سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: بقاء الأوضاع على ما هو عليه الأفضل للبلدين و«الصدام» الحل الأخير.. سيف اليزل: العلاقات الدبلوماسية والسياسية ستبقى كما كانت فى عهد مبارك خاصة بعد تأكيد مرسى التزام مصر بالاتفاقيات الدولية
أكد عدد من الخبراء أن إسرائيل ستضع سيناريوهات مختلفة للتعامل مع مصر خلال الفترة المقبلة فى ظل حكم إسلامى تحت قيادة الدكتور محمد مرسى، مشيرين إلى أن الموساد الإسرائيلى يسعى حاليا إلى تجميع أكبر قدر من المعلومات عن مصر. وأوضح الخبراء فى ردهم على أسئلة «اليوم السابع» أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين لن تحسم بشكل نهائى الآن وأنها ستتوقف على طبيعة إدارة الرئيس الجديد لمصر. الدكتور طارق فهمى، الخبير بالشؤون الإسرائيلية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن إسرائيل بدأت بالفعل فى وضع أربعة سيناريوهات للتعامل مع مصر فى المرحلة القادمة بعد تولى الرئيس محمد مرسى الحكم، السيناريو الأول يتمثل فى أن تبقى الأوضاع على ما هى عليه كما كان الحال فى ظل حكم مبارك ولن تحدث خلافات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا السيناريو يقتضى أن يتبع الإخوان وممثلهم الدكتور محمد مرسى سياسة التهدئة والاعتراف بالاتفاقيات، وبالتالى ستبقى الأوضاع الدبلوماسية على ما هى عليه وستستمر زيارات المسؤولين، مشيرا إلى انه فى حالة تطبيق هذا السيناريو فإن إسرائيل تتوقع أن يستمر لمدة حوالى 9 شهور أو عام خلال المرحلة الانتقالية فى مصر وإلى أن تتضح الأمور بشكل أكبر. السيناريو الثانى كما يقول فهمى يتمثل فى أن يتبنى الدكتور محمد مرسى سياسة عدوانية تجاه إسرائيل من خلال التصريحات وأسلوب التعامل كما يفعل الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، موضحا أن إسرائيل تتوقع فى هذا السيناريو أن يسعى الرئيس محمد مرسى إلى إخضاع اتفاقية «كامب ديفيد» لاستفتاء شعبى وأن يرفض أداء دور مصر فى ملف التسوية تجاه الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن تل أبيب تعتبر أن هذا الملف القادم للتطبيق خاصة فى حالة الضغط من قبل الشارع على الدكتور مرسى، لافتا إلى أنهم يدللون على تطبيق هذا السيناريو من خلال فكر جماعة الإخوان وإعلانها أكثر من مرة بعدم الاعتراف بإسرائيل وهو ما يعتبرونه أنه متوقعا من الدكتور مرسى المنتمى إليهم». ويلفت فهمى إلى أن السيناريو الثالث الذى تنتظره إسرائيل من مصر يتمثل فى فتح الملفات المسكوت عنها فى العلاقة بين البلدين مثل ملف الغاز الطبيعى أو ملف الشهداء، بحيث تسعى مصر للمطالبة بحقوق الشهداء الذين سقطوا على الحدود، أو أن تطالب مصر بإجراءات أمنية أوسع فى سيناء، لافتا إلى أن إسرائيل تستعد فى هذا السيناريو إلى افتعال أزمة مع مصر وفيما بعد تقوم باحتلال مساحة من سيناء قد تكون 10 كم وهو ما يدفع الرئيس محمد مرسى إلى الصدام مع إسرائيل، مؤكدا أن إسرائيل تعّول بشكل كبير على المجلس العسكرى المصرى فى كبح جماح الدكتور مرسى فى حالة الصدام معهم. ويأتى آخر السيناريوهات التى يتوقعها طارق فهمى فى الوصول إلى مواجهة مباشرة فى سيناء ما بين المصريين والإسرائيليين، ومن ثم يتم إغلاق المعابر ووقف اتفاقيات التجارية بالكامل والدخول فى صدام مع مصر، ويتوقع فهمى أن أقرب السيناريوهات إلى التطبيق هو السيناريو الأول وأبعدهم هو الرابع المتمثل فى الصدام المباشر مع إسرائيل. اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى قال إن السياسة الاستخباراتية وجمع المعلومات لن يحدث فيها اختلاف كبير بين البلدين، موضحا أن الموساد الإسرائيلى يحاول باستمرار تجميع المعلومات عن مصر وتعمل على وضع شبكات تجسس. وتوقع سيف اليزل أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية ما بين مصر وإسرائيل ستبقى كما كانت فى عهد مبارك، خاصة أن ذلك وضح خلال تأكيد الدكتور مرسى فى أول خطاب له التزام مصر بالاتفاقيات الدولية، وبالتالى الحفاظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل. أما بالنسبة للتعامل الاقتصادى فقال اليزل إن ذلك سيتوقف على رؤية وإدارة الدكتور محمد مرسى للبلاد واستبعد أن يتجه أى من الطرفين إلى الصدام أو تطبيق نموذج مثل حزب الله. ومن جانبه قال اللواء عادل شاهين الباحث المتخصص فى شؤون الأمن القومى ووكيل المخابرات السابق إن تعامل الموساد وإسرائيل مع مصر اختلف تماما منذ بداية الثورة مما كان عليه فى عهد مبارك، لافتا إلى أنهم يحاولون حاليا إعادة تقييم الأوضاع، وأوضح أن الموساد حاليا يسعى لتكثيف جمع المعلومات الاستراتيجية عن مصر بالإضافة إلى المعلومات الاجتماعية تحديدا فى ظل حكم إسلامى جديد. وتوقع شاهين أن إسرائيل ستكون حريصة على عملية السلام بالنسبة لمصر لأن ذلك يكلفهم الكثير خاصة أن لديهم جبهة قوية للخلاف حاليا مع إيران، مضيفا، بالنسبة لتوجهات الدولة هنا فى مصر فإن ذلك سيعتمد إلى حد كبير على تخلص الرئيس محمد مرسى عن كل انتماءاته السياسية، لافتا إلى أن الرئيس مرسى لن يستطيع أن يوظف مصر وفقا لأى فكر خاصة أن البلاد ذات طبيعة خاصة جداً، ولن يستطيع أى حاكم بعد نهاية مبارك أن يتمكن من توظيفها إقليميًا ودوليًا. وبالنسبة للتعامل الاقتصادى مع إسرائيل أوضح شاهين أن ذلك لن يتضح فى الوقت الحالى، لافتا إلى أن كلا الطرفين سيسعى فى البادية إلى جس نبض الآخر تجاه مختلف التعاملات وبعضها لن يتضح فى بداية المرحلة الانتقالية. واستبعد شاهين أن يتم تطبيق نموذج حزب الله فى مصر، لافتا إلى أن طبيعة تعاملها مع حزب الله لا يمكن أن تتكرر فى مصر خاصة أن مصر محاطة من كل الاتجاهات الاستراتيجية وستواجه إسرائيل اعتراضات دولية كبيرة فى حالة اتخاذ قرار الصدام مع مصر، قائلاً: إنه فى حالة أن تتخذ إسرائيل توجه الصدام فإنها ستحزم العالم ضدها.