يستعد بيت الشعر العربى، بإدارة الشاعر سامح محجوب، على مدار يومى 17 و18 مايو لتقديم (ملتقى بيت الشعر العربى الأول.. للنص الجديد)، ويدعو فيه 50 شاعرًا، تحت سن الأربعين من جميع ربوع مصر، وذلك للمشاركة فى الملتقى، وسيقوم "اليوم السابع" بنشر قصائد الشعراء تباعًا.. قصيدة "نطفة" ل الشاعر أحمد حافظ قبل أنْ تتشيَّأَ فكرتُهُ في خيالِ الحياةْ كان يسبحُ في عدمٍ هادئٍ لا يفكِّرُ في أيِّ شيءٍ. فقطْ؛ كان يؤلمُهُ أن تمُرَّ الليالي عليهِ وحيدًا وأنْ يتأمَّلَ نسيانَهُ وهو يكبرُ في عينِهِ كالفراغِ وأن يتجمَّدَ في الوقتِ دون حوائطَ يأوي إلى رُكنِها وهو يُشعلُ مُرتجفًا حَطَبَ الذكرياتْ فهو لا ينتمي لزمانٍ يحِنُّ إليهِ ولا حاضرٍ يرتديهِ قميصًا ولا يتخيَّلُ هيئتَهُ لو مَشَتْ نحوَهُ الروحُ! مثلَ مجازٍ غريبٍ تأرجَحَ في خاطرِ الكونِ ما بين ... ماضٍ .. و آتْ! أظافرُهُ ظلَّ يُنشِبُها في الظلامِ طويلًا ويأكلُها.. كي يُجرِّبَ طعمَ الأَسَفْ فهْو أيقونةُ المُنْتَصَفْ! لم يَصِرْ عَدَمًا سرمديًّا ولم يكُ. قبل تطلُّعِ عينَيْهِ نحو غُصُونِ الحياةِ المُدَلَّاةِ أعلاهُ ... ماتْ! الشاعر أحمد حافظ
كان محضَ صدًى عابرٍ في الهوامشِ محضَ غُبارٍ على الرفِّ محضَ ارتعاشٍ قصيرٍ تمشَّتْ على جسرِهِ الشهواتْ كيف يُمكنُ أنْ أتخيَّلَهُ كائنًا؟ ربما صارَ أسطورةً أو نبيًّا يُفسِّرُ للوردِ حكمتَهُ أو فتًى عاشقًا يتعذَّبُ في حبِّ سيِّدةٍ. ربما صارَ عرَّافَ قريتِهِ الفذَّ أو شاعرًا يتأبَّطُ ألواحَهُ ويُدوِّنُ فوقَ الصخور ِأغانيَهُ. ربما صارَ طاغيةً لا يكُفُّ عن الحربِ أو واعظًا يحملُ الغيبَ مُختَصَرًا في الثيابِ القصيرةِ أو صيرفيًّا يعُدُّ على الناسِ أنفاسَهُمْ. ربما كان أفضلَ إذْ لم يَصِرْ أيَّ شيءٍ وظلَّ كما هُوَ: معنىً بعيدًا عن الأبجديةِ أو فائضًا في الحنينِ إلى عُزلةِ الكائناتْ كلُّ ذلكَ.. مرَّ سريعًا على بالِهِ قبلَ أنْ تتشيَّأَ فكرتُهُ في خيالِ الحياةْ! بيت الشعر العربي أحمد حافظ شاعر مصري كلّل طريقه الشعري وتجربته المميزة بالعديد من الجوائز الكبيرة وأهمها جائزة الدولة التشجيعية عن ديوانه قلبي ثلاجة موتى.