«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ارث الأنبياء ومحور الارتكاز في الكون ..!!
نشر في المصريون يوم 24 - 12 - 2010

في تقرير نقل من اليونان سأل المذيع أحد الأشخاص : ماذا ستفعل إذا تفاقمت المشكلة؟! فأجاب نعتقد أن هناك اثني عشر إلهاً ، حينئذ سنذهب إلى Parthenon( مجمع الآلهة بأثينا ) ونلبس الملابس التقليدية ونمرح "
من ذا يصدق إننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وهناك من يعتقد بأثنى عشر إلهاً"
وما ارتباط العبادة بالمرح ؟ إن العبادة تستلزم التقديس وليس هذا النوع من العبث ،من ينهض بالبشرية من انتكاستها في الصنمية ؟ مما لا شك فيه انه ليست اليونان فحسب بل أوربا وأمريكا يعيشون على الإرث اليوناني والروماني حتى اللحظة ، بل ان هناك في الشرق من يعيشون على ارث الفرعونية والفينيقية بالشام ، ولكن ماذا عن ارث الأنبياء .؟
****
الحياة مشروع ضخم إذا أخذناه مأخذ الأنبياء صلوات الله عليهم ،قال تعالى :(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم : 12 )كما لابد ان ندرك ، الحقيقة الرائعة والثابتة في الوجود ،أن الدعوة الى الله ونشر التوحيد من اشرف المهام كما أنها درب العظماء من الانبياء الذين ساروا على اديم ذلك الكون قال الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت : 33 )
لا ينبغي أن تأخذنا المشاكل العرضية عن القضايا الكبرى في الكون، ألا وهي حمل ارث الأنبياء ومشروع الأنبياء الحضاري ، فحضارة الأنبياء ،منذ أن رفع إبراهيم القواعد من البيت ، حضارة مؤمنة ، مثار نقاشنا في هذا المقال قضية مركزية في هذا الكون ألا وهي التوحيد ، وإذا ترسخت على نوع صحيح أصبحت الفروع منسجمة مع الأصول ، وإذا ترسخت على نحو خاطئ ، فما بني على باطل فهو باطل ، وما نأى عن الحق فهو غير مستصاغ ويمجه العقل ، كما أن سبب عناء البشرية هو أنها حادت عن درب الأنبياء واستغرقت في التفاصيل بعيدا عن الأصول ،
فلقد قال هنري فورد :
Obstacles are those frightful things you see when you take your eyes off your goal"
العقبات دوما مخيفة عندما تغمض عينيك عن الهدف .
فالاستغراق في الفروع لا يحل شيئا طالما نأينا عن الأصول ، وهناك مثل غربي الشيطان يكمن في التفاصيل ،به شيء من الحقيقة ، فعندما تستغرق في العرضيات لن يجدي نفعا ، من هنا لابد ان نعود إلى التوحيد النقي كمنطلق ولابد من إخلاص الدين لله ، (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) (الزمر : 11 ) ومن هنا يعتمد الأطباء على التشخيص السليم للحالة ، لانه بالتشخيص الدقيق تكون قد قطعت تسعة وتسعين في المائة من المسافة او العلاج ، وسيكون الوقاية من أزمة القلب حبة من الأسبرين .إذا جاز لنا التعبير .
ينبغي لنا ان نبحث عن ارث الأنبياء ، فكثير من الأمم تبحث عن الإصلاح ، بما سرق مؤخرا من ارثها القومي هذا ما قاله الشيوعيون
The name of "reform" simply covers what is latently a process of the theft of the national heritage.Aleksandr Solzhenitsyn
فإرث الأنبياء يختلف لأنه وحي من السماء ، وما نقصده نحن بإرث الأنبياء ، هو ارث محمد صلى الله عليه واله وسلم ،- ذلك لأنه صاحب البصمة النهائية من السماء لتعديل الواقع الكوني ، وبه صلى الله عليه وسلم ختمت قافلة الركب الكرام من الأنبياء وعليه لابد ان يحمل المثقفون الإرث ،في وقت تقاعس فيه العلماء .لابد ان يحملوا نور التوحيد الى الاماكن المعتمة في العالم .فأروع شيء في الوجود ان تنقذ البشر من النار ،ان الدعوة الى الله رحمة بالبشر والعباد والجماد .عذرا للاستطراد ، - عند الغرب لم يختلف في التصور . كنا قال احدهم : يسير لك أن تحقق المجد فقط أن تتذكر ما كان يردده المؤسسون الأوائل . تبا للمؤسسين الأوائل من الغرب ، ومما لا شك فيه أن حضارة الإسلام ابتدأت بوحي من السماء وهذا مصدر تفردها وتميزها وبهذا تختلف عن حضارة القرصنة واللصوصية وسفك الدماء ومن ثم تأتي "أوبرا وينفري" في برنامجها اليوم 21/12/ الجاري بجندي أمريكي كان في أفغانستان يتباكي على كلب كان يرافقه في افغانستان، ويشاركه الجمهور البكاء ، ولم يتباكي هذا ولا أولئك الجمهور على شعب من الآدميين حولوه إلى جثث وشعب من المعوقين والأرامل والأيتام .. ان الغرب بالفعل غير سوي نفسيا او عقليا ، وليس بعد الكفر ذنب ،
انها نفس العبارة التي رددها سولجنستن
You can only have power over people so long as you don't take everything away from them. But when you've robbed a man of everything he's no longer in your power-he's free again.
