قال الدكتور حسين كمال، مدير عام مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، إن مركز الترميم بالمتحف يتكون من 19 معملا، 6 معامل للصيانة العلاجية، و5 للصيانة الوقائية، و8 معامل للفحص والتحليل، كل معمل منها يتعامل مع نوع محدد من المواد الأثرية مثل الخشب، المعادن، النسيج، أو البردي، بما يضمن معالجة دقيقة تحترم خصوصية كل قطعة. وأضاف الدكتور حسين كمال، في تصريحات خاصة ل "اليوم السابع"، إنه يتم توثيق التدخلات بشكل عام وهو جزء هام جدا في عملية الصيانة، فنحن عانينا كثيرًا في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات لعدم وجود كتالوج للتدخلات أو التعامل مع القطع الأثرية، فكان دائما التوثيق عقب الاكتشاف فقط، ثم بعد ذلك تنقل إلى معامل أو متاحف، ولا يوجد دليل واحد على أى تدخل حدث وقت الاكتشاف أو بعد أعمال استخراج القطع، وهو ما جعل أمامنا تحديا كبيرا. المتحف المصري الكبير وتابع، نحن داخل المدرسة التي تم تأسيسها عبر مركز الترميم بالمتحف الكبير، نقوم بعمل توثيق دقيق للتدخلات، فمن وقت دخول القطع الأثرية للمعمل يتم عمل توثيق دقيق بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو بحيث يكون لدينا نموذج كامل لكيفية التعامل مع القطع الأثرية، ومن الممكن أن يتم استخدام المادة التى وفرناها في التدريب أيضًا للأجيال المقبلة، حيث إن دورنا في المستقبل هو نشر المعلومات، التي تم اكتسابها من آلاف القطع الأثرية داخل مركز الترميم، وهذا جزء يستخدم كما ذكرنا في التدريب إلى جانب وجود وثيقة مع القطع الأثرية تحدد مدى التدخلات التي تمت على القطع نفسها من وقت دخولها مركز الترميم. بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليُشيَّد فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالى المُقدم من شركة هينغهان بنغ للمهندسين المعماريين بأيرلندا Heneghan Peng Architects، والذى اعتمد تصميمه على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير. وقد تم البدأ فى بناء مشروع المتحف فى مايو 2005، حيث تم تمهيد الموقع وتجهيزه، وفى عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط، خُصص لترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المُقرر عرضها بقاعات المتحف، والذى تم افتتاحه خلال عام 2010.
واكتمل تشييد مبنى المتحف، والذى تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف متر مربع، خلال عام 2021، ليتضمن عدد من قاعات العرض، والتى تعتبر الواحدة منها أكبر من العديد من المتاحف الحالية فى مصر والعالم. ويُعد المتحف أحد أهم وأعظم إنجازات مصر الحديثة؛ فقد أُنشئ ليكون صرحاً حضارياً وثقافياً وترفيهياً عالمياً متكاملاً، وليكون الوِجهة الأولى لكل من يهتم بالتراث المصرى القديم، كأكبر متحف فى العالم يروى قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة، حيث يحتوى على عدد كبير من القطع الأثرية المميزة والفريدة من بينها كنوز الملك الذهبى توت عنخ آمون والتى تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته فى نوفمبر 1922، بالإضافة إلى مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وكذلك متحف مراكب الملك خوفو، فضلاً عن المقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليونانى والروماني.
ويضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات، وكذلك العديد من المناطق التجارية والتى تشمل محال تجارية، كافيتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات. وفى أبريل 2021، تم توقيع عقد تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بالمتحف مع تحالف حسن علام الفائز، والذى يضم معه شركات مصرية ودولية ذات خبرات متنوعة فى مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية افتتاح المتحف المصرى الكبير جدير بالذكر أن المتحف المصري الكبير أغلق أبوابه أمام كافة زائريه ابتداءً من 15 أكتوبر، وذلك لتنفيذ عدد من الأعمال التنظيمية واللوجستية استعدادًا لحفل الافتتاح الرسمي المقرر في الأول من نوفمبر.
وسيبدأ المتحف في استقبال زائريه اعتبارًا من صباح يوم 4 نوفمبر 2025، وهو التاريخ الذي يوافق الذكرى 103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.