تراجع أسعار الذهب في مصر بقيمة 140 جنيه خلال أسبوع    النائب عمرو درويش يعترض على الصياغة الحكومية لقانون الإيجار القديم    أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. انطلاق ملتقى أهل مصر بدمياط ومصر جميلة يصل البحيرة    رئيس اتحاد الكرة الآسيوي: أرفض بشدة مقترح زيادة عدد المنتخبات بكأس العالم    انخفاض درجات الحرارة وسقوط للأمطار بمحافظة القليوبية    إنقاذ 2000 رأس ماشية من حريق في مركز أبو صوير بالإسماعيلية    حجز محاكمة متهم بحيازة مفرقعات ومقاطع تحريضية للنطق بالحكم    رمضان صبحي يقود كتيبة بيراميدز أمام فاركو    أحمد السقا يفقد الذاكرة وأحمد فهمي يتورط معه في مطاردة بالصحراء في فيلم "أحمد وأحمد"    مصر تستهدف إنهاء إجراءات وصول السائحين إلى المطارات إلكترونيا    «الإسكان»: مبيعات مبادرة «بيت الوطن» للمصريين بالخارج تسجل 10 مليارات دولار    الإسماعيلي: هل القانون يتيح استدعاء تقنية الفيديو للحكم من أجل بطاقة صفراء؟    رسمياً.. تحديد موعد ومكان نهائي كأس مصر    إعلام إسرائيلي: شركات طيران أمريكية تعلق رحلاتها إلى تل أبيب    مصر وجزر القُمر توقعان على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة    استشهاد معتقل فلسطيني في مستشفى سوروكا الإسرائيلي    مصرع شخص وإصابة آخر إثر حادث تصادم في القرين بالشرقية    ليلة سقوط اللصوص.. القبض على 17 متهمًا بضربة أمنية بالقاهرة    الإحصاء: 3.6 مليون دولار قيمة التبادل التجارى بين مصر وجزر القمر خلال 2024    وكيل مجلس "الشيوخ" يقترح سن قانون شامل للأمن السيبراني وإنشاء هيئة مستقلة لإدارته    «لوفتهانزا» و«إير يوروبا» تعلقان جميع رحلاتهما الجوية إلى مطار بن جوريون    فتاوي المصريين في نصف قرن.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية    رئيس الوزراء: مواجهة مخالفات البناء والتعديات جزء من تقييم أداء أي محافظ    بلعيد يعود لحسابات الأهلي مجددا    الحكومة: مشروع قومي للصوامع يضاعف السعة التخزينية ويقلل فاقد القمح في مصر    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 956 ألفا و810 جنود منذ بداية الحرب    بدء الجلسة العامة لمجلس الشيوخ لمناقشة تجديد الخطاب الدينى    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين بمحافظتي القاهرة والوادي الجديد    حماس تحذّر من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة بسبب استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار الخانق منذ أكثر من 64 يومًا    ماجد الكدوانى ضيف شرف فيلم "المشروع إكس" مع كريم عبد العزيز    الأوقاف تحذر من وهم أمان السجائر الإلكترونية: سُمّ مغلف بنكهة مانجا    مستشفى سوهاج الجامعي تضم أحدث جهاز قسطرة مخية على مستوى الجمهورية    برلماني: كلمة السيسي باحتفالية عيد العمال تعكس تقديره ودعمه لدورهم في مسيرة التنمية    في ذكرى ميلاد زينات صدقي.. المسرح جسد معانتها في «الأرتيست»    اليوم.. بدء تسليم قطع أراضي بيت الوطن المرحلة التاسعة للفائزين بمدينة دمياط الجديدة    13 شهيدا جراء قصف الاحتلال أنحاء متفرقة في قطاع غزة    دعوى عاجلة جديدة تطالب بوقف تنفيذ قرار جمهوري بشأن اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير    الرئيس السيسي يوافق على استخدام بنك التنمية الأفريقي «السوفر» كسعر فائدة مرجعي    دي بروين: لا أعلم موقفي من المشاركة مع مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    بيان - "سلوك الجماهير رد فعل على غياب العدالة".. الزمالك يرفض عقوبات الرابطة ويتهمها بالتحيز    ضبط 37.5 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    محمد