عيد تحرير سيناء، جهود إقامة التنمية العمرانية لأهالي أرض الفيروز ومدن القناة    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه (فيديو)    اليوم، الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة مازيمبي    تجديد حبس شاب قتل والده في الخليفة    تفاصيل الحالة المرورية صباح اليوم الخميس 25 أبريل    القاهرة الإخبارية: بعض المدارس انضمت لاحتجاجات الجامعات بأمريكا ضد عدوان إسرائيل على غزة    إعلام فلسطيني: شهيد في غارة لجيش الاحتلال غرب رفح الفلسطينية    مستشار سابق بالخارجية الأمريكية: هناك موافقة أمريكية على دخول القوات الإسرائيلية لرفح    «الجمهورية»: الرئيس السيسي عبر بسيناء عبورا جديدا    اعرف أسعار الذهب اليوم 25 أبريل وتوقعات السعر الأيام المقبلة    «الأهرام»: سيناء تستعد لتصبح واحدة من أكبر قلاع التنمية في مصر    ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    وول ستريت جورنال: من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية؟    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباراة مانشستر سيتي وبرايتون اليوم    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    الشرطة الأمريكية تعتقل عددًا من الطلاب المؤيدين لفلسطين بجامعة كاليفورنيا.. فيديو    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    مدحت العدل يكشف نصيحة جماهير ريال المدريد بإسبانيا للإعلامي إبراهيم عيسى ونجله    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    عالقين ومصابين.. محافظ شمال سيناء: إعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشرف بيدس يكتب :عادل إمام مازال هو الزعيم حتي إشعار أخر وظهور نجم يقترب من عطاءه
نشر في الأهالي يوم 17 - 05 - 2020

*بقلم أشرف بيدس:هل القيمة لها رائحة جميلة وشكل بديع وأوراق بيضاء وحبر أسود وأغلفة ملونة تباع في المكتبات الكبيرة بالاحياء الراقية؟ .. أم أوراق صفراء متآكلة الاطراف وهشة, منزوعة الغلاف تباع علي أرصفة الباعة في الميادين الضيقة؟.. والحقيقة أنه لا هذا ولا ذاك.. القيمة هي القيمة بصرف النظر عن تغليفها وتعبئتها لأنها أحدثت فعلها داخل وجدان الناس, هناك مئات بل آلاف من الكتب الصفراء المهملة تحوي ما بين سطورها أحجار كريمة من الفكر والمعرفة والتنوير, وآخريات لا تستحق وقودا للنار.. ومئات بل آلاف من الكتب النظيفة والانيقة التي رتبتها المهارة تحمل ذات المعنين.. فالقيمة هنا ليست مرتبطة بشكل أو إبهار لكن بمدي تأثيرها الذي يبقيها ابد الدهر أو يمحيها بمجرد ظهورها.. عادل إمام من القلائل الذين أثروا في الشعوب العربية, وكانت له كلمة مسموعة في الفن, ومازال.
في هذا التقرير بعض الكلمات التي قيلت في حق عادل إمام من كبار النقاد والسياسيين والصحفيين والكتاب والفنانين والشخصيات العامة منهم من رحل, ومنهم حي يرزق, وقد راعينا أن تكون نخبة تمثل جميع الاطياف, وهذه الشهادات القيمة تدلل علي أن عادل إمام حالة استثنائية لم تتكرر, أو علي الأقل حتي أشعار آخر بظهور نجم يقترب من عطاءه.. ونحن لا نحتفي بنجم سينمائي ذائع الصيت والموهبة والقيمة.. نحن نرصد حالة انسانية ناجحة لم نشهد لها مثيل في الوطن العربي والأوطان الأخري.. إن قيمة عادل إمام الكبيرة أنه لا يشبه أحد, ولا أحد يشبه.
إبراهيم العريس (ناقد لبناني)
خرج عادل إمام منذ زمن بعيد، من دائرة الفن والمجتمع ليدخل دائرة الأسطورة.. فالنجاح الهائل الذي يحققه في أي مسرحية يقدمها وفي أي فيلم يقوم ببطولته، لا يمكن ان يعتبر الا من قبيل الخوارق الطبيعية, ولئن كان تحول الفنان من مبدع الى ظاهرة فيه ما فيه من اساءة الى عمل الفنان نفسه والى مسار ابداعه، فإن عادل إمام لا يلتفت كثيراً الى هذا الأمر. فبالنسبة إليه يأتي النجاح “من عند ربنا ومن عند الناس.. وكل فنان يمكنه ان ينجح وان يحقق نجاحاً خارقاً اذا أخلص لفنه وجمهوره وكان متواضعاً وصادقاً في عمله”. بعد غياب أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، يمكن اعتبار عادل إمام الفنان العربي الوحيد الذي يستحق ان يطلق عليه لقب “نجم النجوم” ولكن هذا النجاح لم يكن وليد المصادفة بالطبع. صحيح ان الظاهرة قد تتعدى إطار البحث الفني والتاريخي لتحتاج الى تحليل سوسيولوجي وتحليل ينتمي إلى علم النفس الجماعي، غير ان هذا يجب ألا ينسينا ان عادل إمام فنان وفنان حقيقي, وهو يعرف ان الدور الأساسي للفنان هو المشاكسة. ومن هنا فهو مشاكس من طراز رفيع. ومما لا شك فيه ان مشاكسته هذه تعتبر العامل الأول في نجاحه. والغريب ان مشاكسة عادل إمام رغم خطورتها وعنادها تتبدى دائماً أشبه بمشاكسة طفل شقي وعنيد. ومن يرى عادل إمام يقفز على خشبة المسرح سواء أكان ذلك في دور “الزعيم” أو في دور “الواد سيد” أو “بهجت الأباصيري” سيكتشف أمامه ذلك الطفل يلعب كما يحلو له، يزعق كما يحلو له، يشاكس كما يحلو له، وهو يعرف انه في نهاية الأمر سينال ما يريد.
إبراهيم عيسي (كاتب)
عادل إمام .. هو عادل إمام .. لا اسم أحد آخر.. لو منحت جائزة نوبل في العالم لا يوجد أحد يستحق هذه الجائزة سوي عادل إمام .. لماذا؟ .. لأنه ظاهرة كونية عالمية غير مسبوقة .. ظل عادل إمام النجم الوحيد طيلة خمسون عاما هو النجم الاول.. الأعلي ايرادات.. الأعلي أجر.. وهذا معناه أن عادل إمام كنز مصر القومي.. وعندما يعيش نجم مثله في وطن فهذا معناه أنه كنز.. مثل بيليه في البرازيل أو ميسي ومارادونا في الارجنتين.. أن عادل إمام من ثروات مصر الطبيعية.. وهذا الكلام ليس به مبالغة وحب, إنما يشمل علي الموضوعية والتجرد.. لماذا؟ لأن القوة الحقيقية في مصر هي القوة الناعمة متمثلة في الثقافة والفن والإبداع.. نحن لا نملك بترول ولا موارد طبيعية, ولا نملك صناعات شهيرة.. والمنتج الاول الذي نملكه ويمكن تصديره هو الفن بكل مشتملاته, وفي مقدمته السينما, وفي القلب منها مهنة التمثيل, وعلي قمتها عادل إمام .. لذا فإن عادل إمام هو أبو الهول الفن والذي يمثل رمز الخلود.. هل الامر مبالغة وحب.. في الامر حب ولاشك!! لكن ليس فيه أي مبالغة.. لأن عادل إمام استطاع أن يدخل البهجة والرقة علي الوجدان المصري.. عادل إمام هو صانع البهجة.. عادل إمام صائغ الوجدان .. عندما نقيم تجربة عادل إمام يجب أن يكون التقييم مبنيا علي الفرادة والتميز غير المسبوق في العالم كله.. مع الاخذ في الاعتبار أننا نتكلم عن الفنان المثقف والقارئ النهم والمتابع لكل ما هو جديد.. ورغم أن اجيالنا الجديدة ليست علي هذه الدرجة من الثقل الثقافي لنجمنا الكبير عادل إمام .. هو ليس ممثل عابر علي كثرة ما لدينا في تاريخنا من عباقرة في فن التمثيل..انه ليس ممثل فقط أو نجم أو رمز.. بل مؤثرا ويأتي هذا التأثير كما عرفه “جرامشي” من أنه يؤثر في المجتمع والمحيطين الذين يعيشون معه. وهناك أمثلة علي ذلك, يأتي في مقدمتها الذهاب إلي أسيوط متحديا للارهاب, والتضامن مع فرقة مسرحية هاوية تعرضت للاعتداء وهم يؤدون عملهم, ويصر علي أن يشارك هؤلاء الهواة علي ذات المسرح ليعطي رسالة قوية.. وكذلك تصدره المشهد في مظاهرات الفنانين اعتراضا علي قانون النقابات المهنية 1989والذي انكر في محتواه الديمقراطية علي الفنانين.. انه يلعب دور انساني ووجداني شديد الاهمية.. حتي أفلام البهجة تصب جميعها في صناعة الوجدان المصري.
أحمد بهاء الدين (كاتب)
عادل إمام اسطورة في حد ذاته.. أن ينجح نجاحه الساحق بصرف النظر عن الرواية أو المسرحية.. الناس تذهب لتري عادل إمام .. بعض سر نجاح عادل طبعا كفاءته التمثيلية النادرة, وحضوره المسرحي الفذ وبعض نجاحه أن كل مصري يجد شيئا من نفسه في عادل إمام .. الصعلوك والمليونير.. البسيط والمتعلم.. كلنا في أعماقنا جزء مشترك منه لذلك فأحسن أدوار عادل إمام دائما حينما يكون المظلوم لا الظالم.
أحمد حلمي (ممثل)
اسم عادل إمام هو إجابة على سؤال لم يستطيع أن يجاوب عليه الكثيرون.. كيف يكون الفنان نجمًا لا تقوى القمة على فراقه..؟؟ الإجابة.. (عادل إمام)..
أحمد راتب (ممثل)
عادل إمام هو الجسر الذي عبر من خلاله الفنانين الموهوبين..ولولاه ما كنا ظهرنا بهذا التميز.. يتميز بالنبل وكأنه أتي من القرون الوسطي.. ملئ بالطيبة والعدل والتسامح.. هو فعلا رجل نبيل.
أحمد رجب (كاتب)
عادل إمام هو القراءة للجميع.
أحمد شوقي (ناقد سينمائي)
هو الممثل الوحيد الذى لديه 8 ابتسامات مختلفة، فكيف طوع أداة بسيطة مثل الابتسامة فى أن يعبر بها عن الحب والغضب والضعف والقوة، فهو بارع فى تعبيرات الوجه وكوميديان من طراز فريد، عادل إمام لديه القدرة على تغيير جلده وملامح وجهه، فبين «الزعيم» و«الهلفوت» 100 لون وتناقض، حتى بين تجسيد نفس الشخصية نجد اختلافات وفروقاً واضحة، محتفظاً بعدم تقمص الشخصية كاملة، ليظل هو، وهذا جزء من نجوميته وحب الجمهور له.
أحمد عز (ممثل)
فنان يجيد اختيار أعماله وأدواره، وقريباً من الجمهور بمختلف فئاته العمرية، وصاحب نجاحات عديدة على مدار سنوات عمره الفنى، أن مصطلح «النجم» ينطبق على عادل إمام، لأن النجومية تعنى الاستمرارية فى النجاح على مدار السنوات، وليست تحقيق نجاح وقتى مرتبط بفترة معينة، فهو نجم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومثل أعلى لأى فنان يريد النجاح والاستمرارية.
أحمد فهمي (ممثل)
مؤسسة كاملة.. كان شايل الصناعة لوحده.
أحمد يوسف (ناقد سينمائي)
غيّر عادل إمام من تركيبة النجم السينمائي، بملامحه التي تشبه المواطن العادي، والانتماء إلى الفئة المتوسطة أو دونها. حزن عميق يخفيه خلف ضحكات ساخرة من الجميع ومن نفسه في المقام الأول، وهو بذلك أصبح النموذج المثالي للمواطن المصري بتركيبته النفسية والاجتماعية، هذا المواطن الذي وجد ضالته أخيراً في عادل إمام، وهو يبحث عنه على شاشات السينما طيلة نصف قرن. هذه التركيبة أجادها في أعماله، المتمثلة في الشخصية المصرية، والتي تحايلت على ظروف الحياة طوال تاريخها حتى تظل باقية.
إسراء امام (ناقدة سينمائية)
ثمة فئة من الممثلين أطلق عليهم جوزيف.م.بوجز “المفسرون والمعلقون” وقد عرّفهم قائلا: “يلعب المفسرون والمعلقون شخصياتهم التمثيلية على نحو وثيقِ المشابهة لأنفسهم ذاتيا، فهم يتقنون أدوارهم دون أن يفقدوا سماتهم الشخصية المميزة لهم تماما. قد يغيرون قليلا من أنفسهم ولكنهم أبدا لا يضيعونها للنهاية. تُمثل المحصلة النهائية لعمل هؤلاء توافقا فعالا بين ذواتهم وبين الأدوار التى يؤدونها. فهم يبوحون مع الشخصية التى يلعبونها بشىء من مشاعرهم الخاصة”… عادل إمام ينتمى إلى هذه المدرسة التمثيلية النادرة، فهو لا يخسر نفسه أبدا فى إطلالة أى دور يلعبه، لا يتوه داخل شخصياته، بينما يظل حضوره الخاص يقظا، ولكن فى الوقت ذاته يُحرِك مجسا خفيا، ليقيس به نبض هذا الدور، يتشرب إيقاعه ويتناغم معه، ليبدو كل منهما منسجما للغاية، لا يفقد أبدا ابتسامته البلسمية بين جمل الحوار، النظرة الحادة التى تبرق من حين لآخر، نبرة الصوت التى يوظفها بطريقته المعهودة صعودا وهبوطا، والوجه المصمت القادر على البكاء بوجع من دون رفة رمش، فعادل إمام حينما يبكى، لن يسعك سوى أن ترى دموعه فوق قسماته المحايدة، لا تعرف متى انهمرت وغمرت وجهه بهذا القدر السلس، فهو لا يحتاج لأن يقطب حاجبيه أو يكرمش ملامحه… نعم، هو عفوي حتى فى آدائه، يُحضر هنا أيضا تعويذته الخاصة، التى لا يسعك إلا أن تغرم بها.
إسعاد يونس (ممثلة)
عمل تحديات سياسية مهمة ضد الإرهاب، وتحديات في الإيرادات وفي الصناعة.
آمال بكير (صحفية)
فنان شاهدته منذ أول ظهوره على خشبة المسرح.. فى جملة قصيرة ومع ذلك مازلت أذكرها حتى اليوم.. ليس لتكرار مشاهدة هذا العمل المسرحى ولكن لأن أداء هذا الفنان فى هذه الجملة كان بداية واضحة لفنان حقيقى.. فنان يتمتع بموهبة أراد الله له أن يستثمرها بالصورة المطلوبة.. أذكر له نظرة واحدة فى فيلم «زهايمر».. نظرة إلى صديقه بمستشفى الأمراض العصبية بعد زيارته له.. نظرة غريبة فيها حب حقيقى ورثاء وعطف ونداء داخلى للخالق أن يرفع عن صديقه هذا الوباء، نظرة استطاع أن يجمع فيها أكثر من تعبير يبعدك تماما عن أن هذه النظرة تمثيل!!
