على ما يبدو ، لن تهدأ الأجواء فى منطقة الشرق الأوسط طالما يوجد "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي على رأس هذه الحكومة المتطرفة ، فمنذ أن قال "سنُغير وجه الشرق الأوسط" وهو يعمل جاهداً على إحداث فوضى فى المنطقة أملاً فى زيادة عُمر حكومته وعدم حبسه فى ( 4 ) قضايا مهمة متورط فيها ، حل "حكومة نتنياهو" سيطيح به وسيكون مصيره السجن ، فقد فتح جبهات عِدة خلال الفترة الماضية وقال جُملة خطيرة للقاضى أثناء محاكمته وهى ( إتركوني .. فنحن نُحارب فى 7 جبهات ) ، رد عليه القاضى وقال : وما هى ال ( 7 ) جبهات التي تقصدها ؟ ، رد "نتنياهو" سريعاً وقال : نحارب فى غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق وإيران ومحكمة العدل الدولية .. ظنى أن هذا التصريح يجعل من "نتنياهو" خارج عن الشرعية الدولية بل ومن الممكن أن نقول عنه أنه يعادي الشرعية الدولية ، لا يخضع لها ، لا يعترف بقرارتها ، يُهين محكمة دولية ويُعلن علناً أنه يحاربها ، لذلك فهو مطلوب للمثول أمامها ، فقد تعدى كل الأعراف الدولية وتورط فى منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والنتيجة _ التى نراها أمام أعيُننا _ موت الأطفال والشيوخ والسيدات إما جوعاً أو مرضاً ، تعدي كل الأعراف الدولية وقام ببناء مستوطنات جديدة وأعلن عن بناء مستوطنات أخري وخصص لها ميزانية جديدة فى الموازنة الجديدة ، لا يعترف بما تم الإتفاق عليه فى اتفاق أوسلو التى وُقعت فى ( سبتمبر 1993 ) والتى تقول نصاً : الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة إقليمية واحدة ويُشكلان العمود الفقري للدولة الفلسطينية ، يقول : لن أعترف بالدولة الفلسطينية ولن نسمح بها ، ويحاول فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية ، إستولي حتى الآن على ( 75 ٪ ) من أراضي قطاع غزة ليصبح ( 2٫3 ) مليون فلسطينى يعيشون علي مساحة ( 25 ٪ ) من مساحة قطاع غزة ، دمر ( 85 ٪ ) من مساحة الأرض الزراعية فى غزة ، هدم ( 90 ٪ ) من مبانى قطاع غزة .. تعدى "نتنياهو" كل الأعراف الدولية وقامت حكومته بالعمل على إصدار قرار بحظر عمل منظمة الأونروا وكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين ونجح فى الحصول علي تأييد الكنيست الإسرائيلي ، يده ملوثة بالدماء بعد أن إستُشهد حتي الآن فى حربه على قطاع غزة أكثر من ( 59 ) ألف فلسطينى ، يريد تهجير الفلسطينيين من أرضهم ليُصفي بذلك القضية الفلسطينية للأبد وقام بتقسيم قطاع غزة إلى خمسة أقسام بإنشاء محاور جديدة ستُقطع غزة إلي أجزاء منفصلة وهى محاور ( مفلاسيم _ نتساريم _ كيسوفيم _ موراج _ فيلاديلفيا ) .. المظاهرات فى شوارع ( تل أبيب والقدس وحيفا ) لا تتوقف ، أهالي الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدي حركة حماس دائمى التظاهر فى شارع ( كابلان ) أكبر شوارع إسرائيل ، أصبح هذا الشارع لا يهدأ أبداً ، وقام الأهالي بإنشاء منظمة بإسم هذا الشارع هدفها العمل علي إسقاط حكومة نتنياهو ، الوضع الداخلي الإسرائيلي يدعونا للتأكيد بأن حالة الإنقسام الداخلية سببها إصرار نتنياهو على الحرب فى كل الجبهات ، المعارضة فى الكنيست برئاسة "يائير لابيد" زادت قوتها وشعبيتها زادت فى الشارع الإسرائيلي ، الوزراء السابقون الذين خرجوا من الوزارة إنضم بعضهم للمظاهرات ، الإقتصاد الإسرائيلي ينزف ومن رابع المستحيلات الإستمرار هكذا دون مساعدات وإعانات خارجية ودون عون من القوى الكبري .. بالتأكيد فإن "نتنياهو" ضد السلام ، ضد عودة الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط ، ضد إستقرار دول المنطقة ، يخرج من حرب ليدخل فى حرب أخري ، يدخل مواجهة وحينما تنتهى يخوض مواجهات أخري ، إن هذه الحالة تُسمى ( انتحار سياسي ) أو ( غباء سياسي ) نتيجتها الحتمية هي ( الفناء السياسي ) أو ( الإنتهاء السياسي )