صلاح يستهدف 3 أرقام قياسية أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 4-5-2025 في محافظة قنا    الرئيس السيسي يؤكد حرص مصر على نجاح القمة العربية المقبلة في بغداد    وزير الصحة يبحث مع نظيره السعودي مستجدات التعاون الممتدة بين البلدين في القطاع الصحي    إحالة الفنانة رندا البحيري للمحاكمة بتهمة السب والتشهير ب طليقها    الأزهر للفتوى يوضح في 15 نقطة.. أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب    سر تصدر كندة علوش للتريند.. تفاصيل    بعد إخلاء المرضى.. اندلاع حريق محدود بمستشفى المطرية التعليمي    خبير تغذية روسي يكشف القاعدة الأساسية للأكل الصحي: التوازن والتنوع والاعتدال    الإكوادور: وفاة ثمانية أطفال وإصابة 46 شخصا بسبب داء البريميات البكتيري    اللهم اجعله اختطافًا (خالدًا) وخطفة (سعد) على النقابة (2-3)    أثارت الجدل.. فتاة ترفع الأذان من مسجد قلعة صلاح الدين    كلام ترامب    تصاعد جديد ضد قانون المسئولية الطبية ..صيدليات الجيزة تطالب بعدم مساءلة الصيدلي في حالة صرف دواء بديل    حقيقة خروج المتهم في قضية ياسين من السجن بسبب حالته الصحية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسيون : السلفيون تحالفوا مع الإخوان ويخططون لإسقاط السيسى
نشر في الموجز يوم 31 - 10 - 2015

جهاد عودة:السلفيون أكثر عنفاً وخطراً من الاخوان علي الدولة
صلاح عيسي: حزب النور يعيش مرحلة "صراع الضعفاء" وعليه أن يراجع مواقفه
سعد الدين ابراهيم:نواب النور في البرلمان سوف يمارسون "معارضة محتشمة" للحفاظ علي وجودهم
توقع خبراء سياسيون انحصار الدور السياسي لحزب النور السلفي خلال الفترة المقبلة نتيجة للصدمة الانتخابية التي تعرضوا لها في انتخابات البرلمان,مشيرين الي أن نتائج المرحلة الأولي للإنتخابات كشفت عن وجود فجوة كبيرة بين القيادات السلفية وقواعدها.
وأكد الخبراء أن ضعف التيار السلفي داخل الساحة السياسية سوف يدفع حزب النور لمراجعة سياسته مع الدولة إما بالسلب أو الإيجاب ,منوهين الي أن ذلك يتوقف علي مدي إستيعاب القيادة السياسية لهذا التيار وضمه الي صفوفها بدلاً من الانقلاب عليها.
فى هذا الإطار أكد الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان , أن النور تلقي "صدمة انتخابية" قوية سوف تجعله في حالة اضطراب وخلل خلال الفترة المقبلة ,محذراً من إنعكاس تلك الصدمة علي تجاه التيار السلفي للانسحاب من الساحة السياسية والتوجه نحو التطرف والعنف ضد الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي.
لافتا إلى أن تصريحات ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية تؤكد أن السلفيين يحملون الرئيس مسئولية خسارتهم في الانتخابات وذلك عندما لوح برهامي الي أنهم تعرضوا لخدعة من جانب الدولة .
وأضاف عودة: هناك احتمال آخر ربما يعبر عنه بعض القيادات وهو التمسك بدورهم السياسي وفتح قنوات اتصال مع الدولة لتحقيق مكاسب جديدة تعوضهم عن البرلمان ,مشيراً الي أن نجاح تلك المعادلة يتوقف علي موقف الدولة وأجهزتها الأمنية من هذا التيار خلال الفترة المقبلة.
وشدد "عودة" علي خطورة جنوح التيار السلفي نحو التطرف والعنف في حال انسحابه من الساحة السياسية ,موضحاً أنهم يمثلون تهديدا أقوي من الاخوان.
وقال عودة: علي الرغم من الممارسات التي تقوم بها جماعة الاخوان ضد الدولة إلا أنها تمثل كيان منظم له قائد يتمثل في المرشد يسيطر علي القواعد وينفذون أوامره ,أما بالنسبة للسلفيين فهم كيان غير منظم له مصادر متعددة من التطرف يتمثل في جماعات متنوعة ومختلفة وهم أكثر عنفاً وخطراً من الاخوان نتيجة عدم وجود قائد لهم وبالتالي يصعب توقع أي ردود فعل يقومون بها .