اكرم السعدني: (صحفي)
لم يستطع أحد من فرسان دولة الكوميديا أن يحتفظ بالعرش بعد الخمسين من العمر.. ولو استعرضنا نجوم هذا الفن الرفيع السامى العظيم واستثنينا الرائد المبدع نجيب الريحانى فإننا سنجد أن معظم الكوميديانات الكبار تنازلوا عن مكانتهم المهيبة فى دولة الفنون وهبطوا من برجهم العاجى وارتضوا بالأدوار الثانية بعد أن كانوا ملء العين والسمع. حدث هذا الأمر مع العملاق فؤاد المهندس وتكرر مع أمين الهنيدى ومحمد عوض وأبوبكر عزت وأيضا مع فلتة عصره وأعجوبة الزمان الفنان الكبير إسماعيل يس، ولكن ولأن لكل قاعدة ما يشذ عنها ويؤكدها.. فقد كان هذا النجم العجيب عادل إمام مختلفا، وكان الاختلاف واضحا ومنذ اللحظة الأولى التى وقع فيها بصر المخرج الراحل حسين كمال على عادل إمام وهو يقول: أنا يا أستاذ باعمل هاملت.. و.. وقبل أن يكمل عادل كلامه استوقفه حسين كمال ليقول بصوته المجلجل: هاملت إيه.. وزفت إيه.. أنت يا أستاذ كوميديان ما حصلتش! وكأن حسين كمال كان يقرأ الغيب ويعلم ما يخبئه المستقبل لهؤلاء الذين سكنتهم الموهبة واتخذ منهم محلا مختارا للإقامة الدائمة، وفى مسرحية «ثورة قرية» ومن خلال كلمتين فقط لا غير «معانا العسلية» لفت عادل إمام الأنظار وترك بصمة فى قلوب مشاهديه وأكد صدق نبوءة الكبير حسين كمال.. هذا النجم الذى قادته الأقدار ليتولى عملية الحفاظ على ريادة الفن فى مصر أو إن شئت الدقة لمصر فى محيطها العربى كان ولابد أن يكون صاحب قدرات خلاقة فى عملية الإبداع وإمكانيات استثنائية فى قيادة الموهبة وقابلية على التجدد وتغيير الجلد كلما دعت الضرورة إلى ذلك، وفوق ذلك سمو فى اختيار الموهوبين فى المجالات المساعدة وهى العناصر الفنية التى لو اكتملت كتب للعملية الفنية برمتها النجاح، هكذا ستجده فى بدايات الطريق يستخدم هذه الأدوات فى مراحل معينة، فإذا أدت ما عليها من واجبات والتزامات تجاه الموهبة الأعظم وهى موهبة عادل إمام بالطبع تركها وذهب خلف أدوات أخرى يكمل بها الطريق وبقوة دفع جديدة وفى ثوب متألق، وقد كانت آخر المراحل التى مر بها عادل إمام خلال تجربته الفنية العريضة الثرية هى تجربة يوسف معاطى، وأقول إنها آخر التجارب، وأنا كلى ثقة أن تجربة جديدة فى طريقها للنور.
أمير العمري (ناقد سينمائي)
في عصر الانفتاح أصبح عادل إمام نموذجا في الكوميديا المصرية، للبطل الشعبي المتمرد على الفساد، الذي يرفض الاستسلام لألاعيب الكبار ومكائدهم، والذي يدفعه وعيه الفكري إلى التمرد (فيلم “الغول” مثالا). وفي مرحلة أخرى، أصبح عادل إمام يعبر عن البطل الجديد القادم من القاع، الذي يعبر عن شريحة الحرفيين والهامشيين ويحقق أحلامهم في السخرية والاستهزاء والضحك على ذقن الطبقة الأخرى الميسورة التي بنت ثرواتها من الغش والتهريب والتجارة في السوق السوداء وغير ذلك… وكان هذا بالطبع مفهوما ومقبولا في إطار التعبير عما حدث من خلل اجتماعي دفع بالبعض إلى صعود السلم إلى قمته، وأزاح الآخرين بقسوة إلى أسفل سافلين.
أمير كرارة (ممثل)
الفنان الاستثنائى الذى لن يتكرر مهما تعاقبت الأجيال، حيث نجح فى تحقيق ما لم يحققه أى فنان مصرى، وتحديداً فيما يتعلق بالاستمرارية والتربع على عرش الفن المصرى والعربى. إن إمام مدرسة فى عالم الفن، يجب أن ينهل منها كل الممثلين، لتعلم كيفية النجاح والحفاظ عليه، لأن تحقيق النجاح سهل أما الحفاظ عليه فهو الصعب، مضيفاً أن الزعيم أثرى الحركة الفنية فى مصر بالعديد من الأعمال المميزة التى ستظل خالدة فى تاريخ الفن المصرى.
السيد يسن (كاتب سياسي)
استطاع عادل إمام بأدائه المبدع أن يكشف تناقضات العقل الإرهابي وأن يعري ازدواجية القيم. ولو نظرنا إلي التجارب العالمية في هذا الصدد لأدركنا أن الفن بكل صوره لابد له أن يمارس النقد الاجتماعي والثقافي لأوضاع المجتمع, والفنانون المتميزون عادة ما تكون لديهم رؤية نقدية للحياة تنعكس في أعمالهم الفنية, وأحيانا ما تكون عندهم رسالة يريدون إيصالها للمجتمع من خلال إبداعهم الفني, ولو أردنا أن نطبق هذه الملاحظات المهمة علي الفن المصري لأدركنا الأهمية البالغة لتطبيق منهج التحليل الاجتماعي للأعمال الفنية, ولو أردنا أن نركز علي إبداع عادل إمام في السينما لاكتشفنا أنه قام بطريقة واعية ومبدعة حقا بدور الناقد الاجتماعي للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وخطورة الدور الذي قام به عادل إمام والذي أكسبه شعبية طاغية هو أنه قام به من خلال أدائه الكوميدي المنفرد الذي يكشف عن عبقريته باعتباره ممثلا جمع في شخصه أروع إبداعات التمثيل الكوميدي, عادل إمام يستحق أن تدرس أفلامه بعمق من زاوية علم الاجتماع السينمائي لكي نعرف بدقه كيف عبر عن المواطن المصري البسيط. وهمومه ومشكلاته في عشرات الأفلام. وهو في هذه الأفلام كان في الواقع بطريقته الساخرة الفريدة يصوب سهام النقد للمفسدين في الأرض من أعضاء الطبقات المستغلة الذين في ميادين السياسة مارسوا الانتهازية السياسية ورفعوا الشعارات الكاذبة لتضليل الجماهير, وفي مجال الاقتصاد استغلوا الجماهير, وفي مجال الدين مارسوا التطرف والارهاب.. ومن هنا يمكن القول أن أفلام عادل إمام تصلح في ذاتها كوثائق للتحولات الاجتماعية في المجتمع المصري في مراحله التاريخية المختلفة. ونحن كباحثين في العلم الاجتماعي ندرك تماما أهمية الأعمال الأدبية, وكذلك الأعمال الفنية من مسرح وسينما وفن تشكيلي في فهم تحولات الشخصية المصرية, وتقلبات الأوضاع الاجتماعية, وصعود وسقوط الظواهر الثقافية.
بلال فضل (سيناريست)
لكل منا ما يحبه من أعمال وشخصيات عادل إمام .. ولكثير منا ما يكرهه من أعمال ومواقف وأفلام عادل إمام .. لكنه استطاع أن يحطم الأرقام القياسية التي سبقته، في البقاء على قمة النجاح الجماهيري، وليس فقط على صعيد نجوم الكوميديا أمثال، فؤاد المهندس، ونجيب الريحاني، وأنوري وجدي، واسماعيل يس, وإنما على صعيد نجوم كبار في السينما مثل فريد شوقي، وإن كان تفوق على فريد شوقي من حيث أنه لم يمر بمرحلة خلال مسيرته الفنية تعرض فيها لهزيمة في النجاح التجاري أو خذلان من التواصل مع الجمهور، إنما بقي “نمرة واحد” طوال مشواره المهني… وبعيداً عن أنه استطاع المحافظة على نجاحه ورصيده الجماهيري، منذ أن ترسخت نجوميته في أواخر السبعينيات والنصف الأول من الثمانينيات، إلا أن الفكرة المدهشة تكمن بأنه استطاع أن يصمد وأن يكون نجماً من الأساس.. فمن خلال قراءة مشواره، منذ أن دخل الفن في الستينيات وحتي أواخر السبعينيات، نجد أنه كان محصوراً بقوالب محددة، مع مجموعة من الحركات المكررة وطريقة الكلام والمشي ذاتها، لكنه استطاع أن يكون رقم واحد في مصر، سابقاً كل النجوم الذي عمل معهم بأدوار ثانوية، كما استطاع أن ينجح في التلفزيون والسينما، إلى جانب المسرح.. أن نجاح عادل إمام في مدرسة المشاغبين، حيث بدأ حضوره يزيد في السينما، فانتقل إلى مرحلة البطولة الثنائية مرة مع حسن يوسف أو نور الشريف ومرة أخرى مع صفاء أبو السعود وميرفت أمين.. حاول أن يلعب بجرأة مع الجمهور المحافظ، وبدأ يكرر “الإيفيهات” التي رددها في “مدرسة المشاغبين” في أغلب أفلامه، مثل “ألطم”، “أشق هدومي”، “يقولوا الولية اتجننت”، إلا أنها لم تأخذ ذات الصيت الذي حققته في حالة المسرح حينها.. وعندما كرس عادل كرم نجاحه في المسرح في “شاهد ما شافش حاجة”، دخل في السينما مرحلة البطولة ولكن في أفلام يصلح أن نصفها بأنها أفلام “الكوميديا الجنسية”، حيث غرف النوم الكثيرة والقبلات والرقصات والفساتين الفاضحة، مع القليل من الضحك، ونجد الأسماء تتمحور حول “ألو أنا القطة”، “ممنوع في ليلة الدخلة”، “24 ساعة حب”، “حرام الحب”، “الكل عايز يحب”، “جواز على الهوا”، “أزواج طائشون”.. وبعد أن صعد لأعلى درجات النجومية، أمتلك “قوة الرفض” حيث بدأ يرفع أجره، كي يبعد الأفلام ذات المستوى المتدني فنياً عنه، ومنذ عام 1979 وحتي 1985 اشتغل مزيجاً من 3 أفلام: أفلام كوميدية فيها مضمون اجتماعي، وأفلام كوميديا “فارس”، وأفلام جدية بين من خلالها قدرته على التمثيل.. وفي غضون ذلك كانت تصدر أفلام متوسطة لإمام كان قد تعاقد عليه مثل “أذكياء لكن اغبياء”، “المغامرون حول العالم”، ولم تقلل من شعيبته أو نجوميته، لا سيما أن نظام السينما كان مختلفاً، إلى جانب عدم وجود قنوات خاصة بعرض الأفلام في تلك المرحلة، وهكذا حقق توزاناً، بمعنى إن فشل فيلم لابد من أن ينجح الأخر.
حازم الحديدي (صحفي)
من الحارة إلى السفارة مشوار كفاح طويل لم يكتبه عادل إمام بعد.. صخرة أشبه بصخرة سيزيف حملها الفتى الفقير بدأب من السفح إلى القمة، لقد صار ابن الحارة الشعبية نجما لامعا وسفيرا لأشهر منظمة دولية في التاريخ الحديث.. الطفل المشاغب المولود في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي وسط أجواء الحرب والفقر والقمع العائلي صار زعيما، ثريا، صانعا للأخبار، زادا للشاشات وهدفا للعدسات.. لم تكن الرحلة سهلة، ولم تكن قدرا عبثيا، كان عادل يعرف أن صخرته من الممكن أن تتدحرج إلى أسفل في لحظة ليبدأ الرحلة من جديد إذا استطاع، لذا كان يحسب خطواته ولا يضع قدمه إلا على أرض صلبة، ومع كل هجوم يتعرض له، لم يكن يرتكن أبدا إلى ما حققه من نجومية أو ثروة أو شهرة او علاقات، كان يفكر بنفس البساطة التي بدأ بها مشوار الحفر في صخر الواقع.. كان يستعيد عزيمة البدايات، ويفكر في الاحتماء بالناس قبل أن يفكر في التوسل ل«زيوس».. ولد الطفل عادل في لحظة مفصلية بين الربيع والصيف، وسط زوابع الخماسين وأجواء الحرب، فيما كانت سينما كوزموس لا تزال تعرض فيلم «خلف الحبايب» أول ظهور للممثل الجديد إسماعيل يس.. وفي العام الذي ولد فيه عادل بيولوجيا، ولدت أيضا فاتن حمامة فنيا في أول ظهور لها على الشاشة كطفلة صغيرة في دور أنيسة أمام محمد عبد الوهاب في فيلم «يوم سعيد»، وبين اسماعيل يس وفاتن حمامة تأرجحت أحلام عادل إمام طويلا، وحتى الآن لا يزال يبالغ في التعبير عن أمنيته في التمثيل مع سيدة الشاشة العربية، فيما تبدو آراءه فاترة ومحيرة تجاه «سمعة»، حيث وصفه أكثر من مرة بأنه مجرد «مهرج أطفال»، قبل أن يخفف من تصريحاته بعد ذلك بكلمات دبلوماسية سرعان ما يرتد عليها.
حسن عبدالفتاح (صحفي)
يتمتع الزعيم عادل إمام بالعديد من الصداقات والعلاقات مع زعماء وملوك الدول العربية والرؤساء، فقد استقبله وكرمه الكثير منهم، وله ذكريات وصداقات مع رؤساء مصر الثلاثة عبدالناصر والسادات ومبارك…الصداقة بين عادل إمام وأبناء وبنات الرئيس الراحل السادات لم تتوقف, وقد حضر الزعيم فرح جيهان ابنة الرئيس السادات بمنزله بالجيزة فى منتصف السبعينيات, أما علاقته بالرئيس حسنى مبارك فقد كان صديقًا مقربًا له، وكذلك أولاده علاء وجمال مبارك، وقد حضر علاء وجمال مبارك فرح ابن الفنان عادل إمام المخرج رامى إمام فى فندق سميراميس عام 1999 بينما حضر النجم الكبير فرح جمال مبارك بدار القوات الجوية عام 2007, وحضر جمال مبارك عام 1999 أيضًا حفل تنصيب الزعيم عادل إمام سفيرًا بالأمم المتحدة.. أما عن علاقاته بالملوك والرؤساء العرب فهى حافلة بالمفاجآت والذكريات خلال مشواره الكبير، فقد كرمه الملك الحسن ملك المغرب الراحل عام 1995 ومنحه أعلى وسام فى المملكة المغربية.. وفى لبنان كرم الرئيس اللبنانى إيميل لحود النجم الكبير عادل إمام وأعطاه وسام الأرز اللبنانى, وقد التقى عادل إمام بالكثير من رؤساء وملوك الدول العربية، حيث التقى فى سوريا بالرئيس السورى بشار الأسد، والتقى الرئيس اليمنى السابق عبدالله صالح، والتقى عادل إمام بالرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة, كما التقي بأمير دولة الكويت الأمير صباح الأحمد، واخيرا قلده الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الوسام الوطني للاستحقاق, وارتبط أيضا بعلاقات وثيقة بكبار الكتاب والصحفيين مثل أحمد رجب ويوسف إدريس، ولويس عوض وميلاد حنا، ومحمد حسنين هيكل.
