عرف فاروق شوشة كإذاعى محنك وشاعر قدير، وكانت له العديد من المؤلفات الإبداعية، التى تناولات أشعار الحب عن كبار الشعراء العرب، بجانب بعض أبياته العاطفية، لتكون دليلا للعاشفين والمحبين، لمعرفة أجمل أبيات الحب فى الشعر العربى. وتمر اليوم الذكرى ال82 على ميلاد الشاعر الراحل فاروق شوشة، إذ ولد فى 9 يناير من عام 1936، وغاب عن عالمنا فى 14 أكتوبر عام 2016، عن عمر ناهز حينها 80 عاما. ونقدم لكم 20 قصيدة حب اختارها شوشة فى كتابه الشهير "أحلى 20 قصيدة حب":
قصيدة عزة لكثير عزة وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً كانتْ عليكَ أيامناً وسعودا لا تغدُرنَّ بوصلِ عزَّة بعدما أخذتْ عليكَ مواثقاً وعهودا إنَّ المُحِبَّ إذا أَحَبَّ حَبِيبَهُ صدقَ الصَّفاءَ وأنجزَ الموعودا الله يَعلمُ لَوْ أَرَدْتُ زِيَادَة ً في حبِّ عزَّة َ ما وجدتُ مزيدا رُهبانُ مديَنَ والذينَ عهدتُهُمْ يبكونَ مِنْ حذرِ العذابِ قعودا لو يسمعونَ كما سمعتُ كلامَها خَرُّوا لِعَزَّة َ رُكَّعاً وسُجودا والميْتُ يُنشَرُ أَنْ تَمَسَّ عِظَامَهُ مَسّاً وَيَخْلُدُ أَنْ يَرَاكِ خُلودا
قصيدة يزيد بن معاوية وامطرت لؤلؤا نالت على يدها مالم تنله يدي نقشاً على معصمٍ أوهت به جلدي كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبردِ وقوسُ حاجبها مِنْ كُلِّ ناحيةٍ وَنَبْلُ مُقْلَتِها ترمي به كبدي مدتْ مَوَاشِطها في كفها شَرَكاً تَصِيدُ قلبي بها مِنْ داخل الجسد إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ ما طلعتْ من بعدِ رُؤيَتها يوماً على أحدِ سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا من رام مِنا وِصالاً مَاتَ بِالكمدِ فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحبِ ماتَ جَوَىً من الغرامِ ، ولم يُبْدِئ ولم يعدِ فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ إن المحبَّ قليل الصبر والجلدِ قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ فقال:خَلَّفتُهُ لو مات مِنْ ظمَأٍ وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لها ما فيه من رمقٍ .. و دقتْ يداً بِيَدِ وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ وأنشدتْ بِلِسان الحالِ قائلةً مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددِ واللهِ ما حزنتْ أختٌ لِفقدِ أخٍ حُزني عليه ولا أمٌ على ولدِ إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ
قصيدة فوز للعباس بن الاحنف يادار فوز ٍ لقد أورثتنى دنفا وزادنى بعد دارى عنكم شغفا حتى متى أنا مكروب بذكركم أمسى وأصبح صباً هائماً دنفا لا أستريح ولا أنساكم أبداً ولا أرى كرب هذا الحب منكشفا ما ذقت بعدكم عيشاً سررت به ولا رأيت لكم عدلاً ولا نصفا إنى لأعجب من قلب يحبكم وما رأى منكم براً ولا لطفا لولا شقاوت جدى ما عرفتكم إن الشقى الذى يشقى بمن عرفا لازلت بعدكم أهذى بذكركم كأن ذكركم بالقلب قد رصفا ياليت شعرى, وما فى ليت من فرج ٍ هل ما مضى عائد منكم وما سلفا إصرف فؤادك ياعباس منصرفا ً عنها, يكن عنك كرب الحب منصرفا لو كان ينساهم قلبى نسيتهم لكن قلبى لهم والله قد ألفا أشكو إليك الذى بى يامعذبتى وما أقاسى وما أسطيع أن أصفا ياهم نفسى ويا سمعى ويا بصرى حتى متى حبكم بالقلب قد كلفا ما كنت أعلم ما هم وما جزع حتى شربت بكأس الحب مغترفا ثارت حرارتها فى الصدر فاشتعلت كأنما هى نار أطعمت سعفا طاف الهوى بعباد الله كلهم حتى إذا مر بى من بينهم وقفا إذا جحدت الهوى يوماً لأدفنه فى الصدر, نم على الدمع معترفا لم ألق ذا صفة للحب ينعته إلا وجدت الذى بى فوق ما وصفا يضحى فؤادى بهذا الحب ملتحما ً وقفا ً, ويمسى على الحب ملتحفا ما ظنكم بفتى ً طالت بليته مروع فى الهوى لا يأمن التلفا يافوز كيف بكم والدار قد شحطت بى عنكم , وخروج النفس قد أزفا قد قلت لما رأيت الموت يقصدنى وكاد يهتف بى داعيه أو هتفا: أموت شوقا ً ولا ألقاكم أبدا ؟ ياحسرتا ثم ياشوقا ويا أسفا قصيدة يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ لابن الرومى يا خَلِيلَيَّ تَيَّمَتْني وَحيدُ ففؤادي بها معنَّى عميدُ غادة ٌ زانها من الغصن قدٌّ ومن الظَّبي مُقلتان وجِيدُ وزهاها من فرعها ومن الخدي ن ذاك السواد والتوريد أوقد الحسْنُ نارَه من وحيدٍ فوق خدٍّ ما شَانَهُ تخْدِيدُ فَهْيَ برْدٌ بخدِّها وسلامٌ وهي للعاشقين جُهْدٌ جهيدُ لم تَضِرْ قَطُّ وجهها وهْو ماءٌ وتُذيبُ القلوبَ وهْيَ حديدُ ما لما تصطليه من وجنتَيْها غير تَرْشافِ رِيقِها تَبْريدُ مثْلُ ذاك الرضابِ أطفأ ذاك ال وَجد لَوْلا الإباءُ والتَّصرِيدُ وغَريرٍ بحسنها قال صِفْها قلت أمْران هَيِّنٌ وشديدُ يسهل القول إنها أحسن الأشْ ياءِ طُرّاً ويعْسرُ التحديدُ شمسُ دَجْنٍ كِلا المنيرَيْن من شم سٍ وبدْرٍ من نُورها يستفيدُ تتجلَّى للناظرين إليها فشقى ّ بحسنها وسعيد ظبية تسكن القلوب وترعا ها، وقُمْرِيَّة ٌ لها تغريدُ تتغنّى ، كأنها لاتغنّى من سكونِ الأوصالِ وهي تُجيدِ لا تَراها هناك تَجْحَظُ عينٌ لك منها ولا يَدِرُّ وريدُ من هُدُوٍّ وليس فيه انقطاع وسجوٍّ وما به تبليد مَدَّ في شأو صوتها نَفَسٌ كا فٍ كأنفاس عاشقيها مَديدُ وأرقَّ الدلالُ والغُنْجُ منه وبَراهُ الشَّجا فكاد يبيدُ فتراه يموت طَوْراً ويحيا مستلذٌّ بسيطُه والنشيد فيه وَشْيٌ وفيه حَلْيٌ من النَّغْ مِ مَصوغٌ يختال فيه القصيدُ طاب فُوها وما تُرَجِّعُ فيه كلُّ شَيْءٍ لها بذاك شهيدُ ثغبٌ ينقع الصدى وغناءٌ عنده يوجد السرورُ الفقيد فلها الدَّهْرَ لاثِمٌ مُسْتَزيدٌ ولها الدهر سامع مُسْتَعيدُ في هوى مثْلِها يَخفُّ حَليمٌ راجحٌ حلْمُه، ويَغْوى رشيدُ ماتُعاطى القلوب الا أصابت بهواها منهُنَّ حيْثُ تُرِيدُ وَتَرُ العَزْفِ في يَدَيْها مُضَاهٍ وَتَرَ الزَّحْف فِيهِ سهمٌ شَديدُ وإذا أنْبَضَتْهُ للشَّرْبِ يوماً أيقن القومُ أنها ستصيد مَعْبَدٌ في الغناء، وابنُ سُرَيْجٍ وهي في الضرب زلزلٌ وعقيد عَيْبُها أنَّها إذا غنَّتِ الأحْ رَار ظلُّوا وهُمْ لديها عَبيدُ واستزادت قلوبَهم من هواها بِرُقاها، وما لَدَيْهِمْ مَزيدُ وحسان عرضن لي ، قلت: مهلًا عن وحيدٍ فحقُّها التوحيد حسنُها في العيون حسنٌ وحيد فلها في القلوب حبٌ وحيد ونصيح يلومني في هواها ضلّ عنه التوفيق والتسديد لو رأى من يلُوم فيه لأضحى وهو لي المستريثُ والمستزيد ضلة للفؤاد يحنو عليها وهي تَزْهُو حَياتَه وتَكيدُ سحرته بمقلتيها فأضحت عنده والذميمُ منها حميد خُلِقَتْ فِتْنة ً: غِناءً وحُسْناً مالها فيهما جميعاً نديد فَهْيَ نُعْمَى يميدُ منها كَبيرٌ وهيَ بلْوى يشيب منها وليدُ لِيَ حيْث انصرَفتُ عنها رفيقٌ من هواها وحيث حَلَّتْ قَعِيدُ عن يميني وعن شمالي وقُدّا مي وخلفي، فأين عنه أحيدُ سدَّ شيطانُ حبّها كلَّ فجٌ إنَّ شيطان حبِّها لَمَرِيدُ ليت شعري إذا أدام إليها كَرَّة َ الطَّرْف مُبدىء ٌ ومُعِيدُ أهي شئٌ لاتسأم العين منه؟ أم لها كلَّ ساعة تجْديدُ بل هي العيش لا يزال متى استُعْ رِض يملي غرائباً ويُفِيدُ مَنْظَرٌ، مَسْمَعٌ، مَعانٌ، من الله وعتادٌ لما يُحَبّ عتيد لا يَدبُّ الملالُ فيها ولا يُنْ قِض من عَقْد سحْرِها تَوْكيدُ حسنُها في العيون حسنٌ جديد فلها في القلوب حبٌ جديد أخذ الله يا وحيدُ لقلبي منكِ ما يأخذ المديلُ المقيد حَظُّ غيري من وصلكُمْ قُرَّةُ العيْ ن وحظيِّ البكاءُ والتَّسْهيدُ غير أني مُعَلِّلٌ منك نفسي بعداتٍ خَلا لهنّ وعيد ما تزالينَ نظرة ٌ منك مَوْتٌ لي مميتٌ ، ونظرة تخليد نتلاقى فلحْظَةٌ منك وعْدٌ بوصال ولحظةٌ تهديدُ قد تركْتِ الصِّحاح مرْضى يميدُو ن نُحولاً وأنت خُوطٌ يميدُ والهوى لا يزال فيه ضعيفٌ بين ألحاظِهِ صريعٌ جليدُ ضافَنِي حُبُّك الغريبُ فألوى بالرقاد النسيب فهو طريد عجباً لي ، إنَّ الغريبَ مقيمٌ بين جنبى ّ ، والنسيب شريد قد مللنا من ستر شيْ مليح نشتهيه، فهلْ له تجريدُ هو في القلب وهو أبعد من نج م الثريا فهو القريب البعيد