ولفت "عودة" الي أن إحساس السلفيين بأنهم تعرضوا لخدعة من جانب الدولة أو القيادة السياسية قد يولد عندهم رغبة في الانتقام من الدولة واعتبار الرئيس عدواً لهم شأنهم في ذلك شأن الاخوان.
واقترح أستاذ العلوم السياسية علي الدولة أن تستوعب صدمة السلفيين في البرلمان وأن يقوم الرئيس بتعيين عدد من أعضاء النور ضمن النواب المعينين في البرلمان .
وقال صلاح عيسي الكاتب والمحلل السياسي: السلفيون ينقسمون داخل المشهد المصري الي اتجاهين الأول, يرتبط بالدعوة السلفية. والثاني: يتمثل في حزب النور السلفي الذي أثبت خلال الفترة الماضية أنه يعاني من خلافات وانشقاقات كثيرة داخله والتي ظهرت واضحة عندما انشق عنه قياداته منذ أكثر من عامين وأسسوا حزب الوطن ,ثم أكدتها نتائج المرحلة الاولي في الانتخابات البرلمانية والتي كشفت عن وجود فجوة كبيرة بين قياداته وقواعده الامر الذي جعل الاخيرة تعزف عن المشاركة في الانتخابات وبعضهم ربما أفسدوا أصواتهم.
وأشار عيسي الي أن هذه الأمور قد تجبر حزب النور علي مراجعة خطه السياسي سواء من خلال تأسيس مدرسة جديدة تجنح لمزيد من الانفتاح علي القوي المدنية والتعاون معها أو ربما يفكر الحزب في الانسحاب من المشهد السياسي والرجوع للعمل الدعوي تحت لواء الدعوة السلفية.
وأوضح أن مشكلة تيار الاسلام السياسي بشكل عام وحزب النور بشكل خاص تكمن في تعرضه لمجموعة من الانشقاقات الامر الذي أدي لإضعافه وأصبح يعيش مرحلة صراع الضعفاء – علي حد وصفه.
وأكد عيسي أن هذا الصراع سوف ينعكس ايجابيا بتقوية دورالدولة وتعزيز مواقف قيادتها السياسية خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح الدكتور سعد الدين ابراهيم استاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية ,أن النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية أظهرت أن الغالبية العظمي من المصريين لفظت كل من يتحدث باسم الاسلام السياسي وهذا ينطبق علي موقفهم من الاخوان والسلفيين ,مؤكداً أن رفض المجتمع لجماعة الاخوان امتد الي السلفيين وأصبحوا يتجرعون من نفس الكأس- علي حد تعبيره .
وتابع :علي الدولة أن تضع خطة مناسبة لطبيعة العلاقة بينها وبين السلفيين من خلال أطر محددة تتمثل في التعاون المتبادل بينهم وحث السلفيون علي التوقف عن المتاجرة بالدين والمزايدة علي غيرهم من المصريين.
وأشار ابراهيم الي أنه في حال حصول النور علي مقاعد في البرلمان فإنه يتوقع أن يمارس نوابه نوع من "المعارضة المحتشمة بحيث تكون أكثر اتزان واعتدال وذلك حتي يحافظوا علي وجودهم داخل المشهد .
وبسؤاله عن احتمال تحول السلفيين الي تنظيم سري مثل الاخوان ,قال ابراهيم: "الاخوان هم سادة التنظيمات السرية وخرج من عباءتهم جميع الجماعات المتطرفة الاخري ,أما بالنسبة للسلفيين فهم حديثي العهد بالعمل السياسي وتاريخهم لا ينبأ بأنهم سيكونون أكثر مهارة من الاخوان في السياسة أو التنظيم ."
وفى نفس السياق، أكد عدد من النشطاء الأقباط أن فشل حزب النور السلفى فى الانتخابات البرلمانية ناتج عن فقدان الثقة بين قيادات الحزب وقواعده الشعبية،، وتوقعوا سقوط الحزب خلال الفترة المقبلة بعد توتر العلاقة بينه وبين الدولة من جانب، وبين قيادات الحزب وقواعده الشعبية من جانب آخر.
من جانبه قال مينا كمال، المنسق العام لحركة معا من أجل مصر، "العلاقة توترت بين حزب النور السلفي والنظام الحالى غير ما كانت عليه بعد ثورة 30 يونيو"، مشيراً الى أن تصريحات الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفيه، التى أكد فيها أن الرئيس السيسي ترك حزب النور يتعرض للإهانات وحملات التشويه من الإعلام وتحالف الأحزاب عليه وهو ما يؤكد أن العلاقات بين الطرفين متوترة، وأن المرحلة القادمة ستشهد تغيراً كبيراً فى التعامل بينهما.
