سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وجه جديد لمعاناة غزة.. شهداء فى تزايد وندرة وأزمة فى القبور.. المقابر ترفع شعار كامل العدد. وتكلفة تجهيز القبر الواحد تتجاوز ال300 دولار.. الأهالى تلجأ للمقابر الجماعية ودفن الرجال بجانب النساء لدفن ذويهم
روائى الفلسطينى:" كل شيئ فى قطاع غزة يعانى الجوع عدا المقابر تعانى من التخمة.. وزارة الأوقاف الفسلطينية : تساقط عشرات الضحايا من الشهداء واستهداف الاحتلال للمقابر تسبب فى اشتعال الأزمة.. وتكلفة القبر الواحد تصل إلى 300 دولار فى العاشر من أكتوبر أعلن وقف إطلاق النار رسميا ودخوله حيز التنفيذ بعد موافقة حكومة الكيان الصهيوني على اتفاق شرم الشيخ والذى بمقتضاه يشتمل على انسحاب قوات الاحتال من قطاع غزة والبدء فى إطلاق سراح الأسرى. وثمّن وزير العدل الفلسطيني دور مصر في جهود التوصل إلى الاتفاق، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يقدّر عميقًا دور القاهرة في إنهاء الحرب، مشيرًا إلى نية الحكومة الفلسطينية إطلاق اسم "مصر"على أكبر ميادين غزة بعد إعادة إعمارها، تكريمًا لجهودها وعلى الرغمن الفرحة التى عمت أرجاء فلسطين وتحديدا غزة لما يمثله ذلك من مرحلة فارقة لسكان القطاع هناك وفرصة حقيقية لاستئناف الحياة إلا أن هناك بعض التحديات التى يجب الإشارة إليها والمرور عليها لمعرفة كم المعاناة التى شهدها سكان القطاع هناك فبرغم تعددا المآسى هناك والتى تم تناولها جملا وتفصيلا إلا أن هناك وجع لا يمكن مقارنته بأى معاناة أخرى حتى ولو الموت بالموت الذى يعني النهاية لكل حلم وتلاشى الذكريات وتجرع مرارة الفقد والتعايش وجع الفراق ولكل هذه الأسباب يطلق عليه الطامة الكبرى والمحنة الكبرى ولكل هل هناك ما يضاهيه بل ويتفوق عليه؟ نعم هناك فى غزة التى تحولت إلى دفتر أحزان كبير يضم بين ضفتيه عشرات القصص المأساوية المختلفة التى تستحق كل قصة التوقف أمامها طويلا لاستيعاب ما بها من معاناة ومنها ضيق المقابر عما بها من جثث وعدم وجود متسع لضحايا أخرين المقابر تعانى التخمة أو بحسب ما عبر عنه الروائى الفلسطينى الدكتور حسن القطراوى :" كل شيئ فى قطاع غزة يشعر بالجوع عدا المقابر وحدها تعانى من التخمة". وهو بهذه وصف حزين لما الت إليه الأوضاع فى غزة سواء وافتقاد مقومات الحياة السياسية سواء من العجز فى الغذاء وسوء التغذية الذى ضرب كل وأغلب سكان القطاع حتى الوصول إلى ذروة المعاناة وهى ازدحام المقابر وعجزها عن استقبال لضحايا جديد الذين يتساقطون لأسباب مختلفة سواء نتيجة الجوع أو القتل العشوائى الممنهج العشوائى الذى يمارس ضدهم من قبل الكيان الصهيونى أو لنقص الاستعدادات الطبية كامل العدد بوابة حديدية ضخمة خلفها أرض فسيحه تناثر عليها العديد من شواهد القبور هنا مغسلة الموتى فى مجمع خان يونس والتى رفعت شعار كامل العدد من خلال اللافتة التى تعليقها على بوابتها الضخمة بخط كبير " لا يوجد قبور لدينا نفدت الكمية التى كانت متوافرة" كلمات قليلة ولكنها تكشف عن الواقع المرير الذى عاشه أهل غزة منذ حرب منذ عامين وبالتحديد فى ال7 من أكتوبر عام 2023 فلم يعد الفقد والموت هو الالم الحقيقية انما صار البحث عن مدفن أمر شاق لأهل غزة لايداع أحبائهم إلى مأواهم الأخير نتيجة لتساقط عدد كبير من الشهداء نتيجة المذابح المتعددة التى ارتكابها بحقهم بأيدى قوات الاحتلال