"فقط تسيطر على البشر إلى المدى الذي لم تأخذ منهم كل شيء ، ولكن عندما تسرق من الإنسان كل شيء ، لن يكون تحت سيطرتك ،بل سيكون حراً مرة أخرى ." الا ان الدكتور محمد عمارة قد ساقها يوما للغرب في عبارة حزينة وموجعة للغرب "قد استحوذتم على كل شيء فاتركوا لهذه الشعوب الاسلام". فهل تراه يتركه لنا ،ام لا يستبقيه فينقلب بعدها السحر على الساحر فنكون أحرارا ، عندما نظن انه احيط بنا ولا ملجأ ولا منجى الا اليه سبحانه ، فيكون التغير المفاجيء ان يأتي الله بالفتح او أمر من عنده ،(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة : 52 )
( لا اله إلا الله) محور ارتكاز :
قال الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 25 )
فالقضية الأساسية هي التوحيد ، اجل ان قضية التوحيد هي القضية الأساسية في الكون وبها يستقيم الكون فكان درب الأنبياء هو تقرير تلك القضية الضخمة في الكون أن (لا اله إلا الله) وكلما انقلبت البشرية على الأعقاب وتغلبت عليها الأهواء وتاهت في مضلات الفتن ومعضلات الأهواء جاء نبي كريم ليعيد البشرية إلى جادة الصواب ويذكرهم بالعهد. ومن بعد الأنبياء لابد للعلماء والمثقفين ان يحملوا راية محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية، ومفهوم التوحيد يتناقض مع الشرك فلقد قال لقمان لابنه ان الشرك لظلم عظيم (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان : 13 ) فكان العدل هو التوحيد . لان العدل هو الوضع الشيء في موضعه، جاء في الحديث القدسي عن رب العزة : إني والإنس والجن في نبأ عظيم،اخلق ويعبد غيري،ارزق ويشكر سواي.خيري الى العباد نازل، وشرهم إلي صاعد أتحبب إليهم بنعمي ،وأنا الغني عنهم ...) . فمناط التوحيد هو رد العبادة لمن يستحقها والشكر لمن يستحقه هو المولى- سما مقامه -
كما ان الشرك محبط للعمل: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء : 48 ) وقال الله تعالى (ومَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة : 5 )
ووضع الانسان الطبيعي هو ان يسلم لله .. يقول روبرت ويب حينما أعلن إسلامه :
What's natural to human beings is to submit to the will of the Creator. The reason I say I reverted to Islam is because I believe I've reverted back to that natural human state.”~ Robert Webb
"ماهو طبيعي للجنس البشري ان( ُيذعِن) ُيسلم لإرادة الخالق ولهذا السبب تحولت إلى الإسلام لأعود لتلك الحالة من الطبيعة الإنسانية "
..ربما يسوقها احدهم بعفوية : "إن نهوض الإسلام ربما يقدم أعظم الأمثلة الانطباعية في تاريخ العالم لقوة الكلمات في تغيير السلوك الإنساني بطرق مفاجئة ومدهشة "
“The rise of Islam offers perhaps the most impressive example in world history of the power of words to alter human behavior in sudden, surprising ways.”~ William H. McNei
ربما يعتبرها وليام ه ماكناي إنها قوة الكلمات ، وأنا اعتبرها قوة كلام السماء ، انه كلام الله ،
قال تعالى : (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر : 21 )
محور الارتكاز الذي تقوم عليه مقومات الحياة في الكون ،ألا وهو العدل
(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل : 90 )
اجل توحيدا والذي ينبثق عنه منظومة من عموميات العدل في الواقع الكوني فتستريح البشرية إلى بر الأمان بدون ظلم أو مجازر أو حروب او فضائح ويكليكسية ، فمن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق ،كما قال الامام علي ،حيث انه بالعدل يستقيم الواقع الكوني ، وبالظلم يتحول الكون إلى غابة والبشر إلى كائنات مفترسة ، بعدما استبدلوا شريعة الله بشريعة الغاب ، فما اظلم الإنسان لنفسه ولبني جنسه كما قال الكواكبي .،و لا يفوتنا عدالة التشريع في (شريعة الله) ،قال الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين : 8 ) ان الله تعالى يأمر بالعدل والعدل قانون الله في الكون . كما ان الظلم مزيل للأمم ولا يمكن ان يستبقي قانون السماء على امة ظالمة ، كما انه يمكن للدولة الكافرة العادلة ولا يمكن للدولة الظالمة وان كانت مسلمة ، وما أن تتخلى أي امة أو أي دولة أو نظام عن العدل فلا بقاء لها. وكبر عليها أربع تكبيرات ، وكما قال مصطفى السباعي : من أول صرخة للمظلومين تسقط عروش الطغاة "
قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) (يونس : 13 ) ، وان كان ثمة بقاء ، فهو بقاء في حكم المعدوم ، او استدراجقبل الاخذ.