وأوضح أن قيادات حزب النور تري أن الحزب منح النظام شرعية بعد إقصاء الإسلاميين، ولذلك توقعوا أن يكون هناك دعم خاص لهم من الدولة فى الانتخابات البرلمانية، وعندما لم يحدث ذلك أصيبوا بخيبة الأمل.
وتابع كمال "لا أظن أن هناك أى احتمال بأن يتحول حزب النور للعمل السري خصوصا أنه مسموح لهم بالعمل السياسي بغض النظر عن نجاحهم أو فشلهم كما مسموح لهم بالعمل الدعوي وإن كان هذا لا ينفي احتمالية انضمام بعض السلفيين للتنظيمات الإرهابية".
وأضاف "أعتقد ان دعم السلفيين للرئيس سينتهى خاصة أن هناك تيار قوي داخل السلفيين يرى أن السيسي لم يمنح النور التعويض المناسب نظير وقوفهم معه ضد الإخوان وهو ما يتضح من تصريحات قادة السلفيين".
وفيما يتعلق بتعامل الدولة معهم قال "أرى أن الدولة ستتعامل معهم بمنطلق قوي فالدولة تري أن حزب النور أخذ ما يستحق واحتفظ بحزبه السياسي كما هو وظل في العمل السياسي والدعوي دون أي اضطهاد من الدولة وأن سياسة الابتزاز السياسى لا تنفع مع الدولة لذلك قد يحدث صدام بين الدولة والنور".
وأوضح أمير سمير، الناشط القبطى، أن الذى أفسد الانتخابات البرلمانية على حزب النور هو انفصال القواعد الشعبية عن القيادات الحزبية، مشيراً الى أن السبب فى ذلك هو نزول عدد من الأقباط على قوائم الحزب وهذا ضد أفكارهم ومعتقدتاهم الدعوية، مما أدى إلى فقدان القواعد الشعبية الثقة فى قيادات الحزب ونتج عن ذلك عدم مشاركتهم فى الانتخابات.
وتابع "النظام أعطى للسلفيين فرصة دخول الانتخابات رغم انه طبقاً للدستور يجب أن يحل الحزب، خاصة وأنه تم تأسيسه على أساس دينى ولكن النظام ادخلهم فى مواجهه مع الشعب الذى قرار إقصائهم من الحياة السياسية".
واستبعد سمير تحول السلفين الى تنظيم سرى، موضحاً ان التيار السلفى من صناعة جهاز أمن الدولة وبالتالى سيظلون فزاعة للشعب حسب الدور الذى يُطلب منهم، وأضاف "السلفين لن يدخلوا فى مواجهة مع النظام بل سيظلون تابعين له ينفذون كل الأوامر التى توجه لهم خاصة بعد رفض اللعب لهم فى الانتخابات البرلمانية".
وفيما يتعلق بتعامل الدولة معهم قال "الدولة ستتعامل معهم كأى حزب سياسى، خاصة بعد اكتسابهم الصبغة القانونية بعد انضمام بعض الأقباط إليهم ولكن من الممكن أن يحل الحزب إذا خرج الأقباط منه، وأنا أتوقع انسحاب الأقباط من الحزب بعد فشله فى الانتخابات البرلمانية".
واتفق معهم فى الرأى سيمون وافيق، منسق القائمة السوداء لمرشحي الأقباط للبرلمان، حيث قال "لا اعتقد أن تكون الانتخابات البرلمانية قد أفسدت العلاقة بين الدولة والسلفيين، والتصريحات التى أصدرها ياسر برهامى تعتبر تصريحات استباقية للضغط على الدولة قبل المرحلة الثانية من الانتخابات".
وأكد وفيق أن الكثير من السلفيين منخرطين فى العمل السرى مع الإخوان والجماعات الإرهابية، كما أن قيادات حزب النور أصبحوا منبوذين، موضحاً أنه يتوقع انتهاء دورهم قريبا وذلك فى حالة تخلى الدوله عنهم.
وتابع.. لابد وأن يعرف الجميع أن المنضمين تنظيميا لحزب النور يمثل 5٪ فقط من جمهور السلفيين الذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين، بينما 95٪ من السلفين ينتموا الى ما أسماه ب"تنظيمات رابعة العدوية".
