قرية صغيرة تقع بين مجموعة من القرى التابعة لمحافظة الدقهلية، لا تمتلك من الإمكانيات سوى طموح أبنائها لتحويل قريتهم إلى مركز زراعى متكامل ينقل خبراته إلى القرى المجاورة، وينجح فى استبدال أشجار الزينة المتناثرة بالقرى وعلى طول الطرق الواصلة بينها بأشجار مثمرة تعود بالنفع على الجميع. البداية كانت من "حمادة النجار"، 42 عاماً، وواحد من أبناء قرية "نوسا الغيط" التابعة لمحافظة الدقهلية، عندما قرر استغلال حبه للزراعة فى العمل من أجل تحويل قريته البسيطة إلى قرية منتجة لأشجار الفاكهة، وهو ما دفعه لدعوة باقى الأهالى للمشاركة فى الفكرة التى كانت مبادرة ال"50 مليون شجرة"، هى الداعم الأساسى لها، عندما انضم لها عدد كبير من شباب القرية، وبدأت فى النجاح على مدار عدة أشهر، انتهت بزراعة 3800 شجرة فاكهة داخل القرية وعلى جانبى الطريق المؤدى لها. "هدفنا نستبدل كل أشجار الزينة التى لا فائدة منها بأشجار الفاكهة المنتجة"، هكذا بدأ "حمادة"، مطلق الفكرة بالقرية، حديثه ل"اليوم السابع" عن نشاط القرية الزراعى القائم على الجهود الذاتية، ويضيف"حمادة"، بدأت الفكرة بالدعوة لزراعة أشجار الفاكهة، وهى الدعوة التى استجاب لها شباب القرية بشكل كبير، لتتحول بعد فترة قصيرة إلى جزء مكمل لمبادرة ال50 مليون شجرة التى نجحت فى غرس آلاف أشجار الفاكهة على مستوى محافظات مصر. يتابع "حمادة"، ما زاد من تشجيعنا على استكمال زراعة الأشجار هو انتشار الفكرة فى القرى المجاورة لنا، وهى القرى التى قام أهلها بزيارتنا للحديث عن تطبيق الفكرة على مستوى جميع القرى المحيطة بنا، والتى بدأ العمل فيها بالفعل، ومنها قرية "نوسا البحر"، وقرية "ميت العامل"، و"ميت أبو الحسين"، وغيرها من القرى التى بدأ أهلها فى غرس أشجار الفاكهة. وعن أنواع الفاكهة التى غرسها شباب القرية يقول "حمادة"، تنوعت الأشجار بين أشجار التوت والركان والجميز والجوافة والليمون والزيتون، وجميعها من الثمار المفيدة التى قد تغير من نشاط القرية الزراعى فور أن تبدأ فى الإثمار، وأضاف أن الأهالى قاموا بغرس شجرة فاكهة بين كل شجرتين للزينة، لإثبات الفرق الشاسع بينهم واستبدال أشجار الزينة بأشجار الفاكهة. "قريتنا فيها 70 ألف مواطن، نفسى يبقى كل واحد عنده شجرة"، هكذا أنهى "حمادة" حديثه، متمنياً أن تنتشر فكرة مشروع زراعة "ال50 مليون شجرة" فى باقى القرى والمحافظات، وأن تصل الفكرة لكل بيت فى مصر.