حسين كمال (مخرج)
محمود ياسين يمثل للبنت الضمان والاستقرار، حسين فهمى يمثل لها المغامرة ، ونور الشريف يمثل لها الحضن البرئ والشهامة، عادل إمام يمثل لها السوبرمان القادر على حل المشاكل وتفتيتها، البنت المعجبة تضع صورة محمود ياسين في الصالون وتضع صورة حسين فهمى جوه الكتاب، وتضع صورة نور الشريف في المحفظة، وتضع صورة عادل إمام بالدبابيس على التختة يمكن يحل لها مشكلة!! ميزة عادل إمام – كممثل – من تجارب طويلة معه ، أنه يناقش ويختار ويصنفر ويعمل لدوره فلتر.

حلمي سالم (صحفي)
يتحسس عادل إمام قضاياه التي يطرحها في أفلامه, وأقول عادل إمام , لأنه الفنان الذي يتبني القضية ويطرحها, وهو يملك امكانية الرفض, وكل القضايا التي في أفلام عادل إمام, هو شريك فيها, لأن هذه القضايا لا تصل إلي كل الناس, إلا عن طريق عادل إمام, بكل ما له من شعبية طاغية, وإذا كان عادل في أفلام سابقة يطرح قضاياه مباشرة.. كما في “الارهابي” أو “بخيت وعديلة” أو “المنسي” ففي فيلم “رسالة إلي الوالي” يغلف رسالته بكوميديا عالية من خلال الفانتازيا التي تعطيه فرصة تقديم كل ما يريد, دون أن يخشي من يقول له قف, ان عادل إمام ممثل جماهيريته بلا حدود, لكنه في نفس الوقت يعرف كيف يخاطب الناس.
حمدي رزق (صحفي)
لست مؤرخاً سينمائياً، ولا ناقداً لأعمال فنية، ولكن ظاهرة عادل إمام لفتت جيلي وأجيالاً سبقت، نحن أجيال الأبيض والأسود التي فغرت فاها علي الالوان المبهرة في صالات العرض، ولايزال قادراً علي لفت أجيال الثورة الرقمية، كوميديان عابر للأجيال والثورات والحروب والانتصارات والانكسارات، عادل إمام حاضر بفنه عبر عقود خمسة عبرت بمصر، عادل إمام عنوان رئيسي لمدة خمسين عاماً.. لا أزعم اقتراباً، ولكن كل من اقترب عاد يروي جانباً من حياة الزعيم، وهي جديرة بالتسجيل الأمين، فإذا كان عادل إمام نال محبة الجماهير العربية وفي القلب منها المصرية، وتربع علي قمة الكوميديا في بلد الكوميديانات الكبار، معضلة، كيف ترسم نفسك كوميدياناً في بلد مفطور علي الكوميديا، وشعب إذا لم يجد ما يسخر منه، ضحك من نفسه، كيف تكون عادل إمام في شعب من الساخرين العظام؟.. تكر السنون صاخبة وعادل إمام ينسج تاريخه الفني الخاص، أفلامه عناوين لمراحل من حياة المصريين، وشخوصه حاضرة في كل حارة وزقاق، وسخريته نابعة من معين لا ينضب، لقط إشارة المصري باكراً، وضبط موجته علي موجة الناس، فصار في قلب الشارع، لم يغادره وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والاعصار.
حمدي سرور (رئيس المصنفات الفنية)
من حقي ان اقول ان عادل إمام لم يكن في يوم من الايام مجرد ممثل، وانما كان سياسياً كبيراً ومتابعاً لكل ما يدور حوله من احداث حتى أصبح يملك الايقاع اليومي للحياة المصرية والعربية بحلوها ومرّها.
خالد ابو بكر (محامي)
من منا ينسى عبدالوهاب وأم كلثوم وطه حسين والعقاد؟، من فى الوطن العربى من المثقفين لم يقرأ روايات نجيب محفوظ؟، ما الدولة العربية التى حظيت بكوكبة من المبدعين مثل مصر؟ «يا ترى البلد لسه فيها ناس بحجم هذا الإبداع لكن تنقصهم الفرصة»؟.. أى دولة تستطيع أن تجد العشرات الذين يصلحون لتشكيل الحكومة، لكن هل تستطيع هذه الحكومة أن تؤثر كما تؤثر أعمال عادل إمام ؟، «لو مشى عادل إمام فى الشارع ومشيت الحكومة مجتمعة الناس هاتروح لمين»؟! لو تبنت الحكومة قضية وشكلت لها لجنة، ولو تبنى عادل إمام فى أحد أعماله نفس القضية، لمن سيكون التأثير الأكبر والانتشار؟.
خالد منتصر (كاتب وطبيب)
من الممكن أن تختلف مع الفنان عادل إمام على اختياراته الدرامية الأخيرة فى المسلسلات، كما كتبت أنا من قبل فى هذا المكان، لكنك لا يمكن أن تختلف على عادل إمام كقيمة فنية وتاريخ إبداع وبصمة كوميديا متفردة، عادل إمام ليس مجرد كادر أو لقطة فى شريط الفن المصرى والعربى، لكنه مساحة كبيرة ممتدة ومراحل فنية هى كالبحر الهادر فيها مد وجزر، عندما تجلس مع عادل إمام فأنت تجلس فى حضرة هرم فنى مصرى يستحق الاحتفاء بالفعل، يا «عادل» ستظل أيقونة البهجة وقديس الفرح ولمسة الحنو التى تهدهد قلوبنا المكدودة.
خيرية البشلاوي:
عادل إمام مهزوز فنياً، وما يقدمه من أعمال، خصوصاً في السنوات الأخيرة، يتّسم بالتفاهة والضعف الفني، وأنا أقول رأيي بكل صراحة في أفلامه وفي أدائه وهذا لا يعجبه بالطبع لأنه مغرور جداً ولا يستطيع تحمُّل النقد الموضوعي والمحايد…. ليس لدي وقت أضيّعه في انتقاد عادل إمام يومياً كما يتخيل، وكل ما أفعله هو تقييم أعماله بموضوعية، وعندما يقدِّم عملاً جيداً أشيد به مثلما حدث مع «اللعب مع الكبار».
خيري شلبي (روائي)
وجه كالسعد.. كالحظ الحسن.. كرغيف الخبز البلدي الصابح.. وجه يحتوي علي ظلال من ملامح 300 مليون عربي ..صورة صالحة للوضع في جميع البطاقات الشخصية.. عجينة بشرية لا يمكن أن تجئ علي نسق مسبوق.. وجه انعكاس لداخله.. وداخله انعكاس لكل الجيل العربي من عناء وشقاء واصرار وموهبة وجموح وتمرد واستسلام.. تري فيه صبي الميكانيكي والعجلاتي والنجار والسباك وسواق الميكروباص.. والبلطجي الكحيان والتلميذ الخايب والشاب المدلل.. والولد الضارب وناضورجي تاجر المخدرات.. والجرسون وطالب الجامعة والمدرس الالزامي وحلاق الصحة وعبيط القرية والمهلباتي والعامل في المصنع, والبايع السريح والصعيدي بعربة فول علي ناصية, والفواعلي والموظف في الارشيف والمحامي والحلنجي والمهياص, وكداب الزفة, ومهرج السيرك والفكهاني والعطشجي ومدعي الشهامة الخايف من خياله, شاهد مشفش حاجة.. ولاعب التلات ورقات.. والواد سيد الشغال الغارق في شبر مية.. والزعيم, وحريف الكرة الشراب.. وحريف الخناقات اللي ياكل كل يوم علقة ولا يتوب, والسارح بعقول العيال في الخرابات.. وصبي العالمة وفتوة البار والهلفوت وبلطجي الانتخابات.. والابلة خفيف الظل والارستقراطي ابن الذوات.
دريد لحام (ممثل)
الجمهور لم يمنح عادل إمام النجومية من فراغ، إنه يستحقها بكل تأكيد.
رجاء الجداوي (ممثل)
السياح العرب عند مجيئهم لمصر كانوا يحرصون على حجز تذاكر مسرحياته، قبل حجز تذاكر الطيران لضمان رؤيته في إجازتهم.. كان محطوط على الخريطة السياحية.
رجاء النقاش (كاتب وناقد)
عادل إمام هو الضحكة التي لا يستغني عنها شعب مصر. إنه ملح الطعام ورغيف الخبز بالنسبة إلى المصريين الذين يكدحون ويعرقون كل يوم لكي تستمر الحياة مزدهرة فوق هذا الوادي الصعب. إن عادل إمام ، بموهبته الفذة وثقافته الأساسية وادراكه العميق لرسالته بين أهله وشعبه، هو تجسيد لظاهرة تجسدت قبله في عبدالله النديم وحافظ إبراهيم وبيرم التونسي، ونجيب الريحاني واسماعيل ياسين ومدبولي ومحمد عوض وفؤاد المهندس وصلاح جاهين، وغيرهم من الفنانين والفلاسفة الضاحكين.
رشاد كامل (صحفي)
ما فعله البعض مع فن عادل إمام لسنوات طويلة فعلوه أيضا ولسنوات طويلة مع “روايات نجيب محفوظ” و”قصص إحسان عبد القدوس” و”رومانسيات يوسف السباعي”, كان كل ما يكتبه هؤلاء جميعا في نظرهم يمثل إبداع طبقة متفسخة مصيرها الزوال الحتمي لينبثق الانسان الاشتراكي الكامل في مجتمع.. تخلص من عار الرأسمالية.. في نفس الوقت الذي نقرأ أكثر من عشرين مقالا ودراسة تشيد بمجموعة قصص لواحد منهم لمجرد أن القصص تمتلئ بالفقر والعفن والموت واللاشعور وحتمية الحل البروليتاري.. حيث الانتصار للمعلبات والوجبات الايديولوجية الجاهزة.. أما الفن الحي الطازج الساخن مثل رغيف العيش والذي كان يكتبه ويبدعه نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي واسماعيل يس وعادل إمام فهو فن ايديولوجية فاسدة لمعدة الجماهير وعقلها أيضا.. لذلك لم تفلح محاولات البعض في إجهاض مشروع عادل إمام الفني الذي استمر أكثر من نصف قرن, لأنه احتمي بالناس وكانت واسطته الذهبية التي رضخ أمامها الجميع, فتلك النجومية الطاغية والشعبية الكاسحة لم تأت صدفة وهذا ما جعلها تبقي راسخة في الارض لم تفلح معها عبارات التشويه المتعمدة والهشة.
رفيق الصبان (سيناريست)
ان نجومية عادل إمام ظاهرة لا تستحق البحث.. أو حدثا غير متوقع نتساءل له.. لأن هذا النجاح لم يولد فجأة ومن دون انذار.. وأنها كان نتيجة لجهود طويلة ودءوبة بدأت منذ سنوات بعيدة.. حينما كان عادل إمام مازال ممثلا مساعدا.. يختفي في ظل اسماء كبيرة اخري.. ولكن كانت حركاته كلها ومسيرته الواثقة.. وتعميقه الحاد للخط الكوميدي المتميز الذي يسير عليه تنبه النتيجة البديهية التي ينعم بها الآن.. والتي لم يصل إليها إلا بعد كثير جدا من العثرات والتصميم والمثابرة.. ديناميكية الاضحاك عند عادل إمام تكمن خصوصا في تعبيرات وجهه المطاطية اللامتنامية.. وفي حركاته الصغيرة الجزئية التي تبدو وكأنها تنبعث من كيانه كله.. عندما يهتز لخبر.. أو يعبر عن رد فعل أو رأي..هزة رأس, وكتف احيانا تكفي لتقول اشياء كثيرة.. رعشة هدب أو حركة شفة متميزة تعبر عما يعبر عنه كثيرون بحوار طويل أو معاناة واضحة.. نضيف إلي ذلك حضوره المتميز الثابت التأثير الذي اثبته علي خشبة المسرح.. والذي استطاع أن ينقله إلي الشاشة الصغييرة من غير عناء.. والذي يتلخص في كهرباء من نوع خاص .. تحيطه باشعاع مؤثر.. يجعل البصر لا يحيد عنه.. حتي عندما يتوقف عن الحركة أو الكلام.. هذه الصفات الخاصة يمكنها أن تفيد عادل إمام في أدوار شتي.. ودون أن تكون بالضرورة ادوارا كوميدية صرفة..
رؤوف توفيق (سيناريست وناقد)
نموذج ابن البلد اللماح, الشهم, الجدع .. الذي يقف في وجه العاصفة.. ولا ينحني لها.. وإنما يتحدي, ويقاوم, ويعلن رأيه بشجاعة ووضوح, ومن حوله رصيد هائل من شعبية كاسحة.. لتصبح لكلمته ومواقفه تأثير يفوق بعض اجهزة النشر والاعلام.. فهو جريدة وطنية مستقلة واسعة الانتشار. بل هو مؤسس حزب اعضاؤه بالملايين.. حزب ليس له لافتة أو عنوان.. ليس له لوائح داخلية أو خارجية.. أو برامج معلنة أو غير معلنة.. أو خطب متشنجة في سرادقات الكلام.. وإنما حزب قانونه الوحيد.. هو قانون الشارع المصري الأصيل.. أن تقول كلمة الحق في سخرية ذكية ولاذعة.. إذا ضاقت به المحاذير.. أو يقولها من خلال فعل حقيقي وملموس إذا استشعر الخطر وهدد كيانه ومستقبله.. عادل إمام لم يسع إلي زعامة هذا الحزب.. ولم يدعٍ شيئا عنه.. وإنما وجد نفسه نقطة جذب, يسعي إليها مئات الألوف من رواد أفلامه.. ومسرحياته.. ومسلسلاته التليفزيونية عندما كان مقتنعا بها.. وبذكاء شديد ادرك عادل إمام ان هذا الالتفاف الجماهيري لا يمكن أن يدوم.. إلا إذا أرهف السمع لنبض الشارع.. وقرأ وتعمق فيما بين السطور .. واقترب اكثر من أوجاع وأحلام البسطاء.. ووظف جاذبيته الجماهيرية فيما لا يخدع الآخرين.. ومن هنا .. استمر.. وتطور.. وأصبح نموذجا للفنان صاحب المواقف الواضحة والشجاعة.. وزادت شعبيته.
زاهي حواس (أثري)
أختلف كثيراً مع صديقى الكاتب الكبير وحيد حامد، الذى أدلى بحديث ل«المصرى اليوم»، قال فيه إن على الفنان الكبير عادل إمام أن يكون لديه شجاعة الاعتزال! ففى البداية الفن هو موهبة وقدرة على العطاء لا ترتبط بسن أو مرحلة عمرية معينة. وقد أثبت الفنان العظيم عادل إمام أنه بالفعل عملة نادرة فى تاريخ فن التمثيل، وقدم أعمالاً مختلفة حفرت اسمه فى قلوب كل المصريين؛ ولا يزال قادراً على العطاء والإمتاع.
