رحمة وسلام    شاهد، قداس الأقباط الكاثوليك احتفالًا بعيد الميلاد في المنيا    مؤسسة الجارحى تشارك فى الاحتفال باليوم العالمى لذوى الإعاقة بجامعة الفيوم    "التضامن": 54 مليار جنيه دعم تكافل وكرامة.. و4.7 مليون أسرة مستفيدة    "حماس" توكد عدم مسئوليتها عن انفجار رفح وتحذر الاحتلال من اختلاق مبررات للتصعيد    مسؤول روسي: موسكو تصبح مركزا رئيسيا لإنتاج المسيرات للجيش الروسي    أمم إفريقيا - مؤتمر بيتكوفيتش: زيدان منح الأمان للاعبي الجزائر    انهيار عقار إمبابة.. استمرار البحث عن 7 مفقودين تحت الأنقاض بينهم أم وأطفالها الثلاث    «بيت الرسوم المتحركة» ينطلق رسميا    اشتياق.. تحذير.. شكر وتقدير    شعبة المصورين: وضع ضوابط لتغطية عزاءات الفنانين ومنع التصوير بالمقابر    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. تنظيم اليوم السنوي الأول لقسم الباطنة العامة بطب عين شمس    رئيس جامعة الأزهر: لدينا 107 كليات بجميع المحافظات و30 ألف طالب وافد من 120 دولة    رئيس الأساقفة سامي فوزي يرأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك    كوت ديفوار ضد موزمبيق.. شوط سلبي في كأس أمم إفريقيا    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    رئيس جامعة المنصورة ونائب وزير الصحة يوقِّعان بروتوكولًا لتعزيز التطوير والابتكار    أبرد ليلة بفصل الشتاء فى ريكاتير اليوم السابع    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 18 آخرين إثر انقلاب ميكروباص في أسوان    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    تقارير: نيكولاس أوتاميندي على رادار برشلونة في الشتاء    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء    هذا هو موعد ومكان عزاء الفنان الراحل طارق الأمير    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    التعاون الاقتصادي والتجاري والمباحثات العسكرية على طاولة مباحثات لافروف والشيباني    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    الزراعة تحذر المواطنين من شراء اللحوم مجهولة المصدر والأسعار غير المنطقية    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    النائب محمد رزق: "حياة كريمة" نموذج للتنمية الشاملة والتحول الرقمي في مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    عفت محمد عبد الوهاب: جنازة شقيقى شيعت ولا يوجد عزاء عملا بوصيته    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    «أبناؤنا في أمان».. كيف نبني جسور التواصل بين المدرسة والأهل؟    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    محافظ الجيزة يتابع الاستعدادات النهائية لإطلاق القافلة الطبية المجانية إلى الواحات البحرية    ماريسكا: إستيفاو وديلاب جاهزان ل أستون فيلا.. وأشعر بالرضا عن المجموعة الحالية    "البحوث الزراعية" يحصد المركز الثاني في تصنيف «سيماجو» لعام 2025    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    وزيرا التعليم العالى والشباب يكرمان الطلاب الفائزين فى بطولة برشلونة    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال على غزة إلى 70،942 شهيدًا و171،195 مصابًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحيادية ووجوبية الانحياز.. والحاد "خوسيه ساراماغو"!!
نشر في الشعب يوم 01 - 05 - 2010


بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب

(1) لقد أرسل الله تعالى الرسل وأرسل معهم الحجج الدامغة من معجزات وبينات على الحق المنزل من السماء.
(2) من هنا لا يستطيع العقل أن يناور فكريا مع الحق المنزل.. ومن هنا لا يجد الإنسان مناص إلا أن يسلم ويذعن ومنتهى الإذعان هو السجود لله تعالى – سما مقامه - كانت الآيات صريحة:(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) (الكهف : 29 ) إن البينات والبراهين والحجج التي لا يستطيع أن يناور الكفر معها وكان منها القران معجزة الإسلام الكبرى.. وضعت الأمور في نصاب العدل.. أن الله قد أقام الحجج. ولم يتبق ثمة معاذير.. للمناورة ..
(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى) (طه : 134 ) الحياة لا بد إن تنتهي إلى افتراق ما بين حق وباطل ولكل أهل.. وفريق في الجنة وفريق في السعير.. ان العقيدة جد لا يحتمل الهزل.. ولا ثمة محاباة من السماء.. لاعتبارات ما.. والحياة سرعان ما تنطوي صفحاتها.. وفجأة يقف الإنسان بين يدي الله ..
