إن يستمر تعيين حاصل على دكتوراه فى زراعة الأنسجة النباتية حارسا للأمن وفين.. فى وزارة الثقافة. فهذا لم يعد شيئا غريبا على مجتمعنا. عماد محمد فؤاد المصيلحى شاب فى منتصف الثلاثينيات، ربما تدفعك قصته لأن تضرب كفا بكف فى ظل طرائف وعجائب القوى العاملة التى ترفع شعار "ما تستعجبش ما تستغربش"!! اليوم السابع التقى (الدكتور) عماد واستمع إلى تفاصيل قصته، فقال "حصلت على بكالوريوس الزراعة بجامعة المنوفية عام 1993، وفوجئت بتعيينى بعدها بثلاث سنوات بقصر ثقافة شبين الكوم "أخصائى أمن ثالث"، وقررت استكمال الدراسة لتوفير وظيفة أفضل، وبالفعل حصلت على الماجستير عام 2000 وبعدها الدكتوراه عام 2005 فى زراعة الأنسجة النباتية، وهو من أدق التخصصات فى علم الزراعة، ولا يوجد به كثير من المتخصصين. وأضاف، على مدار الثلاث سنوات الماضية، حاولت بعد حصولى على الدكتوراه نقلى من وزارة الثقافة إلى مديرية الزراعة للاستفادة من تخصصى دون جدوى، ورفضت الزراعة لأنه لا يوجد لديها المسمى الوظيفى "أخصائى أمن"!! وتساءل، هل أخذت الدكتوراه حتى يستقر بى الأمر حارسا للأمن بوزارة الثقافة أو حتى الزراعة؟! واستطرد، أنا لا أطلب المستحيل وكل أملى أن يتم نقلى إلى مركز البحوث الزراعية بالقاهرة، لأستفيد من أبحاثى التى تمكنت من خلالها من إنتاج شتلات موالح خالية من الفيروسات، بما يقلل نسبة التالف ويزيد من إنتاجية المحصول إلى الضعف تقريبا، وذلك عن طريق زراعة البويضات غير المخصبة Undeveloped Ovules بعد خدمة الأرض والأسمدة والتقليم، مما يقلل من الإصابة بالفيروسات بنسبة 90% والتى تظهر غالبا فى فترة التطعيم بعد سنوات عديدة، إضافة إلى عمل بصمة وراثية لأشجار الفاكهة وزراعة الأندوسبرم لإنتاج نباتات ثلاثية من اليوسفى والبرتقال خالية من البذور وعمل تجارب مبدئية لإنتاج موالح مقاومة للملوحة بالأراضى الصحراوية. وأضاف، سمعت عن توقيع اتفاقية بين وزارة الزراعة ونظيرتها فى ألمانيا لإنتاج نباتات موالح خالية من الفيروسات على مدار 20 عاما، فى حين أنه يمكننى إنتاجها خلال 4 سنوات فقط بمفردى بطريقة معينة إذا ما توافر لى الإمكانيات المناسبة، لذا أناشد د. أحمد نظيف رئيس الوزراء، ود. أمين أباظة وزير الزراعة بالاهتمام برسالتى التى قضيت فيها 10 سنوات كاملة ما بين البحث والدراسة وحتى لا يكون مصيرى بعد الماجستير والدكتوراه حارسا للأمن فى سراديب وزارة الثقافة.