قصيدة أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ لأبى فراس الحمدانى أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ، أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟ بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ، ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ ! إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ، إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ! حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها ، قفرُ وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها، فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ ، وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟ فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى : قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ، وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ! فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا! فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ، وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛ وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ، إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها، لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما تنادي طلا ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ، وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟ إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ، ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ ! و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ ! وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ " فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني، وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى " فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ، إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟ هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه، فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو" يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ، " وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ " فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُ الشقرُ وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛ وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا، لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا، و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ، وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ قصيدة يا ظبية البان للشريف الرضى يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ الماءُ عِندَكِ مَبذولٌ لِشارِبِهِ وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ بَعدَ الرُقادِ عَرَفناها بِرَيّاكِ ثُمَّ اِنثَنَينا إِذا ما هَزَّنا طَرَبٌ عَلى الرِحالِ تَعَلَّلنا بِذِكراكِ سهم أصاب وراميه بذي سلم مَن بالعِرَاقِ، لَقد أبعَدْتِ مَرْمَاكِ وَعدٌ لعَينَيكِ عِندِي ما وَفَيتِ بِهِ يا قُرْبَ مَا كَذَبَتْ عَينيَّ عَينَاكِ حكَتْ لِحَاظُكِ ما في الرّيمِ من مُلَحٍ يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي كَأنّ طَرْفَكِ يَوْمَ الجِزْعِ يُخبرُنا بما طوى عنك من أسماء قتلاك أنتِ النّعيمُ لقَلبي وَالعَذابُ لَهُ فَمَا أمَرّكِ في قَلْبي وَأحْلاكِ عندي رسائل شوق لست أذكرها لولا الرقيب لقد بلغتها فاك سقى منى وليالي الخيف ما شربت مِنَ الغَمَامِ وَحَيّاهَا وَحَيّاكِ إذ يَلتَقي كُلُّ ذي دَينٍ وَماطِلَهُ منا ويجتمع المشكو والشاكي لمّا غَدا السّرْبُ يَعطُو بَينَ أرْحُلِنَا مَا كانَ فيهِ غَرِيمُ القَلبِ إلاّكِ هامت بك العين لم تتبع سواك هوى مَنْ عَلّمَ العَينَ أنّ القَلبَ يَهوَاكِ حتّى دَنَا السّرْبُ، ما أحيَيتِ من كمَدٍ قتلى هواك ولا فاديت أسراك يا حبذا نفحة مرت بفيك لنا ونطفة غمست فيها ثناياك وَحَبّذا وَقفَة ٌ، وَالرّكْبُ مُغتَفِلٌ عَلى ثَرًى وَخَدَتْ فيهِ مَطَاياكِ لوْ كانَتِ اللِّمَة ُ السّوْداءُ من عُدَدي يوم الغميم لما أفلتِّ أشراكي
