أثار قرار وزارة الحرب الأمريكية البنتاجون بسحب ما يصل إلى 800 جندي من القوات المنتشرة في أوروبا الشرقية ردّ فعل قوياً ونادراً من الجمهوريين في الكونجرس، الأربعاء، معتبرين أن هذه الخطوة تبعث ب"الرسالة الخطأ" إلى روسيا. ويأتي ذلك في وقت تحاول فيه الولاياتالمتحدة إجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التفاوض بشأن وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، بحسب ما نقلته شبكة ABC NEWS. وقال كبار الجمهوريين في لجنتي القوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ، في بيان مشترك، إنهم لن يدعموا أي تغييرات في تموضع القوات الأمريكية في أوروبا، ما لم يتم ذلك عبر "عملية تنسيق دقيقة بين الوكالات الحكومية"، تشمل التنسيق مع الكونجرس. وكتب السيناتور روجر ويكر من ولاية مسيسيبي، والنائب مايك روجرز من ولاية ألاباما، وهما رئيسا لجنتي القوات المسلحة في المجلسين والمسؤولان عن الإشراف على السياسات الدفاعية المرتبطة بميزانية "البنتاجون" السنوية البالغة نحو تريليون دولار، قائلين: "للأسف، يبدو أن هذا بالضبط ما يتم الإقدام عليه الآن". وأكد مسؤولون أميركيون، الأربعاء، أن لواء المشاة القتالي الثاني التابع للفرقة 101 المحمولة جواً، سيعود إلى قاعدته في فورت كامبل بولاية كنتاكي، دون استبداله بوحدة أخرى. وأشار وزير الدفاع الروماني يونوت موستيانيو، في بيان، إلى التغيير، قائلاً إن "خطة الولاياتالمتحدة لتقليص حجم القوات في ما يُعرف بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ستبقي نحو ألف جندي أميركي في رومانيا". وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش الأمريكى في أوروبا وإفريقيا: "هذا ليس انسحاباً أميركياً من أوروبا، ولا إشارة إلى تراجع الالتزام بحلف الناتو أو بالمادة الخامسة من ميثاقه"، في إشارة إلى البند الذي ينص على الدفاع الجماعي بين الدول الأعضاء في حال تعرّض أحدها لهجوم. وأضاف البيان أن "هذه الخطوة تمثل إشارة إيجابية على زيادة القدرات والمسؤوليات الأوروبية"، وفق تعبير القيادة العسكرية الأمريكية. لكنّ ويكر وروجرز ردا مباشرةً على هذا الطرح، مشككين في قدرة أوروبا على سد الفجوة الدفاعية في الوقت الراهن، ومؤكدين أن دول القارة بحاجة إلى مزيد من الوقت لتعزيز قدراتها العسكرية، وأن الخطوة الأمريكية قد تُشجع روسيا على مزيد من العدوان. وقالا في بيانهما: "هذا القرار يبعث بالرسالة الخطأ إلى روسيا، في اللحظة التي يمارس فيها الرئيس ترمب ضغوطاً على فلاديمير بوتين لإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق سلام دائم في أوكرانيا". وأضافا: "الرئيس محق تماماً.. الآن هو الوقت الذي ينبغي فيه على أميركا أن تُظهر تصميمها في مواجهة العدوان الروسي. للأسف، يبدو أن قرار البنتاجون غير منسق، ويتعارض مباشرة مع استراتيجية الرئيس". ولم يرد البنتاجون على طلب ABC NEWS للتعليق، كما لم يتّضح ما إذا كان ترمب على علم بالخطة. وقال مسؤول عسكري رفيع في حلف "الناتو"، طلب عدم الكشف عن هويته، إن تعديل تموضع القوات الأمريكية في أوروبا ليس بالأمر غير المعتاد، مؤكداً أن الحلف يرى أن الولاياتالمتحدة والرئيس ترمب ما زالا ملتزمين بالحلف.