◄كُلى البسطاء تتآكل لاعتمادهم الطويل على مياه فاسدة.. ومعظم المحاولات المنزلية لتنقيتها غير فعالة أثارت مشكلة تلوث المياه فى عدد من المحافظات الجدل والتساؤلات حول أنواع وأسباب وتداعيات هذا التلوث على صحة وحياة بنى البشر، الأمر الذى دفع «اليوم السابع» إلى رصد آراء الخبراء والمتخصصين، وذلك فى السطور التالية: فى البداية، أوضح الدكتور أيمن صلاح، استشارى كلى وجراحة مناظير، وجود نوعين من ملوثات المياه، أحدهما بالمواد العضوية، ومن بينها البكتريا والفطريات والجراثيم، وثانيها بمواد غير عضوية، كالأملاح والمعادن والمواد التى توجد بتركيزات عالية مثل الصوديوم والفسفور وغيرها. ويؤكد الدكتور أيمن أن النوع الأول من الملوثات سريع المفعول، حيث يسبب حالة من التسمم المعوى، وبالتالى تظهر آثارها بشكل سريع فى شكل إسهال وقىء وارتفاع فى درجات الحرارة، لكن هذه المواد لا تتعدى الجهاز المعوى، ومن ثم لا تؤثر إلا على المعدة، بينما يمثل النوع الثانى خطرا أكبر على صحة الإنسان، خاصة عندما تكون الملوثات موجودة بنسب ضئيلة، فلا تسبب للمريض أى شكوى، ومن ثم يستمر فى تناول المياه الملوثة لمدة سنوات، ما يؤثر على كل وظائف الجسم، ولكن - يقول د. أيمن - عندما تزداد السموم تخزن فى الكلى حتى تضعف فى أداء وظيفتها ويحدث تدمير لأنسجتها، بحيث لا تقوى على فلترة المياه، فيصاب الإنسان بالفشل الكلوى الذى يتطلب إجراء غسيل دائم لتنقية الدم من السموم قبل انتشارها فى كل أجزاء الجسم وتحدث الوفاة. وعن تغير لون المياه فى بعض المحافظات، يقول د. أيمن إن لون المياه دلالة على حالتها، لكن لا يمكننا التأكد من تلوثها إلا بتحليلها لتحديد أنواع السموم الموجودة فيها، وبشكل عام هناك معايير للجودة، كما يجب أخذ عينات عشوائية من المياه للتأكد من سلامتها، مستنكرا عدم الشفافية فى تلك التحاليل، قائلاً: لا أحد منا يعلم هل المياه التى نشربها تعرضت لكل مراحل التنقية أم لا؟ وهل هى آمنة أم تؤدى لمخاطر الفشل الكلوى فى المستقبل القريب؟ ويشير استشارى الكلى وجراحة المناظير إلى أن الطريقة المتبعة فى تنقية المياه غالبا ما تكون بوضع كميات كبيرة من الكلور للقضاء على الجراثيم، غير أن الكلور من المواد السامة التى تؤثر بشكل كبير على الجسم إذا لم يتم وضعه بمحاذير. «تلوث المياه يعرضك للإصابة بالإى كولاى والكوليرا».. هكذا يقول الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، موضحاً أن تلوث المياه هو عبارة عن اتصال المياه بمواسير الشرب التى تكون متهالكة، ولا يوجد بها صيانة، وتكون مصنوعة من لدائن رديئة وموازية لمواسير الصرف الصحى، ما يساعد على انتقال الميكروبات والبكتيريا والفيروسات التى تنمو فى مواسير الصرف الصحى إلى مياه الشرب، وتكمن المشكلة الأخرى فى تلوث مياه الشرب بعد تكريرها وعدم تنقيتها بصورة دقيقة قبل ضخها فى المواسير، لافتا إلى أن هناك نقصا فى تزويد المرافق التى تكرر وتنقى مياه الشرب بالكلور، ما يجعلها مرتعا لنمو البكتيريا والميكروبات، ومن المعروف أن تلوث مياه الشرب يأتى إما لعدم تنقيتها جداً أو لاختلاطها بالصرف الصحى. ويعاود الدكتور هشام الخياط التأكيد على أن المياه الملوثة تسبب الإصابة بالبكتيريا كالإى كولاى والسالمونيلا، بل قد تسبب الإصابة بالكوليرا، ما يؤثر على الجهاز الهضمى، ويسبب إسهالا وارتفاعا فى درجة الحرارة والقىء، وربما تتسبب فى وفاة المريض، خاصة الأطفال والمبتسرين، إذا لم يعالج بسرعة بالمحاليل اللازمة والمضادات الحيوية. ويرى الدكتور محمد المنيسى، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب قصر العينى، عضو الكلية الملكية لأمراض الباطنة بلندن، أن من أبرز مصادر تلوث المياه حاليا هو اختلاطها بمياه الصرف الصحى والحيوانى، مشيراً إلى أن تلوث المياه فى حد ذاته كارثة كبيرة تؤدى إلى إصابة الإنسان بالبكتيريا والفطريات والديدان مثل الأميبا والجيارديا والسالمونيلا.