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (النور : 39 )
فلقد جاء بها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.. ووضعنا على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
المقدمات تتلخص في "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" والنهايات "فريق في الجنة وفريق في السعير".. لا ثمة لبس أو غموض.. أو ارض رمادية أو ارض محايدة أو ارض منزوعة السلاح. فلا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار.
(2) ثمة اعتبارات .في المواجهة بالأمس بين الكفر والإسلام . لخصتها الآية الكريمة :(وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الأنفال : 16 )
الانحياز إلى فئة تستدعي وجوبية الانحياز، ندرك ان الفرار من الزحف جريمة وعار.. وحينما تكون مواجهة وثمة فرار وعدم انحياز يضع الإنسان في دائرة الاتهام. وليس الجبن فقط.. بل أن الكفار اعتبروا إن الحيادية جريمة قال "دانتي إليجيري": " أن اشد مكان حرارة في جهنم قد تم تخصيصه لأولئك الذين يحتفظون بحيادهم في المواقف الصعبة "
“The hottest places in hell are reserved for those who in times of great moral crises maintain their neutrality”
~ Dante Alighieri
وقال" ايلي ويسل" : لقد اقسمت الا اكون صامتا حال كان وحيثما كان الانسان متحملا لمعاناة او اهانة. يجب ان نتخذ جانبا. الحياد يساعد الجلاد وليس الضحية. الصمت يساعد الجلاد وليس المعذب.

“I swore never to be silent whenever and wherever human beings endure suffering and humiliation. We must always take sides. Neutrality helps the oppressor, never the victim. Silence encourages the tormentor, never the tormented.”
~ Elie Wiesel
إذ أن ثمة مواقف لا تبتغي منا الوقوف في الحياد أو ما تسميه أمريكا مثلا الاعتدال فهو جريمة لاعتبارات أن هذه الأمة بمثاية امة واحدة بالرغم من حدود سايكس بيكو..
“(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 92 ) ولا يمكن أن نعتبر ما حدث في العراق أو البوسنة أو فلسطين وغزة أو أفغانستان ..تحت أي مبررات من العجز العربي مسموح به إسلاميا أو أخلاقيا أو يرضى به الله تعالى. بل ممكن ان نضعه باطمئنان في دائرة العشوائية او الخيانة . للأمة ولله ورسوله .لقد جرّم الإسلام الوقوف السلبي لمن يقف موقفا سليبا في موطن ينتقص فيه من كرامة أخيك المسلم وعرضه.. أو من يعين على ذلك بشطر كلمة.. فماذا نفسر الوقوف السلبي تجاه الجرائم التي حدثت في البوسنة والعراق وفلسطين.
لقد اندهشت كثيرا حتى في بلاد الكفر من يعتبرون أن الحيادية في مواقف الظلم عار. فما بالك إسلاميا.
إذ أن شروط الإيمان تقتضي الولاء والنصرة للمؤمنين وإلا فلنصنف أنفسنا تحت أي قائمة أخرى من الأديان غير الإسلام.. ولا يمكن أن ادّعي الإسلام وأنا اجلس في خندق الأعداء وأسدد منه رصاصات وقذائف ضد أهلي وقومي.. وكانت آيات الولاء واضحة في هذا الصدد قال تعالى:(لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران : 28 ) وقال تعالى :(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة : 52 )
(3) لقد وقفت مليا عند قول "نبقولاس ليا" : نحن كلانا ندين بالولاء له لذا من المهم أن نسدد له أفضل رصاصة...
We both have a great loyalty to him , and I think that it's important to shot him our best shot. Nicholas Lea " ضربت رأس وانف الأمر حتى استوضح ماهية القول فلم أجده بغريب على الذهنية الغربية فالوضع منذ أن سدد "بروتس" الطعنات إلى "قيصر" والأمور سياق معتاد في الذهنية الغربية ولم نجد الأمر غريبا عندما خرج الشاه بطائرته والدنيا موصده في وجهه في أجواء العالم بالرغم انه كان عميلا لأميركا إلا أن أميركا ..لم تتعامل معه بشيء من الرحمة ..طبيعة الأمور غربيا كما قال"نيقولاس ليا" ..انه أمر طبيعي أن يسددوا رصاصة لمن يدين لهم بالولاء أو من يدينون له بالولاء . لذلك قالها احد الغربيين " لقد بذلنا جهدنا حتى يخجل المسلم من دينه فإذا وصلنا إلى ما نبتغيه ولم يعد لديه ما يعطيه احتقرناه " وهو تنصل كما قال الشيطان :(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (إبراهيم : 22 )
الغريب في الأمر أن داء "نيقولاس ليا" قد انتقل إلى العرب فهاهم سددوا الرصاصة إلى غزة والعراق والتزموا الحيادية التي اعتبر دانتي ان مصيرها الأسوأ في جهنم وإسلاميا كانت وضعية السياق كما قال تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) (النساء : 145 )
(4)قال تعالى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران : 52 ) معنى أن تنتمي إلى الإسلام فانك ننتمي إلى منطومة دينية وأخلاقية وتصورات خاصة بك كمسلم تدين بشهادة أن "لا اله الا الله محمد رسول الله " في أيامنا هذه يمرر أحيانا من خلال الترجمة نوعيات من الكفريات ضد الله في علياء عرشه وهذا ما لا تسمح به مقتضيات الإيمان أو تكون شيطانا اخرس أو تلتزم الصمت أو تمررها بدون تعقيب أو أن يكون لك موقف اقله التعقيب.. أو تلتزم الحيادية .. فالحيادية جريمة هنا ..قرأت حوارا مع الروائي "خوسيه سراماغو": وهو حاصل على جائزة نوبل للأداب في عام 1998. وقال في حواره مع المجلة الأدبية الفرنسية التالي .تسأله المجلة .