سامي السلاموني (ناقد سينمائي كبير)
هناك كثير من الاعمال لم تكن لتقوم لها قائمة ولا يشاهدها مشاهد واحد لولا هذا النجم الموهوب الذي أنعم عليه الله بهذه النعمة الخرافية التي قد يدفع أي فنان كل حياته من أجلها ثم لا يظفر بها.. وهي حب الناس له واقبالهم علي كل ما يقدمه لهم وتصديقه.. فهم يذهبون أولا من أجل عادل إمام وليأت الباقي بعد ذلك.. من هم؟ ما هي القصة.. من هو المخرج لا يهم.. فلا فرق. عادل إمام ظاهرة احدثت انقلابات في السينما المصرية علي كل مستوي.. انقلاب في مفهوم النجم وشكله ومواصفاته.. وانقلاب في أجور النجوم جعل ثلاثة أرباع ميزانية الفيلم تذهب إليهم والربع فقط لكل الفروع الفنية الاخري مما هبط بمستوي السينما إلي أدني مستوي.. وانقلاب في حساب التوزيع الخارجي والداخلي والفيديو جعل تجار السينما يخنقون الصناعة كلها من قبرص والسعودية والخليج لأن أحد لم يعد يريد إلا عادل إمام لكي يكسب مئات الألوف مقدما وقبل تصوير لقطة واحدة.. فماتت كل الصفوف الثانية والثالثة من الممثلين وتجمدت الصناعة تماما – بالاضافة إلي عوامل أخري طبعا- فلم تعد الفرصة ممكنة إلا أمام أفلام المقاولات.. ثم الانقلاب الاخطر من ذوق الجمهور نفسه الذي لم يعد يريد غير هذا النوع فقط الذي يقدمه عادل إمام .. فتراجعت ألوان ومدارس عديدة كان يقدمها نجوم ومخرجون وكتاب سيناريو آخرون لم يعد ممكنا ابدا أن تنافس عادل إمام – وصحيح أن بوادر- التغيير بدأت تظهر اخيرا.. وليس عادل إمام مسئولا بالطبع عن نجاحه واقبال الناس عليه.. فهو ممثل موهوب إلي اقصي حد وبأكثر مما يختار هو نفسه أن يقدمه في افلامه فضلا عن الجاذبية الخارقة التي يملكها تجاه جمهوره وهي مسألة آلهية بحتة ليس مدينا فيها لأحد.. ولكن هناك بالطبع متغيرات خطيرة وعديدة في المجتمع المصري نفسه والمزاج النفسي والاقتصادي وتركيب السينما المصرية من داخلها وراء امتداد هذه الظاهرة.. مسئولية عادل إمام الوحيدة انه كان يمكن أن يستخدم ظاهرة الاقبال الخرافي علي افلامه ليصنع انقلابا مع نوع آخر أكثر فائدة للسينما المصرية وللجمهور معا.. فيستغل قوته الكبيرة ليقلب مقاييس السوق وذوق الجمهور في اتجاه ايجابي أكثر كان قادرا عليه بكل تأكيد .. فيختار افضل القصص وكتاب السيناريو والمخرجين ليقدم اعظم الأفلام.. ولكن لم يفعل.. وليس عادل إمام مسئولا بالطبع عن نجاحه واقبال الناس عليه.
سعاد حسني (ممثلة)
موهبة فذة وله جمهور عريض.
سعيد صالح (ممثل)
عادل إمام الفنان لا يظلم بنجوميته من يشترك معه ولا يطغي عليه بل يعطي الفرصة كاملة لأسرة العمل ويساعد كل واحد على أداء دوره على أحسن وجه وهذا أحد أسباب تألق عادل المستمر في محافظته على نجاحه.
سميح القاسم (شاعر فلسطيني)
من أين أتي عادل إمام بكل هذا الفيض من الضحك وهو نتاج أمة المعاناة.
سمير فرج (رئيس مدينة الاقصر)
رأيت صورة، ونموذجاً مختلفاً، عند استضافة مسرحية «الزعيم، للفنان الكبير عادل إمام … منذ أكثر من عشرين عاماً … فبعد الاتفاق على عرض المسرحية والمدة، أفادنى مدير مسرح الجلاء، برغبة الفنان عادل إمام بتحديد موعد له لزيارة المسرح، قبل العرض بعدة أيام، لرؤيته والتعرف عليه. وتم تحديد الموعد المناسب، وحضر الفنان القدير، بالفعل، وتفقد المسرح، وإمكاناته. وكان له تعليق واحد، وهو أنه يرفض تمييزه عن باقى نجوم العرض، وذلك عندما وجد أن من بين الغرف المخصصة للنجوم، أربع غرف فقط هى المكيفة. فما كان مني، أمام تواضعه، إلا أن أصدرت أمراً بتكييف باقى الغرف المستخدمة لفنانى العروض المسرحية. وعندما علم من مدير المسرح، أننا نقوم بتقديم وجبة خفيفة للعاملين بالمسرحية، طلب أن تقدم ذات الوجبة كذلك لكل نجوم العرض على حد السواء، وهو ما أكده له مدير المسرح، بأن تعاملاتنا فى القوات المسلحة تكون مع البشر كإنسان، وليس كمركز أو كمنصب أو كمكانة.. وجاء طلبه الأخير، وغير المعتاد بالنسبة لنا، فلقد طلب أن يجرى بروفة للمسرحية، على خشبة مسرح الجلاء، قبل العرض الرسمى بيومين. ونفذنا له طلبه، وجاء يوم البروفة بكامل نجومها، وجميع العاملين عليها، من عمال الديكور، والإضاءة، والصوت، وعمال النقل، وغيرهم. واستمرت البروفة لأكثر من أربع ساعات متواصلة، كل فرد يعرف دوره، ويتدرب عليه، طبقاً لإمكانات المسرح الجديد عليهم. . وجاء يوم العرض الأول … ووصلنى اتصال هاتفي، فى تمام السادسة مساء، من مدير المسرح، يخبرنى فيه بأن الفنان عادل إمام، وجميع الفنانين، والعاملين بالمسرحية، قد وصلوا إلى المسرح قبل العرض بساعتين كاملتين. وما إن وصلت إلى المسرح، حتى التقيت الفنان عادل إمام، فبادرته متسائلاً عما إذا كان يخشى زحام المرور، وهو ما دفعه للوصول مبكراً، فقال لى «الفنان لازم يعيش دوره فى المسرحية … ويدور فى الكواليس … والديكور … ليكون جاهزاً لتقديم العرض»، مؤكداً أن هذه هى طقوس عمله، وجميع الفنانين والعاملين معه، على خشبات المسارح الخاصة، حتى وإن طال العرض لسنوات عديدة متتالية، فإنه يرى أن وجودهم قبل بداية العمل بساعتين، ضرورة لا يمكن التنازل عنها، ليعيش الجميع فى جو العمل، وهو ما يضمن نجاحه. ومن المشاهد التى أذكرها دوماً، فى أحد أيام عرض المسرحية، أن منتخب مصر لكرة القدم كان يلعب مباراة النهائى فى بطولة كأس أفريقيا، فى الساعة السادسة مساء، وذهبت حينها إلى المسرح، ورأيت جميع نجوم العمل، والعاملين به، يتوسطهم النجم عادل إمام، قد افترشوا الأرض أمام شاشة عرض كبيرة، كانت قد أعدت لهم خصيصاً لهذا الغرض، ليستمتعوا بالمباراة، التى انتهت، والحمد لله، بفوز مصر. واستمر عرض المسرحية لمدة أسبوعين كاملين، يتخلله كل هذه الذكريات الجميلة، وهى أطول مدة عرض، لأى عمل مسرحي، فى تاريخ مسرح الجلاء … رأيت، خلالها، أسرة فنية مترابطة … لا فرق بين زعيم الكوميديا فى العالم العربي، وأى فرد آخر من أعضاء العمل الفني، فأدركت ساعتها، أن نجاح أعماله الفنية، اعتمدت على موهبة عادل إمام، ثم على ذكائه فى إدارة منظومة العمل.
سمير فريد (ناقد سينمائي)
مكانة عادل إمام لا ترجع إلى موهبة عادل إمام فقط، فهناك عشرات الممثلين الموهوبين، ولا إلى جماهيره الغفيرة كنجم، فهناك عشرات النجوم يتمتعون بجماهير غفيرة، بل لا ترجع إلى كونه يتقاضى أعلى الأجور، فالأموال لا تصنع المكانة الأدبية الرفيعة، وإنما ترجع إلى أنه فنان يحترم فنه ويؤمن بدوره كفنان، حتى لو اختلف من يختلف على بعض أعماله الفنية، فالاختلاف طبيعى، ويندر ندرة العنقاء أن تكون كل أعمال أى فنان من الروائع. كما أنه فنان يحترم نفسه اجتماعياً، وقد حضرت معه أحد مهرجانات التليفزيون فى الكويت عام 1983، وشهدت اعتذاره بمنتهى الذوق والأدب عن دعوة أحد الأمراء، واستعداده لأن يلتقى به فى أى وقت، ولكن فى الفندق الذى نقيم فيه.. ولن ينسى التاريخ مواقفه الشجاعة فى حياته وفنه ضد من يحرمون الفن عموماً والتمثيل خصوصاً، وكيف واجههم مباشرة فى أقصى الصعيد، وضد من يسعون للحكم باسم الله بالإرهاب، وضد الفاسدين الذين يتاجرون بآلام الفقراء والضعفاء، وحتى عندما اختلف مع أغلبية القوى الوطنية، وأيد توريث جمال مبارك، لم يكن ينافق، وما حاجته إلى النفاق؟ وإنما كان مقتنعاً فى إطار الظروف التى رأى آنذاك أنها لمصلحة مصر.
سناء البيسي (صحفية)
له عندى منزلة خاصة.. مكانة يمتلكها وحده تعلو فوق همالايا الإعجاب والمديح والتقريظ والتصفيق والتهليل وخلع الألقاب.. مكانة مطرزة بوشائج الود، وصلة الفن، ونَسب التذوق، وحلاوة الكلمة، وأمانة الالتزام، وشريان الجودة، وسريان الابتكار، وتدفق العطاء، وعشق العمل، وتكريس العمر للتجويد والتجديد.. عادل إمام .. ركن قائم بذاته فى الحياة.. أحد مكونات العمر وصياغة الأيام وشرخ الشباب وتراكم الأحداث، وضحكة القلب وصوت المرح وروقان البال وسرعة الخاطر ومسيرة السيرة الذاتية للروح والوطن.. إشعاع لا يخبو نوره فى الوجدان.. بوصلة الإبداع ومنطقة الجذب وميدان التلاقى ومنصة التلاؤم وطغيان الحضور وحيوية اللقاء، وفعالية المشاركة بين الفنان والجمهور.. حبيب أبويا وابنى وحفيدى وأختى وخالتى وأهلى وناسى وأصحابى وجيرانى وأصحاب القصور وسكان القبور والناس اللى تحت والجماعة اللى فوق وعلى مدى الشوف وفى البر التانى، وشاهد عرس وحيدى وصديق عملى ومرضى.. مرطب القلب ومرهم الروح ومجدد الخلايا ومسكّن القهر ومسفِّر الأتراح ومبدد الأحزان وحامى حمى الضحكة، والآخذ بيد المهزوم من شر الوقوع فى بئر الاكتئاب..مرآة مصر بنيلها وأرضها وشعبها وسمعها وبصرها وحلوها ومرّها.. صناعة مصرية مائة فى المائة.. حامل جنسيتها وحدها بدرجة مواطن عربى وعالمى، وكل من هاجر منها طواعية وقسرًا وترك قلبه على أعتاب خوفو وخفرع وعادل إمام.. مترجم الأفعال والأعمال والأحوال والأقوال وكل ما يخطر وما لا يخطر على البال.. المعنىّ بالتفاصيل ولا غنى للفنان الأصيل عن التفاصيل.. صاحب أكبر حزب فى مصر وهو حزب الجماهير أنفسهم.. الموهبة التى لم يكتشفها أحد بالذات وإنما اكتشفته الجماهير جمعاء.. الموعود الذى حباه الله حضورًا ربانياً خرافيًا يجعل مسرحه الذى سيهل بإطلالته عليه مشرئباً بالسعادة قبل رفع الستار فيضحك جمهوره بالإيحاء قبل ظهوره كأنهم قد جاءوا ليُضحكهم مع سبق الإصرار والترصد، وأن تظهره اللحظة أمامهم فكهرباء الضحك تسرى فى الجمع بلا استثناء على كل ما يقول، وكل ما يفعل، وأبدًا لا تتوقف الشحنة إلا بعد إسدال الستار فيغادرهم عادل ويغادرون الضحك، أما إذا أطل من التليفزيون، فالإطار بالكامل محجوز فى التو لصالحه وتسيُده وتنويعاته حتى كلمة النهاية لأقوم من بعد جرعته المنشطة متوثبة لأُنهى ما قد بدأت قبل زيارته لشاشتى بخطى سلحفاة.. المصرى البسيط الغلبان الذكى المقهور المناكف الناقد الساخر المشبوه المهزوم والمنتصر، الواد الشغال ابن الانفتاح رجل الأعمال الطاغى الحريف الكذاب القفل الغول «الإرهابى» الذى ندد فى أفلامه ومسرحياته بالإرهاب، وأضحكنا على الإرهابيين، وحَذَرَ من أساليب الجماعات الإرهابية فى غسيل أدمغة الشباب صغار السن.
سهير البابلي (ممثلة)
عادل إمام “غيلان” .. ومفردها غول.. واستاذ في الايفيه.
شريف عرفة (مخرج)
من مميزات عادل إمام أنه دقيق الملاحظة جدا، حريص جدا على عمله وعلى جمهوره وعلى احترامه له لأقصي درجة فهو الذي أبقاه في تلك المكانة طوال هذه الفترة وعليه ألا يخذله أبدا.. تعاونت مع عادل إمام منذ أن كنت في سن صغير، وأحب أن يكون هناك اتصال بين الممثل والمخرج، فجلست معه وأعجبت بشخصيته ووجدته يقول لي إعمل ما تراه ولا تخف، ومن سنة 1989 وحتى 1996 لم يمر يوما إلا وكنت أرى عادل إمام، لأنني عملت معه في المسرح أيضا من خلال مسرحية “الزعيم”، وسافرنا سويا للخارج أكثر من مرة، وكان يُستقبل هناك استقبال الرؤساء، وعرضنا في إحدى المرات المسرحية في استاد “الوداد” المغربي، وظل الجمهور يصفق لإمام لمدة 20 دقيقة ثم أشعل شموعا له، وكان هذا مشهدا مؤثر جدا بالنسبة لي.. بالتأكيد أنه قيمة إنسانية كبيرة.
صلاح أبو سيف (مخرج)
هناك حالات نادرة في تاريخ الفن المصري لم يختلف اثنان علي قيمتها وعظمتها، واظن ان عادل إمام علي رأس قائمة الفنانين الذين نالوا قبولا جماهيريا ولم يختلف اثنان علي كونه فنانا مبدعا يمثل قيمة فنية مرموقة ليس في مصر فقط وانما علي امتداد العالم العربي كله بل في كثير من البلدان. قيمة عادل إمام لا تقتصر علي الفن فقط بل اعتبره قيمة سياسية مؤثرة، فمن ينسي دوره الكبير في التصدي لموجة الارهاب, عادل إمام فنان ذكي يحترم فنه ولم يصبه الغرور رغم حالة الاضواء والشهرة التى تحيط به ويدرك جيدا انه لو تسرب له هذا الشعور الي نفسه وانه وصل الي القمة فسوف يكون بدايه النهاية, عادل إمام من القلائل الذين نجحوا في السينما والمسرح والتليفزيون.
