الوعى تعبيّر عن إدراك الفرد لمسؤوليته تجاه مجتمعه، وفهمه لأهمية التعاون، والعدالة، والاحترام المتبادل، وهو ليس مجرد مفهوم نظرى، بل سلوك عملى يعكس وعى الإنسان بحقوقه وحقوق الآخرين، ويعزز من قيم التعايش والتكافل داخل المجتمع. ودائما وأبدا عندما يكون الرهان على وعى المصريين، وإدراكهم لأهمية الوقوف بجانب وطنهم، ودعم مؤسساته الوطنية، والتصدى لدعاة الهدم والخراب، يكون وعى المصريين هو الرابح الأكبر فى المعركة، فالمصريون دائما ما يدهشون العالم بالالتفاف والتوحد والاصطفاف وقت الأزمات، وهذا ليس بجديد، وصفحات التاريخ خير شاهد ودليل على أزمات وكوارث تصور فيها أعداء البلد أنها النهاية، لكن المصريين دائما ما يكون لهم رأى آخر. راهنت على وعى المواطنين بأهمية المشاركة فى انتخابات النواب التي انطلقت للمصريين المقيمين فى الخارج يومى 7-8 الماضيين، وفى محافظات المرحلة الأولى للداخل أمس وتستكمل اليوم، وبفضل الله ربحت الرهان. فمع فتح لجان الاقتراع بسفارات مصر وقنصلياتها أمام أبنائنا بالخارج، توافد مئات المصريين من مختلف الأعمار، غير عابئين بمشقة انتقال أو طول انتظار.. مشاهد جلسنا نشاهدها أمام شاشات الفضائيات تملؤنا مشاعر الفخر والاعتزاز، بالانتماء إلى هذا الوطن الكبير. المشاركة الكبيرة من المصريين بالخارج مثلت تجسيدًا للوعي والمسؤولية الوطنية، فالمصريون بالخارج ما زالوا مرتبطون بوطنهم ارتباطًا وثيقًا، واثقين أن كل صوت انتخابي منهم هو جزء من رسم مستقبل الدولة ودعم مؤسساتها الديمقراطية، كما أنها سطرت رسالة وعي وولاء تعكس الثقة في الدولة ومسارها الديمقراطي، ، وتؤكد عمق الانتماء والوعي السياسي، وتعبر عن صورة مصر الحقيقية التي تتجلى فيها روح الوحدة والإخلاص والانتماء للأرض والهوية. وأمس، مع فتح لجان الاقتراع بالداخل لمحافظات المرحلة الأولى التي تضم 14 محافظة، شاهدنا ما أثلج صدورنا وأشعل نيران الغيظ والحسرة داخل قلوب أعداء هذا الوطن، شهد العالم أجمع إن المصريين بالداخل لا تنقصهم الوطنية والغيرة على اسم بلدهم مصر عن أشقائهم المقيمين في الخارج، فقد اصطفت طوابير الناخبين في طوابير امتدت لمئات الأمتار، احتفالية ضخمة ارتفعت فيها الأعلام وبثت الأغانى الوطنية كلا يغنى فى حب هذا البلد. أعتقد أن اليوم الثانى من انتخابات الداخل سيشهد تزايد في الاحتشاد والإقبال من جانب الناخبين، فمشاهد الاحتشاد في اليوم الأول ستكون حافز ودافع كبير للمترددين من أجل التوجه للجان، كما أن معظم المرشحين يحتفظون بما يطلقون عليه "الكتلة الحرجة"، للوقت الأخير قبل إغلاق لجان الاقتراع. سعدنا بما رأيناه.. ونأمل استمرار تلك المشاهد والأجواء الكرنفالية وتزايد الاحتشاد والإقبال الأيام الباقية من الماراثون الانتخابى، لتكون رسالة دعم ومساندة من أبناء الوطن لوطنهم ومؤسساته الوطنية، وخير رد على شائعات ومزاعم المتربصين والحاقدين على هذا الوطن الكبير.. عاشت مصر للمصريين.