"وخلقنا من الماء كل شىء حى"، فماذا لو كانت تلك المياه ملوثة فبالطبع لا تفيد الإنسان وإنما تؤدى به إلى الهلاك، فما تأثير ملوثات المياه على الإنسان؟.. وما أنواع الملوثات؟ وما تأثيرها على الكلى التى من شأنها فلترة المياه التى نتناولها؟ يوضح الدكتور أيمن صلاح استشارى كلى وجراحة مناظير أن هناك نوعان من ملوثات المياه فقد تلوث المياه بمواد عضوية والتى من بينها البكتريا والفطرات والجراثيم، وقد تتلوث المياه بمواد غير عضوية كالأملاح والمعادن والمواد التى توجد بتركيزات عالية مثل الصوديوم والفسفور وغيرها من المواد. ويبين دكتور أيمن أن النوع الأول من الملوثات سريعة المفعول، حيث تسبب للمريض حالة من التسمم المعوى، وبالتالى فإن أثارها على المريض تظهر وبشكل سريع متمثلا فى صورة إسهال وقىء وارتفاع فى درجات الحرارة كما أن تلك المواد لا تتعدى الجهاز المعوى والمعدة إلى باقى أجزاء الجسم ومن ثم لا تؤثر إلا على المعدة. ويوضح أن النوع الثانى من الملوثات هى التى تمثل خطرا أكبر على صحة الإنسان خاصة عندما تكون الملوثات موجودة بنسب ضئيلة، فلا تسبب للمريض أى شكوى ومن ثم يستمر فى تناول تلك المياه الملوثة لسنوات مما يؤثر على كل وظائف الجسم. ويشير دكتور أيمن أن الكلى أول متضرر من ملوثات التى من شأنها تنقى المياه الواصلة إلى الجسم من كل المواد الضارة أو الزائدة عن حاجة الجسم، ومن تلك المواد الكالسيوم واليورك أسد والمنجانيز والكبريت والفسفور، كى يستخدمها الجسم لنقل الدم إلى كل خلايا الجسم وفى الصورة الطبيعية يتم إخراج المواد السامة فى البول. ولكن عندما تزداد تلك السموم تخزن فى الكلى حتى تضعف الكلى عن أداء وظيفتها ويحدث تدمير للأنسجة الكلوية ولا تقوى على القيام بفلترة المياه وبالتالى يصاب الإنسان بما يسمى بالفشل الكلوى، وهو ما يتطلب منه إجراء غسيل كلوى دائم حتى ينقى الدم من السموم حتى لا تنتشر السموم إلى كل أجزاء الجسم وتحدث الوفاة.