صلاح السعدني (ممثل)
الزعيم ظاهرة استثنائية ويعد الوحيد فى جيله لقدرته على الاستمرار حتى الآن كنجم الفن السابع، وهو إنسان قبل أى شىء من حقه أن يخطئ ويصيب.
صلاح منتصر (صحفي)
مسح عادل إمام بلاط المسرح والسينما قبل أن يصبح البطل. وكان هدفه فى البداية إضحاك الناس لمجرد الضحك، ولذلك قدم أفلاما كثيرة لا هدف لها سوى الضحك. ومنذ عام 93 بعد 30 سنة سينما ومسرح أكد فيها عادل صلابة وقوة وكاريزما شخصيته. مازال اسم عادل إمام يحتل القمة وافلامه تحقق ايرادات كبيرة، في الوقت الذي ازاحت الاسماء الشابة الحديثة الكثير من الاسماء الكبيرة من جيل عادل… وبينما كان عادل يركز في بداية ظهوره على اضحاك الجماهير مما لفت الانظار اليه فإنه في مرحلة تالية اتجه الى توظيف فنه في قضايا جماهيرية او قومية مثل الارهاب (الارهابي) والفساد (طيور الظلام) والفشل الجنسي (النوم في العسل) ورغبة الزواج من اجنبية (التجربة الدانمركية) والدفاع عن الفقراء (المنسي) والعلاقة مع اسرائيل (السفارة في العمارة) والفساد الوزاري (محروس بتاع الوزير) واخيرا الوحدة الوطنية (حسن ومرقص).. وهي كما ترى قضايا مثارة. وذكاء عادل انه سمح لنجوم كبار بمشاركته لا كمساعدين أو مساندين وانما بأدوار مؤثرة الى جانب حرصه على ابراز وجه جديد في كل فيلم فهو الذي ابرز محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ووفاء عامر واحمد آدم وغيرهم.. وما زال عادل قادراً على السينما والمسرح وقد اعتاد على تصفيق الجماهير وايضا – وهذا في اعتقادي سر نجاحه المستمر- على امتاعهم وقد سمعته يردد كثيراً ان سعادته في ضحكات الجماهير وان اتعس ايامه يوم يقدم عملا لايسمع صداه في ضحكات المشاهدين..
الزعيم عادل إمام
طارق الشناوي (صحفي وناقد)
نحن امام فنان.. عاش أربعة عقود – 40 سنة- في المقدمة.. ورغم اختلافي مع اختيارات ومواقف عادل إمام .. لكن ذلك لا يمنعني من الحديث عنه بشكل علمي .. وهذا ما يجعلني أقول أن عادل إمام هو اكبر نجم شباك في العالم.. لاستمراره كل هذه السنوات في مقدمة أي افيش فني سواء كان سينمائي او مسرحي أو تليفزيوني.. عادل إمام هو رقم واحد من حيث الشعبية والايرادات والاستمرارية.
عبد الحليم حافظ
عادل إمام هو أجمل اختراع للقضاء على الحزن.
عزت أبو عوف (ممثل)
تعلمت منه اشياء كثيرة.. الالتزام والوصول إلي الجودة, وحب الفن, والتضحية من أجل الفن.
عزت السعدني (صحفي)
بدأ عادل إمام رحلته الفنية بأدوار ثانية ثم بعدها انفرد بدور الفتي الأول في بطولات مطلقة مرحة. ولكنه في “المشبوه” لسمير سيف 1981 و “حب في الزنزانة ” لمحمد فاضل 1983، أخذت شخصيته الفنية تتبلور لتظهر بوضوح في أفلام لاحقة: المواطن العادي، الطيب المنزوي، المرهق اقتصاديا واجتماعيا، الذي يقع عليه القهر مرة تلو الأخري، وعندما يضيق الخناق عليه، وتغلق عليه كل السبل، يضطر في النهاية إلي أن يندفع بكل قواه نحو تصفية حسابه بالعنف، وهاهو في “الهلفوت ” لسمير سيف 1985 علي سبيل المثال يحمل مدفعه الرشاش موجها فوهته نحو الجميع، بما في ذلك جمهور صالة العرض!.. عادة ينتقل عادل إمام من فيلم لآخر، بالملابس نفسها: البنطلون الجينز والسويتر الأحمر أو الحذاء الكاوتش، ويسكن غالبا في حجرة فوق سطح احدي العمارات، أو شقة صغيرة فقيرة الأثاث، سيئة التهوية، ويبدو فاشلا بمعايير سنوات الانفتاح ويضنيه ما يضني السواد الأعظم من الناس ، فهو الموظف الباحث عن شقة في “كراكون في الشارع” لأحمد يحيي 1986، والمحامي الصغير الذي يجد نفسه في مجتمع مختل القيم، كما في “الأفوكاتو” لرأفت الميهي 1984، و”طيور الظلام” لشريف عرفة 1995، والصحفي الشريف الذي يواجه ضغوطا شديدة بالترغيب والتهديد كي يخالف ضميره في “الغول” لسمير سيف 1983، وعامل تحويله السكك الحديدية الذي يجد نفسه في مأزق في “المنسي” لشريف عرفة 1993.. عادل إمام مع زملاء جيله مثلوا موجة قوية طويلة نشيطة من موجات نجوم السينما العربية.
علي بدرخان (مخرج)
من أقوى وأفضل الممثلين، واستطاع الحفاظ على نجاحه ومكانته حتى الآن، من خلال اختيار أعماله، فما زال يحافظ على قوته، ويتميز بأنه إنسان خلوق.
د. عمرو عبد السميع (كاتب وصحفي)
شعرت اننى اعرف ذلك الشاب النحيل المدخن بشراهة حتى وجدتها.. وجدتها، وتذكرت انه – هو نفسه – الأستاذ دسوقى وكيل الأستاذ حمدى عطية المحامى (فؤاد المهندس) فى مسرحية (أنا وهو وهى) التى كانت أيقونة الكوميديا فى ذلك الزمان.. نعم.. كان الأستاذ عادل إمام فى احدي صور شبابه الباكر، والتى أعقبت تمثيله لدور الأستاذ دسوقى بسنوات، وإن تركت فى نفوس المشاهدين إحساسا بأن فى ذلك الشاب موهبة نادرة تؤهله لمقام ابداعى رفيع.. ومرت الأيام.. ودارت الأيام.. وكنت طوال الوقت أراقب هذا الفنان (الفلتة) يكبر ويراكم رصيدا مدهشا من الجماهيرية على امتداد العالم العربى، ويفجر ينابيع من الضحك فى كل مكان، وإن اختلف عن كل الذين سبقوه من صناع الكوميديا، فى ذلك الأساس الثقافى لأعماله فضلاً عن انحيازات سياسية واجتماعية واضحة جداً.. وذات يوم من عام 1986 اتصلت بالأستاذ عادل إمام – وكانت بداية علاقة مباشرة جمعتنى به حتى الان وطوال ما يقرب من ثلاثة عقود – لإجراء حوار سياسى معه لمجلة (المصور)، ولم يك – حتى ذلك الوقت – تعود الإفصاح عن آرائه السياسية فى الصحافة، وكان الحوار (قنبلة) بالمعنى الحرفى للكلمة، ثم تتابعت حواراتى الشاملة معه فى خمس مناسبات، حتى أصبحت بمثابة تأريخ للظاهرة (الإمامية) إذا جاز التعبير.. الحديث الأخير من تلك الخمسة كان فى أكتوبر عام 1993، وعنونته (الزعيم) عشية إطلاق عرض عادل إمام المسرحى الذى حمل نفس الاسم.. وفى بدايات الحوار كتبت عدة شطرات من أشعار الأستاذ بهاء جاهين التى تضمنتها تلك المسرحية وهى: «إنت الفارس.. وإنت الحارس.. وإنت مفجر ثورة مارس».. وطبعاً لم يك عادل إمام أو مؤلف مسرحية الزعيم (فاروق صبرى) يعرف أن الثورات ستتكاثر وتنسب إلى كل شهور السنة بما فيها ثورة ذى القعدة وثورة برمهات، كما ستتنوع بين ثورات ملونة (برتقالية ووردية وغيرها) وبين ثورات ابيض واسود، لا بل ثورات كالحة ومقيحة لا لون لها كالتى عاشها بعض أجزاء منطقتنا مؤخراً!!
فاروق جويدة (شاعر)
عادل إمام اختار طريقه من البداية وهو ان يجلس وسط الناس بكل ألوانهم وفئاتهم وثقافتهم وكان دائما على قناعة بأنه اختار الفن طريقا لاسعاد الناس وان القضايا مهما كانت جادة وثقيلة فأن الابتسامة قادرة على ان تترجم كل شئ .. ان السخرية عند عادل إمام قضية اختارها طوال حياته ولا تعرف هل يسخر من الاشياء آم الاحداث ام من الحياة نفسها ..منذ سنوات كنا نلتقى في بيت سمير سرحان رحمة الله عليه وكان عادل إمام قادرا على أن يرسم ابتسامة دائمة على وجوه كل من حوله..وإذا كانت هناك مناجم للذهب والبترول والمعادن الثمينة فإن عادل إمام منجم من مناجم السعادة التى عشنا معها سنوات طويلة..ان عادل إمام يرى في الفن وسيلة لاسعاد الاخرين وقد حدد هدفه من البداية واصر على ان يرسم لنفسه طريقا يصل به إلى قلوب الناس..ان يسعدهم ويسعدهم فقط مازال عادل رغم سنوات العمر التى لا يعترف بها ولا أنا ايضا قادراً على تحويل كل الأشياء حوله إلى ابتسامة دائمة…. عادل إمام مشوار طويل من الفن والإصرار على البقاء على القمة جاءت أجيال وذهبت أجيال ومازال صامداً..اذكر المرة الأولى التى شاهدته فيها في مدرسة المشاغبين على المسرح ولم يتغير عادل إمام فمازال قادرا رغم تغير الظروف على أن يسعد مشاهديه.. عادل إمام قصة نجاح مصرية اكدت دائما أن النجاح يولد النجاح وأن القمة تتسع للجميع ولكن هناك من يرفض النزول منها ويصرعلى البقاء عليها و عادل إمام واحد من هؤلاء.
فتحي فرج (ناقد سينمائي)
عادل إمام ممثل متمكن جدا علي المستوي الحرفي, متمكن من أدواته جيدا ويسيطر عليها تماما, وأهم من ذلك يعرف كيف يستخدمها.. يجيد التعبير المكثف عن المشاعر المشحونة بالتوتر وهي قدرة لا تتوافر إلا لممثل مسيطر علي أدواته وفاهم في نفس الوقت للغة السينمائية.. مثل هذه التفصيلات الصغيرة والمهمة في تكنيك الأداء تؤكد أن عادل إمام يمكن اذن أن يكون ممثلا خطيرا لو أراد.. وهي مسألة لم تعد في حاجة لشهادتي لا أنا ولا أي أحد في الواقع.. لأنه أثبتها بموهبته وحدها وبتطويره لأدواته, ثم فرضت نفسها عاما بعد عام بالمقاييس الفنية والجماهيرية معا بما لم يترك حتي أي مجال للمنافسة.. ولكن الغريب في حالة عادل إمام بالذات- وهي حالة استثنائية جدا- أن هذا الممثل الذي يملك هذه المقدرة ثم في نفس الوقت كل هذه الجماهيرية.. يبدو أنه الممثل الوحيد في العالم وليس حتي في مصر فقط.. الذي لا يدرك قيمة ذلك حتي وهو في قمة نجاحه.. بدليل انه لا يستخدم قدراته هذه – التكنيك زائد الجماهيرية الكاسحة – فيما يستحق. بل والممثل الوحيد في العالم أيضا الذي يتعمد تبديدها فيما لا يستحق.. ليس لأنه ينقصه الذكاء مثلا فهو ذكي جدا ومثقف إلي حد كبير بالنسبة لممثل مصري, ومتقدم فكريا وواسع الاطلاع وله اهتمامات عامة ومواقف عملية جريئة وشريفة تصل أحيانا إلي مستوي المجازفة, بينما يقبع ممثلون آخرون في بيوتهم غالبا.. ولكن لاغرب سبب في العالم وهو أن يثبت أن الناس تذهب إلي أعماله في السينما والمسرح من اجله هو وحده وأساسا.. مع أن هذ المسألة لا تحتاج لأي اثبات.. ولذلك فهو يرى انه ليس محتاجا إلي نص ولا إلي مخرج ولا ممثلين آخرين لو أمكن.. وتأخذ المسألة شكلا غريبا أحيانا حينما يكون الممثل الوحيد الذي يتعمد اختيار نصوص ركيكة واختراع مؤلفين والاخراج بنفسه لو امكن, لكي يثبت انه سينجح في كل الحالات ولأن الجماهير ذاهبة حتي لو وقف بمفرده في وسط ميدان التحرير يقرأ صفحات من كتاب المطالعة الرشيدة.. وهذا صحيح تماما بكل تأكيد.. ولكن للاسف في نفس الوقت, لأنه لا يعني شيئا علي الاطلاق من ناحية القيمة الفنية, فنجاح نجم جماهيري لمجرد أن الناس تحبه, ولكن خارج اطارعمل فني جيد هو شيء عبثي خادع, لا تبقي له أية قيمة بعد انتهاء الفيلم أو المسرحية بنصف ساعة سوي استفادة المنتج وحده.. لأن النجم المحبوب لا يضيف شيئا لنجاحه وقيمته بل علي العكس يسحب من رصيده.. وبعد عملين أو ثلاثة من هذا النوع لابد أن يزهق جمهور النجم ويبحث عن بديل وتهتز جميع الحسابات مهما كانت واثقة أو ذكية.. لكل نجم عمر افتراضي لابد من استغلاله افضل ما يكون.. و عادل إمام يدرك هذا جيدا لأنه فنان حقيقي أولا, وذكي ثانيا, ويحمل خبرة عمل ومعاشرة وصعلكة ثالثا. ومع ذلك فهو يفعل عكسه من باب العناد الوهمي, ولعل النقاد مثلا الذين يفترض عادل إمام ان هناك مشكلة ما بينه وبينهم, حتي الذين يحبونه باخلاص ويحترمون موهبته الي اقصي حد والذين لا يزهق من التريقة عليهم حتي في سهراته الخاصة وكأنهم اعداؤه مع انهم أو أغلبهم يري أن نجما مثله بكل هذه الموهبة والجماهيرية قادر علي تغيير اشياء كثيرة في الفن وفي ذوق ووعي هذه الجماهير نفسها باختيار نصوص عظيمة لكتاب موهوبين ومخرجين محترمين, ويستطيع بقوة تأثيره أن يصنع لبن العصفور.. بل ولعله الوحيد الذي يمكنه ذلك.