وفى الإطار ذاته، أكد عدد من النشطاء السياسيين أن المرحلة المقبلة ستشهد رحيل السلفيين عن المشهد السياسي بشكل تدريجي، وخاصة أن دورهم ك"محلل" والذى قبلوا به قد انتهى، موضحين أن المصريين يرفضون عودة تيار الإسلام السياسي للحياة السياسة مرة أخري بسبب ما عانوه من جماعة الإخوان المسلمين.
واستبعد النشطاء إمكانية اتجاه السلفيين لتأسيس تنظيم سري علي غرار جماعة الإخوان المسلمين، وأرجعوا السبب في ذلك إلي أن الدولة هى من صنعت السلفيين وتستطيع التحكم فى توجهاتهم في الوقت الذى تريده، إلي جانب أن منهج السلفيين يقتضي مساندة الحاكم وعدم الخروج عليه.
من جانبه أكد عصام الشريف المتحدث الإعلامي للجبهة الحرة للتغير السلمي أن عدم حصول السلفيين علي عدد المقاعد الذي كانوا ينشدونه في انتخابات المرحلة الأولي من انتخابات البرلمان يكشف عدم قابلية المصريين لعودة تيار الإسلام السياسي للمشهد السياسي مرة أخري، مشيرا إلي أن ما فعله الإخوان بالوطن أدي إلي رفض المصريين لتيار الإسلام السياسي بشكل كامل.
وأوضح الشريف أنه من الممكن أن يكون هناك مقاعد أكثر للسلفيين فى المرحلة الثانية من الانتخابات ولكنه لن يكون كبيراً أيضا لأن الدولة أرادات تحجيمهم لانتهاء الدور الذى كانوا يلعبونه علي الساحة السياسية.
وأكد أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أرادت توصيل رسالة للخارج مفادها أن تيار الإسلام السياسي انتهي في مصر.
ونفي الشريف إمكانية تحول السلفيين لتنظيم سري علي غرار الإخوان، مشيرا إلي أنهم صنيعة الدولة وتستطيع السيطرة عليهم في أى وقت تريده، موضحا أن السلفيين سيتم إعادتهم للمجال الدعوى مرة أخري، وحتى الدعوة سيتم تفعيل التوجه الخاص بتجديد الخطاب الدينى، ليكون أمامهم خيارين إما العودة إلي البيت أو السجون.
وأكد شريف الروبي القيادي بحركة 6 ابريل الجبهة الديمقراطية أن الصفقة التى عقدت بين النظام والسلفيين قد انتهت، موضحاً أن عزوف الشعب عن التصويت فى الانتخابات البرلمانية وعدم قدرة السلفيين علي حشد مؤيديهم أدي إلي حدوث الخلاف الحاد مع النظام.
وأوضح الروبي أنه من الممكن أن يتخلي السلفيون عن مساندة الرئيس ويتحولوا إلي معسكر المعارضة، مشيرا إلي أن المعارضة المدنية لن تقبلهم في صفوفها لاختلاف الأيدولوجيات بينهما بشكل جذري.
واستبعد إمكانية لجوء السلفيين لتأسيس تنظيم علي غرار جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلي أنهم "فاشلون" وأكثرهم تابعين للأمن، مشيرا إلي أن السلفيين سيتجهون خلال الفترة المقبلة للانسحاب من المشهد، وتمثيل المعارضة وعقب ذلك سيتحدثون عن المراجعات وحل الحزب ليعودوا إلي المنابر مرة أخري.
وأوضح أن دور السلفيين انتهي من المشهد السياسي، مثلما انتهي دور حمدين صباحي أيضا، مشيرا إلي أن النظام استخدمهم كمحللين للمشهد فقط وهم قبلوا على أنفسهم ذلك.
ومن جانبه أكد زكي القاضي القيادي السابق بحملة تمرد أن السلفيين كان لهم دور في ثورة 30 يونيو والسيسي يقدر ذلك كثيرا، والسلفيين أيضا يرون أن الرئيس السيسي هو خير من يقود البلد في هذه المرحلة لذا ستبقي العلاقة بين السلفين والرئيس والدولة فاترة ولن تنقطع.
