مظاهر الاحتفال برمضان فى كوريا تبدأ من المركز الإسلامى بمدينة سول

تقول الدكتورة نوران فؤاد من الجالية المصرية العائدة من كوريا، لم يعرف الشعب الكورى شهر رمضان إلا منذ 6 سنوات فقط، وذلك نظرا لصعوبة نطقه، فاللغة الكورية يوجد بها 16 حرفا فقط وحرف ال " R " والذى يبدأ به اسم رمضان باللغة الإنجليزية هو ينطق عندهم "L"، ولكن مع زيادة أعداد الجالية الإسلامية سواء مصريين أو عرب أو باكستانيين وهنود وزيادة عمل المركز الإسلامى تعرف الشعب الكورى على رمضان وطقوسه بالنسبة للمسلمين.
نجد مظاهر رمضان الحقيقة داخل المركز الإسلامى والذى يقع فى مدينة سول العاصمة فى حى الايتاوان، حيث يتجمع المسلمون من مختلف الجنسيات فى المركز والمسجد لعمل إفطار جماعى كل يوم، بحيث يكون لكل يوم طابع مختلف من المأكولات، حيث يكون هناك يوم مصرى، وآخر شامى، وآخر هندى، وغيرها من المأكولات المختلفة، ويبدأ الإفطار على طريقة السنة، حيث يقدم 3 تمرات مع اللبن والعصير والفاكهة، ثم نقوم بأداء صلاة المغرب ثم يقدم وجبات الإفطار الرئيسية، ويشرف على إعداد مائدة الإفطار غالبا الرجال الباكستانيين أو الهنود، ويتم شراء مستلزمات الإفطار من تبرعات بعض الأفراد بالتعاون مع المركز الإسلامى، ثم يحرص الجميع على أداء صلاة التراويح فى المركز.
ويمثل المركز الإسلامى فى كوريا للمسلمين أهم المعالم الإسلامية، حيث يشمل هذا المركز على تحفيظ للقرآن الكريم، ودروس دينية، ومكتبة علمية واسعة، حضانة للأطفال، وغيرها من الخدمات، ومع بداية معرفة الشعب الكورى بشهر رمضان كانوا يندهشون كثيرا من كيفية العمل وبذل الجهد دون طعام أو شراب، ولكنهم مع الوقت أصبحوا يساعدون المسلمين فى قليل من الأعمال حتى يخفف عنهم عناء ومجهود العمل كنوع من المساعدة لهم.
وتضيف نوران تعتبر الجالية الشامية هى الأكثر استحواذا على تجارة الحلوى فى كوريا، حيث شهرتهم الكبيرة فى هذا المجال وتعتبر الحلويات الشرقية من أغلى المأكولات فى كوريا، ويكثر فى الأسواق هناك التمر المستورد من السعودية، العراق والأردن المحشو بالمكسرات، بالإضافة إلى القراصية والمشمشية، ولكن المطاعم الكورية تقدمه بطرق مختلفة عن العادات العربية، أما فى رمضان وعلى موائد الإفطار الخاصة بالمسلمين نقوم باستخدام القراصية والمشمشية مثل الدول العربية.
ورغم اختفاء الزينة الرمضانية التى تشتهر بها الشوارع والحارات المصرية، إلا أن هناك شكلا مربعا أو دائريا مضيئا يطلق عليه الفانوس يمكن أن تشتريه بعض الأسر المسلمة فى رمضان لأبنائهم لإدخال الفرحة عليهم، أما الشعب الكورى فلديه يوم غير شهر رمضان يقيم حفل مهرجان الفانوس، ويكون هناك فيه احتفالات كثيرة مستخدمين فيها الفانوس الكورى.
وتتنقل نوران بنا إلى العيد وتقول، يأتى كل المسلمين من مختلف أنحاء كوريا لأداء صلاة العيد فى المركز الإسلامى فى سول، ونظرا لبعد المسافات قد يقوم الإمام بتأخير موعد الصلاة، ثم يتبادل الجميع التهانى ويلعب الأطفال بالبالونات، ويتم تناول الغداء سويا فى المركز، وذلك فى تمام الساعة 12 ظهرا، ثم ينصرف كل من المسلمين إلى أعمالهم، لأن المجتمع الكورى يحب العمل ولا يعطى أجازة للمسلمين فى العيد أو رمضان، ولكن يمكن أن يتفهم صاحب العمل التأخر قليلا من أجل الصلاة فى المركز وأداء مراسم العيد، وتعتبر كوريا بشكل عام بخلاف المركز الإسلامى لا يوجد بها مظاهر لرمضان، ولكن داخل المركز نجد الشعور الحقيقى بأجواء رمضان الحقيقة.