سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لعنة جديدة تصيب العالم.. تفشى بكتيريا قاتلة مقاومة للمضادات الحيوية تغزو غزة وتسلل للجنود الإسرائليين.. الصحة العالمية: زيادة مقاومة الأدوية بنسبة 300%.. مجلة لانسيت: ثلثى العينات بمستشفيات القطاع تغزوها العدوى
- بكتيريا شديدة الضراوة تغزو غزة تصيب الجنود الإسرائيليين والمرضى الفلسطينيين بلال عرفان: ثلثي العينات المأخوذة من مستشفيات غزة يتفشى فيها العدوى المقاومة للمضادات الحيوية بواقع 66.9% -أسامة.. بترت ذراعه اثر تعرضه لشظايا الأسلحة في غزة بعد اصابته ببكتيريا قاتلة مقاومة للمضادات الحيوية
- البكتيريا العراقية "Iraqibacter" استهدفت الجنود الأمريكان والبريطانيين خلال الغزو الأمريكى وخلقت بكتيريا مقاومة موجودة حتى الآن -العالم كله ليس بمأمن.. بحلول 2050 متوقع وفاة 10 ملايين كل عام نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية - فطر "كانديدا اوريس" الأشد فتكا والمقاوم للمضادات الحيوية يتفشى في آسيا وأوروبا وأمريكا -منظمة الصحة العالمية حددت فطر "كانديدا اوريس" كواحد من 19 فطرًا قاتلًا يشكل "تهديدًا خطيرًا للبشرية" - تم التعرف على فطر "كانديدا اوريس" لأول مرة في أذن مريض ياباني وانتشر في 40 دولة عبر 6 قارات -أستاذ أمراض فطرية في إمبريال كوليدج: يعاني 6.5 مليون شخص من أمراض فطرية خطيرة وتتسبب في وفاة 2.5 مليون سنويا - الأممالمتحدة تطالب بخفض الوفيات العالمية المرتبطة بالبكتيريا المقاومة للأدوية بنسبة 10% بحلول 2030 -مسئول بالصحة العالمية: 1.23 مليون حالة وفاة تنتج عن مقاومة مضادات الميكروبات سنويا - 50 % من الحالات لا تستجيب للمضادات الحيوية - مسئول بالفاو: 70% من الأمراض المعدية التى تصيب الإنسان مصدرها من الحيوان - يوجد 200 مرض معدى ينتقل من الحيوان للإنسان - الصحة العالمية: اللقاحات المستعملة ضد 23 مرضا تقلل استخدام المضادات الحيوية بنسبة 22% تتفشى مقاومة المضادات الحيوية فى العالم كله، ويساعد فى انتشارها عوامل كثيرة، منها الحروب التى تؤدى لظهور سلالات جديدة من البكتيريا أكثر شراسة، مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية. وفى هذا التحقيق نكشف قصص عدد من الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافهم بسبب تفشى العدوى المقاومة للمضادات الحيوية فى مستشفيات غزة، وكيف تتصدى منظمة الصحة العالمية لهذه المشكلة، وتأثير الحروب على تحور البكتيريا. قصص من غزة.. أسامة عمران من غزة، فقد ذراعة بسبب عدوى قاتلة أصيب بها بعد تعرضه لشظايا، وظل يعانى شهورا عديدة من عدوى فشلت معها جميع أنواع المضادات الحيوية المتاحة هناك، وكان يمكن علاجه بسهولة فى غير ظروف الحرب دون أن يتعرض للبتر. وهبة العرابى من غزة أيضا، بترت ساقها بعد أن حدث لها جرح قطعى خلال الحرب أدى لتسلل البكتيريا الشرسة إلى ساقها فى صمت، وتم عزلها فى غرفة خاصة بالمستشفى بعد إصابتها بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية، واضطر الأطباء إلى بتر ساقها، والقصص كثيرة على ذلك، فغزة تواجه حاليا بكتيريا شديدة الضراوة تغزو المستشفيات وجميع مناطق القطاع. وفى بحث جديد نشرته مجلة «ذا لانسيت»، لباحثين فلسطينيين من واقع المستشفيات هناك، أكدوا تفشى أنواع من بكتيريا شرسة مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية، ضم البحث: الدكتور بلال عرفان، بكلية الطب فى جامعة هارفارد، ومستشفى بريجهام، وجامعة ميشيجان، والدكتور عبد الرؤوف المناعمة، الجامعة الإسلامية بغزة، والدكتورة هدى أبودلال، بكلية الطب، الجامعة الإسلامية بغزة، والمستشفى الأهلى العربى فى غزة. أظهرت الدراسة ارتفاع حالات العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية المتعددة فى غزة فى ظل العدوان الإسرائيلى المتواصل. د هدى ابو دلال ووجد الفريق الذى حلّل بيانات 1300 عينة جُمعت من المستشفى الأهلى فى مدينة غزة، بين 1 نوفمبر 2023، و31 أغسطس 2024، أن نحو ثلثى العينات التى خضعت للتقييم، أى 66.9%، تتفشى فيها العدوى المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة، وفقا للبحث الذى نشر فى مجلة «ذا لانسيت» الطبية. البكتيريا تقاوم أنواعا عديدة من المضادات.. د بلال عرفان وقال الدكتور بلال عرفان، بكلية الطب جامعة هارفارد، إن البكتيريا أظهرت مقاومة للمضادات الحيوية، بما فى ذلك أموكسيسيلين، وسيفوروكسيم، وسيفوتاكسيم، وإنه وجد أن هناك مقاومة لنوعين من المضادات الحيوية، وهما سيفترياكسون وسيفتازيديم، مؤكدا أنها كانت مرتفعة بين البكتيريا التى تنمو فى الجروح الملوثة. وأضاف «عرفان» إن البحث أظهر أيضا تفشى أنواع متعددة من البكتيريا المقاومة مثل «الزائفة الزنجارية، والمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين»، وهى نوع من البكتيريا المقاومة للعديد من المضادات الحيوية، كما قارن الفريق أيضا فترتين من الحرب، الأولى من 1 نوفمبر 2023 إلى 31 مارس 2024، والثانية من 1 أبريل 2024 إلى 31 أغسطس 2024، ووجد الفريق أن معدل انتشار مقاومة المضادات الحيوية ظل ثابتا نسبيا، من 66.7% إلى 68.2% على التوالى خلال الفترتين. وأكد عرفان، أن انهيار نظام الرعاية الصحية فى غزة، أدى إلى تفاقم انتشار العدوى البكتيرية المقاومة للأدوية المتعددة. من جانبه، قال الدكتور عبدالرؤوف المناعمة، بالجامعة الإسلامية فى غزة، إن المستشفيات غارقة بأعداد كبيرة من الضحايا، فى ظل وضعف الوقاية من العدوى ومكافحتها مثل نقص المياه النظيفة والمطهرات، ومعدات الوقاية الشخصية، والجروح العميقة شديدة التعرض للعدوى مثل عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، وبكتيريا أسينيتوباكتر باومانى، والبكتيريا المعوية، وهى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية الشائعة، وقد تتطلب علاجات معقدة. وأضاف المناعمة أن الأطباء يلجأون إلى أدوية الملاذ الأخير مثل الكولستين، ما يعزز المقاومة، كما أن نزوح الأهالى وسوء الصرف الصحى، وسوء التغذية وسوء استخدام المضادات الحيوية، تزيد انتشار الحالات المقاومة للعلاج. ويحذر المناعمة من تهديد إقليمى بل وعالمى ما لم تُعالج عوامل انتشار هذه البكتيريا، ومنها الحرب والنزوح، وإساءة استخدام المضادات الحيوية، وحذر من أن هذه الأزمة قد تؤدى إلى زيادة معدلات البتر والوفيات، وقد تمتد آثارها إلى خارج غزة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة. وطالب الفريق البحثى الطبى المجتمع الدولى بالتدخل الفورى لوقف العدوان، ودعم المختبرات الطبية هناك، وتوفير المضادات الحيوية المناسبة بناء على المعطيات الموثقة. العدوى تصيب الجنود الإسرائيليون.. لم تقتصر البكتيريا على إصابة المرضى الفلسطينيين فى غزة فقط بل أصابت الجنود الإسرائيليين أيضا، فقد حذر مسؤولو الصحة فى إسرائيل، من أن الجنود الذين أصيبوا خلال العدوان على غزة يعانون من جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية. وقالت جمعية الأمراض المعدية فى إسرائيل، إن هناك العديد من الأمراض المقاومة للأدوية، خاصة فى إصابات الأطراف، بما فى ذلك السلالات البكتيرية شديدة المقاومة من الكليبسيلا والإشريكية القولونية، وفطريات الرشاشيات. وأضافت البروفيسورة جاليا راهاف، رئيسة جمعية الأمراض المعدية فى إسرائيل «التقارير تفيد أن الجنود عادوا من ساحة المعركة مصابين بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية». وأوضحت راهاف «إن ملامسة التربة والطين هناك تؤدى للتعرض لهذه البكتيريا المقاومة، كما