وأشار إلي أن السلفيين لن يتحولوا إلي معارضة لأن منهجهم هو مساندة الحاكم، ولكنه عاد ليقول أن عدم وقوفهم مع جماعة الإخوان هو أن الصراع بينهم كان حول من منهم يمثل الإسلام.
وعن إمكانية تأسيسهم لتنظيم علي غرار الإخوان أكد أن السلفيين لديهم الدعوة السلفية وذراع سياسي وهو حزب النور بمعنى أن هيكلهم يشبه إلي حد كبير هيكل الإخوان.. موضحاً ان أوجه الاختلاف بينهما يتمثل فى أن الإخوان لديهم تطلعات بالاستيلاء علي الحكم، أما السلفيون فالحكم عندهم وسيلة وليس غاية لذا فالسلفيين لن يمثلوا أى خطر ولو بعد مائة سنة.
وأكد القاضي أن السلفيين لن ينسحبوا من الإنتخابات فى المرحلة الثانية وسيكون لهم تمثيل علي مقاعد الفردي، موضحا أنه لن يكون أمامهم سوي العودة للدعوة مرة أخري في الوقت الذى ستتجه فيه الدولة لتجديد الخطاب الدينى أى سيتم تحجيمهم بشكل كامل.
وأوضح القاضي أن تحجيم دور السلفيين السياسي ليس إقصاء انما تصرف وفق معطيات المرحلة المقبلة، مشيرا إلي أن السلفيين كانوا ينشدون تزوير الإنتخابات لصالحهم كما فعل الإخوان، ولكن الدولة تتجه الآن إلي النزاهة والشفافية في إجراء العملية الإنتخابية ولن تجامل أحداَ، وخاصة أن الرئيس صرح أكثر من مرة أنه غير محمل بمجاملات من أحد.
أكد عدد من الإخوان المنشقين أن خسارة حزب النور في الانتخابات ستكون نقطة فارقة في تاريخ تعاونه مع الدولة، حيث سيحّمل الحزبٌ النظامَ خسارته الفادحة أمام الأحزاب الأخرى ،وقد يتحول عدد من قواعده إلى العنف وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تعامل صارم من قبل الدولة قد ينتهي بحل الدعوة السلفية.
ورغم ذلك حذر المنشقون من هذه النهاية موضحين أن إبعاد السلفيين عن المشهد السياسي سيكون خطأ كبيراً وسيشكل خطورة على أمن الدولة المصرية لذا نصحوا بضرورة إدماجهم فى الحياة السياسية من جديد في أسرع وقت.
من جانبه قال سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين إنه بعد نتائج الانتخابات في مرحلتها الأولى وإخفاق حزب النور حدثت جفاء كبير بين مشايخ السلفيين وبين النظام، وصل الأمر إلى حد اتهام السلفيين للنظام والإعلام بالوقوف ضدهم في الانتخابات البرلمانية مما سبب هذه الخسارة الكبيرة.
وتوقع عيد أنه ربما يتم اتخاذ قرار من الدعوة السلفية بحل الحزب في حال انتهت الانتخابات بنهاية مذرية ،بمعنى أنهم قد يبتعدون عن السياسة خاصة أنهم تلقوا الكثير من الشماتة من قبل الأحزاب المعارضة الأخرى وعلى صفحات "فيس بوك"، مما أصابهم بنوع من الاحتقان.
ولفت عيد إلى أن فكرة عدم وجود حزب سياسي للسلفيين ليست إيجابية بالمرة ،لأن العمل العلني كان يسمح لهم بالإفصاح عن آرائهم المتنوعة والأخذ والرد في القضايا المختلفة ،لكن إذا عادوا للعمل تحت الأرض فيسمح ذلك بظهور الأفكار الظلامية السوداء التي سيُبني عليها انفجار قادم بعد سنوات، ومن الأفضل أن تعمل الدولة على احتواء هذا الأمر سريعا.
كما توقع عيد أن تتحد بعض من قواعد حزب النور مع الإخوان لتتحول من المعارضة إلى المناهضة وتعود مفاهيم مثل الدولة الإسلامية بدلا من الوطنية مما يشكل خطورة على البلاد.
أما خالد الزعفراني الباحث في شون الحركات الإسلامية والمنشق عن جماعة الإخوان المسلمين فأكد أنه رغم خسارة حزب النور في الانتخابات فإنه سيتحرك في حدود المتاح له ولن يتخطى الحدود الحمراء، موضحا أنه طالما التزم السلفيون بالقانون لابد أن تسمح لهم الدولة بالعمل بحرية.