فريدة الشوباشي (كاتبة وصحفية)
ليست “لماذا” واحدة.. بل متكررة .. متنوعة .. ولكنها تصب جميعها في النهاية في إجابة واحدة.. لأنه: عادل إمام !.. حتي هذا الهجوم الضاري المستعصي علي الفهم يندرج في إطار تلك الإجابة.. عادل إمام , هذا الفنان.. الإنسان المصري البسيط, الذي أسس إمبراطورية ممتدة الأطراف من المحيط إلي الخليج, وعلي ضفاف البحور والمحيطات, وباختصار .. أينما سمع جرس لغة الضاد.. إمبراطورية من الحب والإعزاز.. بدون أية أجهزة أو وسائل أو سلطات.. اللهم إلا سلطان الحب والتشيع لفنه لفنه الممتع الجميل في أغلب الأحيان, لماذا خرج البعض أو شذ عن هذا الإجماع الشعبي؟.. الجواب: لأنه عادل إمام.. هل يتصور أحد معني الحفاظ علي لغة أولادنا من الضياع وإقبالهم بحب علي أعمال بالعربية في غربتنا؟. لو كنت مسئولة لأقمت لعادل إمام عشرات حفلات التكريم, ولمنحته أرفع الأوسمة في كل دولة عربية, حيث أثبتت “المؤسسة الإمامية” أنها أكثر فاعلية من الوزارات والسفراء.. لماذا عادل إمام .. لأن كل من يسطعون في سماء الكوميديا وجدوا فرصتهم الأولي في رحابه.. لانه يقرن القول بالفعل.. مجسدا إيمانه بأن مصر “ولادة”.
فؤاد المهندس (ممثل)
عادل إمام تلميذي البكر.. اخترته من بين عشرين واحد ليلعب دور دسوقي افندي في مسرحية “انا وهو وهي” اجتهد في اعماله حتي أصبح ستار “نجم” يتمتع بالذكاء.. ويدرك جيدا الجيد من السيء.
كمال ابو رية (ممثل)
فنان كبير.. مساحة موهبته كبيرة..
كمال الشيخ (مخرج)
عادل إمام كظاهرة فنية لم يستمرئ الصياعة الاجتماعية، فهو متزوج ومستقر اجتماعيا.. لكنه استمرأ صياعة الفن بمعنى انتمائه الطويل للشارع، فعرف متى يسدل الستار على فترة الضياع.
كمال رمزي (ناقد سينمائي)
اكتسح عادل إمام الساحة السينمائية بما يملكه من موهبة تألق وحضور لم يتمتع بها أحد من قبل بالقدر نفسه إلا نجيب الريحاني..لا يزال حضوره ينبض بالحياة، فضلاً عن تمتعه بموهبة الحضور المستحب على الشاشة وخشبة المسرح، حيث استطاع أن يحدد معالم الشخصية ويطورها من فيلم لآخر، كما أنه اختار شكلاً يتطابق مع المصريين سواء فى اللون أو ملامح الوجه أو طريقة الحركة والمشى، نجح عادل إمام فى مواكبة التطور سواء الاجتماعى أو السياسى بشكل دائم، فضلاً عن تمتعه بذكاء جعله يعتمد على كتاب سيناريو على درجة كبيرة من المهارة، على رأسهم وحيد حامد فى العديد من أفلامه، بالإضافة إلى مخرجين على درجة من الحرفية المتمكنة، فأصبح أقرب للفاكهة فى مسلسلات رمضان على مدار سنوات، وأصبح وجوده محبباً إلى الناس وتربطه علاقة بالجمهور داخل البيوت، بداية من الطفل إلى الشاب ورب الأسرة، فهو ثروة مصرية هائلة».
لبلبة (ممثلة)
مع عادل إمام كل شيء مرتب ومنظم تماما, فهو لا يترك أي شيء للمصادفة علي الاطلاق. ولم يحدث أن قبلت دورا أمامه من باب المجاملة, ولم يحدث أن أرسل لي سيناريو ورفضته, وعندما يقرر النجم عادل إمام إرسال السيناريو لي, فهذا يعني أنه متأكد من أنه يجدني أمامه مناسبة تماما في الدور الذي أختارني له.. عادل إمام لو لم يكن ذكيا وصادقا, ما استمر كل هذه السنوات.. وهذا أمر صعب للغاية لأي فنان. نحن نصادف بعض الأسماء التي تلمع عدة سنوات ثم تنطفئ, لكن المهم بالنسبة لأي فنان أو ممثل هو الاستمرار, عادل إمام فنان مستمر, هو لا يضحكني فقط, بل أيضا يبكيني في بعض المشاهد التي قدمها في أفلامه أجد عينه تغيرت وأمتلأت بالحزن, ومن شدة إحساسه وصدقه أشعر أنه يبكيني, وعادل إمام عندما يقدم فيلم لا ينظر إلي دوره فقط, بل يراعي مصالح الآخرين معه وحوله, واستمراريته حتي الآن لها مغزي. وهو أهم شخص عندي بعد والدتي.
لويس عوض (كاتب)
انه الفنان المختلف أداء ولديه خاصية تخطف الأبصار.
لينين الرملي (كاتب)
عادل إمام له سمات خاصة واستثنائية.. فعلي الكسار كان يمثل فئة معينة من الفئات الشعبية وهي بربري مصر الوحيد كما كان يطلق عليه, والريحاني انقسمت أعماله علي اتجاهين, كشك بيه عمدة كفر البلاص, والاخري مثلت الافندي ابن الطبقة الموسطة الصغيرة المطحونة.. أما فؤاد المهندس ابن الطبقة المتوسطة الاكثر تعليما وثقافة.. ثم يأتي اسماعيل يس كنمط كوميدي, أما عادل إمام يمثل الروح المصرية, ابن البلد المصري, فلاح- صعيدي- متسول – مدمن- صعلوك – موظف وكذلك الطبقات المصرية المتوسطة بكافة اشكالها المتدنية, وتميز بأنه يلعب كل الادوار المختلفة بصفته ممثل في المقام الاول وليس كوميديان.. ويستطيع أن يعكس كل هذه الشخوص في ادائه.
ماجدة خير الله (ناقدة وصحفية)
من أكثر الأشياء التي تُميز عادل إمام عن غيره من الفنانين التلوين والتنويع في الأعمال الفنية التي يُقدمها، فهو لديه إحساس عالٍ بنبض الشارع المصري وما يحدث به, المشوار الفني للنجم عادل إمام مكون من العديد من المراحل، فهو بدأ بالكوميديا ثم الأكشن الكوميدي ثم قدم مجموعة من الأفلام التي تحمل إسقاطات سياسية مثل طيور الظلام واللعب مع الكبار والإرهاب ثم اتجه للأفلام الاجتماعية وركز في الفترة الأخيرة بالدراما من خلال تقديم مسلسلات تصلح لكل أسرة مصرية, كما أنه من الأشياء التي تُميز عادل إمام ، أيضا، عن غيره من الفنانين، أنه لا يتوقف عند فيلم رديء أو فاشل قام ببطولته، فهو يتركه خلفه ويدع سقاطاته خلفه ويستكمل مسيرته بنفس الطاقة والحماس والتركيز.
ماجدة موريس (ناقدة وكاتبة)
لا يُمكن أن ننكر أن الفنان عادل إمام يمتلك كاريزما عالية وموهبة حقيقية إلا انه يمتلك طاقة كبيرة وقدرة على بذل مجهود مستمر، فهو لم يفعل مثل العديد من الفنانين الذين اكتفوا بنجاحهم خلال السنوات الماضية وقرروا التوقف عن التمثيل، حيث كان حريصا على الاستمرار واستكمال نجاحه من خلال الدراما, هذا الفنان كان حريصا على التحدث عن مشاعر ومشاكل الشارع المصري، فقدم لنا مجموعة من الأفلام المتنوعة ما بين السياسية والاجتماعية والكوميدية والأكشن.
محمد جلال (كاتب وصحفي)
اختلفت مع عادل إمام وكتبت عدة مقالات “علامة استفهام”.. لأني كنت أري أن عادل إمام .. ظاهرة في حياتنا ينبغي أن يتنبه إليها عادل إمام نفسه.. قبل أن يتنبه إليها النقاد.. وكان في ذهني دائما نجيب الريحاني الذي لعب دوراً اجتماعيا في غاية الأهمية, وأذكر أنني التقيت به في الشارع بجوار بيته فقال لي: أنت تهاجمني دائما.. ولكن لا أنسي لك أنك أيقظت سامي السلاموني من النوم وقلت له سافر لتسجل لعادل إمام الذي نزل إلي ساحة المعركة بلا خوف ووضع الفن في مكانه الصحيح من معركة الناس ضد الإرهاب.. والحقيقة أنني اختلفت مع عادل إمام من منطلق الحب وإيماني بأنه يستطيع أن يؤدي دورا ايجابيا في مجتمعنا أكثر.. فلم أكن راضيا علي مسرحية المشاغبين التي أفسدت جيلا.. وقد شعرت بعد ذلك أن عادل إمام بدأ يستوعب دوره الاجتماعي من خلال أعماله الفنية ونزل المعركة بجسارة.. وقد تصورت أن هنيدي الفنان الشاب سيكون فنان القرن الذي دخلناه, ولكني اكتشفت أن ظاهرة “الهبالة” التي يمثلها هنيدي وجيله لا يمكن أن تصمد في زمن الوعي الشديد, وأن النجاح الجماهيري مجرد نجاح مؤقت ولا يحمل دليلا علي أن هنيدي سيهز عرش عادل إمام .. قد نختلف جميعا علي أفلامه من الناحية الفنية.. ولكن نتفق جميعا علي أن عادل إمام يقاتل بفنه.
محمد صبحي (ممثل)
عادل إمام مهما اختلفنا عليه فهو قيمة, رصدت تاريخها بعناء وقدمت اعمال سينمائية كثيرة, ولكن أعماله المسرحية قليلة تعد علي الاصابع, العمل القليل في المسرح هو بحث عن اسلوب, من يذهب إلي مسرح عادل إمام فهو يرغب في مشاهدة عادل إمام النجم السينمائي, ولكن من يأتي إلي مسرحي فهو يرغب في مشاهدة مسرح محمد صبحي, ورغم ذلك عادل إمام هو النجم الاول والاوحد في مصر, هو الهرم الرابع, عادل إمام قيمة لا تهدم.
محمد عبد المنعم (كاتب وصحفي)
كيف تبيع الماء في بلد النيل؟ وكيف تضحك شعبا يدمن السخرية ويطلقها من داخله بين كل شهيق وزفير؟ وكيف يمكن أن تتخطي كل الحواجز التاريخية والفنية والسياسية لتصبح صوت الناس؟ وكيف تقبلك ذاكرة الثقافة القومية في بنائها العتيد وتخصص لك رواقا يحمل اسمك ورؤيتك؟ إنها الاسئلة الصعبة التي أجاب عنها عادل إمام والمهمة المستحيلة التي حققها عبر تاريخ طويل في فن وفلسفة الكوميديا ولم يزل يواصلها.. والمضحكون أنواع: نوع مبتذل ينساه الناس, ونوع يردد ما يقوله الناس, ونوع يبدع للناس ما يرددونه, وعادل إمام من هذا النوع الراقي الاخير, ضحكة ليس من أجل الضحك وإنما هو لتخفيف التوتر والاعباء عن العقل وعن الروح حتي يستطيع الانسان والمجتمع أن يواجه المشكلة بشكل اقوي وأن ينشط في حلها والقضاء عليها بدلا من أن تقضي عليه, فنان لم يرض لموهبته المتفجرة بأن تقف عند حدود المهرج, ولم يقبل لمميزات حضوره أن تبقي محصورة في مساحة ظريف عابر خلط قدراته ووعيه وثقافته وإبداعه في مزيج له كل الخصائص المصرية والحضارية فصار مضحكا فيلسوفا قوميا استطاع أن ينقل الثقافة المصرية الوطنية عبر أداة الفن إلي كل الدول العربية.. هذا المضحك الفيلسوف القومي الذي دافع عن وظيفة الفن في المجتمع فعلا وقولا تمكن بانسيابية تاريخية من أن يجمع في الحقبة الاخيرة من القرن العشرين خلاصة رصيد السخرية التي ابدعتها الذاكرة القومية عبر ما يزيد علي قرن من الزمان فصار فنه مرآة عريضة لسخرية عبد الله النديم الحادة وانسانية نجيب الريحاني وفرة علي الكسار وقسوة بيرم التونسي وبراءة اسماعيل ياسين وإبداع فؤاد المهندس ورونق عبد المنعم مدبولي فأصبحت تلك المرآة وعاء كبيرا للسخرية في صورتها الحضارية التي تمارس دورا مجتمعيا راقيا يقبله الجميع حتي الذين تسخر منهم.. إن عادل إمام فنان فريد انجبته الفطرة المصرية في لحظة تجل وأودعت فيه كل بذور الصلابة والتحدي ومنحته السماء موهبة متدفقة واعطي هو نفسه القدرة علي الدأب والتواصل وعشق مهنته..
محمد فاضل (مخرج)
الإنسان المطحون نمط يستهوي عادل إمام ومن منا ليس مطحونا بشكل أو بأخر وربما لهذا يلتف الناس حول “واحد” منهم، يتعذب، يشكو، يئن، يبتسم، يحلم.
محمود السعدني (كاتب وصحفي)
استطاع عادل إمام في دور صغير أمام فؤاد المهندس أن ينفجر كالقنبلة, وكان لانفجاره دوي شديد, وكان دوره في الرواية كاتب محامي اونطجي فاهم لكل القوانين بحكم الخبرة الطويلة, مفلس خرمان مثقل بالديون دائما. شديد الاحتجاج علي هذا البلد لأنه بلد شهادات.. وأه يا بلد.. ومن هذا الدور انطلق عادل إمام كالصاروخ عاليا في العلالي, ولقد أدرك تجار السينما المدربين أن هذا الطائر الجديد يصلح ليكون مصيدة لجمهور السينما الشهيد. فأدخلوه في مفرمة السينما, وفي ادوار تصنع لهم فلوسا, لكنها لا تصنع من عادل إمام نجما, ولعله هو أول من يدرك أن هيافة هذه الادوار وسطحيتها, لكن السينما تلوح بالفلوس أمام النجوم.. والنجم مضطر لأن يركع خصوصا إذا كان نجما جديدا واقع معيشته لا يتفق مع الشهرة العريضة, والضوء الباهر الطموح, ولقد وقع عادل إمام في المصيدة, وراح يدور حول نفسه مبددا موهبة نادرة لاعنا ابو السينما وتجارها في البداية, مدافعا عنهم وعن أفلامهم بعد ذلك, لاهثا من فيلم إلي فيلم دائما.. منجذبا إلي المسرح أحيانا يستنشق كواليسه روائح الماضي القريب الذي ولي, عادل إمام فلتة فنية ولاشك, ودخوله السينما المصرية ليس بالامر السهل.. خصوصا وفي سوق لا يعترف كثيرا بالمواهب ويفضل عليها الاشكال.. فالوجه الجميل خير من العقل الذكي, والاناقة خير من الثقافة, والمصنوع اعظم من الموهوب.
