صدر مؤخرا عن جمعية نوافذ وبالتعاون مع مؤسسة اليابان الثقافية كتاب جديد بعنوان "اليابان المعاصرة" للكاتبة الإيطالية المتخصصة فى التاريخ والأدب اليابانى "دانيلا دى بالما"، كما قام بترجمة الكتاب "محمد صلاح الدين". وتقول الكاتبة فى مقدمتها "إن اليابان فى مخيلة الإيطاليين هى أرض الساموراى والجيشا والكاميكاز، والقنبلة الذرية والقصص المصورة المعروفة ب"المانجا" والرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والسيارات المزودة بأحدث الإكسسوارات وأعلى معدلات الأمان، وجميعها عناصر تنتمى إلى حقب تاريخية مختلفة لهذا "الأرخبيل"، ولكنها تتعايش معًا فى هالة من اللازمانية، مثلما تتعايش معًا داخل البلاد قيم تقليدية وعناصر ثقافية مختلفة تَمّ استيعابها منذ منتصف القرن التاسع عشر من النماذج الغربية، وخاصة الأمريكية فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتكييفها حسب المتطلبات المحلية. وتؤكد الكاتبة، أن اليابان تعتبر واحدة من أكثر دول العالم تصنيعًا وتقدمًا ومن أكثرها ثراء، على الرغم من أزمة التسعينيات التى بدأت مؤخرًا التعافى منها، وهى البعيدة عنا بلغة التقاليد والقريبة منا بلغة التكنولوجيا وبنظام سياسى ديمقراطى، حتى إن قال البعض، إنها ديمقراطية زائفة، يسمح فيها للجميع بالمشاركة فى السوق والدخل، ولكن فى الوقت نفسه تضم بداخلها القيود ومظاهر الخلل الاجتماعى، ومظاهر للسلطة فى المجتمع تبدو ضاربة بجذورها فى منظومة تقاد بشكل فوقى وتعود لعصرى الإقطاع والتحديث، عهد الإمبراطور ميجى. وتتابع، يجب على أى عرض مختصر للملامح السياسية والاجتماعية فى اليابان، أن يسعى لأن يكون فى متناول الجمهور الواسع، وأن يسلط الضوء بالضرورة على السمات الخاصة للتطور التاريخى اليابانى، ولتحقيق هذه الغاية كان من اللازم تتبع تطور الأحداث فى اليابان عبر المراحل المختلفة من العصر الحديث والمعاصر.