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب وغنت كالبلبل الغريد
أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد
وتشيدين في خزائب روحي ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموح إلى الجمال إلى الفن إلى ذلك الفضاء البعيد
وتبثين رقة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
أنت أنشودة الأناشيد غناك إله الغناء رب القصيد
فيك شب الشباب وشحه السحر وشدو الهوى وعطر الوجود
وتهادت في أفق روحك أوزان الأغاني ورقة التغريد
فتمايلت في الوجود كلحن عبقري الخيال حلو النشيد
خطوات سكرانة بالأناشيد وصوت كرجع ناي بعيد
وقوام يكاد ينطق بالألحان في كل وقفة وقعود
أنت .. أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد
أنت .. أنت الحياة في رقة الفجر في رونق الربيع الوليد
أنت .. أنت الحياة كل أوان في رواء من الشباب جديد
أنت .. دنيا من الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النهى وفوق الحدود
أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأى فيك روعك المعبود
فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حسنك المشهود
عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنى والسجود
عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد
وامنحيني السلام والفرح الروحي يا ضوء فجري المنشود
وارحميني فقد تهدمت في كون من اليأس والظلام مشيد
أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت لا أستطيع حمل وجودي
في شعب الزمان والموت أمشي تحب عبء الحياة جم القيود
وأماشي الورى وفسي كالقبر وقلبي كالعالم المهدود
ظلمة مالها ختام وهول شائع في سكونها الممدود
وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجمود
بسمة مرة كأني أستل من الشوك دابلات الورود
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدي من عزمي المجهود
وابعثي في دمي الحرارة علي أتغنى مع المنى من جديد
وأبت الوجود أنغام قلب بلبلي مكبل بالحديد
فالصباح الجميل ينعش بالدفء حياة المحطم المكدود
أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي
آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين ما جد في فؤادي الموحيد
في فؤادي الغريب تخلق أكوان من السحر ذات حسن فريد
وشموس وضاءة ونجوم تنثر النور في فضاء مديد
وربيع كأنه حلم الشاعر في سكرة الشباب السعيد
ورياض لا تعرف الحلك الداجي ولا ثورة الخريف العتيد
وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد
وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباح الوليد
وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نثار الورود
وحياة شعرية هي عندي صورة من حياة أهل الخلود
كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود
وحرام عليك أن تهدمي ما شاده الحسن في الفؤاد العميد
وحرام عليك أن تسحقي آمال نفس تصبو لعيش رغيد
منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود
فالإله العظيم لا يرجم العبد إذا كان في جلال السجود قصيدة القمر العاشق على محمود طه
إذا ما طاف بالشرفة ضوء القمر المُضنى
و رفّ عليكِ مثل الحلم أو إشراقة المعنى
و أنت على فراش الطهر ، كالزنبقة الوسنى
فضمى جسمك العارى ، و صونى ذلك الحسنا
. . .
