لم يعد خافياً على أحد أن منصات التواصل الاجتماعي باتت ساحة مكشوفة تستغلها أطراف معادية للعرب في شن حملات منظمة تستهدف الرموز الوطنية والقيادات السياسية، هذه الممارسات، التي يطلقها بعض النشطاء الصهاينة، تمثل خروجاً سافراً على القيم والأعراف، ومحاولة مكشوفة للتشويه والإساءة. وأود أن أؤكد، بوصفي نائباً أول لرئيس حزب المؤتمر، أن هذه التجاوزات مرفوضة جملة وتفصيلاً، ولن تنجح في النيل من وحدة الصف العربي ولا من المكانة الراسخة لقياداته، إن أي قراءة موضوعية لهذه الحملات تكشف بوضوح أنها تعكس أزمة داخل الكيان الصهيوني نفسه، الذي اعتاد استخدام أساليب الحرب النفسية والإعلامية لتغطية أزماته الداخلية وإخفاء عجزه عن مواجهة الحقائق على الأرض. الهجوم الممنهج على القادة العرب ليس سوى محاولة يائسة لضرب التضامن العربي وتشويه صورته أمام الرأي العام العالمي، لكن هذه المحاولات سرعان ما تتحطم أمام وعي الشعوب العربية وإيمانها العميق بوحدة المصير، فضلاً عن المواقف الثابتة لقياداتها التي تدرك تماماً حجم المخططات التي تستهدف منطقتنا. العلاقات بين الدول العربية، وفي مقدمتها مصر وقطر، تمثل نموذجاً حياً لقوة التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة. الدولتان تقفان جنباً إلى جنب، وتعملان بروح الأخوة والمسؤولية المشتركة، لمواجهة ما يحاك ضد الأمة من مؤامرات تستهدف وحدتها واستقرارها، هذه العلاقة ليست مجرد تقارب سياسي أو دبلوماسي، بل تعكس وعياً عميقاً بخطورة المرحلة الراهنة، وإدراكاً بأن المواجهة لا تكون إلا بوحدة الصف ونبذ كل محاولات الفتنة والانقسام. ولقد جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الأخيرة لتضع خارطة طريق واضحة لتوحيد المواقف العربية ورسم ملامح رؤية جماعية قادرة على حماية مصالح المنطقة وصيانة أمنها القومي، هذه الكلمة حملت رسالة قوية للعالم بأن العرب إذا اجتمعوا وتوحدوا فلن يجرؤ أحد على النيل من حقوقهم أو التشكيك في ثوابتهم، ومن هنا فإن الموقف المصري الداعم لقطر ولكافة الدول العربية، يعكس إرادة صلبة لحماية الأمة في مواجهة الادعاءات المغرضة والاستهدافات الخارجية. إنني أرى أن الرد الأمثل على هذه الحملات المشبوهة لا يكون بمجرد الشجب والإدانة، بل بتعزيز أطر التعاون العربي وتفعيل آليات العمل المشترك، بما يضمن حماية الرموز الوطنية وصون كرامة الأمة، نحن بحاجة اليوم إلى خطاب عربي موحد يواجه هذه التحديات، وإلى إعلام واعٍ قادر على كشف الأكاذيب وتفنيد الادعاءات، وإلى إرادة سياسية لا تتراجع أمام الضغوط الخارجية. الهجوم الصهيوني على الرموز العربية ليس جديداً، لكنه يزداد ضراوة كلما أدرك هؤلاء أن الأمة تقترب من لحظة وعي حقيقي بمصالحها، ولذلك فإن تمسكنا بالوحدة، وإصرارنا على التماسك الداخلي، يمثلان السلاح الأقوى لإفشال كل تلك المخططات، إنهم يحاولون عبثاً ضرب ثقتنا بأنفسنا وتشويه صورتنا أمام العالم، لكن واثق أن الأمة العربية قادرة، بوعيها وتكاتفها، على تحويل هذه المحاولات الفاشلة إلى حافز لمزيد من التماسك والانتصار.