الصهيونية ولكى يتم استيعاب حجم الضحايا يكفى مطالعة وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي فى قطاع غزة خلال شهو يونيو الماضى ، فقد ارتكب الاحتلال 26 مجزرة خلال 48 ساعة فقط، خلفت أكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى وعبر الصحفي الفلسطينى عن تلك المأساة من خلال منشور له على مواقع التواصل الاجتماعى بقوله : " إن جثامين الشهداء تحت الشمس بانتظار دورها للدفن" . أما المصور الشهيد إبراهيم محارب الذى أكد فى تصريحات صحفية سابقه على استشهاده اثر استهدافه من قبل قوات الاحتلال فى التاسع عشر من شهر اغسطس الماضي من العام الجارى مع مجموعة من صحفيين في مدينة حمد شمال خان يونس جنوب قطاع غزة خلال تغطيتهم للتوغل الإسرائيلي للمدينة بأنه قد وثّق لحظة عجز أسرة الشهيد عدي أبو جزر عن إيجاد قبر لدفنه"، واضطراره للبحث واستخدامه لباب حديدى من الخردة لحماية جثمان صديقة بعد دفنه بينما أوضح الناقد ناهض زقة فى تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك عن حجم تلك الأزمة اللا إنسانية قوله:"المشكلة الآن ليست فقط المجزرة، بل كيف يمكننا أن نوفر قبورا لكل هؤلاء؟". لم تكن مغسلة الموتى فى مجمع خان يونس هى الشاهدة الوحيدة على شعار القتل للجميع فى غزة والمقابر سلعة نادرة بسبب كثيرة الضحايا فهناك المقبرة التركية ايضا التى تعرف بمساحتها الصغيرة فابلكاد كانت تتسع ل60 جثمانا أما خلال العدوان والحرب الصهيونية فقد امتلأت عن أخرها بآلاف الجثامين. حانوتى: نواجه ظروف استثنائية وقال يوسف سليم ابو حطب طافش المشرف على تلك المقبرة أن استشهاد العديد من سكان غزة وبشكل متتالى اسفر عن وجود أزمة خانقة فى كيفية مواراة جثامينهم للتراب ودفنها وأوضح أبو حطب فى تصريحات له :" أعمل فى دفن الموتي منذ صغرى ولكنى لم أواجه ابدا هذه الظروف خلال مراحل عمرى التى قضيت أغلبها عاملا فى تلك المهنة وهى دفن الموتى فهل يتصور أن تكون المعاناة الحقيقية ليست فى الوفاة ولوعة الفراق وفقد الأهل والأحبة بقدر ما هو الحزن الكبير والحيرة فى إيجاد مدفن لأكرام الجثة ودفنها وذلك بسبب ارتفاع أعداد الضحايا والموتى مؤكدا بأن المقبرة ضاقت على من فيها ولا يوجد متسع لاستقبال أخرين متسائلا أيعقل أن تصل معاناة أهالى فى البحث عن أماكن لأكرام موتاهم مؤكدا أن تلك المعاناة لم تحل حتى بعد وقف إطلاق النار نظرا لازدحام المقابر وامتلائها ولكن وقف الحرب سوف يساهم فى أخذ فسحة من الوقت والمساعدةفى إيجاد حلول بديلة". منذ 28 عاما، يعمل سعدي بركة في دفن الموتى في مقبرة "السويد"، أكبر وأقدم مقابر مدينة دير البلح، لكنه لم يتخيل يوما أن يضطر لبناء قبور، فوق بعضها. ويقول "بركة" إن المقبرة البالغة مساحتها نحو 35 دونما شهدت بناء "طابق ثان" من القبور، لدفن الآلاف من جثامين الشهداء، ويضيف "أخشى أن نضطر بعد شهرين من الآن، لبناء طابق ثالث"، ويوضح أن الجرافات تضع طبقة من الرمال فوق القبور، ويتم بناء قبور جديدة فوقها. فتاوى استثنائية ومنذ بداية الحرب، عايش بركة الكثير من الأهوال التي اضطرته إلى حفر القبور الجماعية لدفن عائلات بأكملها، ولجأ إلى بعض العلماء لأخذ فتاوى فقهية حول بعض أحكام الدفن وفق الشريعة الإسلامية التي لم يعايشها سابقا، مثل دفن النساء والرجال معا في القبور الجماعية. وفي هذا الصدد يقول "في بعض الأحيان، كنا ندفن