أحمدك اللهم ربى على كل ما وهبته لى من نعم وما أعطيتنى من روح وحياة وهمم.. لقد منحتنى نعمة الإسلام وهى أجل المنح.. أتمم على نعمتك يا أرحم الراحمين.. هذا دعاء وفاء تردده صباحا ومساء وفى كل صلاة شاكرة حامدة لرب العباد. شابة صغيرة مؤمنة بربها أشد الإيمان ومؤمنة بالقضاء والقدر وكل ما يأتى من عند الله فهو خير للبشر.. شخصية فذة لم تقتنع بالسهل الممتنع دائما تطمح إلى العلياء إلى ما فوق السحب إلى الفضاء لتثبت أنها قادرة على التغير بالعمل الجاد.. هى كالقبطان تدير سفينتها بأمان فى بحر متلاطم الأمواج تحاول أن تتغلب على انحراف السفينة عن مسارها بالتعديل والتصحيح لتصل إلى شاطئ الأمان.. كانت ماهرة فى استخدام التصوير الذهنى وتكوين صورة خيالية ذهبية للهدف الذى تود تحقيقه وكأنها تعيش لحظات الإنجاز.. هى محبة للحياة بمنظار نقى وشفاف.. تتغزل بالقمر وتسعد بدفء الشمس وتلقى أشعارا عندما تسمع هدير أمواج البحر.. تعشق الليل لأنها تعيش معه وبحضنه ولا تفارقه ولا تدعه يفارقها.. تعثرت بحياتها بصخور قاسية صلبة ولكن بإرادتها الحديدية استطاعت أن تفتتها وتجتازها وتبنى لنفسها صرحا خاصا بها.. وأثبتت أن الفتاة مهما صادفها من عوائق وتحديات إن كانت إرادتها حاضرة ستتغلب على نوائب الدهر وتصل للأمان.. هى لم ترد ذلك.. ولكن الله أراد لها أن تلد من رحم أمها عمياء وهى قبلت بمشيئة الله آمنة مطمئنة النفس راضية بقدرها.. قالت وفاء: بدأت منذ الصغر أتلمس الأشياء وأتعلمها وعشت مع ظلمتى بود وحنان دون خوف أو هلع من الحياة ومن المستقبل.. كنت أرى ببصيرتى واعتمدت على نفسى فى قضاء أمورى دون اللجوء للآخرين.. أشعر بجرح كبير يستنزف روحى وفكرى عندما يشعرنى أحدا بالشفقة على.. وأحسها ضربات موجعة لنفسى لأننى أستنشق دائما عبق الطمأنينة والتسليم بأمر ربى والرضا بحكمته. كنت أسمع كلمات أهلى وأبكى عندما تحولت قصتى لديهم إلى مأساة وخوف على من نوائب الدهر وأنا الكفيفة التى لا حول لها ولا قوة.. كانت كلماتهم تزيدنى إصرارا على أن أثبت لهم أن العمى ليس بالبصر ولكن بالقلوب والعقول وبالنفوس وإننى مثلكم تماما أرى كل الأشياء بوضوح.. لما تشعرونى أننى دونكم.. وهكذا تحديت المستحيل وأكملت دراستى الجامعية وتفوقت على الجميع واستلمت عملا يليق بقدراتى ويبهر الناظرين.. كان قلمى رفيقى أسطر به أفراحى وأحزانى حتى باتت ملكة الكتابة هوايتى وكتبت أجمل القصص والروايات وأحلى الهمسات حتى فاح عطر اسمى بين الكتاب ونشروا لى أحلى الكتابات واستطعت أن أبرهن لأهلى أن الإرادة تفوق الإعاقة والتصميم هى من صنعنا وقدرتنا على الحياة.. انبهرت بكلماتها وبجمال روحها وحبها للحياة لذا طرزت حروفها بقصة لتكون عبرة للمعاق ولأصحاب البصر الفاشلين.. إن الذى يتمسك بحبل الله وحب الحياة سيكون من الناجحين ومن أصحاب البصيرة المتفوقين وأتمنى لوفاء العيش الرغيد بهذه الحياة.