كشفت لجنة الإنتاج الصناعى والطاقة بمجلس الشورى، برئاسة محمد فريد خميس، العديد من المفاجآت الخطية عند استعراض ملفات صناعة الدواء فى مصر.. حاضرها ومستقبلها، فى ظل استمرار الأزمة المالية العالمية، حيث كانت أولى المفاجآت، كما ذكرها النائب الدكتور جلال غراب وكيل لجنة الصحة ورئيس الشركة القابضة لصناعة الدواء سابقاً، أن هناك العديد من الشركات التى تغالى فى قيمة الأبحاث التى تقوم بها لصناعة الدواء، والتى تقدرها بعض الشركات بنحو 500 مليون دولار، من أجل أن تقدم إنتاجها من الدواء فى السوق بأسعار مرتفعة، وقال "للأسف إن هذه الشركات .. تألوظ العمة ثم يلبسونها لنا". وجاءت المفاجأة الثانية عندما أكد الدكتور كمال صبره، مساعد وزير الصحة لشئون الصيدلة، أن الدواء المصرى عليه العديد من التحفظات لدى الدول العربية والأجنبية من حيث الجودة، وقال إن وزارة الصحة جهة رقابية فقط، وأن خطة المسح والتفتيش التى قامت بها الوزارة وجدت أن هناك مصانع ممتازة، ومصانع "كويسة"، وأخرى رديئة جداً، وأن هناك قرارات اتخذت ضد بعض المصانع بالغلق الجزئى وأخرى بالغلق النهائى. وجاءت المفاجأة الثالثة التى أطلقها الدكتور ماهر دمياطى رئيس جامعة الزقازيق، عندما أعلن أنه توجد حالة من اليأس لدى العلماء، خاصة فى مجالات البحث العلمى للدواء، سواء داخل الجامعات أو الشركات، فيما شكك فى البيانات الصادرة من الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، بأن ما تستورده مصر من الخامات الدوائية يصل إلى 63%، وقال إن هذه النسبة فى الواقع تزيد عن ذلك. وأيده فى ذلك الدكتور جلال غراب الذى أكد أن نسبة استيراد المواد الخام تصل إلى أكثر من 85%، وقال فى عفوية "المسألة منيلة بنيلة". وعاد رئيس جامعة الزقازيق ليفجر المفاجآت الخطيرة حول صناعة الدواء فى مصر، وقال "للأسف لا توجد لدينا قاعدة معلومات فيما يتعلق بالدواء المصرى أو الأجنبى الموجود داخل البلاد"، وقال إن السنين القادمة سوف تكون سيئة "ووحشة جداً"، فيما شكك فى البيانات الرسمية التى تشير إلى أننا حققنا الاكتفاء الذاتى من الدواء، وقال "لابد من تصحيح ثلث البيانات". وجاءت المفاجأة الرابعة والأخطر من الدكتور محمود عبد المقصود أمين عام نقابة الأطباء، والذى أكد أن هناك فوضى تسود صناعة الدواء وتسجيله، بل والرقابة عليه، وقال "للأسف لا أحد يعلم شيئاً عن صناعة الدواء والمصانع التى يتم تشييدها حالياً"، وقال "للأسف أيضاً لا توجد أبحاث والجامعات غير قادرة على تخريج من يصلحون للقيام بالبحث العلمى"، مؤكداً أن "هناك شركات للدواء تأتى بأجولة من الخامات الدوائية، وتطلب من الطبيب الصيدلى أن يصنع من هذا الجوال كمية، ومن الآخر كمية"، كما نوه إلى أن الدواء المصرى الذى يستخدمه المريض لا يصلح فى الغالب لعلاج الأمراض، وقال "لقد وصلت الأمور إلى أن إحدى الشركات الأجنبية عندما اشترت شركة دواء مصرية كبرى، كانت تقوم بإنتاج 200 دواء، اكتشفت أن هذه الأدوية ليس لها أى تأثير أو مفعول على المريض". جاء ذلك فى الوقت الذى عاد فيه الدكتور جلال غراب ليطلق العديد من المفاجآت التى تواجه صناعة الدواء، حيث قال إننا نستورد من الخارج "أسبرين باير"، فى الوقت الذى يوجد لدينا عشرة أنواع من الأسبرين الذى يتم إنتاجه محلياً، مؤكداً أن "فلوس الشعب المصرى تخرج لاستيراد أسبرين للأغنياء، فى الوقت الذى تحتاج فيه إلى استيراد أدوية السرطان والقلب". وحذر غراب من خطورة الموافقة على إنشاء 70 مصنعا جديدا لصناعة الدواء فى مصر، وقال "إن هذه المصانع عبارة عن معامل للطرشى"..