قالت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية، إن زيارة الرئيس محمد مرسى إلى بكين هدفها البحث عن البيزنس وليس عن صديق. وفى تقرير لها عن الزيارة التى أشادت بها وسائل الإعلام الرسمية فى بكين باعتبارها إعادة توجيه لسياسة مصر الخارجية، نقلت الصحيفة عن لى جوافا، الباحث بالمعهد الصينى لللعلاقات الدولية، قوله، إن مصر الآن قوة مستقلة لم تعد تتلقى الأوامر من الولاياتالمتحدة، وفى عنوان آخر لإحدى الصحف، قالت إن المساعدات لم تعد تؤثر فى الشارع المصرى، ونُشر رسم كاريكاتورى للرئيس مرسى فى الزى الفرعونى فى حجرة مزينة بالكتابات الهيلوغريفية فى حين يشاهده العم سام بعصبية من الخلف. ورأت الصحيفة أن توجه مرسى إلى الصين قبل أن يزور الولاياتالمتحدة الشهر المقبل، يعنى تأكيدا واضحا من جانبه أنه لم يدن بالفضل للمصالح الأمريكية فقط، لأنها تقدم مساعدات للجيش المصرى، وهى المؤسسة التى حاربت ضد صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة، كما أن الخطوة المقبلة المتمثلة فى زيارة مرسى لطهران للمشاركة فى قمة عدم الانحياز هى أكثر جرأة، نظرا للعداء الطويل بين مصر السنية وإيران الشيعية، والولاياتالمتحدة لن تكون سعيدة بذلك أيضا. وتعتقد جلوب أند ميل، أن المحلل الصينى جوافا قذ ذهب بعيدا، عندما قال، إن القاهرةوبكين يشهدان علاقات دافئة الآن، لأن مصر تقدر الدور الذى تلعبه الصين فى العالم. إلا أن مرسى ذهب إلى بكين على أمل توليد بعض الاستثمارات المطلوبة لتعزيز اقتصاد البلاد، وعندما ينته هذا الأمر، فإن مرسى على الأرجح سيسعى إلى اعتذار عن الدور الذى لعبته الصين فى الربيع العربى أكثر من أن يقول لها شكرا. وشككت الصحيفة فى وجود مصالح مشتركة بين مصر والصين، وقالت، إنه من الصعب رؤية الأرضية المشتركة بين البلدين، وبين رئيس قادم من جماعة الإخوان المسلمين والحزب الشيوعى الحاكم فى الصين الذى يدعم نظام بشار الأسد فى سوريا منذ أكثر من عام. وتمضى الصحيفة قائلة، إنه فى حين أن مرسى الآن رجل دولة لا بد أن يفعل كل ما بوسعه لتعافى اقتصاد بلاده، إلا أن الموقع الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين يشتمل على تصريحات من كبار قادة الجماعة تطالب بمقاطعة البضائع الصينية والروسية لدورهما فى مساندة النظام السورى. من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن سمعة الصين تعانى فى العالم الإسلامى بسبب معاملتها القمعية للمسلمين فيها لدرجة أنها منعت الصلاة فى شهر رمضان فى بعض المناطق، مما أغضب المتشددين فى أفغانستان وباكستان، وجعل بكين معرضة لتهديد متزايد من الجهاديين. إلا أن مرسى لن يثير أيا من هذه القضايا على الأرجح، وفقا لما تراه الصحيفة الكندية، فهو فى رحلة اقتصادية، ولا يريد أن يثير خلافا مع مضيفيه، لكنه على أية حال ليس فى بكين لتوجيه الشكر لأصدقائه.