فى مقابلة خاصة أجراها مراسل صحيفة شيكاغو تريبيون مع وليام وود السفير الأمريكى فى أفغانستان، قال وود إنه لا يمكنه وضع جدول زمنى لخروج القوات الدولية من أفغانستان، إذ أن الأمر يعتمد على تغيير الأمور مع زيادة عمليات انتشار ونمو قوات الأمن الأفغانية، مؤكدا بأنه متفائل بقدرة القوات الدولية على إحراز تقدما فى البلاد. وأوضح وود أن المجتمع الأفغانى منهك إذ أنه يعيش منذ 30 عاما فى اضطرابات أدت إلى دمارة ونفاذ القدرة على تأسيس قيادة محلية قوية أو هياكل مؤسسية، كما أن الناس فى ظل هذا الدمار تعبوا، واستطرد أن فى ظل هذا الوضع الهش أعتقد نمو عمليات حركة طالبان والعناصر الإجرامية وأمراء الحرب الذين تراكموا على السلطة خلال سنوات الدمار، وأرى أن كلا من الحكومة أو مسانديها الدوليين لم يجدوا السبيل للرد على تلك التهديدات، ولكنى أعتقد أننا قادرين على هذا. وأشار وود أن مشاركة جنود حلف شمال الأطلسى "الناتو" حتى الآن قليلة، إلا أنه أكد أن هناك مجال كبير لمزيد من المساهمة متوقعا قيام دول الحلف بإرسال المزيد من القوات خلال 2009 بعد أن ضاعفت الولاياتالمتحدة من قواتها فى أفغانستان تلك الإستراتيجية الجديدة التى اتبعتها إدارة أوباما. وعن الانتقادات التى يلقاها الرئيس الأفغانى حامد كرزاى والولاياتالمتحدة بشأن مقتل كثير من المدنيين فى عملياتها ضد طالبان قال السفير الأمريكى، إن الخسائر فى المدنيين مروعة بالفعل وأن الإدارة الأمريكية منزعجة بشأن هذا، خاصة أن قواتهم جاءت لحماية هؤلاء المواطنين، إلا أن المشكلة التى تقابل القوات الأمريكية هى تسلل مقاتلى طالبان إلى المجتمعات المحلية، واستطرد أن تلك الغارات الليلية أودت بحياة كثير من المدنيين، إلا أن نفس تلك الغارات قللت من عدد القنابل المحلية الصنع التى أسفرت عن مقتل المدنيين على يد طالبان التى تقوم بترهيب وإساءة معاملة وإرهاب الشعب الأفغانى. وقال وود، إن الرئيس الأفغانى يواجه جمله من المشاكل والتحديات فى كل صباح جديد، خاصة فى ظل مجتمع فقير للغاية من الناحية المادية والعلمية، كما أن الجيش لم يتلق تدريب من إحتلال القوات الروسية للبلاد وأكد أن كرزاى مثله مثل كل الإدارات له قرارات صائبة وأخرى خاطئة، ولكنه فى النهاية الرئيس المنتخب للبلاد والذى يتعين على الإدارة الأمريكية مساندته. وأثنى وود خلال حديثة على بعض التحسينات التى طرأت على البلاد مؤخرا، حيث تم اتخاذ بعض الإجراءات ضد المسئولين الفاسدين فى الآونة الأخيرة، كما شهدت مؤسستى الشرطة والجيش تحسينات حقيقية، إلى جانب نمو الناتج المحلى الإجمالى للفرد الواحد إلى أكثر من الضعف منذ 2001، تم فتح الكثير من المدارس والعيادات، كما أن العلاقات مع باكستان أخذة فى التحسن، مؤكدا أن هذا لا يعنى بالضرورة رضاء كافة الناس، ولكننا نتطلع لمزيد من التطور.