كتبتم ' الإله هو صمت الكون، والإنسان هو الصرخةالتي تعطي لهذا الصمت معنى'، في ' كل الأسماء' تعبر عن ' فكرة الفوضى التي هيالْحَكَمُ الوحيد للكون'. في ' قابيل' تقارنون بين الإله والشيطان بِعَدِّهِمامسؤولين أيضا عن آلام الأرض. هل أنت ملحد كليا؟نعم، ملحد كليا، وبسبب ألف مبرر. وسأذكر فقط واحدا منها. منذ الأزلية التي سبقت خلق الكون، الإله لم يفعل شيئا. ثم،ولا ندري لماذا، اتخذ قرار خلق الكون، وقام بذلك في ستة أيام، وفي اليوم السابعاستراح. وما زال مستريحا إلى الآن، وسيستمر مستريحا إلى الأبد. كيف يمكن أن نؤمنبه؟
صرحتم بأن ' قابيل' ستكون روايتكم الأخيرة، ومع ذلك، في حاشية ' قصة حصارلشبونة' وضعتم قولة من ' كتاب النصائح' :' ما دُمتَ لا تطال الحقيقة / فأنت لاتستطيع تصحيحها. لكن، إذا كنت لا تستطيع تصحيحها،/ فلن تستطيع الوصول إليها. وفيانتظار ذلك، لا تستسلم'. هل لديكم الانطباع أنكم قاربتم هذه الحقيقة؟
كما قلتسابقا، ليس من الحصيف المراهنة على المستقبل، خصوصا عندما أعمل على رواية أخرى لاأدري إلى أين تقودني. أفترض أني سأكتب ما دمت أقدر. هل من أجل الوصول إلى الحقيقة؟الأكثر ورودا أني لن أتعرف إليها إذا ما صادفتها في ساحة قريتي أو في جادة سانميشيل... اجل ولنا تعليق..!!
(5) لابد أن نضع أسس للسياق ..إن "سرماغو" في الحوار تحامل حتى على التوراة وقال : . إن التوراة ' التي هي كتابعادات سيئة' يجب أن لا يعطى للأطفال الصغار كي يقرؤوه. ويقول قد اتهموني بأني قمت بقراءةعرضية للنص.. اذن فهو لا يعترف بالكتب المنزلة من السماء وربما له عذره لأن التوراة الحالية محرفة ولكن ليس له العذر في بقية ما ساقه من أفكار .. ونقول لو كان "سراماغو" بالرغم من كتاباته الكثيرة قد اطلع على نسخة من القرآن لوفر على نفسه كثير من العناء الكثير ووصل إلى بر الأمان ولأدرك الجوانب الضائعة في مرئياته الفكرية الناقصة في ادراكاته ولوقف على كنه الحقيقة الغائبة .. إننا نرفض من "سرماغو" أن يتواقح على المقام الالهي الرفيع فكانت أولى رواياته "الإله الأكتع " تعالى الله علوا كبيرا ..عما يصفون ..