كان عادل إمام يستطيع أن يفرض ظروفه في هذا السوق الذي يفتح ابوابه للنصابين والنشالين ويغلقها في وجه أصحاب البضاعة الجيدة, ولكن عادل لظروف قهرية اذعن لشروطهم وسلم رقبته لمخرجين يحتاجون الي دراسة اجبارية في فصول محو الامية السينمائية ليضعوه في دور السنيد إلي جوار البطل ينقل له اخبار البنات يوجه له نصايح خائبة يوقعه في مقالب سخيفة, نفس الوضع القديم للممثل عبد السلام النابلسي مع الفارق الرهيب بين صنعة المرحوم عبد السلام وموهبة عادل, وبدلا من ان يشق عادل طريقه الي البطولة ارتضي بهذا الوضع وقنع بالادوار التي يساق اليها والجنيهات التي تنهال عليه, لو ادرك عادل كم هو موهوب وكم هو مطلوب لنجا بنفسه من الكمين الذي اعدوه له واذا لم يهرب سريعا من هذا الركن المحشور فيه إلي دور البطولة, الشرير خفيف الدم النصاب الظريف مزيج من ريتشارد ويدمارك وكليفتون ويب, عصير من توفيق الدقن والمهندس, خلطة من حسين يوسف وعبد المنعم ابراهيم, حتي ولو فشل عادل من هذا المصير, حتي ولو ظل محلك سلك في دور السنيد والهنكار, فلن ينقص هذا من موهبته, ولن يحط من قدره كممثل نابغ عبقري وعظيم, اضطرته ظروفه للتعامل بأسلوب الزنوج في القرون الوسطي, عندما كانوا يقايضون الذهب بالعقود الخرز والسكاكين الصفيح.
محمود حميدة (ممثل)
عادل إمام ناقد اجتماعي.
محمود عبد الشكور(كاتب وناقد)
عادل إمام ظاهرة عالمية تستحق الدراسة، فهو لا يزال محافظاً على نجوميته فى السينما والمسرح والتليفزيون، لا يوجد ممثل على مستوى مصر أو العالم استمر هذه الفترة الطويلة فى كل منابر الفن، فهذا انعكاس لشىء واحد فقط وهو حب الناس له، بالرغم من تفاوت مستوى أعماله، والجمهور سبب هذا الارتباط الكبير بينه وبين النجومية، فهو ممثل تجاوز زمنه وجيله وقفز وعبر الأجيال الأخرى، فالكل يظهر ويختفى لكنه دائماً مستمر، حتى أشهر نجوم هوليود عمر نجوميتهم 10 سنوات، موهبته ليست من فراغ على الأقل فى مجال الكوميديا
محمود علي (ناقد سينمائي)
عادل إمام هو اكبر “حالم” في السينما المصرية, أنه يحلم في كثير من أفلامه رغم كل ما يحيء به من إحباط بحلم كبير في العدالة والمساواة إنه يحلم عنا جميعا من خلال “الفن” ومن هنا سرى نجاحه مهما كرر نفس الحلم وبأشكال مختلفة. ولأن هذا الحلم صادق ينطبق علي جمهوره فإن تكراره لا يفصله ابدا عن هذا الجمهور. بل يدعمه فنيا وجماهيريا.. هو أذنا حالة خاصة في تاريخ كوميديا السينما المصرية, كل من سبقوه من نجوم الكوميديا سواء علي الكسار أو الريحاني أو حتي إسماعيل يس لم يستطيعوا الاقتراب من من المناطق المحرمة لمجتمعهم من قضايا ومشكلات. ميزة عادل إمام أنه مع صعود نجمه استطاع بحس فنان واع أن يعرف خريطة مجتمعه الجديد ورياح التغيير فيها فأنحاز إلي جمهوره الحقيقي من البسطاء ليعبر عن أحلامهم وهمومهم من خلال موضوعات حراقة وحساسة ناقشت أحيانا ما اطلق عليه بالأفلام السياسية, ورغم تنوع أدواره في هذه الافلام ظلت أنجحها تعكس صورة واحدة تجد صداها عند جمهوره, كل الفرق بينه وبينهم أنه يحلم بالنيابة عنهم, حتي لو لم تتحقق أحلامه علي الشاشة في الواقع, فهو ابن البلد الفهلوي والشجيع وابو زيد الهلالي الذي يقتل العشرات بضربة منه…. حتي لو ارتدي الجينز فهو منهم بسلوكه وأحلامه وقيمه, وعندما يرتدي الاسموكن فإنما يخترق حاجز الطبقة ليسخر من طبقة النتاشين والهليبة, الذين يمتصون قوت أهله وناسه, أو حتي دفاعا عن حبه, لا يهم آن كانت القضية قضية مخدرات أو أثار أم سياسية فهو في كل الحالات المتمرد واللا منتم وأمل كل متفرجيه من الشباب, وحتي العواجيز بحيث يصعب احيانا ادراج كثير من افلامه تحت تصنيف الكوميديا بالمفهوم القديم للكوميديا
محمود قاسم (مؤرخ سينمائي)
يقبل الناس علي مشاهدة افلام نجمهم المفضل بالكثير من الشغف, والاهتمام وذلك سعيا إلي ساعتين من المتعة, وسط هذا الكم الهائل من زحام المتاعب الحياتية التي يعاني منها المواطن العادي.. وعادل إمام نجم العرب الاول لسنوات طويلة. هو من منظور هذه المتعة, ظل الناس ينتظرون عرض أفلامه, وحسب آلية العمل في السنوات الاخيرة فإن الممثل يقدم فيلما سينمائيا واحدا, كل عام ومع اعياد الفطر يستمر عرضة عدة شهور, في اكثر من دار سينما, ولانه لم يكن هناك نجم آخر يمكنه أن يقدم المتعة نفسها, بأفلام أكثر مما كان يفعل عادل إمام , فيمكن اعتبار أن الساعتين اللتين يستغرقهما عرض فيلم عادل إمام هما الابرز في صناعة البهجة لدي الناس.. وفي الحقيقة فإن النقاد في حيرة, وأمام موقف حرج, فهذا النجم الذي كان اول من اخترق مساحات الممنوع في العديد من افلامه, هل من الممكن أن تنهال فوقه الانتقادات, باعتبار أن هناك المزيد من العيوب في أعماله… أن نتعامل معها باعتبارها حالة منفصلة سواء نال من المديح أو الهجوم ما يستحق لما يتسم به من هبوط أو تميز, وتبعا لأن الناس مع اعماله فإن الحكم الاول والاخير ليس لماضي فنان, قدر ما كان هو لقيمة ما يقدمه هذا الفنان للناس, فنحن لا نتفرج علي الفنان لذاته والا شاهدناه فقط في الاحاديث التليفزيونية, ولكن قيمة الفنان في عمله الذي يعرضه علي الناس.
محمود موسي:
مشوار عادل إمام الفنى الذى يمتد اكثر من 50 عاما لا يجب التعامل معه على مستوى الأرقام، وإنما يدعونا إلى التفكر والبحث فى سيرة فنان، حافظ على مكانتة وتألقه ونجوميته وأصبح هو النجم الأغلى والأكثر إيرادات، فحرصه على العمل وقيمة العمل جعله يبحث عن الافكار الطازجة والجريئة، وذات القيمة.. كما انه حرص على ضرورة ان تخاطب اعماله كل العقول وكل الأعمار، ولهذا تقبل الأجيال الجديدة على فن عادل إمام بنفس الحماس والمتعة التى كان آباؤهم أو أجدادهم يقبلون عليها. ومن يدقق فى الشخصيات التى قدمها ببراعة سيجد التنوع الكبير فيها، من خلال تجسيده معاناة ومفارقات الناس البسطاء العاديين فى الحياة اليومية، ونقل مشاكلهم وصوتهم عبر شاشة السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، تماما كما تحافظ الجواهرعلى بريقها .
مرسى عطا الله (صحفي وكاتب)
أفهم أن يخضع الفنان مهما علا قدره للنقد بشرط أن يكون الناقد متخصصا.. وأيضا فإننى أدرك تماما أن النجومية الطاغية لدى بعض الفنانين تثير حفيظة البعض وتستدعى من داخلهم نزعات شريرة باتجاه التشويه والتحقير وهز الهيبة ولكن ما يجرى مع صديق العمر وزميل الدراسة ورفيق الكفاح الفنان عادل إمام شىء مريب للغاية.. إن عادل إمام منذ أن شد الرحال إلى أسيوط فى منتصف حقبة الثمانينيات متحديا فصائل الإرهاب الأسود يتعرض لحملة شرسة من الأكاذيب والادعاءات التى تستهدف اغتيال الرجل فنيا ومعنويا وسياسيا لا لشىء إلا أنه أثبت فى كل المراحل وفى تعامله مع أنظمة الحكم المتتابعة أنه لا ينحاز إلا لمصر وللدولة المصرية بعكس ما يريدون أن ينعتوه بأنه صديق السلطة الدائم مع أن هذا ليس عيبا وليس عارا إلا على الذين يمتهنون المعارضة ويتشرفون بصداقة القوى الأجنبية الكارهة لمصر والراغبة دائما فى تعكير صفو أمنها واستقرارها بالتمويلات المشبوهة.. والحقيقة أن أخطر آفات المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة هى آفة الرغبة فى تشويه النابغين والمبدعين بينما فى كل دول العالم يحظى من هم فى قيمة ومكانة عادل إمام بحصانة شعبية لا تسمح لأى حاقد بالاقتراب منهم أو التطاول عليهم وأظن أن هذا هو شعور الغالبية العظمى من شعب مصر تجاه عادل إمام الذى لم يبدع فقط فى السينما أو المسرح أو على شاشات التليفزيون وإنما كان أيضا مبدعا فى التعبير عن عمق انتمائه لوطنه مثلما هو قمة الإبداع والعطاء فى العمل الاجتماعى والخيرى الذى لا يجاهر به وأعرف ويعرف كثيرون غيرى ما لا يقبل عادل إمام أن يكشف عنه!.. وأؤكد أننى كتبت ما كتبت إنصافا للحقيقة وليس دفاعا عن فنان كبير لم يولد نجما بالوراثة وإنما هو قصة كفاح وإرادة وعزم وإصرار تصلح أن تكون عملا دراميا كبيرا يجسد القدرة على تحويل الحلم إلى واقع وأيضا القدرة على عدم الانفصال عن الواقع فما زال هذا الفنان الكبير وفيا لرفقاء الطفولة والصبا والشباب حتى يومنا هذا..
مروان حامد (مخرج)
يحترم مهنته ويحترم جمهوره.. اعتبر أن من أهم الفترات التي عدت علي وأسعدها هي فترات عملي مع عادل إمام.
مصطفي الفقي (كاتب)
لا أظن أن الكوميديا العربية عرفت بعد «نجيب الريحاني» العراقي الأب، القبطي الأم مثل «عادل إمام» في العقود الثلاثة الأخيرة، وهما مدينان معاً للقاهرة وجمهور الفن المصري، بينما فنان آخر هو «دريد لحام» مثلاً، وهو بالمناسبة صاحب مدرسة في الكوميديا السياسية أيضاً، غير مدين للقاهرة ولا للجمهور المصري في شهرته، وإن كانت لديه شعبية لا بأس بها بين المصريين، أعود إلي «عادل إمام» ذلك الشاب الواعد الذي كنا نسمع اسمه من خلال الأنشطة الفنية للاتحادات الطلابية في مطلع الستينيات، باعتباره النجم البازغ من كلية الزراعة جامعة القاهرة، ومعه زميل دراسته ورفيق عمره «صلاح السعدني»، حتي بدأ يلفت الأنظار حين قدم رائعته «شاهد ما شافش حاجة» بعد «مدرسة المشاغبين»، لكي تكون نقطة تحول كبري وضعته علي قمة الكوميديا العربية في عصره بلا منازع، وتبدو القيمة الحقيقية لكوميديا «عادل إمام» مثل الريحاني من ذلك القدر من التلقائية الموهوبة التي لا تحتاج إلي حركة كثيرة علي المسرح، وهذه نقطة اختلاف بينه وبين مشاهير الكوميديا الآخرين في عصره من أمثال «عبدالمنعم مدبولي»، و«فؤاد المهندس»، لذلك تمتع «عادل إمام» بشعبية في العالم العربي لا نكاد نجد لها نظيراً، وأتذكر أثناء خدمتي في «الهند» أن دبلوماسياً عراقياً شاباً كان لا يستطيع النوم كل ليلة إلا إذا شاهد فصلاً كاملاً من إحدي مسرحيات «عادل إمام»! ولكن القيمة الحقيقية لذلك الفنان الكبير تأتي من أنه ارتفع بمهنته إلي الصفوف الأولي في الحياة العامة، وكانت مدرسته في الكوميديا السياسية المضادة للإرهاب، والمكافحة للتطرف، والمعادية للتعصب، والداعية إلي الاعتدال والتسامح الديني والوحدة الوطنية، وكشف الفساد منظومة كونت في مجملها شخصية ذلك الفنان المسيس حتي النخاع، الذي اقتحم المواقع الصعبة في الظروف المعقدة، وذهب إلي قلاع التطرف الديني في عقر دارها وتحدي الإرهاب في أوج شدته، ثم إنه أيضاً ذلك الفنان الذي يستقبله رؤساء الدول، ويحتفي به رؤساء الحكومات، لأنه عبر عن مشاعر المواطن العربي تعبيراً أميناً وصادقاً، ولقد جمعتني بالفنان «عادل إمام» صداقة طويلة في مناسبات سياسية وجلسات نقاش فكرية، ولقد كان الكاتب الكبير «محمود السعدني» شفاه الله وعافاه هو همزة وصل بيننا في البداية.. ولا يتخيل أحد أبداً أن ذلك المثقف الذي يشتبك في مناقشات سياسية ساخنة بعمق واقتدار، هو ذاته فنان الكوميديا الذي يضحك الملايين علي المسرح أو شاشة السينما، وتبدو قيمة أخري للفنان «عادل إمام» هي أنه عاش خارج سياق الوسط الفني المعتاد، فتزوج سيدة فاضلة هي سليلة عائلة راقية، ودفع بأبنائه إلي الجامعة الأمريكية للدراسة ولم ينفرط في نزوات الفن أو هفوات البعض، ولم يرتبط اسمه، إلا بفنه ومسرحياته وأفلامه، وهو ليس ذلك الفنان الذي يجلس في مناسبة اجتماعية ليوزع النكات والقفشات حتي يضحك الحاضرون، فليست تلك هي مهمته أبداً في تلك اللقاءات، إذ إن مهمته الفنية تتوقف فقط عند دوره فوق خشبة المسرح أو علي شاشة السينما، ألم أقل لكم إنه فنان ارتقي بالكوميديا إلي قمة الفنون وصعد باسم الفنان إلي قمة المجتمع؟!
وكثيراً ما تعرض «عادل إمام» لحملات ضارية وافتراءات ظالمة وشائعات مغرضة، ولكنه استطاع أن يتجاوز كل ذلك لكي يصبح مثقفاً متألقا وشخصية عامة مرموقة قبل أن يكون فناناً رفيع القدر، ولا أزال أتذكر لقاءنا بالقاهرة مع الرئيس «أحمد بن بيلا» بطل الاستقلال وأول رئيس للجمهورية الجزائرية، والكلمة التي ألقاها «عادل إمام» أمامه والتي تكشف عن وعي سياسي شامل يربط ما بين الستينيات بما لها وما عليها وواقعنا الذي نعيش فيه ونتفاعل معه.. إن «عادل إمام» فنان قد أدخل بعض مفردات الكوميديا إلي قاموس الحياة السياسية، واستعار من عبارات السياسيين تعبيرات كوميدية لا ينساها الناس، إنه بحق إنسان يجمع بين شعبية الفنان وكبرياء المثقف وشموخ الوطني الذي يعيش قضايا أمته ويعكس معاناة شعبه.