أغار عليك من سابٍ ، كأن لضوئه لحنا
تدق له قلوب الحورأشواقاً إذا غنى
رقيق اللمس ، عربيدٌ ، بكل مليحةٍ يُعنى
جرىءٌ ، إن دعاه الشوق ، أن يقتحم الحصنا
. . .
أغار أغار إن قبل هذا الثغر أو ثنى
و لفَّ النهد فى لينٍ، وضم الجسد اللدنّا
فإن لضوئه قلباً و إن لسحره جفنا
يصيد الموجة العذراء من أغوارها وهنا
. . .
فردّى الشرفة الحمراء دون المخدع الأسنى
وصونى الحسن من ثورة هذا العاشق المضنى
مخافة أن يظن الناس فى مخدعك الظنا
فكم أقلقت من ليلٍ ، وكم من قمرٍ جنّا قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجى يا فؤادي، رحم اللهُ الهوى كان صرحًا من خيال فهوى اسقني واشربْ على أطلالِهِ وارو عني، طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى وبساطاً من ندامى حلم هم تواروا أبداً، وهو انطوى ***
يا رياحاً، ليس يهدا عصفها نضب الزيتُ ومصباحي انطفا وأنا أقتات من وهم عفا وأفي العمر لناسٍ ما وفى كم تقلبت على خنجره لا الهوى مال، ولا الجفنُ غفا وإذا القلبُ - على غفرانِهِ كلّما غار به النصلُ عفا ***
يا غراماً كان مني في دمي قدراً كالموت، أو في طعمِهِ ما قضينا ساعة في عرسِهِ وقضينا العمر في مأتمِه ما انتزاعي دمعةً من عينِهِ واغتصابي بسمةً من فمِهِ ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هاربٌ من دمِه ؟ ***
لستُ أنساكِ وقد ناديتني بفمٍ عذبِ المناداة رقيقْ ويد تمتد نحوي، كيدٍ من خلال الموجِ مُدّتْ لغريقْ آه يا قِبلة أقدامي، إذا شكتِ الأقدامُ أشواكَ الطريقْ وبريقاً يظمأ الساري لَهُ أين في عينيك ذيَّاك البريقْ ؟ ***
لستُ أنساكِ، وقد أغريتني بالذرى الشم،فأدمنتُ الطموح أنت روح في سمائي، وأنا لك أعلو، فكأني محضُ روح يا لها من قمم كنّا بها نتلاقى، وبسرّينا نبوحْ نستشف الغيبَ من أبراجها ونرى الناسَ ظلالًا في السفوح ***
أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَلْ وأنا عنديَ أحزان الطَفَل وبقايا الظل من ركب رحلْ وخيوطُ النور من نجمٍ أفلْ ألمح الدنيا بعيني سئم وأرى حولي أشباحَ المللْ راقصات فوق أشلاء الهوى معولاتٍ فوق أجداثِ الأملْ ***
ذهب العمرُ هباء، فاذهبي لم يكن وعدُك إلا شبحا صفحةٌ قد ذهب الدهرُ بها أثبت الحب عليها ومحا انظري ضِحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذُبِحَا ويراني النَّاسُ روحًا طائراً والجوى يطحنني طحن الرحى ***
كنت تمثال خيالي، فهوى المقادير أرادت لا يدي ويحها، لم تدر ماذا حطمت حطمت تاجي، وهدت معبدي يا حياة اليائس المنفرد يا يباباً ما به من أحد يا قفاراً لافحات ما بها من نجي، يا سكون الأبد ***
أين من عيني حبيبٌ ساحرٌ فيه نبلٌ وجلالٌ وحياءْ واثقُ الخطوةِ يمشي ملكاً ظالمُ الحسن، شهيُّ الكبرياء عبق السحر كأنفاس الربى ساهم الطرف كأحلام المساء مشرق الطلعة، في منطقه لغة النور، وتعبير السماء ***
