في كل استحقاق ديمقراطي يخرج فيه المصريون لانتخاب ممثليهم، تظهر جماعة الإخوان الإرهابية مجددًا على السطح، لا لممارسة السياسة، ولكن لتشويه العملية الانتخابية، واتهام الدولة زورًا، متناسين سجلهم الأسود في التزوير والفضائح الانتخابية عندما جلسوا على مقعد الحكم. فضائح الإخوان في انتخابات البرلمان خلال عهدهم لا تُنسى، فقد شهدت البلاد في 2011 و2012 تجاوزات كارثية، أبرزها التوجيه داخل اللجان، والاعتداء على المنافسين، وشراء الأصوات علنًا، واستغلال المساجد كمنابر للدعاية السياسية، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب بل إن البرلمان الذي شكله الإخوان كان منبرًا لتكفير المجتمع والدولة، وبدأوا في تفصيل القوانين لخدمة أهدافهم ومصالحهم الضيقة، دون أدنى مراعاة لمطالب المواطن أو الدولة، ولكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة، وسقطت أقنعتهم عندما حاولوا السيطرة على مفاصل الدولة بمشروع التمكين والإقصاء، وهو الأمر الذى فاجأ الجماعة الإرهابية التي كانت تظن أنها ستظل مسيطرة على الحكم لسنوات طويلة ولكنهم لم يستمروا أكثر من عام، وعلى الرغم من قِصر المدة إلا أنها كانت مؤثرة بقوة لما بها من أحداث كارثية سيتذكرها التاريخ دوماً ب "العام الأسود". واليوم، وبعد أن لفظهم الشعب المصري وأسقط حكمهم بثورة شعبية عارمة في 30 يونيو، لم يتبقَ لديهم سوى بث الشائعات ومحاولات التشويه الممنهجة، فقد لجأوا عبر منصاتهم الإعلامية الخارجية الممولة، إلى الترويج بأن انتخابات مجلس النواب الحالية لا تعبّر عن الشعب، في حين أن المشهد الانتخابي في الداخل والخارج يعكس مشاركة جماهيرية واسعة، وحرصًا من المصريين على اختيار من يمثلهم. المفارقة الصادمة أن الجماعة التي زوّرت الإرادة الشعبية في عهدها، والتي سجّلت أسوأ أداء برلماني في تاريخ مصر، تحاول اليوم تنصيب نفسها حَكَمًا على العملية الانتخابية، متجاهلة أن الدولة المصرية الآن تشهد أعلى درجات الشفافية، وإشرافًا قضائيًا كاملًا، وضمانات غير مسبوقة للمنافسة النزيهة، فبأي وجه يتحدثون؟! ومما لا شك فيه أن مشاركة المعارضة والمستقلين في الجولة الأولى والثانية، وفوز بعضهم، ووصول آخرين إلى جولة الإعادة، يؤكد أن صناديق الانتخابات ليست حكراً على أحد، وأن الشعب هو من يقرر، وليس أبواق الفتنة التي تبثها الجماعة من الخارج. المشهد الحالي يؤكد أن محاولات الإخوان لتشويه المشهد الانتخابي الحالي، ما هي إلا امتداد لفكرهم التخريبي، وعجزهم عن استيعاب أن مصر تغيّرت، وأن الشعب بات أذكى من أن ينجرف خلف تلك الخدع، وأن الدولة تسير على طريق ترسيخ الديمقراطية، لا لحساب جماعة أو تيار، بل لصالح الوطن والمواطن، وأن صوت الشعب المصري في الانتخابات الحالية هو أقوى رد على كل الأكاذيب التي تروجها الجماعة الإرهابية، وهو تأكيد جديد أن مصر تقف على أرض صلبة، وأن زمن التزوير والتمكين قد انتهى إلى غير رجعة.