أليس فى بلاد العجائب «Alices Adventures in Wonderland» هى قصة للأطفال كتبها الكاتب وعالم الرياضيات تشارلز لوتويدج دوسن باسم مستعار لويس كارول فى 1865، وتمت ترجمتها إلى لغات عديدة حول العالم، وتحكى عن فتاة اسمها أليس سقطت فى جحر أرنب لتنتقل إلى عالم خيالى. «أحلامها تطير كالطيور لأرض الجمال ودنيا الخيال وبلاد العجائب، أليس يا فتاة تحب الجميع، خودينا وطيرى لدنيا الأسير، خودينا.. خودينا..خودينا» هذه هى أغنية المسلسل الكارتونى «أليس فى بلاد العجائب» الذى يأخذك بالفعل إلى عالم آخر ودنيا أخرى يمتزج بها الخير والشر، لم أقل إننى سأتحدث عن ذكريات الطفولة عندما كنت أشاهد «أليس» وأنا فى الخامسة من عمرى أى قبل عشرين عاما من الآن، فالكارتون يصاحبنى يوميا فى البيت وأحيانا فى عملى. «أقول أحيانا حتى لا أتعرض للمساءلة»، الغريب فى «أليس» أنها تجذب الصبيان أكثر من البنات، وهى معادلة صعب تواجدها فى كارتون بطلته الأولى والأخيرة فتاة، فحينما كنت أرى «أليس» أتخيل أننى هى بكل تفاصيلها ضحكتها ورقتها وفستانها الأحمر فى الأبيض وأرنبها «بيرى بانى» المتعلق بيدها دائما ذلك الأرنب الذى جعلنى أتخيل أن الأرانب تتحدث بالفعل مع أصحابها، وهو ما أفعله حتى الآن مع «نيمو» سحلفتى التى أتحدث معها مثلما تتحدث «أليس» مع «بيرى»، لم تكتفِ «أليس» بالحديث فقط مع أرنبها ولكنها فى كل حلقه تأخذك لعالم آخر ودنيا خاصة بها تتحدث فيها مع كل المخلوقات من فراشات وعناكب وأشجار وحيوانات، وهو ما يجعلك وأنت طفل صغير تدرك أن هذه المخلوقات لها دور فى حياتنا لا يقل عن دورنا بل فى أحيان كثيرة يكون له أهمية عما نفعله نحن البشر. «أليس» الارستقراطية التى تعيش فى قصر جميل مع أختها وأبويها تطل علينا فى كل حلقة وتخرج من عالمها الواقعى وتأخذنا معها إلى عالم جديد ودنيا العجائب لتقف أمام حدث تدخل معه فى حالة أخرى خاصة، تلتقى فيها مع كل حلقة بالملكة «قوت القلوب» المتسلطة دائما والتى تحمل الوجه الآخر من الحياة، لترمينا «أليس» فى نهاية كل حلقة إلى واقعنا من جديد لندرك الفرق الهائل بين دنياها والدنيا التى نعيش فيها، أتوقع أن الروائى «لويس كارول» عندما كتب «أليس» لم يكن يدرك أنها ستتحول إلى حلم كل فتاة فى أن تصبح «أليس» وبصحبتها «بيرى»، فتحية خاصة له على المعانى الجميلة التى سردها فى روايته التى يختلف عنها الكارتون قليلا، لكن تظل المعانى الجميلة الحالمة هى السمة المشتركة بين الرواية والكارتون، وتظل «أليس» ببراءتها وحكمتها رغم صغر سنها رمزا لا يوجد فى هذه البلاد ولكن يوجد فقط فى بلاد العجائب.