أين مني مجلس أنت به فتنة تمت سناء وسنى وأنا حب وقلب ودم وفراش حائر منك دنا ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا وسقانا، فانتفضنا لحظة لغبار آدمي مسنا ! ***
قد عرفنا صولة الجسم التي تحكم الحيّ، وتطغي في دماه وسمعنا صرخة في رعدها سوط جلاد، وتعذيب إله أمرتنا، فعصينا أمرها وأبينا الذلّ أن يغشى الجباه حكم الطاغي، فكنا في العصاة وطردنا خلفَ أسوارِ الحياهْ ***
يا لمنفيين ضلا في الوعور دميا بالشوك فيها والصخور كلما تقسو الليالي، عرفا روعة الآلام في المنفى الطهور طردا من ذلك الحلم الكبير للحظوظِ السود، والليل الضرير يقبسان النور من روحيهما كلما قد ضنت الدنيا بنور ***
أنت قد صيرت أمري عجبا كثرت حولي أطيار الربى فإذا قلت لقلبي ساعة قم نغرد لسوى ليلى أبى حجبتْ تأبى لعيني مأربا غير عينيك، ولا مطلبا أنت من أسدلها، لا تدعي أنني أسدلت هذي الحُجُبا ***
ولكم صاح بي اليأس انتزعها فيرد القدر الساخر : دعها يا لها من خطة عمياء، لو أنني أبصر شيئاً لم أطعها وليَ الويل إذا لبيتُها ولي الويلُ إذا لم أتبعها قد حنت رأسي، ولو كل القوى تشتري عزة نفسي، لم أبعها ***
يا حبيباً زرت يوماً أيكَهُ طائر الشوق، أغنيْ ألمي لك إبطاءُ الدلالِ المنعمِ وتجني القادر المحتكمِ وحنيني لك يكوي أعظمي والثواني جمرات في دمي وأنا مرتقب في موضعي مرهفُ السمعِ لوقع القدم ***
قدم تخطو، وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها أيها الظالم : بالله إلى كم أسفح الدمع على موطئها رحمةٌ أنت، فهل من رحمة لغريب الروح أو ظامئها يا شفاء الروح، روحي تشتكي ظلمَ آسيها، إلى بارئها ***
أعطني حريتي اطلق يديّ إنني أعطيتُ ما استبقيتُ شيّ آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه، وما أبقى عليّ ؟ ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر، والدنيا لديْ ! ها أنا جفت دموعي فاعفُ عنها إنها قبلك لم تبذل لحي ***
وهب الطائر من عشك طارا جفت الغدران، والثلجُ أغارا هذه الدنيا قلوب جَمدت خبتِ الشعلةُ، والجمر توارى وإذا ما قبس القلب غدا من رماد، لا تسلْهُ كيف صارا لا تسل واذكر عذاب المصطلي وهو يذكيه فلا يقبس نارا ***
لا رعى الله مساء قاسياً قد أراني كلّ أحلامي سدى وأراني قلبَ من أعبده ساخراً من مدمعي سخر العدا ليت شعري، أي أحداث جر ت أنزلت روحك سجناً موصدا! صدئت روحك في غيهبها وكذا الأرواح يعلوها الصدا ***
قد رأيت الكون قبراً ضيقاً خيّم اليأسُ عليه والسكوت ورأت عيني أكاذيب الهوى واهياتٍ كخيوطِ العنكبوت كنت ترثي لي، وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال صموت عند أقدامك دنيا تنتهي وعلى بابك آمالٌ تموت ***