يؤثر ظهور هذه الالتهابات على علاج الجنود، حيث يتطلب الأمر فى بعض الأحيان التدخل الجراحى لإزالة الأنسجة المصابة، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت. واقع مروع يهدد البشرية .. كما وصفت صحيفة «الجارديان»، النتائج بأنها «تحذير خطير» يعكس واقعا مروعا يهدد الصحة العامة فى المنطقة، و نقلت قناة «كان» الإسرائيلية عن الدراسة ذاتها، تحذيرها من أن انتشار البكتيريا المقاومة قد يشكل خطرا صحيا يمتد إلى الأسرى، والمستوطنين داخل إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسرى الجرحى معرضون لخطر مضاعفات خطيرة قد تهدد حياتهم، بينما حذر خبراء من مركز تاوب للصحة العامة، من أن الأزمة قد تؤثر أيضا على المستوطنين، ودعوا السلطات الإسرائيلية إلى التعاون مع الهيئات الدولية لمعالجة تفاقم مقاومة المضادات الحيوية وعواقبها الصحية. الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر.. وقد حذرت منظمة الصحة العالمية، من تزايد خطر تفشى الأمراض فى غزة، مع تفكك خدمات الرعاية الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحى هناك، ودقت ناقوس الخطر، بسبب ظهور سلالات جديدة من فطريات وبكتيريا شرسة تتحور داخل التربة لا يمكن القضاء عليها بأقوى المضادات الحيوية، وذلك بسبب الحروب فى غزة والسودان وأوكرانيا. وأوضحت المنظمة، أن المعادن الموجودة بالقنابل والأسلحة المستخدمة فى الحروب، تؤدى إلى تحور البكتيريا الموجودة حاليا، وتخلق سلالات جديدة متحورة تماما لا تستجيب لأى نوع من المضادات الحيوية الحالية. العدوى المقاومة للمضادات الحيوية تغزو غزة وتبين أن مقاومة مضادات الميكروبات تشهد تزايدا ملحوظا فى غزة، وتزيد مقاومة مضادات الميكروبات من صعوبة علاج الإصابات فى زمن الحرب، وقد سُجّلت زيادة بنسبة 300% فى مقاومة مضادات حيوية محددة لدى المرضى المصابين هناك، ونادرا ما تبقى العدوى المقاومة للأدوية التى تبدأ فى مناطق النزاع محصورة داخل تلك المناطق، فالأشخاص يفرون، وأثناء عمليات الإجلاء الطبى، يتلقى الجنود العلاج جنبا إلى جنب مع المدنيين فى المستشفيات، ما يؤدى لتفشى البكتيريا المقاومة. البداية كانت بالغزو الأمريكى للعراق.. البكتيريا المقاومة للمضادات فى غزة، لم تكن الأولى فى الشرق الأوسط، فأثناء الغزو الأمريكى للعراق ظهرت بكتيريا مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية أطلق عليها البكتيريا العراقية، انتشرت وسط الجنود الأمريكان والبريطانيين أثناء الغزو الأمريكى للعراق ثم انتقلت معهم الى بلدانهم وأصبحت أكثر شراسة، وذلك وفقا لما ذكره موقع Journal of Medicinal and Chemical Sciences. حرب العراق اظهرت بكتيريا شديدة المقاومة للمضادات الحيوية.. وأضاف الموقع أنه أثناء الحرب على العراق ظهرت بكتيريا شديدة المقاومة للمضادات الحيوية والاسم العلمى لها « Acinetobacter baumannii وتسبب هذه البكتيريا مجموعة متنوعة من العدوى، بما فى ذلك التهاب الرئة، والتهاب مجرى الدم، وتعد من أهم مسببات العدوى فى المستشفيات حول العالم، ففى أعقاب الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، بدأ جراحو الجيش الأمريكى فى الإبلاغ عن «عدو خفى» أطلقوا عليه اسم « بكتيريا العراق»، وهى بكتيريا كانت تسبب عدوى خطيرة بين جرحى الجيش الأمريكى، وقد انتقلت العدوى من المستشفيات الميدانية الأمريكية فى العراق إلى الولاياتالمتحدة، فقد كانت تصيب المرضى غير العسكريين أيضا. وتم إطلاق اسم بكتيريا بومانى عليها، نسبة لعالم الأحياء الدقيقة بول بومان، الذى كان أجرى أبحاثا عليها عام 1968، لكن حتى هو لم يستطع التنبؤ بما ستصبح عليه هذه البكتيريا، ورغم أنها كانت غير ضارة، فإنها وجدت طريقة ما للتحول إلى قاتلٍ مقاومٍ للأدوية.