العشرات في قبر واحد، أذكر أنني دفنت 135 شخصا في قبر واحد، ودفنت 76 شخصا في قبر واحد"، وبحسب الفتاوى التي يعمل بها بركة، فإنه يضع المرأة بجوار زوجها وأولادها، ثم يضع ساترا من حجارة أو صفيح، ثم يضع بقية أفراد الأسرة. كان المشهد وغريبا فى نفس يبعث فى النفس الحزن العميق أب وأم يحملون جثامين أولادهم على أيديهم صارخين ليس تنديدا بمقتلهم اثر غارة صهيونية استهدفتهم وأخرين خلال انتظارهم فى طابور للحصول على المساعدات الغذائية . ويقول حامد الزهيرى أحد سكان قطاع غزة :" لقد تحولت غزة إلى ساحة حزن كبيرة بسبب تصاعد أعداد الوفيات كاشفا أن الأهالى لإكرام ذويهم وايداعهم فى مكانهم الأخير يلجئون إلى الساحات الفسيحة ويحفرون لموارة جثامين اقرابئهم أو اللجوء إلى الحل الأصعب وهو الدفن فى ساحة المنزل على أمل استقرار الأوضاع ثم إعادة دفنهم بما يليق ويتوجب على النحو الأمثل . "أبو محمد" هكذا يعرف بين أهالى غزة وهو والد لثلاثة أطفال من الشهداء يقول المقبرة المتواجدة أمام المستشفى المعمدانى فى غزة لا يوجد مساحات لدفن أى ضحايا أو استقبال جثامين جديدة لذلك يضطر البعض الى هدم بعض المقابر القديمة وبناء أخرى بمساحات أقل حتى تتسع لضحايا جدد أو الدفن بشكل رأسى. لافتا إلى وجه أخر للأزمة بقوله :" هناك بعض المقابر التى من الممكن أن يوجد بها مساحات ولكنها تمثل خطورة داهمة على من يحاول الوصول إليها لبعدها عن المساكن اذا ما تم استهداف الجنازة فيتحول المشيعين أنفسهم إلى جثث ويقول "محمد الفايق": والد أحد اشهداء أوضاع المقابر فى غزة لا تختلف عن الظروف المعيشية الصعبة التى خلفتها الحرب فى غزة فأساسيات الحياة غير موجودة وتشهد اضطراب وعجز كبير فى المأكل ومياه الشرب النقية والعلاج والأدوية والبنية التحتية دمرت والمنازل هدمت والمدارس أغلقت والمستشفيات تم تسويتها بالأرض بفعل الغارات وبين هذا وذلك يتساقط الضحايا والعشرات بالمئات وهو ما ينعكس على حال المقابر التى تشهد عجز كبير وعدم القدرة على استقبال ضحايا جدد . وويوضح محمد الديب والد أحد الشهداء ومن سكان قطاع غزة أن السبب فى ازدحام المقابر لا يقتصر على كثرة الضحايا فقط وانما يمتد لأسباب أخرى ومنها استهداف غارات العدو الصهيوني للمقابر ضمن استهداف منشأت غزة فلم يراعي حرمة الموت وهو متعارف ومعتاد عليه من ذلك العدو الذى يهوى القتل وإستباحة دماء الأحياء فمن الطبيعى ألا يراعي حرمة الموتي ويتم استهداف الجبنات والمقابر لذلك ونتيجة لاستهداف أغلب المقابر فى انحاء غزة فلم يعد هناك سوى مقبرة يقصدها الغالبية وهى المقبرة القديمة المتواجدة أمام المستشفى المعمدانى بوسط قطاع غزة. كاشفا إلى أزمة أخرى وهى ارتفاع تكلفة تجهيز قبر لشهيد في قطاع غزة إلى ضعف ما كانت عليه التكلفة قبل الحرب الإسرائيلية على القطاع من 7 أكتوبر 2023 حيث تصل تتجاوز تكلفة بناء وتجهيز القبر الواحد ال250 دولار وهو مبلغ خيالى وفق للمعطيات الحالية. "ويقول سالم أبو ضياء " :" معاناة القبور هى أكبر توصيف لما شاهده وعاناه أهل غزة على مدار عامين فتلك الأزمة كفيلة وحدها على محاكمة قوات الاحتلال عللى جرائم الحرب وعدم احترام الإنسانية وشاهدة على مدى الوحشية التى تعامل بها الاحتلال مع الأهالى باستخدام اعتى الأسلحة التى تخلف مئات الشهداء ويقول اتذكر وقت وفاة جارتى العجوز ذات السبعين التى تم استهدافها قناص إسرائيلي