قالت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية إن احتمالات فوز الإخوان المسلمين بأغلبية البرلمان المقبل بات أمر يقلق بشدة الأكاديميين فى مصر. إذ أنهم يخشون أن يدفع الإسلاميين بدولة دينية من شأنها أن تقلص الحريات الأكاديمية والبحث العلمى. وأعرب مدير مركز أبحاث منطقة البحر الأبيض المتوسط، محمد عوض، عن قلقه إزاء ما يقوم به مع فريق مكون من 30 باحثا فى الحفاظ على التراث الثقافى للإسكندرية وخيارات تصميم المدينة فى المستقبل، مشيرا إلى أن هذا المستقبل بات موضع شك. وقال عوض للصحيفة الكندية إن ما يحدث يمثل اختبارا لكيفية استجابة الشعب المصرى للتحدى المتمثل فى تحديد هويتنا الوطنية. وأشار عوض، الذى يوجد مركز أبحاثه داخل مكتبة الإسكندرية، إلى أن صعود الإسلاميين لا مفر منه، فى ظل تزايد أعداد الفقراء فى مصر. وأوضح: "ما أخشاه هو وصول السلفيين، الأكثر تطرفا، إلى السلطة". وأضاف: إذا ما انهار اقتصاد البلاد فى الأشهر القليلة المقبلة سيكون هناك ثورة أخرى هى ثورة الفقراء وهذه المرة ستكون عنيفة جدا". والفائزون سيصبحون أكثر تطرفا. وأشار الدكتور عوض إلى أنه وغيره من المسلمين المثقفين صوتوا للحزب الليبرالى الرئيسى، المصريين الأحرار، لكن هذا لا يكفى. وختم مدير معهد أبحاث البحر المتوسط أنه حتى إن أصبح الإخوان الأكثر اعتدالا القوى المهيمنة، فإنها قد تنزلق إلى سياسات تميزية. وشدد على خشيته من السيطرة على الجامعات والحريات الأكاديمية متسائلا عن تقيد العديد من المشروعات بسبب التفسيرات الإسلامية التى يطرحها التيار الإسلامى. وأنهى عوض حديثه ل"جلوب أند ميل"، قائلا: "أخشى أن هذه المدينة التى كانت مركزا للعالم المصرى اليونانى تصبح دربا من الماضى وتتلخص ثقافتها فى الذاكرة. وأشارت الصحيفة إلى أن المفاجآة لم تكن فقط من الإخوان المسلمين وإنما من حزب النور، الأصولى الذى حصل على أصوات تعادل تقريبا حزب المصريين الأحرار الليبرالى. ولا تنحصر مخاوف دول الجوار من وصول الإسلاميين إلى الحكم على إسرائيل، فالأردن تخشى من تصاعد الجماعات الإسلامية والمملكة العربية السعودية تعتمد على مصر فى الحفاظ على سياسية خارجية مؤيدة للولايات المتحدة فيما تخشى السلطة الفلسطينية من أن يدعم ذلك الحركة الإسلامية المسلحة حماس المنافسة لها والتى تسيطر على قطاع غزة.