بل كان من روعة التوحيد انه أيسر الطرق إلى التمكين والاستخلاف في الأرض ، ان ربط المولى التمكين في الأرض بشرط التوحيد ، قال الله تعالى :
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور : 55 )
أجل هذا هو الشرط الذي لابد من استيفاءه (يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)
******
ولنكن صرحاء أن (لا اله إلا الله) تواجه كثير من التحديات منذ بدايتها حتى اللحظة والى أن تقوم الساعة ، ذلك لان هناك نوعيات من البشر تريد أن تعيش في دور الآلهة ، ومن كان يتخيل إن يجترء إنسان ما ويقول أنا ربكم الأعلى ولكن فرعون جاء واجترأ وقالها علانية ، من هنا جاء الأنبياء ليردوا أحلام الطغيان إلى الواقعية ، ويمحون من مخيلتهم مشروع الاستبداد ألاجترائي قال تعالى لموسى (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه : 24 )،فلقد سأل احد الأعراب المصطفى الكريم : إلى أي شيء تدعو الناس يا محمد ؟، قال ادعوهم إلى (لا اله الا الله )، فقال الأعرابي ، هذا لن تدعه لك قريش ولن تدعه لك العرب ، وذلك لارتباط مفهوم (لا اله الا الله) بالحرية ، وتفكيك الاستبداد ، فالعبادة معناها التذلل والخضوع ، وبالتالي صار معنى (لا اله الا الله) ، أي لا يستحق التذلل والخضوع إلا الله ، من هنا تصطدم بقوى الاستبداد ، بل حتى يرفضها المستبدون الصغار والكبار على السواء ، بل حتى الاباء المستبدون وأصحاب الهيئات والشركات يرفضونها، بل يعتبرونها شتماً لهم ،ولذلك،ما دخلت لا اله الا الله في بيئة الا حطمت الاستبداد ، بل قال الكواكبي ، إن الاستبداد يخاف من تمرير المعني الحقيقي لمفهوم (لا اله الا الله) الى الشعوب، بل يعتبرها ناراً وعروشهم بارود ،
لان (لا اله الا الله) ،تكسر كل القيود ،فينطلق الإنسان في الحياة بلا عوائق لا يثقله شيء الا النسيم حراً تحت سماء الله الرائعة ، حتى وان تجسد ذلك السجود في قبلة اليد ، التي تعتبرها العرب السجدة الصغري ، ولا يعطي صفقة السجود إلا للخالق الأعظم ، فان أعطى صفقة السجود لأصنام البشر والحجر ، اندرج تحت سطوة الشرك وانتفى عنه التوحيد ، بل ان فتية اهل الكهف استوعبوها (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً) (الكهف : 14 )، ان روعة( لا اله الا الله )، انها تعتق البشر من سطوة الاستبداد والخوف ايماناً بالله وتوكلاً عليه -سما مقامه -، ويترتب عليها واقع حضاري رائع ، فلا يمكن ان تبنى حضارة في بيئة من الخوف ، روعة لا اله الا الله ،انها تمنحك جرعة هائلة من الحرية كيلا يفترسك الطغاة . قال المصطفى الكريم ، خير ما قلت و قال النبيون من قبلي (لا اله الا الله ).
لا تتجلى روعة (لا اله الا الله محمد رسول الله )في ديناميكية الإسلام على مر العصور فحسب كرسالة حية وناضجة، بل بها كانت الأمة عصية على الانكسار كانت دوماً اكبر من المحن، كالعنقاء تنتفض من تحت الرماد لآلاف المرات ، وشعارها الناري الصارخ في وجه الظلم والطغيان ووجه من تسكع من الاستعمار على يابستنا الاسلامية عبر الازمان (الله اكبر)، فتكون أوضاع الأمة مسكونة بالثورات ، دوما كالزلزال وكالبركان الذي ينفجر بلا سابق إنذار ، ودوما كانت في كل ازماتها وسود لياليها، كالرعد البارق الذي لا يمكن لانسان ان يحبسه او يصادره ، رائع هذا الدين ، ورائعة هذه الأمة ، بل روعتها في توحيد يجعلها تتنفس البشرية الصعداء ملء الرئتين ، تتيه افتخاراً وزهواً بدينها وربها ورسولها واسلامها ،فيا له من دين رائع عظيم ، وسبحانه من إله عظيم مجيد له المجد كله ، والى عرشه ومقامه الشامخ الرفيع كل المجد المطلق ينتهي ..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.