دعا الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب إلى حشد الجهود لتقديم مجرمى الحرب الإسرائيليين إلى القضاء الدولى، لينالوا العقاب على ما ارتكبوه من جرائم بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى. وقال سرور فى كلمته أمام المؤتمر الخامس عشر للاتحاد البرلمانى العربى المنعقد فى سلطنة عمان، إن مكتب الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية قام بناء على اقتراح مجلس الشعب المصرى بإرسال بعثة لتقصى الحقائق بشأن الجرائم الإسرائيلية خلال العدوان على غزة، وأن البعثة أعدت تقرير، وأضاف سرور أن هذا يستدعى منا كعرب أن نتبنى موقفاً موحداً لفتح الممارسات والجرائم الإسرائيلية أمام جميع المحافل الدولية، من أجل اتخاذ إجراءات محددة لمحاكمة مجرمى الحرب. أوضح سرور، أن الأمر لا يتوقف فقط على ارتكاب هذه الجرائم، ولكن هناك إرهاب الدولة الذى فارقه إسرائيل نحو المقاومين للاحتلال عن طريق عملياتها العسكرية تجاه سكان مدينتى يعانون من الحصار أكثر من 18 شهراً. مشيرا إلى أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السودانى عمر البشير هو ضربة قاصمة للشرعية الدولية التى اتخذت الازدواجية معياراً لها، ويمثل تهديدا خطيرا للأمن والسلام فى السودان عالمنا العربى، وانتقد سرور تجاهل مجلس الأمن للجرائم التى ارتكبها مجرمو الحرب إسرائيل فى غزة والجرائم التى وقعت فى أفغانستان والعراق. وطالب سرور بضرورة طرح رؤية محددة للتعامل مع قرار المحكمة الجنائية الدولية سياسياً وقانونياً والعمل على عدم المساس بالسودان، وتعزيز استقلاله والتوصل لتسوية سياسية شاملة لأزمة دارفور. قال رئيس مجلس الشعب، إن العلاقات العربية العربيه ليست فى أحسن أحوالها ولا بديل أمامنا سوى إنهاء خلافاتنا وتوحيد صفوفنا بحيث نتحدث بصوت واحد، وقال سرور من المؤسف إن ينقسم العالم العربى بين دول الاعتدال ودول المحاور، وكأننا لا نتعلم من أخطاء الماضى، وأضاف أن المرحلة الراهنة تتطلب تدعيم العمل العربى المشترك وتعزيز آلياته وقال نحن كبرلمانيين علينا أن نشارك فى الجهود لتسحين العلاقات العربية، وأن تفتح الطريق لمرحلة جديدة تحاصر الخصومات والخلافات، ووضع الدكتور سرور عدة عناصر لنجاح التحرك البرلمانى العربى فيها أن نتجنب اختزال القضية الفلسطينية فى غزة واختزال غزة فى المعابر واختزال المعابر السبعة فى معبر رفح، بالإضافة إلى ضرورة دعم الوحدة الفلسطينية. أكد سرور أن القضية الفلسطينية تمر بمرحل غاية فى الدقة، بسبب الخلافات الفلسطينية، وأشار إلى دعم مصر المستمر للقضية الفلسطينية. منذ حرب 1948 ومساعدتها على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وتقديمها عشرات الآلاف من الشهداء فى خمسة حروب، واستمرت مصر فى عهد الرئيس مبارك فى سياستها الخارجية بمساندة القضية الفلسطينية، وأشار سرور إلى أن مصر أعطت الأولوية لقضية أعمار غزة فدعت لمؤتمر حضره أكثر من 70 دولة و17 هيئة ومنظمة دولية، كما لعبت مصر دورا كبيرا فى إنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة ووقف إطلاق النار، وقامت بدور بارز فى عملية إغاثة ضحايا الحرب وفتحت معبر رفح للأغراض الإنسانية لإدخال المساعدات واستقبال الجرحى، كما تصدت مصر إلى محاولات إسرائيل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وأكد سرور، أنه لا بديل عن الوحدة العربية ووحدة الشعب الفلسطينى، لأن شق الوحدة لن يؤدى إلا لاستمرار الاحتلال وتهديد المنطقة بالتوتر وعدم الاستقرار. وشدد سرور على ضرورة تحقيق مصالحة عربية تقوم على أساس موضوعية، خاصة مع وجود إدارة أمريكية جديدة لديها سياسة جديدة وحكومة إسرائيلية جديدة وانتخابات فلسطينية قادمة وجمود فى عملية السلام. وأشار إلى ضرورة اتخاذ موقف عربى واضح فيما يتعلق بشروط السلام مع إسرائيل بالاستناد إلى المبادرة العربية.