وكيل المخابرات المصرية السابق يوضح كيف كان يتعامل وفد مصر الأمنى داخل غزة

قال اللواء محمد إبراهيم الدويرى، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن "الوساطة فى قضية الأسرى بالنسبة لنا كان جديدا، ولكن كان لنا رصيد بعلاقاتنا بكل الفصائل الفلسطينية، ولا يوجد فصيل فلسطينى فى غزة إلا ولنا علاقة معه سواء فصائل سياسية أو دينية أو المقاومة الفلسطينية"، مؤكدا أن ذلك كان يعطى رصيدا من التحدث مع الجميع، وكانت علاقاتنا مع الجميع جيدة، وعلى مسافة واحدة من الجميع ولم يحسب على مصر أنها كانت تؤثر فصيل على آخر، لذلك كان مقر إقامة الوفد المصرى هو مكان آمن للآخرين ويلجأون إليه وقت الأزمات.
وأضاف خلال استضافته ببرنامج "الجلسة سرية" الذى يقدمه الكاتب الصحفى الإعلامى سمير عمر، على شاشة "القاهرة الإخبارية": "علمنا أن هناك صحفيين اثنين أمريكى ونيوزيلندى تم خطفهم من جانب فصيل متطرف وهو فصيل جهادى سلفى، وبعد يومين فوجئنا باثنين من المسؤولين الكبار بشبكة فوكس نيوز يطرقان باب مقر الوفد الأمنى المصرى، وقالا نصا إنهما منذ يومين فى غزة والتقيا بجميع القيادات الحمساوية والأمنية، ولم يصلا إلى أى حل وطلبنا منا التحرك للإفراج عن النيوزيلندى والأمريكي"، وقالا: "مقتنعين أنه لن يفرج عنهما سوى الوفد الأمنى المصري"، وأخبرناهم أننا لن نستطيع التحرك إلا بتعليمات من مصر.
وتابع: "أخبرتهم نصا أنه على الوزيرة كوندليزا رايس التحدث مع الوزير عمر سليمان وطلب ذلك منه، وبالفعل وصلت لنا التعليمات من مصر وبدأنا التحرك فى نفس اليوم والتقينا بمن هم دون الفصائل كالتشكيلات التى يمكن أن تخطف أى شخص، ولم يكن خطفهم إلا لإثبات وجود وإظهار قوة، وتوتير الوضع الأمنى وتحركنا طوال 4 أو 5 أيام، والتقينا معهم وطلبنا منهم إنهاء هذه الأزمة وكانت مساهمتنا رئيسية فى الإفراج عن الأمريكى والنيوزيلندى ونقلا من غزة وطلبت منهم عدم ذكرنا على الإطلاق وفى طريقهم إلى القدس شكرونى وقلت لهم كما بدأتم انتهوا وعلى كوندليزا رايس تقديم الشكر للوزير عمر سليمان وهو ما حدث، ولم يكن وجود الوفد الأمنى المصرى للإشراف عن الانسحاب أو المصالحة أو الوساطة لكن كل مشاكل غزة كانت أمامنا وتعاملنا معها بقوتنا وعلاقتنا والقيادة السياسية ودعم قيادة الجهاز ومصر ككل وكنا قادرين على اخترق كل القضايا والوصول إلى حلول".