.ونرفض أن تكون تلك الرؤية القاصرة عن الإله جل شأنه بهذا القصور في الإدراك بالرغم انه حاصل على نوبل ..نرفض ان يقول في اليوم السابع استراح وما زال مستريحا وسيظل مستريحا إلى الأبد وان مبرراته في اعتناقه الإلحاد مسكينه الأبعاد والرؤى نشفق عليه وهو على مشارف الموت سيقابل الله .. فماذا اعد للقاء ...من يتابع القرآن الكريم سيجد ان الله تعالى لم يلق هذا الإنسان عبثا (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون : 115 ) وهذا يتناقض مع تصور "سراماغو" أن الفوضى هو الحكم الوحيد للكون، ذلك لان الفوضى عبث ..وهذا يتناقض مع التصور الإسلامي و مع ما جاء به القرآن .. وان مسيرة الأنبياء الكرام في الكون كانت فاعلة ونشطة بغية الأخذ بيد الإنسان إلى ربه ووضع الأسس والمعايير السماوية من شريعة الله كي يسير الإنسان على وضوح وبينة.. كلما كانت الرؤية ضبابية وهذا يناقض مع قوله استراح ان "سراماغو" لا يدرك عن من يتكلم ..!! لقد كانت معركة الأنبياء متواصلة انتهت بمحمد بن عبد الله الذي بعث على مقربة من الساعة.
(6) أرسل المولى تبارك وتعالى الرسل وانزل الله تعالى معهم الكتب والميزان ليقوم الناس بالقسط (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد : 25 ) وان مسيرة ركب الأنبياء كانت عصيبة في مواجهة الكفر (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) (هود : 77 ) وقال تعالى لموسى (قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه : 46 )
وقال لأم موسى في الوقت الذي كان فيه فؤاد ام موسى فارغا : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (القصص : 7 )
وان السماء كانت تخوض هذا الملحمة بالملائكة وقوى الغيب من الملائكة في مواجهة الباطل . لا يمكن بعد هذا التواصل بين السماء والأرض ومعارك الأنبياء ومعالجة الأنبياء للواقع الكوني كفاحا وجهاد من اجل إرساء دعائم الإيمان في الكون... ولا يمكن أن نقول أن الإله استراح إلى الأبد أو أن الإله صمت الكون .. وان الإنسان هو الصرخة ..لأن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله. وبآياته وكلماته كانت دوما هتاف الجماهير في المظاهرات .. وأناشيد الجهاد.. ومن سوره الشريفة يتخذ المؤمنون صيحات الكفاح .ضد الطغيان .. فهذا القياس من "سراماغو" ظالم للمقام الإلهي الرفيع أن يضع الإنسان في ندية مع الإله.. وان الإنسان يعبر عن الصرخة وان الإله صامت ..سياق مؤلم وقليل الذوق.
لا مناص ان نقول ل"سراماغو" ان مظاهرة كبرى في لندن كان هتافها يوما ..
Quran will never be silenced
لقد ذكر الله تعالى في القرآن كثير من الحوارات التي تمت بينه وبين الانبياء الكرام .. وكان الحديث موجها الى البشرية في نداءات الى" يا بني ادم" و"يا ايها الانسان" و"يا أيها المؤمنون" .. وكان ثمة نداءات الى الانبياء .. مثل "يا يحي" .. "ويا موسى" و يا عيسى بن مريم " "يا نوح" ..يا ايها النبي .. وكلها نداءات تفيد كذب سراماجو ان الاله صمت وسيصمت الى الابد .. ثمة نقطة هامة ان الاساسيات التي بنى عليها سراماجو تصوراته .. هي تصورات خاطئة وبالتالي كانت النتائج خاطئة .. وان كان سراماجو بنى تصوراته على اسس قرآنية لكان الوضع مختلف .
كذلك من القياس الخاطيء ان يعقد سراماجو مقارنة بين الله والشيطان .. سياق سقيم وظالم للمقام الالهي الشامخ الرفيع ..
اجل لم يصمت الإله يا "سراماغو" ...بدليل أن هذا القران كلام الله تعالى الذي لم يصمت بعد.
....ثانيا يقول انه لن يتعرف إلى الحقيقة بعد ؟. نعم قد يقول الفلاسفة نريد أن أرى الحقيقة في أنماط .. لو كان "سراماغو" .. أتى وأقترب من الإسلام .. لكسب الصفقة , و استقبلت جمجمته إشعاعات القران ليسمع بعد صمم وليبصر بعد عمى ..ولأدرك أن ثمة بطشات الملائكة ما زالت متواجدة وآثارها باقية على يابسة الكون .. لأقوام كفروا الرسل . وظلموا ,,.وتواقحوا على الأنبياء فكان مصيرهم الخسف والرجم من السماء .. ولا مجال هنا ان نعدد .ما قد ذكرناها في مقالات سابقه من الصدع الجغرافي بيابسة الكون بالبحر الميت . او الصدع الجغرافي في بحيرة قارون .. أو بقايا ناقة صالح في دولة عمان .. او بقايا سفينة نوح على جبل الجودي بتركيا ..قال تعالى (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10 )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.