خلال هرولتها محاولة الأختباء بين حطام المنازل خلال توغل قوات الاحتلال للمكان الذى كانت تقيم به قبل أن يفاجئها رصاصات القناص الصهيوني لتسقط وتستقر وتستريح من عناء البحث عن نكان أمن ولكن عبء دفنها انتقل إلى جيرانها وأقربائها خلال السعي لساعات طويلة ونحن نحمل الفئوس نحفر بها الأرض للبحث عن أى مساحة لدفن جثتها وأخيرا استطعنا بشق الأنفس وإكرامها ولا ندرى هل تتكرر هذه المعاناة فى القريب العاجل أو تساتهم الهندنةفى وضع حل لمعاناتنا . ويضيف أحمد أبو صقر بقوله:" يقولن أن من يموت يرتاح ولكن على هذه الأرض فى غزة لا راحة سواء لحى أو لشهيد فالكل فى المعاناة شركاء فالحى يجاهد للبحث عن أسباب تبقيه حيا سواء طعام أو ماء أو مكان يحميه من مطاردات العدو وغاراته ومداهاماته أو بعد استشهاده من خلال بحث ذويه على مكان لموارة جثمانه . تدمير أكثر من 40 مقبرة وأوضحت وزارة الأوقاف في قطاع غزة أن الحرب دمرت أكثر من 40 مقبرة، وحرمت السكان من الوصول إلى المقابر في مناطق السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ما ضاعف من الأزمة. ومع النزوح القسري إلى منطقة المواصي الساحلية، وتكدس النازحين فيها، تحولت الأراضي القليلة المتاحة إلى مواقع للإيواء، وأصبحت المستشفيات وساحاتها وحتى المدارس والمنازل ساحات للدفن المؤقت. 300 دولار تكلفة القبر الواحد وتقول الوزارة إن غياب مواد البناء، ومنع دخول الأكفان، جعلا تجهيز القبر يتطلب ، ما يعادل 200 إلى 300 دولار تقريبا، وهي كلفة تفوق قدرة معظم السكان.. . وأوضحت وزارة الأوقاف في قطاع غزة أن الحرب دمرت أكثر من 40 مقبرة، وحرمت السكان من الوصول إلى المقابر في مناطق السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ما ضاعف من الأزمة. في مواجهة هذه الكارثة، أطلقت وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة حملة "إكرام" لبناء مقابر مجانية، داعية المؤسسات الإغاثية والأفراد إلى المساهمة في توفير مقومات الدفن من أكفان ومواد ومعدات. من بين من استجابوا كان الشيخ هاني أبو موسى أحد رواد العمل الخيرى الذي قال "كنا نوزع طعاما وماء، لكن جاءتنا مناشدات كثيرة من أسر شهداء غير قادرين على دفع ثمن القبور". ويروي أبو موسى كيف دفعه مشهد شاب نازح عاجز عن دفن أخيه إلى إنشاء مبادرة للقبور المجانية، وبالفعل خصصت له وزارة الأوقاف قطعة أرض افتتح فيها 120 قبرا، ثم تم بناء ألف قبر إضافي. لكن مع تصاعد أعداد الشهداء، نفدت القبور مجددا، كما تواجه المبادرة مشكلات عدة بينها ندرة مواد البناء فنضطر إلى الإستعانة بأجزاء ومواد المنازل المهدمة من حجارة أو الإستعانة بالأبواب الخشبية لإغلاق القبور. وأوضح أبو موسى أن الأزمة دفعت الناس لاستخدام المقابر العائلية القديمة، المعروفة باسم "الفسقية"، لكن هذا البديل أيضا في طريقه إلى النفاد. وفق معطيات ما قبل الحرب، كان قطاع غزة يستهلك 220 إلى 240 قبرا، أما اليوم، فقد تجاوزت الحاجة أضعاف ذلك. ويقول الشيخ أحمد أبو عيد، مدير إحدى الجمعيات الخيرية المشرفة على مغاسل الموتى فى تصريحات صحفية ، إنهم يستقبلون حاليا ما يفوق 100 ضعف الحالات اليومية المعتادة. ويضيف "أبو عيد":" أن الأعداد ارتفعت ، حيث تعرض النازحون للقصف أثناء وجودهم في خيام الإيواء أو خلال بحثهم عن المساعدات. يوسف ابو حطب المشرف على المقبرة ندرة وأزمة فى القبور