فى رد فعل غير متوقع ولم يحدث من قبل فى تاريخ التعامل مع دور النشر، قام يحيى هاشم مدير دار اكتب للنشر بتصرف غريب، حيث قدم اعتذاراً رسمياً لكل الجهات الحكومية السعودية وغير الحكومية، بسبب ما سماه "ما صدر نتاج كتاب الخليج البريطانى". ويأتى هذا الاعتذار من صاحب دار اكتب بعد قيام السلطات السعودية فى 12 مارس الماضى بمصادرة كتاب "الخليج البريطانى .. كيف صنعت بريطانيا دول الخليج العربى" للزميل الصحفى إيهاب عمر، بعد تحقيقه مبيعات كبيرة فى أول 4 أيام من المعرض، ومصادرتها كذلك كل كتب الدار ومنع أيمن شوقى مسئول الدار من مغادرة السعودية إلا بعد التحقيق معه، ويبرر الوسط الثقافى تصرف "هاشم" بسبب خوفه من عدم دعوته مرة أخرى لمعرض الرياض للكتاب. ولم يكتف هاشم بذلك وإنما تبرع من تلقاء نفسه بإبلاغ هذه السلطات، أن المسئول عن فحص الكتب قبل النشر تمت إقالته، لأنه "حسب الاعتذار" لم يقدم لنا ما يوضح ما جاء فى الكتاب، وبالتالى هاشم لم يطلع عليه ولم يعرف ما جاء فيه. تضمن اعتذار هاشم استنكاراً لما حدث قائلاً "إننى كمالك للدار أستنكر كل ما حدث ولا أقبله، وإننا نكن كل احترام وود لكل السعوديين شعباً وحكومة، ولا نقبل المساس بهم بأى صفة"، كما أعلن هاشم دعمه للسعودية فى مصادرة الكتاب قائلاَ "نعلن تأييدنا الكامل للسعودية كرمز للإسلام والمسلمين". واختتم هاشم كلامه مؤكداً أنه سيتم سحب كل نسخ الكتاب من السوق المصرى وإعدامها بالكامل، وهى سابقة تحدث لأول مرة فى سوق الكتاب المصرى أن يتخلى ناشر عن مسئوليته لنشر كتاب، ويعلن أنه سيقوم بسحب نسخ الكتاب وإعدامها بالكامل، واليوم السابع ينفرد بنشر الاعتذار الرسمى الذى قدمه يحيى هاشم. يذكر أن إيهاب عمر أعلن مسئوليته الكاملة عن الكتاب، وأرسل إلى السلطات السعودية خطاباً، جاء فيه أن الكتاب نشر على مسئوليته الشخصية، وعلى نفقته الخاصة، وأن أيمن شوقى مسئول الدار ليس له علاقة بالأمر مطلقاً لمحاولة إنقاذه من المسئولية. كما أجرى اليوم السابع عدة اتصالات هاتفية مع مسئول الدار يحيى هاشم على الموبايل الشخصى، وعلى رقم الدار، ولم يرد على أى منها، ولا يزال أيمن شوقى ممنوعاً من مغادرة السعودية لحين انتهاء التحقيقات معه، دون أى تدخل من الحكومة المصرية، كما لم تستفسر وزارة الثقافة المصرية عن وقائع المصادرة التى حدثت بمعرض الرياض للكتاب.