ظهور سلالات جديد مقاومة للمضادات الحيوية كان التحدى الرئيسى الذى واجهه الأطباء والعلماء العسكريون هو قدرة البكتيريا المتزايدة على تطوير المقاومة ضد أقوى المضادات الحيوية، مع بقائها حية لأسابيع على الأسطح الصلبة بالمستشفيات ومقابض الأبواب والمعدات الطبية، وهى تنتشر فى وحدات العناية المركزة نتيجة ربط المرضى بأجهزة التنفس الصناعى لفترات طويلة. قصص الخيال العلمى قد تتحقق وتحول البشر الى زومبى بتفشى فطر كانديدا اوريس وأصدر مسؤولو الصحة فى أوروبا مؤخرا تحذيرا عاجلا بشأن عدوى فطرية قاتلة مقاومة للأدوية تنتشر فى المستشفيات فى أوروبا، وهى فطر «كانديدا اوريس»، التى وصفتها منظمة الصحة العالمية، بأنها «تهديد خطير للبشرية»، وتتفشى بالمستشفيات بسرعة كبيرة. وأكد الدكتور ديامانتيس بلاشوراس، رئيس قسم مقاومة مضادات الميكروبات بالمركز الأوروبى للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إنه يعتبر فطر كانديدا اوريس قاتلا للغاية لدرجة أن منظمة الصحة العالمية حددته كواحد من 19 فطرا قاتلا يشكل «تهديدا خطيرا للبشرية»، وقد تم التعرف عليه لأول مرة فى 2009، فى أذن مريض يابانى، ثم انتشر فى أكثر من 40 دولة عبر 6 قارات. وأوضح بلاشوراس إن انتشار «الجراثيم الخارقة»، التى طورت مقاومة لعدد من الأدوية المستخدمة فى علاجها - يمثل أزمة صحية عاجلة تعتبر «أولوية حاسمة». متوقع وفاة 10 ملايين شخص كل عام، بحلول عام 2050.. ومن المتوقع أن يموت 10 ملايين شخص كل عام، بحلول عام 2050، نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية، وتشكل العدوى الفطرية مصدر قلق خاص لأنه أصبح من الصعب بشكل متزايد تطوير أدوية مضادة للفطريات، وذلك بزيادة قدرها 67.5% عن عام 2021. الفطريات تتصدر أعلى الوفيات.. أوضح، ماثيو فيشر، أستاذ الأمراض الفطرية فى إمبريال كوليدج لندن، «إن الفطريات تفرض عبئا عالميا هائلا على الصحة العامة»، وتتصدر أعلى الوفيات العالمية، حيث يعانى أكثر من 6.5 مليون شخص من أمراض فطرية خطيرة، وتتسبب هذه الأمراض فى وفاة 2.5 مليون شخص كل عام، وهو عدد يفوق عدد ضحايا الملاريا والسل مجتمعين. المعادن المستخدمة بالأسلحة نفسها تسبب مقاومة للمضادات الحيوية.. وقال الدكتور نعمة عبد ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر، إنه فى الحروب يحدث عاملان مهمان يساعدان على تفشى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية: أولها: تلوث الجروح، وثانيا: أماكن إجراء العمليات تكون غير مهيأة تماما للقيام بمثل هذه العمليات، وعدد الإصابات تكون كثيرة. وأوضح، أن السبب المهم أيضا، هو أن المعادن المستخدمة بالأسلحة نفسها تسبب مقاومة للمضادات الحيوية، وعادة ما ترتفع مقاومة المضادات الحيوية أضعافا فى أوقات الحرب، مضيفا، أن هناك سباقا بين العلم فى إنتاج مضادات حيوية جديدة، وسرعة انتشار البكتيريا المقاومة.