وأضاف الزعفراني أن حزب النور لن ينجرف للعنف رغم الحملة الإعلامية التي شنُت عليه كي يخسر في الانتخابات ،فهو حزب مسالم وهذه استراتيجيته، لكن بعض الأطراف الأخرى التي لم تكن أساسا من أعضاء حزب النور قد تنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وتنتهج العنف ضد الدولة.
وقال الزعفراني إن حزب النور أثبت أن أقوى حزب موجود على الساحة السياسية المصرية رغم خسارته للانتخابات ، بسبب الحملة التي شنها ضده الإخوان والدعوات التكفيرية الأخرى حيث شوهته كثيرا وكان ذلك في صالح الأحزاب الأخرى مثل حزب المصريين الأحرار والوفد وغيرهما.
وأوضح أن حزب النور قد يتجه في الفترة القادمة إلى الانعزال لكن هذا الأمر سيكون تداعياته خطيرة بالنسبة للأمن القومي المصري فلابد من إدماجه لأن الاستمرار في إبعاده سيكون خطأ كبيراً ،لاسيما أن السلفيين لديهم شعور بأن الدولة تركتهم ولم تدافع عنهم أمام وسائل الإعلام التي شنت حملة ضدهم.
وتوقع الزعفراني بأن المرحلة القادمة ستشهد تهدئة من قبل الدولة حيال حزب النور ، وهذا ما ظهر من خلال التخفيف من الحملة الإعلامية الموجهة ضده وقد ينعكس ذلك على نتائج الانتخابات في المرحلة الثانية.
أما عمرو عمارة منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين فرأى أن نتيجة الانتخابات وخسارة حزب النور بهذا الشكل كانت أمرا متوقعاً لأن الحزب ليس له قواعد كما أن القواعد الرئيسية له كانت تنتمي للإخوان المسلمين ،والسلفيون كانوا يعلمون ذلك جيدا ،ولكنهم أرادوا أن يلعبوا لعبة قريبة من تلك التي كانت تستخدمها الجماعة وهي أن يحاولوا إظهار الدولة وكأنها ضدهم وتشن حملة لإفشالهم حتى يكسبوا تعاطف الناس.
وتوقع عمارة أن يفشل حزب النور في جولة الإعادة وكذلك في الجولة الثانية من الانتخابات ،وبعدها سيظهر الوجه السلفي الجاهلي العنصري والتكفيري لهم ،مما سيؤدي إلى دخولهم فى مواجهة مع الدولة.
وأشار عمارة إلى أن حزب النور حاول خلال الفترة الماضية أن يظهر وكأنه داعم للنظام ومؤيد لثورة 30 يونيو ولكنه في الحقيقة كان يريد فقط الحماية ،لأن عدد كبير من السلفيين غير معترفين بالنظام الحالى.
وتوقع عمارة أن يتم حل الدعوة السلفية كلها وليس الحزب فقط خلال الفترة القادمة بسبب ما سيظهرونه من ممارسات عدائية ضد الدولة.
سامح عبدالحميد: الرئيس السيسى" رجل وطنى" ولن يرضى لنا بالظلم وننحاز للدولة مهما كلفنا الأمر
عماد المهدى: لن نترك العمل السياسى وشبابنا أبعد ما يكونوا عن العمل السرى
كشف عدد من قيادات السلفيين عن رفضهم التخلى عن موقفهم الداعم للدولة والرئيس السيسى مهما كانت الأسباب.
لافتين إلى أنهم تعرضوا لظلم بين خلال انتخابات مجلس النواب وواجهوا حملة تشويه ممنهجة لكنهم سيسيروا على نفس النهج الذى اتبعوه منذ ثورة ال 30 من يونيو لأن هدفهم هو مصلحة الدولة العليا وليس البحث عن مصالح شخصية.
من جانبه أكد سامح عبدالحميد القيادى بحزب النور, أن ما حدث فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية به نوع من للحزب من قبل الدولة لأنها كانت على مرأى ومسمع من محاولات التشويه التى يتعرض لها الحزب, بالإضافة إلى التحريض ضده فى بعض البرامج على القنوات الرسمية للدولة.
وأشار إلى أن إحساس قواعد النور بالظلم لا يعنى أنهم سينقلبوا على السيسى لأنهم يعلموا أنه رجل وطنى وسيتحرك ضد هذا الظلم .
