يقول مثل قديم، "الجدار العظيم لا يُبنى بحجر واحد"، وكذلك الأمن القومى العربى، لا تحميه دولة بمفردها، مهما بلغت قوتها، بل تحميه الإرادة الجماعية لهذه الأمة. الضربة الإسرائيلية للوفد الفلسطينى فى العاصمة القطريةالدوحة، لم تكن مجرد صاروخ؛ بل كانت درسا يُذكّر العرب بأن الضعف الحقيقي ليس نقص السلاح، وإنما غياب القرار، والعرب اليوم بحاجة لقوة وصوت واحد. لقد دعا الرئيس السيسي، منذ عقد مضى إلى "ناتو عربي"، ورآه البعض حلما بعيدًا، لكن الحكمة تقول: "أفضل وقت لغرس شجرة كان قبل عشرين عامًا، وثاني أفضل وقت هو الآن." اليوم، وقد اشتعلت غزة، وألم الجرح ب"حلب" وامتد اللهيب إلى قطر، لم يعد المشروع ترفًا، بل ضرورة بقاء. مصر بدفاعها عن قطر في مجلس الأمن لا تحمي الدوحة وحدها، بل تحمي فكرة أن العرب جسد واحد، وإسرائيل برسالتها تقول: "أنتم متفرقون فأنا أضرب حيث أشاء"، والرد لا يكون ببيانات الشجب، بل بجيش موحّد يجعلها تفكر ألف مرة قبل العدوان. قمة الدوحة فرصتنا الأخيرة، إما أن نغلق الأبواب معًا ونبني جدارًا من إرادة وقوة،، أو ننتظر الغزاة يدخلون من كل اتجاه. والتاريخ لا يرحم من يتأخر عن إدراك الدرس،، فإسرائيل اليوم تختبر حدود الصبر العربي، وغدًا — إن بقي الحال كما هو — ستختبر حدود وجوده نفسه، فإما أن تكون هناك قوة عربية مشتركة تردع وتصد، أو فلن يكون هناك أمن قومي، ولا سيادة، ولا حتى خرائط تعترف بوجود دول.. بل أطلال أسماء تذوب من الجغرافيا كما ذابت من الذاكرة.