أكد الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، أن التصعيد الأمريكي الأخير تجاه فنزويلا والتلويح بعمليات عسكرية لا يرتبط فقط بمكافحة المخدرات، بل يحمل أبعاداً جيوسياسية تتعلق بمحاصرة النفوذ الصيني في أمريكا الجنوبية. وأوضح سنجر، في مداخلة هاتفية ببرنامج اليوم، المذاع على قناة دي ام سي، أن فنزويلا من الناحية العسكرية لا تُعد نداً للولايات المتحدة، إلا أن تداعيات أي عمل عسكري ستكون مظلمة على المنطقة وعلى واشنطن في آن واحد.
تحجيم الصين والذريعة المعلنة وأشار أستاذ السياسات الدولية إلى أن الولاياتالمتحدة تعتبر فنزويلا نقطة انطلاق لتحجيم التواجد الصيني في القارة اللاتينية، وهو الهدف الاستراتيجي غير المعلن وراء هذه التحركات، بينما يتم استخدام الحرب على المخدرات كذريعة تحاكي الحرب على الإرهاب لتبرير التدخل وحماية الشباب الأمريكي.
سيناريو فيتنام جديدة والعمليات الجراحية وفيما يخص احتمالية الاجتياح البري، استبعد سنجر قيام واشنطن بعملية عسكرية كاسحة أو إرسال قوات برية كبيرة، مرجحاً أن يلجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى عمليات جراحية واستهداف مواقع محددة لممارسة أقصى درجات الضغط. واستشهد سنجر بتحذير الرئيس البرازيلي من أن فنزويلا قد تتحول إلى "فيتنام جديدة" إذا ما تورطت أمريكا عسكرياً هناك، مشدداً على أن الأولويات الأمريكية الحالية تتركز على مواجهة الصعود الصيني عالمياً وليس الغرق في مستنقعات إقليمية. عقبة الكونجرس واختتم الدكتور أشرف سنجر حديثه بالتذكير بالقيود الدستورية، موضحاً أن الرئيس الأمريكي يملك صلاحية التحرك العسكري لمدة 60 يوماً فقط، بعدها يصبح لزاماً عليه الحصول على تفويض من الكونجرس لاستكمال الحرب، وهو أمر قد يواجه معارضة في ظل التاريخ غير المشجع للتدخلات العسكرية الأمريكية من فيتنام وصولاً إلى أفغانستان.