وأوضح أن النور ليس حزب صدامى ولن يعاقب الدولة على الظلم الذى تعرض له بل سيتخذ الطرق القانونية فى المطالبة بحقوقه ورفع الظلم عنه وسيحاول عتاب الرئيس من خلال محاولة عقد لقاء معه أو إرسال رسالة عتاب له .
وأضاف أن الحزب أبعد ما يكون عن سياسة الإخوان ولن يلجأ إلى طريقتهم فى الاعتراض مؤكدًا أن جماعة الإخوان فى هذه الحالة كانت ستخرج بتصريحات يتهموا فيها القضاء بالتزوير وتلقى الرشاوى وتنظيم بعض التظاهرات ولكن هذا الأمر لم يلجا إليه حزب النور نهائيا .
وقال عبدالحميد: إن الحزب سيعاتب السيسى ولن يكون هناك ردود أفعال عنيفة موضحًا أن الحزب مع الدولة المصرية ولن يحيد عن ذلك مهما حدث لأن منهجهم يتفق مع الحفاظ على الدولة المصرية .
وكشف "عبدالحميد" عن وجود ضغوط من شباب الحزب للانسحاب من الانتخابات البرلمانية وضرورة دفع الظلم وإيقاف الهجوم على الحزب بالطرق السلمية التى تتخذ مسارات إعلامية وقانونية.
وأشار إلى أن شباب النور ملتزم ولن يلجأ للعمل السرى كما يقول البعض أو العمل المسلح ., مؤكدًا أن الحزب وقياداته وشبابه سيمارسوا العمل السياسى مهما كان الوضه , لافتا إلى أن عودة الحزب للعمل الدعوى دون السياسة أمر مستبعد .
وأوضح أن طبيعة العلاقة بين النور والدولة لن تتاثر فى المرحلة المقبلة لأن هدف الحزب هو الحفاظ على الدولة وليس الحصول على مكاسب معينة .
وقال عماد المهدى القيادى بالحزب النور : الدولة بكل مؤسساتها اظطهدت الحزب وأعطت مساحة فى الإعلام والقنوات الفضائية لهجوم البعض عليه وتشويه صورته.
وأشار إلى أنهم كانوا يتمنون الاستمرار فى طريق الإصلاح واستكمال خارطة الطريق كما بدأوا فيها دون اضطرار للانسحاب أو الإحساس بالظلم أو محاولة إقصاء بعض الفصائل الوطنية الأخرى لهم ،وتسائل "لماذا تعاملت بعض القيادات والتيارات معنا بهذا الشكل رغم أننا شركائهم فى الوطن وفى خارطة الطريق ؟".
وأشار إلى أن حزب النور وشبابه سلميين إلى أبعد الحدود وهدفهم الأول والأخير هو الحفاظ على الأمن القومى ومصلحة الدولة المصرية .
وأوضح أن إحساس شباب حزب النور بالظلم لا يعنى لجوئهم للعمل السرى ولكن الأمر فى غاية الخطورة لأن شباب الإخوان أظهروا لهم نوع من الشماتة فى مواقفهم ودعمهم للدولة ،ويستخدمون عبارات مثل "الدور عليكوا" و"ذوقوا من الكأس الذى شربنا منه "وأشياء من هذا القبيل بها نوع من الاستفزاز وهو ما يطرح تساؤل "لما تركت الدولة هذه الأمور تحدث فى شباب النور ؟ رغم أنهم وطنيين وداعمين للدولة ومؤسساتها .
وأضاف أن علاقة الحزب بالرئيس لن تتأثر بما حدث فى الانتخابات لأن الحزب وقواعده تحترم السيسى وتعلم وطنيته ودوره الوطنى جيدا .
ووصف "المهدى" الرئيس السيسى ب "ابن الأصول " الذى لن يقبل الظلم لأى فصيل سياسى وطنى موجود وسيعالج الأمر بشكل جيد. وقال "عتابنا على الرئيس يتمثل فى لماذا الصمت على كل ما يحدث وأنت على علم به ولا ترضى به وقلت من قبل أننا فصيل وطنى ؟".
ونفى إمكانية دعم الحزب لموقف جماعة الإخوان موضحا أنه يرفض طريقة الإخوان جملة وتفصيلا .
وتابع حديثه: " قواعد النور يسعون لمصلحة الدولة ولن يكون هناك خلاف بينهم وبين الدولة لأنهم جزأ منها ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.