كنت تدعوني طفلا، كلما ثار حبي، وتندت مقلي ولك الحق، لقد عاش الهوى فيّ طفلا، ونما لم يعقلِ ورأى الطعنة إذ صوبتها فمشت مجنونة للمقتل رمت الطفلَ، فأدمت قلبهُ وأصابت كبرياء الرجل ***
قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا عجلي لا ينفع الحزم وئيدا ودعي الهيكل شبت نارُه تأكل الركّعَ فيه والسجودا يتمنى لي وفائي عودةً والهوى المجروح يأبى أن نعودا لي نحو اللهب الذاكي به لفتة العود إذا صار وقودا ***
لست أنسى أبداً ساعة في العمرِ تحت ريحٍ صفقتْ لارتقاصِ المطرِ نوّحتْ للذكر وشكت للقمرِ وإذاما طربت عربدت في الشجر هاك ما قد صبت الري ح بأذن الشاعر وهي تغري القلب إغرا ء الفصيح الفاجر : " أيها الشاعر تغفو تذكر العهد وتصحو وإذا ما التام جرحٌ جد بالتذكار جرحُ فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو أو كل الحب في رأ يك غفرانٌ وصفح ؟ ***
هاك فانظر عدد الرم ل قلوباً ونساء فتخير ما تشاء ذهب العمر هباء ضل في الأرض الذي ينشد أبناء السماء أي روحانية تع صر من طين وماء؟ " ***
أيها الريح أجل، لكنما هي حبي وتعلاتي ويأسي هي في الغيب لقلبي خلقت أشرقت لي قبل أن تشرق شمسي وعلى موعدها أطبقت عيني وعلى تذكارها وسدت رأسي ***
جنت الريح ونادت..........ه شياطين الظلام
أختاماً ! كيف يحلو ..........لك في البدء الختام ؟
يا جريحاً أسلم الجر..........ح حبيباً نكأهْ
هو لا يبكي إذا الن..........اعي بهذا نبأه
أيها الجبار هل تص..........رع من أجل امرأه ؟
***
يا لها من صيحة ما بعثت عنده غير أليم الذكر أرقت في جنبه، فاستيقظت كبقايا خنجر منكسر لمع النهر وناداه له فمضى منحدرا للنهر ناضب الزاد، وما من سفر دون زاد غير هذا السفر ***
يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عزّ اللقاء فإذا أنكر خلٌّ خلَّه وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كلٌّ إلى غايته لا تقل شئنا،وقل لي الحظ شاء ! ***
يا مغني الخلد، ضيعت العمر في أناشيد تغنى للبشر ليس في الأحياء من يسمعنا ما لنا لسنا نغني للحجر ! للجمادات التي ليست تعي والرميمات البوالي في الحفر غنها، سوف تراها انتفضت ترحم الشادي وتبكي للوتر ***
يا نداء كلما أرسلته رد مقهوراً وبالحظ ارتطم وهتافاً من أغاريد المنى عاد لي وهو نواح وندم رب تمثال جمال وسنا لاح لي والعيش شجو وظلم ارتمى اللحن عليه جاثياً ليس يدري أنه حسن أصم ***
هدأ الليل ولا قلب له أيها الساهر يدري حيرتك أيها الشاعر خذ قيثارتك غنّ أشجانك واسكب دمعتك رب لحن رقص النجم له وغزا السحب وبالنجم فتك غنّهِ، حتى ترى سترَ الدجى طلع الفجرُ عليه فانهتك ***
وإذا ما زهرات ذعرت ورأيت الرعب يغشى قلبها فترفق واتئد واعزف لها من رقيق اللحن، وامسح رعبها ربما نامت على مهد الأسى وبكت مستصرخات ربها أيها الشاعر، كم من زهرة عوقبت، لم تدر يوماً ذنبها ! قصيدة أنت دير الهوى وشعري صلاة لمحمود حسن إسماعيل