمان أن الأمريكيين سوف يركزون في شئونهم الخاصة وعلى المصريين ألا يقلقوا من أية تدخلات أمريكية في السياسة المصرية لان الوضع أصبح مختلفا . وفي سياق أخر أشار فريدمان إلى أنهم لم يكونوا يتوقعون على الإطلاق أن يسقط النظام في مصر مشبها سقوط النظام المصري بسقوط الاتحاد السوفيتي . وعلى صعيد العلاقات المصرية الإسرائيلية رأى أن التحدي الأكبر لإسرائيل هو صياغة عقد اتفاقية سلام مع أكثر من 80 مليون مصري وليس كما كان الحال عليه حين عقد السلام مع شخص واحد كان ممثلا في مبارك وأعرب عن خشيته من أن يسلك نتنياهو مسلك مبارك في عملية السلام وهو ما يعتبر اكبر مهدد لمستقبل عملية السلام في المنطقة