فالقصص التي شدت انتباه الملايين حول العالم وترجمت لجميع اللغات الحية تحكي عن فتاة تدعى "أليس" سقطت في "جحر أرنب" فتجد نفسها وقد انتقلت إلى عالم آخر خيالي.. وهذا تماما ما يعيشه العرب منذ سنوات.. فهم يعيشون واقعا حقيقيا أغرب من الخيال..ومن شدة بؤسهم يحلمون بواقع آخر لا يوجد إلا في مخيلتهم. تأمل مثلا ما يدور حاليا حول الرئيس السوداني عمر البشير بعد صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، ولك أن تتخيل من الآن أن القمة العربية المقبلة في الدوحة نهاية الشهر الجاري لن تتمكن من إحراز أي تقدم في أي من الملفات المعروضة عليها..لماذا؟ لأن البشير وحضوره للقمة سيكون هو موضوع الساعة وليست الملفات العربية العالقة التي تبحث عن حلول منذ عشرات السنين! ويمكنك أن تطلق لخيالك العنان من قبل قمة الدوحة بأيام قليلة.. وتدخل مع "أليس" في "جحر الأرنب" لتجد نفسك غارقا في عالم خيالي مليء بالتغطيات الإعلامية التي سيحظى بها البشير عندما يتوجه للدوحة، من أول ركوبه للطائرة في مطار الخرطوم، وحتى وصوله للدوحة مرورا بأجواء الدول التي ستعبرها طائرة البشير. ولا تستبعد على القنوات الفضائية التي تسابقت للحصول على حق نقل عملية ولادة نانسي عجرم لطفلتها الأولى، أن تسارع أيضا لانتزاع الحقوق الحصرية لنقل رحلة البشير الجوية من الخرطوم إلى الدوحة على الهواء مباشرة، ليرى المشاهدون كيف يتصرف الرئيس السوداني في الطائرة، ماذا يقول وماذا يفعل وهل سيتناول طعاما أم سيقضي رحلته صائما وهو مهدد بالقبض عليه في الأجواء الدولية، وخصوصا أن مصادر في رئاسة الجمهورية بالسودان قالت إن إجراءات أمن مشددة سوف تتبع لحماية طائرة الرئيس طوال رحلتي الذهاب والعودة..ولا نعرف إن كانت هذه الإجراءات تشمل تسيير طائرات "إف 16" المقاتلة بجوار طائرة الرئيس لحراستها، ولو أرسل أوكامبو طائرات هو الآخر للقبض على البشير في الأجواء ، سنكون على موعد مع فيلم أكثر إثارة من أفلام هوليوود.. مطاردات ومناروات حقيقية بين الطائرات في الجو للقبض على رئيس دولة وهو ما لا يمكن مشاهدته إلا في عالم العرب الخيالي. وأذكر أنه في النصف الثاني من شهر مارس قبل 6 سنوات وجه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تحذيره للرئيس العراقي السابق أيضا صدام حسين بالخروج من العراق هو ونجليه عدي وقصي وإلا سيغزو العراق، ووقع الغزو بعد ذلك بنحو أسبوع، والآن وفي التوقيت نفسه نرى الرئيس السوداني يهدده المدعي العام للمحكمة الجنائية الأرجنتيني أوكامبو بالاعتقال.. وعلينا أن ننتظر ما ستحمله لنا الأيام المتبقية من شهر مارس من قصص وحكايات "خيالية" جديدة في "جحر الأرنب" العربي، ستضاف بالتأكيد إلى سلسلة العجائب "في بلاد العرب السعيدة"! مجدى الشاذلى ابتسم.. أنت في بلاد العجائب!! لو أن الكاتب الإنجليزي تشارلز لوتويدج دودسن الذي كتب قصص الأطفال الشهيرة "أليس في بلاد العجائب" في عام 1865م والتي وقعها باسمه المستعار لويس كارول كان يعرف أن شيئا سيخترع مستقبلا اسمه الأمة العربية في القرن العشرين وما ستؤول إليه حال هذه الأمة في مطلع الألفية الثالثة أظن أنه كان سيختار لقصصه اسم "أليس في بلاد العرب".. فالقصص التي شدت انتباه الملايين حول العالم وترجمت لجميع اللغات الحية تحكي عن فتاة تدعى "أليس" سقطت في "جحر أرنب" فتجد نفسها وقد انتقلت إلى عالم آخر خيالي.. وهذا تماما ما يعيشه العرب منذ سنوات.. فهم يعيشون واقعا حقيقيا أغرب من الخيال..ومن شدة بؤسهم يحلمون بواقع آخر لا يوجد إلا في مخيلتهم. تأمل مثلا ما يدور حاليا حول الرئيس السوداني عمر البشير بعد صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله، ولك أن تتخيل من الآن أن القمة العربية المقبلة في الدوحة نهاية الشهر الجاري لن تتمكن من إحراز أي تقدم في أي من الملفات المعروضة عليها..لماذا؟ لأن البشير وحضوره للقمة سيكون هو موضوع الساعة وليست الملفات العربية العالقة التي تبحث عن حلول منذ عشرات السنين! ويمكنك أن تطلق لخيالك العنان من قبل قمة الدوحة بأيام قليلة.. وتدخل مع "أليس" في "جحر الأرنب" لتجد نفسك غارقا في عالم خيالي مليء بالتغطيات الإعلامية التي سيحظى بها البشير عندما يتوجه للدوحة، من أول ركوبه للطائرة في مطار الخرطوم، وحتى وصوله للدوحة مرورا بأجواء الدول التي ستعبرها طائرة البشير. ولا تستبعد على القنوات الفضائية التي تسابقت للحصول على حق نقل عملية ولادة نانسي عجرم لطفلتها الأولى، أن تسارع أيضا لانتزاع الحقوق الحصرية لنقل رحلة البشير الجوية من الخرطوم إلى الدوحة على الهواء مباشرة، ليرى المشاهدون كيف يتصرف الرئيس السوداني في الطائرة، ماذا يقول وماذا يفعل وهل سيتناول طعاما أم سيقضي رحلته صائما وهو مهدد بالقبض عليه في الأجواء الدولية، وخصوصا أن مصادر في رئاسة الجمهورية بالسودان قالت إن إجراءات أمن مشددة سوف تتبع لحماية طائرة الرئيس طوال رحلتي الذهاب والعودة..ولا نعرف إن كانت هذه الإجراءات تشمل تسيير طائرات "إف 16" المقاتلة بجوار طائرة الرئيس لحراستها، ولو أرسل أوكامبو طائرات هو الآخر للقبض على البشير في الأجواء ، سنكون على موعد مع فيلم أكثر إثارة من أفلام هوليوود.. مطاردات ومناروات حقيقية بين الطائرات في الجو للقبض على رئيس دولة وهو ما لا يمكن مشاهدته إلا في عالم العرب الخيالي. وأذكر أنه في النصف الثاني من شهر مارس قبل 6 سنوات وجه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تحذيره للرئيس العراقي السابق أيضا صدام حسين بالخروج من العراق هو ونجليه عدي وقصي وإلا سيغزو العراق، ووقع الغزو بعد ذلك بنحو أسبوع، والآن وفي التوقيت نفسه نرى الرئيس السوداني يهدده المدعي العام للمحكمة الجنائية الأرجنتيني أوكامبو بالاعتقال.. وعلينا أن ننتظر ما ستحمله لنا الأيام المتبقية من شهر مارس من قصص وحكايات "خيالية" جديدة في "جحر الأرنب" العربي، ستضاف بالتأكيد إلى سلسلة العجائب "في بلاد العرب السعيدة"!