مصطفي محرم (سيناريست)
إذا ما تأملنا حال المشهد الكوميدي في السينما المصرية فلن نجد كوميديانات يملكون الأصالة والإبداع ونجد أن عادل إمام مازال يتربع علي عرش الكوميديا عن جدارة، ونجد أن كل من يعتقدون أنهم كوميديانات هم للأسف الشديد مجرد صور كربونية لبعض الممثلين الأجانب من نجوم الكوميديا، يختلف عادل إمام عن هذا الفصيل من المضحكين، أجل لقد خرج من معطف عبدالمنعم مدبولي كما خرج عدد من الأدباء العظام في روسيا من معطف جوجول لكن أصبح لكل واحد بعد ذلك شخصيته، وهذا هو ما حدث لعادل رغم أنه في أفلامه الأولي التي قام ببطولتها وقع في مستنقع الضحك الرخيص ولكنه حاول بعد ذلك الخروج منه. عادل كما سبق أن ذكرت بأنه ممثل يملك إلي جوار موهبته الكوميدية القدرة علي أداء الأدوار التراجيدية، هو يملك ملامح وجه تظلله مسحة من الحزن تماما مثل نجيب الريحاني ربما لا أعرف الكثير عن البيئة التي تربي فيها نجيب الريحاني ولكني أعرف الكثير عن البيئة التي تربي فيها عادل إمام وأعرف المدارس التي تعلم فيها، وربما كانت هذه الحياة القاسية التي عاشها في طفولته وصباه لها جانب من هذه المسحة الحزينة، وربما لا تكون مسحة حزينة علي وجه التدقيق ربما كانت نوعا من المرارة والسخرية.
مفيد فوزي(صحفي)
«نبتة» خضراء فى أرض خصبة فكبرت وطرحت ثماراً بطعم الشهد، هو «شتلة» من المواهب احتضنتها أرض معطاءة وكانت «الغلة» فى المحصول وفيرة، هو «عادل إمام» خريج كلية الزراعة الذى زرع البهجة فى أرض مصر ووهب الغلابة الشقيانين الضحك والفرح، هو أحلى «زهرة» جادت بها بساتين الفن على مر المواسم ,
جاء بعد كشكش بيه وشرفنطح والريحانى وفؤاد المهندس ومدبولى وأمين الهنيدى وإسماعيل يسن وعادل خيرى وأبوبكر عزت، جاء بطعم جديد ليس فيه شقلباظات ولا ضرب على القفا، إنما استخدم صوته الخفيض الهامس وكلمات مشتقة من الحياة اليومية, هو القادم من طبقة متوسطة صعدت السلم بصبر حتى حقق ثراءً لم يبعده عن قيم الطبقة الوسطى وتقاليدها المهم أنه لم يخلع نفسه من طبقته وينتسب للأكابر، لا أكابر القوم ولا أكابر السلطة، هو المعنى بمعاناة الناس، فقد انطبع فى وجدان عادل إمام الذهنى صور الشقاء الإنسانى وانفعل مع أنماط المعذبين وبحث عن نوعيات الألم وجسدها فناً،
من المهم فى تقييم حالة عادل إمام أن نتوقف عند عنصرين لهما أهمية: عنصر الزمن. وعنصر البطل الأوحد، أما الزمن فلا يلتفت إليه لأن هناك نجوماً أكبر من عادل إمام ولايزال العطاء حاضراً، إذ لا علاقة بين العمر والإبداع، ولو كان عادل إمام فى بلد آخر لاحتفوا به أكثر ومنحوه حباً أكثر، لكن فى مصر شاع مرض اسمه «النفسنة» هو «البغض للبغض ذاته»، أنه مازال يتربع على عرش البطولة المطلقة؟ إن زمن البطل الواحد لايزال يعشش فى أذهاننا.
تعرض عادل إمام فى بداية الثورة الينايرية «المشكوك فى عذريتها» لهجوم أرض أرض، حيث كان البعض فى غيبوبة الزعامة وحين أفاقوا، اكتشفوا أن عادل إمام واحد من الذين «حرثوا» أرض مصر بالفن وملأ الوجدان المصرى بالتمرد والاحتجاج الصامت، ولما أراد الزعيم إراحة الناس قليلاً من السياسة بمسلسل «صاحب السعادة» هاجموه لأنه ابتعد عن «أعماله العظيمة وذكروه بأحلام الفتى الطائر» ولما عاد للسياسة واليسار المصرى وكواليس الوزارة فى قالب كوميدى عبر حدوتة إنسانية، هاجموه لأنه يشوه صورة أستاذ الجامعة ويسخر من اليسار المصرى! ولما لم يجدوا شيئا يهز الجبل أشاعوا على مواقع «التباعد» الاجتماعى لا قدر الله وفاته بكل صفاقة، ولما اكتشفوا أن الله عز جلاله يدخره ليمسح هموم المصريين وهى كثيرة، طالبوه بالاعتزال وأذهلنى اتصال البعض بى ينفون عن أنفسهم هذا الاتهام الطائش (!) ويتمنون له حياة مديدة يسعد فيها المصرى الذى ينتظره على الشاشات ويستمتع مثلى بأفلامه التى تتبختر بها القنوات!
منة شلبي (ممثلة)
يستحق بالفعل لقب “الزعيم”.. عندما أسافر وأقول إنني من مصر، أجد من يقول لي: لديكم الأهرامات، النيل، أم كلثوم وعادل إمام”.
منى زكي (ممثلة)
برع في تقديم كل الألوان الفنية “الكوميدية، السياسية والدرامية”، ومزج بينها، واعتبرت أن ذلك “ذكاء غير عادي.”
نادية لطفي (ممثلة)
عادل إمام، هو النجم الأول، لأنه قدّم أعمالاً فنية ممتازة, وله طابع خاص في أدواره.
نبيلة عبيد (ممثلة)
فنان عظيم.. وصديق جميل جدا..
نشوي الحوفي (صحفية وكاتبة)
من الصعب الوصول إلى القمة، ولكن الاصعب منه هو الاحتفاظ بمكان لك عليها لوقت طويل. عبارة لا بد من ان تتذكرها عندما تشاهد اعمال الفنان عادل إمام التي بدأت بمشهد لم يتعد الدقائق الخمس في مسرحية السكرتير الفني والتي رشحه للعمل بها الفنان عبد المنعم مدبولي وانتهت بحصوله على لقب زعيم الكوميديا في العالم العربي. ومنذ منتصف التسعينات وعندما غزت افلام محمد هنيدي شاشة السينما المصرية والعربية، توقع بعض النقاد انتهاء ظاهرة عادل إمام وبخاصة مع تحقيق افلام هنيدي إيرادات تخطت الملايين وهو امر لم تعتده السينما المصرية وقتها، الا ان الزعيم أكد حينها ان لكل زمن اوانه ونجومه وانه لا يخشي هنيدي او غيره لانه ما زال يمتلك بداخله إمكانيات لم يكشف عنها بعد رغم مرور سنوات عمره.
د.نهاد صليحة (ناقدة وكاتبة)
حباه الله بطاقة نفسية وجهه يتلون من لحظة إلي أخري بسرعة البرق، دون جهد ملموس، فتخال أن الرجل يحمل فوق وجهه العريض المنبسط عددا لا نهائيا من الأقنعة.
هالة صدقي (ممثلة)
عادل إمام رمز الفن.. ينحاز للمواطن.
وائل إحسان (مخرج)
عادل إمام رئيس جمهورية التمثيل.
وحيد حامد (سيناريست)
في السنوات الأخيرة تجاوز عادل إمام آفاق النجومية في عالم التمثيل وأصبح الفنان الأكثر ارتباطا بوجدان الناس، لأنه وعن قناعة أصبح أحد المهمومين بقضايا الناس والوطن وأعلن عن هويته السياسية والاجتماعية والفنية في وضوح.
ياسر عرفات (رئيس دولة فلسطين)
عندما يأتي أسم مصر نذكر النيل والهرم وعادل إمام.
يسرا (ممثلة)
إذا كنت أدين بالفضل لأحد في الوسط الفني بعد الفنان عبد الحليم نصر الذي اكتشفني فإنني أدين بهذا الفضل إلى الراحل رشدي أباظة والفنان عادل إمام الذي شاركته بطولة 16 فيلما أعتز بها جميعا.
يوسف إدريس (روائي)
« عادل إمام سائق ماهر يعرف الطرق الحقيقية للوصول إلى قلوب الجماهير بعيدا عن اختناقات المرور.
يوسف معاطي (كاتب وسيناريست)
عصبي.. قنبلة موقوتة.. يرضي جدا ثم لا يرضي إطلاقا.. ينبسط جدا ثم ينفجر في الغضب.. لا شيء بداخله سوي الفن.. حزمة من أعصاب كلها فن.. يعجبه الافيه.. فيضحك كطفل.. يتنطط.. ويسرح ويتخيله.. ويضحك مرة ويضحك مرة أخري كفك يا جو.. وقبلة.. ويجزل لي العطاء .. مرة قلم حبر.. مرة حتة بطيخ ساقعة.. حجر شيشة جميل.. ثم لا تعجبه الجملة التالية.. ينفعل.. يغضب ويصرخ في زهق.. بعدنا قوي.. إيه اللي ودانا السكة دي .. أنا عاوز بودي جارد.. بودي جارد.. مش ده خالص.
أمزق الورق وانا سعيد.. أنه يسحبني خلفه إلي قمة.. قمة بعيدة لا أراها.. أعلم أنه مرهق جدا.. متعب جدا.. ولكنني مثله مولع القمم.. يثير داخلي التحدي ككاتب اتحداه بيني وبين نفسي أن ما سأكتبه سيعجبه.. ولكن المهمة صعبة.. مستحيلة فهو الذي قال كل شيء.. وفعل كل شيء في الكوميديا.. ويطالبني أنا بالجديد؟!
وماله لا أحب الطرق الممهدة.. أعشق الطرق الأخري المتعرجة.. المحفوفة بالمخاطر.. كنت أعتقد أنني سأكتب مسرحية.. مجرد مسرحية.. ولكني علمت أنه يريدها بلوة.. فكتبت بلوة.
ولكنه كان هناك بعيدا يفكر فيما هو أكثر من البلوة.. إنه يريد مني أن أكتب أسطورة.. كيف يا استاذ؟ كيف؟ واعود لنفسي لأجدها تقولي لي .. هذا حقه.. أليس هو نفسه اسطورة؟ تجربة مثيرة بالنسبة لي واثارتها تكمن فيما شعرت به لاول مرة في حياتي بعد الكتابة.. إن الكلام الذي اكتبه حينما اسمعه وهو الذي يقوله ينتابني احساس عجيب كأنني لم أكتبه فعلا.. أنا الذي كتبت قبل ذلك كثيرا ووجدت كلامي بشعا علي لسان من يقوله.. وكم كتبت ولم اطق أن اسمع ما كتبت.. انه يحول الكلمة التي اكتبها الي نجمة.. تبرق.. تلمع مثله تماما.. قول يا استاذ ايه الروعة دي وأموت علي نفسي من الضحك “لا بصراحة بقي.. أنا محصلتش” وأروح البيت وأنا احتضن النص من فرط سعادتي.. وافتحه واقرأ.. لأ.. ليس هذا الذي سمعته من عادل إمام .. ينتابني وأنا أقرأ كلامي احساس اخر اقل.. أقل بكثير إنها الكاريزما العجيبة لهذا النجم الفلتة.. واسمعوا نصائحه لكاتب المفروض انه سيبدأ كتابة مسرحية له.. اسمع يا جو.. مالكش دعوة بدوري.. ماتشغلش بالك.. اعمل لي كل الادوار التانية بتفاصيلها.. اغزلها كويس.. اعمل الرواية وبعدين نتكلم في دوري.
معقولة.. هل اكتب لعادل إمام ولا افكر في عادل إمام ؟ حذروني.. قالولي انك ستفصل له الدور علي مقاسه.. وذهبت إليه ومعي الباترون.. لا يبقي إلا أن أخذ المقاسات ولكنني فوجئت به يعطيني مقاسات كل الأدوار الأخري ويطلب مني أن أتمطع فيها.. وظللت لفترة لا استطيع أن أفهمه.. إنه يكلمني في الادوار الصامتة والشخوص الثانوية.. يبحث عن ملامحها عن سلوكها.. يريدها أن تخرج من الورق وتصبح لحم ودم..نعم لم يكن هذا هو اللقاء الأول بيني وبينه.. عملنا فيلما جميلا معا وتلاقينا جدا.. لكن في المسرح بقي.. انسي.. انت تعامل شخصا آخر.. سبعة أيام عنده في العجمي نقوم وننام ولا شيء سوي الرواية نتفق علي فكرة.. نتبناها.. نصنعها ثم نلقي بها في اقرب صفيحة قمامة.. ويجرفنا نعود مسرعين إلي صفيحة القمامة.. ونخرج الفكرة الأولي.. وننفضها من التراب.. وننظر لها من زاوية جديدة.. وتعبت.. وزهقت.. وصرخت .. قال لي شريكي في تأليف الرواية الكاتب الكبير العظيم سمير خفاجي.. تحمل.. تحمل يا يوسف.. قلت له أنا لا أكتب ولكني أتحمل.. أجاب بابتسامته وهدوئه العجيب.. هوه عادل كده وعشان كده بقي كده وعشان تبقي كده.. لازم تعمل كده.. حد فهم حاجة يا اخواننا؟ ولكن المؤلف الشيطان الذي بداخلي بعناد وتصميم يقسم.. سأفعلها.. سأعجبه. لابد أن أعجبه.. حتي لو بطلت الكتابة بعدها.. ونجلس أنا والاستاذ سمير.. وأكتب.. ويصله المشهد.. وأكلم الاستاذ سمير خفاجي.. وأساله.. كلمك؟ يرد لأ .. ما تعرفش الورق عجبه واللا لأ؟ يرد: لأ.. مفيش أي أخبار؟ يرد: لأ.. ثم يسألني هو في يأس؟ مش حتيجي تتغدا معايا.. أرد: لأ.. ويومان من القلق .. أنا لا أحب انتظار النتيجة.. أريدها أن تأتي فجأة.. نجحت.. سقطت.. بس أعرف.. كنا في هذه الرواية أربعة أجيال تتصارع.. سمير خفاجي بتاريخه العريق ورواياته الخالدة وعادل إمام نجم نجوم الكوميديا في العالم العربي كله بلا منازع عشرات السنين وأنا.. وشاب موهوب لم يكمل 24 عاما.. رامي إمام وهو عنيد ايضا وله وجهة نظر.. ويحلم ويفكر ويختلف.. والاستاذ عادل يختلف.. عام كامل نختلف ونتفق.. ننفعل ونضحك.. نكتب ونشطب.. وفي هذه الرواية أصبت بمرض السكر فكان سمير خفاجي يعمل لي الخرشوف المسلوق مخصوص ويشخط فيا حينما أنسي ميعاد الدوا.. واخيرا فعلناها.. ويوم الافتتاح.. كان كما كان يتمني عادل إمام .. اسطوريا.. خرافيا.. وصرخ من الفرحة وانفجرنا في البكاء.. وأقر وأعترف هنا أن تجربتي مع عادل إمام في هذه المسرحية.. هي تجربة عمري كله.
في رحلة البحث عن إجابة لسؤال فرضته طبيعة الموضوع، وهو لماذا عادل إمام حالة استثنائية ومتفردة في فن التمثيل؟ حاولنا قدر طاقتنا أن ندلل علي ذلك بآراء الصفوة والعامة ونجحنا ونجح عادل إمام الاستثناء في زمن المتشابهات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.