المضادات الحيوية
تحذيرات من تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائى..
وحذر الدكتور نعمة عبد من تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائى، عند الإصابة بدور برد، أو أنفلونزا، وأنه أحيانا تكون المضادات الحيوية أخطر من المرض نفسه، ولا بد أن نهتم بنهج «الصحة الواحدة»، مضيفا: إذا كنا نخاف من تناول قرص مضاد حيوى، فإن المزارع السمكية، وتربية الحيوانات والدواجن، يتم وضع أطنان من المضادات الحيوية بغرض تسمينها وزيادة إنتاج اللبن، ولا يدركون أن ذلك يضر الإنسان الذى يتناول اللحوم، أو الأسماك، أو اللبن، أو البيض، موضحا، أن خطورة ذلك إن الإنسان يتناول كميات كبيرة منه من خلال الأكل الذى نتناوله من البيض واللحم واللبن والأسماك. وأكدت الدكتورة عالية عبدالفتاح أستاذ طب الحالات الحرجة بطب قصر العينى، إن الميكروبات التى تقاوم المضادات الحيوية تتفشى أساسا فى الرعاية المركزة، وبالذات فى المرضى أصحاب المناعة المنخفضة، وإن المريض قد يصاب بمقاومة المضادات الحيوية نتيجة تناولها لفترات طويلة عند إصابته بأى عدوى. أمراض تتفشى بالرعايات المركزة بسبب البكتيريا شديدة العدوى.. وأوضحت، أنه دائما ما نرى الالتهاب الرئوى المقاوم للمضادات الحيوية، أو الالتهاب داخل تجويف البطن، أو عدوى الجروح المفتوحة التى لا تلتئم وهى نوعية الحالات التى تقاوم المضادات الحيوية، وهم المرضى الذين تناولوا مضادات حيوية بكثرة، أو عدم الاعتماد على عمل مزرعة قبل تناول المضادات الحيوية. ودعا اجتماع الأممالمتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات فى نيويورك 2024 إلى خفض الوفيات العالمية المرتبطة بالبكتيريا المقاومة للأدوية بنسبة 10% بحلول 2030، على أن يكون 70% من المضادات الحيوية المستخدمة لصحة الإنسان بالعالم أن تنتمى لمجموعة المضادات الحيوية الأكثر أمانا التى اعتمدتها منظمة الصحة العالمية، والتى تنطوى على أدنى احتمالات التسبب فى مقاومة مضادات الميكروبات. الأممالمتحدة تحدد حجم النفقات بسبب مقاومة مضادات الميكروبات.. وقالت الأممالمتحدة، إن مقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد العالمى يمكن أن تؤدى إلى نفقات إضافية فى مجال الرعاية الصحية تفوق 412 مليار دولار سنويا فى العقد المقبل، ما لم يتم تعزيز الاستجابة لهذه المشكلة، كما ستؤدى إلى خسائر فى الإنتاجية بقيمة 443 مليار دولار، ولكن على الجانب الآخر فإن كل دولار أمريكى يستثمر فى هذا المجال عائدا يتراوح بين 7 و 13 دولارا أمريكيا. من جانبها، أوضحت الدكتورة سماح فاروق، خبيرة منظمة الأغذية والزراعة» الفاو»، «إنه تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تُطوّر البكتيريا دفاعات ضد المضادات الحيوية المُصممة للقضاء عليها، بمجرد أن تتطور مقاومة لمضاد حيوى واحد، يلزم استخدام مضادات حيوية مختلفة، قد تكون أقل فاعلية، أو ذات آثار جانبية أكثر، فى بعض الأحيان، قد تُصبح البكتيريا مقاومة لجميع المضادات الحيوية المتاحة. كيف تتغلب على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية؟ أشارت الدكتور إيمان هويدى خبيرة منظمة الصحة العالمية فى المضادات الحيوية، إلى أن برامج مكافحة العدوى مهمة جدا للوقاية من الأمراض وتحمى بنسبة 50% من الأمراض فى المستشفيات أثناء تقديم الخدمة الطبية، حيث ثبت أن وجود إجراءات مكافحة العدوى من النظافة وغسل الأيدى أساسية لمنع تفشى الوبائيات فى المستشفيات وأثناء الحروب. نظافة الأيدى مهمة فى تقليل استخدام المضادات الحيوية ومنع المقاومة.. ووفقا لموقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي»CDC» ، فإن هناك عدة طرق لمنع مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، بالتوعية بأهمية غسل الأيدى، و تغطية الأنف عند السعال أو العطس ومعرفة الطرق الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية، لأنها ليست فعّالة ضد جميع أنواع العدوى، تأكد من تناول المضاد الحيوى المناسب، بالجرعة المناسبة، وللمدة المناسبة، وعدم تشارك المضادات الحيوية المتبقية. دور المضادات الحيوية فى علاج الالتهابات البكتيرية.. وفقا لموقع National Foundation for infection diseases، فإنه يمكن للمضادات الحيوية أن تنقذ الأرواح، وهى أداة مهمة لعلاج الالتهابات البكتيرية الشائعة والخطيرة، ولكن من المهم استخدامها فقط عند الحاجة، موضحا، أن المضادات الحيوية ليست فعالة ضد الالتهابات الفيروسية مثل نزلات البرد، والأنفلونزا، ومعظم التهابات الحلق، والتهاب الشعب الهوائية، والعديد من التهابات الجيوب الأنفية والأذن، مضيفا، أن الاستخدام الواسع للمضادات الحيوية لهذه الأمراض قد يعزز انتشار مقاومة المضادات الحيوية. وأضاف الدكتور أحمد سمير رئيس قسم الميكروبيولوجى بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، إن الإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات تحتاج لرفع مناعة الجسم وبالتالى فهناك بدائل عن استخدام المضادات الحيوية، بحيث يمكن رفع مناعة الجسم للتغلب على أعراض البرد والأنفلونزا. 70 % من الأمراض المعدية التى تصيب الإنسان مصدرها الحيوان.. وأشارت الدكتورة جاكلين بينات مسؤول برامج مكتب ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة « الفاو»، إلى ان هناك 200 مرض ينتقل من الحيوان للإنسان، موضحة، إن 70% من الأمراض المعدية التى تصيب الإنسان مصدرها من الحيوان، مثل السل، والذى يصيب الإنسان من البقر، والبروسيلا التى تنتقل من اللبن البقرى المصاب. 1.23 مليون حالة وفاة تنتج عن مقاومة مضادات الميكروبات سنويا.. وأضافت الدكتورة سادهن بهاجوات أخصائى الصحة العامة نائب ممثل المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، إن 1.23 مليون حالة وفاة تنتج عن مقاومة مضادات الميكروبات سنويا، وأكثر من 50% من الحالات لا تستجيب للمضادات الحيوية، وخصوصا لمرضى زارعة الأعضاء، والذين يتناولون العلاج الكيميائى. وقالت منظمة الصحة العالمية، إن مقاومة مضادات الميكروبات تهدد بإنهاء قرن من التقدم الطبى، وقد تعيدنا إلى عصر ما قبل المضادات الحيوية، حيث قد يصبح علاج حالات العدوى التى يمكن شفاؤها اليوم مستعصيا، ما قد يجعلها مميتة غدا. الجراثيم المستعصية تثير ذعر العالم .. مما يثير الذعر بوجه خاص الانتشار العالمى السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية أو لجميعها المعروفة باسم «الجراثيم المستعصية»، والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بالأدوية المضادة للميكروبات المتاحة حاليا، مثل المضادات الحيوية، وفى المقابل لا توجد أى مضادات حيوية جديدة، وقد حددت منظمة الصحة العالمية 32 مضادا حيويا تتطابق مع قائمة المنظمة، ولكن 6 مضادات فقط صُنِّفت على أنها مبتكرة. اللقاحات تحدّ من استخدام المضادات الحيوية.. ويفيد تقرير جديد صدر عن منظمة الصحة العالمية، بأن اللقاحات المستعملة ضد 23 مرضا «باستثناء السيلان»، تقلل من استخدام المضادات الحيوية اللازمة بنسبة 22%، أو بواقع 2.5 مليار جرعة يومية محددة فى العالم سنويا، لتدعم بالتالى الجهود المبذولة عالميا لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات.