نحتفل هذه الأيام، بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام، ال 85، عراب الضحك وتاريخ السينما المصرية، بالتأكيد الكلام عنه يحتاج إلى مجلدات، فهو أحد أهم وأعظم الفنانين، فى تاريخ الفن المصرى منذ 126 عامًا، بدأً من الرواد الأوائل وصولًا إلى اليوم، من نجيب الريحاني مرورًا بفؤاد المهندس ، وكبار الكوميديانات والممثلين. ظل عادل إمام متربعًا على عرش الكوميديا، والدراما، والمسرح، أكثر من 50 عامًا، لم يستطع أن يزحزحه أحد ، وقدم على مدار عقود كوميديا متنوعة فى شخصيات مختلفة، بمدارس تمثيلية مختلفة، منذ بدايته على خشبة المسرح الجامعى، الذى ظهرت فيه موهبته، حتى انتقاله إلى التليفزيون الذى شهد البداية الحقيقية، مع مسرحية أنا وهو وهى، أمام الراحل فؤاد المهندس عام 1963، وخطف الأنظار لكوميديا مختلفة، تمزج بين التهكم الذكى والواقعية. انطلاقة الزعيم الكبرى كانت فى السبعينيات مع مسرحية مدرسة المشاغبين، وتوالت بعدها النجاحات فى السينما بأفلام عديدة، منها البحث عن فضيحة، وعنتر شايل سيفه ، لكنها كانت تمهيدًا للمرحلة الأهم، ففى منتصف الثمانينات ، كانت نقطة التحول الأهم، لأنه وقتها لم يكن مجرد نجم كوميدى، بل كان صوت اجتماعى وسياسى، ارتبط بقضايا وطنه، سواء فى مصر أو العالم العربى . ناقش عادل امام فى أفلامه قضايا الفساد والسلطة والتطرف بأسلوب مزج بين الدراما والضحك، حيث قدم أعمالًا هامة منها الانس والجن ، الغول، الحريف ، و فى التسعينيات ثبتت مكانته كأقوى نجم فى شباك التذاكر بأفلام الإرهابى، الإرهاب والكباب ، طيور الظلام ، التى جمعت بين الجرأة الفنية والجماهيرية الواسعة وأكدت على مكانته كفنان لا يهادن، وقادر على مخاطبة وجدان المجتمع. على المسرح كان ملك متوج بمسرحيات خالدة ، الواد سيد الشغال، والزعيم، وأيضًا عندما عاد إلى الشاشة الصغيرة فى الألفينات بمجموعة من المسلسلات الرمضانية، مثل فرقة ناجى عطا الله، وعوالم خفية، وعلى مدار رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن لم يتوقف عادل إمام عن التجدد ، فهم جمهوره ، واختار أدواره بدقة، وجعل من الكوميديا فلسفة، ومن الضحك وسيلة للتفكير، و اليوم ينظر له ليس فقط كنجم بل رمز ، ذاكرة فنية حية، هرم رابع، سوف يظل فى الوجدان المصرى والعربى ، فهو الزعيم الذى لا يزاحمه أحد. لم يكن الزعيم مجرد لقب اطلق عليه وانما لمواقف كاد من الممكن أن يخسر حياته ثمنًا لها خاصة عندما سافر إلى أسيوط عام 1988 لعرض مسرحية الواد سيد الشغال أثناء انتشار " طيور الظلام" الارهاب في الصعيد ، واستمر العرض يومين رغم التهديدات المختلفة التى كانت تحيط به ، وقال " قررت الذهاب دفاعًا عن فنى ونفسى وأسرتى ، ووطنى وصورتى أمام أولادى .. أردت أن أثبت لهم أن الطعام الذى يأكلونه والتعليم الذى يتلقونه ليس من مال حرام.