رغم تفاقم الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية التى ألقت بظلالها على كل أخضر ويابس مؤخرا، لكنها لم تمنع المصريين من الاحتفال بعيد الحب، حيث امتلأت الشوارع بالورود والقلوب الحمراء والدباديب، فى جو بعيد عن السياسة وهمومها، والاقتصاد وضغوطه، حيث استعدت الأسواق لاستقباله منذ ما يقرب من أسبوعين، وبدأت المحلات التجارية تستثير العشاق بالهدايا الجذابة.. الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية احتفلت بالعيد واشترت الهدايا، فكان يوم "لتفليس الجيوب. وقد أظهرت جولة اليوم السابع إقبال المستهلكين على شراء هدايا عيد الحب باختلاف أسعارها، حيث بدأ سعر الدبدوب من 5 جنيهات إلى 60 جنيهاً، والقلوب الحمراء من 7 جنيهات إلى 25 جنيهاً، فيما تنوعت أسعار الورود الحمراء حسب النوع.. واتجه الشباب الأغنياء إلى الحجز فى أكبر المطاعم قبل يوم العيد، فيما اكتفى آخرون بالوقوف على شواطئ النيل ليقدمون لمحبوباتهم باقة من الزهور الجميلة التى لا يتعدى سعرها 15 جنيهاً. كان من الملاحظ افتراش أغلب المحلات ببضائع تحمل عبارة "صنع فى الصين".. ومحلات بيع الورود شهدت إقبالا كبيرا، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 20 % نظرا لمحدودية المعروض، إلا أن هذا الارتفاع فى الأسعار لم يمنع كثيرا من الشباب من شرائها، وقد حصد التجار أرباحا لا بأس بها خلال هذا اليوم. أحمد نجم، موظف بالقطاع الحكومى، يقول: مرتبى متواضع جدا ومن الصعب فى ظل ارتفاع الأسعار أن أقوم بشراء هدية لزوجتى، وفى كل الأحوال تعودت الاكتفاء بشراء وردة ثمنها 5 جنيهات للتعبير عن حبى لها، كما أن الاحتفال بهذا اليوم يخدم من يتاجرون بقوت يومنا، والكثيرون تائهون فى حالة من الضياع، بدليل أنهم تركوا القضايا المصيرية والتفتوا نحو مثل هذه الأعياد. وترفض نبيلة عبد الفضيل، ربة منزل، الاحتفال بعيد الحب فى ظل الواقع الاقتصادى المتردى ومعيشة المواطنين الصعبة، متسائلة: هل من الممكن أن يكتمل الحب فى ظل هذه الظروف المؤلمة التى نعيشها حاليا؟ طه الحسينى أبو زيد، طالب بجامعة السادس من أكتوبر، أكد أن أسعار الهدايا هذا العام كانت مرتفعة جدا، ما دفعه للاكتفاء بشراء دبدوب ب40 جنيها وقالب شيكولاتة ووردة حمراء. بينما قال أحمد حلمى مبروك، صاحب محل هدايا، إنه كان هناك إقبال كبير من جانب الشباب فى يوم عيد الحب على شراء الهدايا، رغم الظروف الاقتصادية والأزمة العالمية وارتفاع أسعار السلع الأساسية خاصة الغذائية، لأن الحب أهم من الطعام عند الشباب.
