غياب معظم مثقفى مصر فى احتفالية النقاش

"شكرا لمن شرفوا هذا الحفل بالحضور" جملة تضمنتها كلمة رجاء النقاش التى ألقيت فى نقابة الصحفيين إبان تكريمه الذى لم يستطع حضوره بسبب مرضه قبل وفاته بأسبوعين، ولكن المثقفين والمبدعين لم يتشرفوا بالحضور أمس، الأربعاء، فى الاحتفالية الكبيرة بمناسبة مرور عام على رحيل الكاتب الكبير، وعقدت الاحتفالية أمس، الأربعاء، وحضرها حزب التجمع ولجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وكان الحضور أقل من المتوقع بكثير.
والمفارقة الذين حضروا الاحتفالية رحلوا مبكرا، وكأنهم جاءوا "أداء واجب"، وهم الناقدان صلاح فضل وجابر عصفور، والشاعران أحمد عبد المعطى حجازى وفاروق شوشة، وإبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ومحمد عبد القدوس رئيس لجنة الحريات، بينما استمر إلى نهاية الحفل بهاء طاهر وجورج البهجورى وسيد حجاب وماجد يوسف وفريدة الشوباشى وعبد الوهاب الأسوانى وعبد المنعم عواد يوسف، كما أذيع فيلم تسجيلى عن الكاتب الراحل أعده سميح رجاء النقاش.
الشاعر حلمى سالم قال منذ عام وثلاثة أيام، هو مزج بين النسر والعصفور، ففيه من النسر الكرامة والكبرياء والعفة، وفيه من العصفور الرقة وحنان القلب، وهذه ليلة إمتاع ومؤانسة.
الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى ألقى قصيدته "إلى اللقاء" التى أهداها إلى رجاء يوم كتبها فى إبريل 1956، وقال كنا نقطع الأمسيات فى قهوة عبد الله، وكنا آخر المنصرفين نقطع الطريق أنا ورجاء النقاش وأقول له عندما أوصله إلى منزله فى الجيزة إلى اللقاء، ومن أجواء القصيدة "إلى اللقاء/ أليمة إلى اللقاء/ وتصبحوا بخير/ وكل ألفاظ الوداع مرة/ والموت مر/ وكل شىء يسرق الإنسان من إنسان" .
أما الدكتور هانية عمر، قرينة الكاتب الراحل، والتى أكدت أن رجاء فى سنواته الأخيرة عاش منعزلا للكتابة والقراءة، وكان يشعر أنه لم يقدم ما يجب وصدر له بعد موته 6 إصدارات جديدة. الناقد الدكتور جابر عصفور فتن برجاء النقاش عندما قرأ مقدمته لديوان الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى، ومن يومها كما يقول أصبح النقاش صديقه لأنه يكتب بطريقة تجعل غير المهتمين بالأدب يحبون القراءة، واعتبر مقدمته لحجازى من أهم الكتابات فى نقد الشعر المكتوب بالطريقة الحديثة، رغم أنه كتبها 1985 بعد تخرجه بعامين.
الناقد الدكتور صلاح فضل قال، إننا أعدنا قراءته بعد موته، لأننا اكتشفنا المكان الذى تركه شاغرا فى حياتنا الثقافية والنقدية وفى قلوبنا، وأكد فضل أنه لا يذكر ناقدا فى القرن الماضى أو بداية هذا القرن، امتلك هذه الروائية والكفاءة فى التشريع للجديد مثل رجاء، وأن كل الأكاديميين يحسدونه لأن قراءه بالملايين وكذلك تلاميذه، وكان محظوظا لأنه لم يقبر فى سجن الأكاديميين. وقدم الشعراء فاروق جويدة وسيد حجاب وماجد يوسف قصائد أهدوها إلى رجاء، واختتم الاحتفالية بثلاث فقرات موسيقية للفنان أحمد إسماعيل وفرقة الأوبرا وتخت شرقى.