أكد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، أن إطلاق "مركز التجارة الأفريقي" (AATC) وبدء إنشاء المقر الرئيسي الجديد للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك" في العاصمة الإدارية الجديدة، يمثل إنجازاً تاريخياً وشهادة عملية على إيمان مصر الراسخ بوحدة القارة الأفريقية ومستقبلها الواعد. جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفالية الرسمية لوضع حجر الأساس للمشروع، بحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء وقيادات البنك وممثلي الدول الأفريقية ولفيف من كبار المسؤولين، حيث أوضح محافظ البنك المركزي أن المشروع الجديد، الذي يمتد على مساحة 50 ألف متر مربع، يعكس حجم الشراكة القوية الممتدة لأكثر من 30 عاماً بين مصر وبنك "أفريكسيم". وأشاد بقرار البنك استثمار ملايين الدولارات لإنشاء هذا الصرح في العاصمة الإدارية الجديدة، مشيراً إلى أن العاصمة لم تُنشأ فقط لفك الاختناق المروري عن القاهرة، بل لخلق اقتصاد متنوع وتقديم خدمات حكومية مستدامة تتوافق مع المعايير الدولية. وقال عبد الله في كلمته: "إن هذا المركز يمثل أهمية قصوى على المستويين الوطني والقاري، حيث يعزز وضع مصر كبوابة رئيسية للتجارة، ويؤكد على الربط الاستراتيجي بين دول شمال أفريقيا وباقي أرجاء القارة، مما ييسر حركة البضائع والخدمات بشكل غير مسبوق". وأضاف أن المركز لن يكون مجرد مبنى إداري، بل سيتحول إلى مركز للابتكار والمعرفة والتمويل، عبر استضافة منصات متطورة لمعلومات السوق تدعم اتخاذ القرارات الاستثمارية، وتعمل على بناء قدرات رواد الأعمال والمؤسسات الأفريقية. وشدد المحافظ على أن هذا المشروع يدعم بشكل مباشر تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، ليكون نقطة اتصال ومقصداً لأكبر فعاليات الاستثمار والتجارة في أفريقيا، مؤكداً أن دمج القارة الأفريقية اقتصادياً هو المسار الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية لشعوبها في ظل المتغيرات الجيوسياسية العالمية.